ShrElRawayat

شارك على مواقع التواصل

أنا ابنة الليل وهو والدي..
أنا طارقة الأبواب, ابحث عمن يأويني..
أنا لؤلؤة بمحارة داخل أعماق المحيط,
يلفني الظلام من كل اتجاه..
تتصدع محارتي من شدة الحمل؛
ولكنها تبقى صامدة, تحميني وتحمي قلبي؛
مهما بلغت الصعاب؛ سأظل لؤلؤة تلمع في جوف البحار..
محارتي تحملي فمهما بلغ الشرخ, يبقى الصمود حياة.

تمهيد

جلست أمام شاشة الحاسوب تنظر إلى الاتصال المرئي أمامها,
بعد تفكير طويل في الأمر وافقت على التحدث معها, في البداية استمعت إلى حديثها بتركيز شديد دون حديث, بل كلمات مقتضبة ترد عليها..
إعلامية لها صيت واسع في كتابة قضايا المجتمع الشائكة,
كيف وصلت إليها, وعلمت بمكانها!..
لا تدري.. ولا تهتم, فقط لولا توسط راشد ابن عم زوجها وطمأنته لها؛ لم تكن لتقدم على هذه الخطوة..
ابتسامة ساخرة اعتلت ثغرها, وهي تتذكر حديثها عن رغبتها في وضع قصتها في كتابها..
ليست قصتها فحسب؛ بل قصص مختلفة لغيرها, ربما اختلفت قصصهم وطريقة عيشهم؛
إلا أن النقطة المشتركة بينهم هي السجن..
أخذت نفسًا عميقًا ثم زفرته بروية, تنظر خلال الشاشة فترى محدثتها تنظر إليها بترقب,
ممسكة بيدها مفكرة, وقلم لتدون ما ستقوله:
رُغم أن هذه المُحادثة ستُحفظ لديها..
ابتسمت ابتسامة خفيفة, تبلل شفتيها بطرف لسانها قبل أن تبدأ بالحديث..
حسنًا.. لا أدري من أين أبدأ!..
فلست من أصحاب الكلمات المنمقة,
أو العقليات المثقفة أصحاب الكلمات العميقة المرسومة بدقة..
ربما لم أتعلم بمدارس عليا, أو احصل على شهادات؛ تخولني لأكون فردًا ذو مكانة ثقافية،
فقد تعلمت بأكبر مدرسة يمكن أن يتعلم فيها الإنسان؛ ألا وهي مدرسة الحياة..
الشارع بمعنى أدق، هو بداية قصتي؛ بل بداية مولدي..
ربما قصتي قد تنال منكم التعاطف الأسى، الشفقة،
قد تثير غضب البعض لبضعة أيام, وبعدها سينتهي الأمر كما بدأ،
فهذا هو الحال دائمًا، زوبعة وبعدها تهدأ حتى تنتهي،
على كل حال سأروي قصتي..
ربما لم نلتقي وجهًا لوجه في عالمنا الحقيقي, لعدم تواجدي بالبلاد، ولكن لقيانا بهذا العالم الالكتروني هو قدر، قدر قد أستطيع فيه التنفيس عما أشعر به،
فيجد البعض فيه قصة ربما تكون مكررة، وستتكرر على مر الزمان،
فقصتي وحياتي تعج بها الشوارع والأزقة،
فنحن من يُطلق علينا "أبناء الشوارع" أو "المشردين"
لن أطيل عليكم المقدمات, ولن أخبركم ببعض الحكم المملة، فقط سأقص عليكم قصتي..
قصة بدأت من قبل مولدي، لنقل قبلها بأكثر من عامين أقصى تقدير..
بتلك الليلة التي التقى فيها والد من أصبح قدري بوالدته، لتبدأ الحكاية..
بذلك الملهى الليلي, حيث كانت ترقص كغيرها من الفتيات المنتشرات بالمكان،
كما يطلق عليهم " رقاصة درجة تالتة "
ترقص بالملاهي الليلية، بعض الأفراح، وبعد أن تنتهي تعود لمنزلها،
ليس منزل بمعنى الكلمة؛ إنما هو مكان أشبه بمستودع كبير يحوي العديد من الأفراد، وليسوا أي أفراد..
" في قانون الغاب البقاء للأقوى، وهو قانون الشارع أيضًا، ولكل مكان قانون وسيد.."
وسيد المكان هو "ناصف" أو "المعلم" كما ينادونه، زعيم المكان، من يتحكم بالقطيع، يوزع المهام،
ولا يستطيع أحد الاتيان بحركة إلا بأمر منه؛
وإلا نال ما لا يُحمد عقباه..
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.