ShrElRawayat

شارك على مواقع التواصل

- لقد تزوجت.
كلمات بسيطة تكاد لا تُكمل حروفها العشر، إلا أن وقعها أشبه بالجمر المشتعل على قلبها، اعترتها غُصة مريرة وهي تطالع تعابير وجهه القاسية، أرادت طمأنة قلبها بحنان عينيه إلا أنها لم تستشِف سوى القسوة الطاغية، اقتربت منه برفق وعيناها تسبح على سطح وجهه بتعابيره، وأخيرًا هتفت إليه بتوسل ونبرة فضحت عن نوبات بكائها القادمة:
- إياس، أنت تمزح، صحيح؟ أجبني وقل أنك تمزح، من المحال أن يقود الإياس عائشته إلى هذا الألم، أليس كذلك؟!

لم يصدر عنه سوى أن التفت بوجهه إلى الجهة الأخرى، فأدارت وجهه إليها بعنف صارخة ببكاء لم تستطِع مواراته أمام مرارة ما أُخبرها به:
- أجبني.

ضغط على قبضة يده بعنف كي لا تهزل قوته فينصاع لقلبه العاشق ويعانقها معتذرًا على ما اقترف بحقها، يشعر أن عيناه ستخون عهدها مع عقله، وتُجرفه للنظر إليها، فهتف بجمود قبل أن يخرج هاربًا إلى الخارج:
- كما سمعتِ، هذا نبأٌ لا مأوى للهزل بين أركانه.

هوت قدماها أرضًا لاحقة بفؤادها الذي انتزعه وسحقه تحت قدميه قبل قليل مدركة جحيم ما تفوه به، تعلم تمام العلم أنه لا يمزح في هذا الشيء، ليس في هذا الوقت، فسوء حالته النفسية بسبب تلك الأزمة التي تعرض لها وتقلباته المزاجية أكبر دليل على صدقه، فإياس الحالي ليس هو من يمزح بتلك المزحة الزهيدة، ظلت على حالها لدقائق كثيرة تعدت إلى ساعات، حتى نهضت من مكانها تمحو دموعها التي غرق وجهها بها، ثم اتجهت إلى الداخل عازمة على شيء ما؛ علها بفعلتها تجعله يفيق من هذا الطوفان الذي غاص في أعماقه، ثم أدركه الغرق به فلم يعد يستطيع العودة مرة أخرى.

------*------*------

طاف بسيارته كثيرًا في جميع الأنحاء، تخبط بها في العديد من الطرقات بعقلٍ ربما لو استطاع البكاء لبكى على حال صاحبه الذي تصلبت عيناه من قسوة ما تعرض له، لم تقُده قدماه سوى تجاه هذا المسجد القديم الذي دائمًا ما كان يجتمع فيه وشقيقه، تأوه بحزن دفين متذكرًا تلك الأيام الهادئة الخالية من نوائب الدهر، استند بجذعه على جدار المسجد وأنامله تعبث في أوراق المصحف الشريف بين يديه، ثم بدأ في التلاوة بصوته العذب علّ شروده بكلمات الله يُنسيه ما يمر به في الوقت الحالي.

------*------*------

لفافة تبغ حقيرة قبضت عليها أنامل ذلك المراهق الذي ربما لم يبلغ عمره السابعة عشر بعد، ابتسامة متهكمة فرّت من شفتيه بعدما استمع إلى كلمات رفيقه القلقة:
- أبان! ألا تخشى أن تتعثر بأباك فيراك على هذا الحال؟
التفت إليه هاتفًا بحدة:
- أنا لا أخشى أحدًا.

هز رفيقه رأسه بعدم رضا هاتفًا برجاء:
- أنصحك أن تبتعد عن أحمد ورفاق السوء وإلا انفجر قلبك بحقدك على أبيك.

زفر بضيق بعدما التقط بضعًا من تلك السموم القابض عليها بيمناه، ثم هتف بضيق:
- ما رأيك أن تتركني لأتمَّها، وتكف عن ذكر أبي وتلك الأشياء التي تثير براكين الضيق بداخلي.

طالعه عليّ بأسف وحزن على صديقه الذي تنحدر أخلاقه بسبب تلك الصحبة الفاسدة التي تقطف بهاءه يومًا بعد يوم، فتركه أبان بلامبالاة، ثم التقط إحدى قطع الحلوى المفعمة برائحة النعناع حاضنًا إياها بين شفتيه؛ علها تزيح بعضًا من تلك الرائحة الكريهة التي تتشبث بأنفاسه قبل أن يعود إلى البيت.

زفر بضيق بعدما وجد والده جالسًا في بهو المنزل يطالعه بشر، فوضع الكتب التي يحملها بيده على أقرب طاولة إليه، ثم همّ بالصعود إلى الأعلى بعدما بادله بنظرة عدائية، كادت قدماه أن تخطّ العتبة الأولى من الدرج إلا أنها أبت أن تحرر الأرض من عناقها بها، فتصلبت بمحلها أثر سماعه لكلمات والده الغاضبة:
- انتهى موعد حصتك منذ ساعة.. أين كنت كل هذا الوقت؟

التقط أنفاسًا عميقة، وما لبث أن حررها من سجنها وهو يزفر بضيق قائلًا:
- كنت برفقة صديقي عليّ.. ألديك مانع؟

اغتاظ أوس من نبرته المستهزئة التي يحدثه بها، فاقترب منه بغضب ساحبًا ذراعه الأيمن بقوة جاعلًا إياه ينظر إليه وهو يهتف بحدة:
- أقسم بالذي خلق السماء بلا عمد، إن لم تنضبط في أحاديثك معي سأنسى كل الأفعال التي تمت للعقل بصلة.

أغمض الآخر عينيه بقوة غير مهتم بتهديد والده، فدفعه أوس بقوة ناحية الدرج، ثم اتجه عائدًا إلى الأريكة التي كان يجلس عليها قبل قدومه وهو يصيح بعنفٍ:
- لن تغادر البيت بعد اليوم، سيأتيك المعلمون هنا.. ولن أخبرك ماذا بإمكاني أن أفعل إن كنت على صواب فيما أعتقده.

كاد الآخر أن يجيبه معترضًا بعدما استمع إلى كلماته، ولكن نظرات والدته التي أتت مهرولة أثر سماعها لصراخ زوجها جعله يصعد إلى غرفته صافقًا الباب خلفه بعنف.

استند أوس بجبينه على مرفقيه مفكرًا في أمر هذا الذي لا يدري ماذا يفعل معه، استخدم كل الطرق كي يعيده إلى صوابه، إلا أنه لم يفلح معه لا باللين ولا بالشدة، حاول أن يجعله صديقًا له عله يقترب منه ويستطيع سبر أغوار أسراره التي أودت به إلى سبيلٍ لا خير فيه، إلا أن الآخر لم يستجب، وكأن شيطانًا تلبسه وأبى أن يتركه قبل أن يصطحبه معه إلى طريق ليست له نهاية سوى أن يكون حطبًا لجهنم تُزيد به من لظاها المشتعل بأصحاب الذنوب والآثام.

شعر بمن يربت على قدميه بلين، فانتفض بضيق هاتفًا بقلة حيلة
- ماذا أفعل به؟ أخبريني ماذا أفعل؟ أأقتله ليرتاح قلبي؟! أشفق عليه من هذا الطريق الذي يجذبه كالشياطين التي تجذب العُصاه، أردت أن نجتمع سويًا في الجنة، أخشى أن تأتي تلك اللحظة التي يتذلل بها إلينا جميعًا لنساعده فنفرُّ بيومٍ يفرُّ فيه المرء من أبيه وأمه ، لا أريد لولدي أن يكون هكذا، لا أريد.

تساقطت دموعها التي لم تعد تفارق وجهها منذ أن التحق صغيرها بالمرحلة الثانوية وضياعه إلى هذا الحد الذي لم يعد يستطيع أحدهم السيطرة عليه، حاولت الكف عن ذرف دموعها وهي تعاود مواساة زوجها هامسة بأمل:
- سيهديه الله لنا، ليس علينا سوى الدعاء؛ فهو أقوى ما يتسلح به المرء، أثق بأن الله سينير قلبه، ولكن.. اجعل إيمانك بالله كقطعة حديد أقسم لها الصدأ بألا يطرق بابها، ادعُ له وانصحه، أنملك شيئًا أفضل منه لكي لا نبذل كل جهودنا عليه؟

لم يصدر عنه سوى أن رفع كفه الأيمن ممررًا إياه على وجهه بعنف، ثم نهض تاركًا إياها بقلبٍ مفطور على خلفٍ أودع فيه كل أمانيه فنثرها بين الموجات القاسية، مخبرًا إياه بأن يرمم جرح أمانيه إن استطاع لملمة شتاتها من بين موجات الظلمات.

------*------*------

- ياسين، استيقظ لصلاة الفجر، لقد أوشكت الإقامة على البدء.

هتفت حور بهذه الكلمات وهي تطالع زوجها الذي بات يُثير حنقها في الآونة الأخيرة عند كل مرة تحاول إيقاظه فيها لصلاة الفجر، هزت كتفه برفق مرددة اسمه عله يفيق أثر حركتها، إلا أنه ظل يهمهم أثناء نومه دون أن ينهض، فزفرت بضيق، ثم جذبت كوب المياه الموضوع على الطاولة الجانبية للفراش، ونثرت منه بعض القطرات على وجهه، كادت أن تعيد الكرة مرة أخرى وتسكب بعض المياه على أصابعها إلا أنه نهض منتفضًا بحنق أثر القطرات التي أزعجت منامه، ثم صاح بغلظة:
- أحمقاء أنتِ؟ ما أفعال الأطفال هذه؟

انتفضت بفزع أثر صراخه المفاجئ عليها، ثم رمقته بنظرة لم تخلُ من العتاب قبل أن تتركه وتتجه إلى الخارج دون أن تنبث بكلمة، تشعر بالحسرة على انتكاسته هذه الفترة، فبعدما كان هو من يوقظها لصلاة الفجر ويستيقظ قبلها كي يقضي بضعًا من الليل في التهجد إلى خالقه- بات لا يستيقظ إلا بإلحاحٍ شديد. تبدل حاله إلى درجة كبيرة عما كان عليه، فحتى السُّنن التي كان مواظبًا عليها لم يعد يطرق بابها، بل والأفظع من ذلك أنه غالبًا ما يتكاسل عن الذهاب إلى المسجد ويقضي صلواته المفروضة بين جدران البيت! لم يعد ياسين ذاك الذي تزوجته واتفقت معه أن يقيما بيتًا إذا رآه النبي تبسم لحاله، بل أصبح شخصًا يحركه الشيطان على هواه، وهو يخضع له وكأنه اشتراه، وليس معه ما يدفعه له كي يفك أسره!

كادت أن تبدأ صلاتها بعدما فرشت سجادة الصلاة تجاه موضع القبلة، إلا أن يداها تيبست عندما وجدته يضع سجادة أخرى بجوار سجادتها ويشرع في البدء في الصلاة، نظرت إليه باندهاش، ثم سألته بترقب:
- ألن تذهب إلى المسجد؟

أجابها بلامبالاة قبل أن يعلو صوته بالتكبير:
- سأصلي هنا؛ الجو بارد في الخارج.

ضغطت على قبضة يدها بقوة لا تقل عن أسنانها اللاتي تتعاركن مع بعضهن من فرط غيظهن، فحتى صلاة الجماعة لم يعرضها عليها كي تعوض بضعًا مما فاته من ثوابها، كادت أن تنهره كي يُعدل من فكرته ويذهب إلى المسجد، إلا أنها تبعته في صلاته لما وجدت أنه لا سبيل لها لزجره.

بعد دقائق قليلة انتهى هو من صلاة الفجر وتبعته هي بعد دقائق أكثر، فوجدته يذهب إلى الفراش ويتدثر تحته بكسل مخالفًا لما كان يفعل في السابق من مشاركتها في قراءة ورده اليومي بعد الصلاة! اتجهت إليه بعنف بعدما طفح بها الكيل، فإن كانت قد صمدت في الأيام السابقة عله يخجل من نفسه ويعود كما كان إلا أنها لن تصمت أكتر من ذلك؛ فحاله يتدهور يومًا بعد يوم، ويبتعد عن طريق القرب الذي لا نهايه له مهما دنا الاقتراب، ارتمت بجواره على الفراش بعنف كي يلتفت إليها، ثم هتفت إليه بحنق دون انتظار ردة فعله:
- أنتَ كاذب.

عقد حاجبيه باستنكار لطريقتها التي تنتهجها في معاملته منذ يومين، إلا أنه بقى موليها ظهره خجلًا من ذاته؛ لعلمه جيدًا بما سوف تتحدث به معه، يكفيه نظراتها العاتبة التي ترمقه بها منذ أيام كثيرة، ولكنها أبت الانصياع وراء رغبة شيطانه هي الأخرى، فأعادت كلماتها مرة أخرى بصوت أعلى وانفعال أكبر:
- أنت كاذب ومنافق.

اشتعلت الدماء بعروقه من كلمتها التي نعتته بها، فالتفت إليها هاتفًا بتحذير وعيناه اتخذت مكانها للعراك مع عينيها:
-حور.. لا تتجاوزي حدودكِ معي.

اشتعل غضبها أكثر من طريقته، فهتفت بهجوم:
- أهناك شيء خاطىء مما وصفتك به؟ ألا ترى هناك فرق بين أحاديثك ووعودك، وبين أفعالك؟

أجابها بضيق مغيرًا للموضوع:
- وأنتِ؟ ألا ترين فرقًا بين طريقتك في التحدث إليّ، وبين الدور الذي كنتِ تجيدين رسمه؟

برقت عيناها في صدمة من سوء ظنه بها، ثم همست إليه بذهول:
- الدور الذي كنت أجيد رسمه؟ أتراني هكذا؟!

وزع نظراته في جميع أنحاء الغرفة عدا الركن الذي تحتله هي، ثم هتف بغلظة دون النظر إليها:
- أنتِ من بدأت بتقليل الاحترام، فلا تمثلي الغضب وتغتصبي دور المظلومة.

التقطت أنفاسها بقوة، ثم نهضت منسحبة من محلها بهدوء ترحم قلبها من تلك الرصاصات القاسية التي تقذفها شفتيه بها، هاتفة بهدوء قبل أن تغيب عن عينيه دون أن تلتفت إليه:
- يشهد الله على ما في قلبي وما أنتويه، لا أحتاج تبريرًا لأفعالي، وأعتذر على تلك الكلمة التي نعتُّك بها، ولكن هذا ما شعرت به وأنت من جعلني أعتاد على قول ما يزعجني منك دائمًا.

تنهد بقوة بعد غيابها عن عينيه ثم التقط تلك الوسادة التي كانت تستقر بمحلها، واحتضنها بين ذراعيه مغمضًا عينيه دون أن يبالي.

------*------*------

بعدما تنفس الصبح في تمام السابعة أوصد الباب خلفه بعد تلك الليلة التي قضاها في المسجد دون أن يشعر بجفنيه اللذان تعانقا بعد ليالٍ عجاف حكم عليها بالفراق فيها من عقله الذي كان يأبى الخضوع لسلطان النوم معتصمًا ثأرًا لقلبه، عقد حاجبيه باندهاش وهو يرى عائشة التي تغفو على الأريكة بكامل ثيابها عدا نقابها الذي رفعته عن وجهها، وصغيريهما يستندان على فخذيها، كلًا منهما يحتضن الآخر، اقترب منها بهدوء هاتفًا اسمها برفق غير عابئ بتلك الحقيبة الكبيرة التي اصطدمت بها قدمه، فاقت من نومها بقلق وعيناها تجوب على جسده من أعلاه لأسفل قدمه، وسرعان ما استعادت وعيها واستفاقت من نومها، نهضت واقفة برفق بعدما أراحت رأسي صغيريها على الأريكة، ثم التقطت هاتفها الموضوع على الطاولة، وعبثت به قليلًا حتى أتت برقم شقيقها، فهتفت بهدوء ونبرة متحشرجة من أثر النوم:
- عمار، هل بإمكانك أن تأتي لتصحبني وصغاري لأني لا أستطيع المجيء بمفردي؟

استمعت إلى الطرف الآخر بهدوء، وسرعان ما أردفت بتوتر:
- سأخبرك حينما تأتي...أنا بانتظارك.

أغلقت الهاتف بهدوء منافي لارتجاف قلبها من ذاك الذي علمت من اهتزاز قدميه بأنه يجاهد كي يستعيد بعض هدوئه قبل أن يثور عليها، وما لبثت أن شهقت بفزع وهو يجذب ذراعها بقوة متجهًا بها نحو غرفتهما، وعيناه تنظران إلى أبنائهما بتحذير إشارة لها كي لا تتحدث حتى لا تثير فزعهم.

ثوانٍ قليلة وكانت تفرك ذراعها أثر قبضته القاسية وهي تطالعه بحنق، فبادلها النظرة بأخرى غاضبة صائحًا بعنف:
- بإمكان سيادتك أن تخبريني إلى أين ستذهبن؟ أوه!! وأصبحتِ تجيدين التخطيط دون إذني، أبإمكانك أن تطلعيني على خطتك؟

زفرت بضيق من استهزائه بها، ثم هتفت بمرارة:
- أما زلت تسأل؟ بأي حقٍ تفعل؟ بفعلتك تلك لم يعد لك الحق بأي شيء يخصني.

- لم أقترف حرامًا، فقد استغليت حقي.

قال جملته بلهجة باردة يلجأ إليها عند ضعف حجته، فأجابته بهدوء مصطنع:
- حسنًا، وأنا أيضًا من حقي قبول أو رفض ما وضعتني به، وأنا استخدمت حقي وأرفضه، لا أريد العيش برفقتك، أريد هجرك، أتفهم ما أقول؟

- عائشة.

هتف اسمها بتحذير من متابعة حديثها الذي يمزق نياط قلبه، إلا أنها لم تبالِ وهي تسترسل قائلة:
- لم أكن أتصور بأبشع كوابيسي سوءًا أن يأت هذا اليوم الذي تكون أنت مصدر ألمي فيه، كنت الشخص الأخير الذي أتوقع أن ينالني الأذى منه، أنا ذاهبة إلى بيت عائلتنا إلى أن ينتهي هذا الموضوع، وتقوم ب.. بإطلاق سراحي.

همست الكلمة الأخيرة بارتجاف جعله ينتظر لثوانٍ قبل أن يفهم ما قالت، فأدرفت وهي ترفع نقابها على وجهها:
- أعلم أنه من الخطأ أن أغادر البيت دون أن تأذن لي مهما كانت فعلتك بحقي، كل ما كان بوسعي أن أفعله هو انتظارك حتى أتيت لأخبرك، ولكن.. لن أستطيع الضغط على قلبي أكثر من هذا، لقد سمعت بوق سيارة شقيقي، وأتمنى ألا تعيق سيري.

أنهت كلماتها ثم تولت عنه وهي تشعر بالخنجر الذي أرادت غرسه بقلبه يرتد قاسمًا قلبها هي بعدما أقسم أن يشد حدته ثائرًا لكرامتها من إباء قلب ذاك القاسي الواقف أمامها، والذي كان أشد قسوة من الحجارة حتى كاد الخنجر أن ينفلق. سحبت جنة ابنتها التي استيقظت من نومها لتوها، ونظرت لوالدها بضياع، ثم اتجهت بها إلى الأسفل كي تخبر شقيقها بأن يأتِ ويصطحب صغيرها الآخر، بينما ظل هو واقفًا في الغرفة دون أن يكلف نفسه عناء اللحاق بهما.
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.