"امرأة أثيرية"
هناك على المذبح ترقد امرأة أثيرية
تتوارى في تابوت الليل كلحظة سكر عابرة
توهمني بالنبض الواهي
فتغير عليَ قبائلها الوترية
لا تترك في جسدي موضع شبر إلا نحرته
استل سيوفي المدسوسة تحت جناحيها
وأصول بفرس ضيع سرجه.
"امرأة أثيرية"(2)
من فوق مآذن هذا الشرق "الأوسط"
ينشطر لساني
نادوا الحراس
ونادوا خازن بيت المال
أقسمت عليهم أن يلقوا بفتات العشق على المصران
أن يقفوا عند مراثي الحزن على الجدران
أقسمت بأن أجلد ذاتي
ونذرت بأن أذبح شاتي
وشياه الناس
وأقيم على بصمات حوافرها طقس القدّاس
من أجل الشعب
فليضرب هذا الفأس الرأس.
"رحيل أنيق"
سأرحل ليس لأجل الرحيل
ولكن بقصد البقاء
فقلبك طيرٌ بياض العيون
لأجلك شق عصا الهندباء
طيور الهوى لا تجيد السلام
تموت ليحيا الألم
ويعمى الغرام.
"صنعاء"
علموهم ركوب الخطوب
وعلموني الغرق
ما ضرني شراعي الممزق
بل راعني الهبوب
ألف فرسخ ونصف ميل
صنعاء لا بد منها
وإن طال الهروب.
"أُحجِيات"
اشتياقي وعناقي وفراقي
الثلاث الأُحجِيات
وانبلاج الليل من تحت السهاد
واضطرام الوجد فينا
لم يعجل بالبشير.
احتمالي وانفعالي وارتحالي
الثلاث المُبكِيات.
وانغماس الغمد في طيب الرماد
وانطفاء الشوق فينا
لفّ بالكفن الوثير.
"اختناق"
أتنفسه عشقًا
رغم اختناقي
رغم ازدراء حروف السواقي
ورغم شروق القمر
فاسألوه..
عن حقول البيلسان
وضريح الأقحوان
ثم اسألوه عن الخدود البيض
عن جيد الحسان
شوقها للنار أضرمها رمادًا
اكفهرّت أوجه الليل الثلاثة
بللتها أدمع الأقمار في يوم الختان.
"نون"
الليل
واسمك
والدنيا في آخر حرف.
أحببتك قمرًا صيفيًا مختبئًا تحت جناح الشمس
أحببتك عام الحزن
البؤس أضاء شموع لقاء الدمع الأول.
أحببتك حين اغتال الشوق حماماتي الخمس
أحببتك رغم خطوط الفنجان المتعرِجة
ودخان الكلمات المحترقة.
أحببتك رغم أنوف الدنيا
فأدار الكون لنا ظهره.
"الحصاد الأخير"
سأحرث الأرض
أشمِّر جبهتي للأعالي
لعلني استفيق على المطر.
سأبذر البذر
وأدعو الرياح
لتمسح الأرض
بطونها الجوعى.
سأذبح الثور
يوم الحصاد
وأرهن كل جوارحي للخريف
بكسرة خبز
وحفنة بؤس
يموت الشريف
ويشقى العفيف.