hindawiorg

شارك على مواقع التواصل

رأيتُ المتجر السحري من بعيدٍ مرَّاتٍ عدة؛ ومررتُ به مرة أو مرتين، ولاحظتُ نافذةَ
عرضه المدهشة التي تعجُّ بالأغراضالصغيرة الجذابة والكرات السحرية والدجاج السحري
والأقماع الرائعة والدُّمَى المُستخدَمة في عروضالتكلُّم من البطن والأغراضالخاصة بسلال
عادية، والعديد من الأغراضالأخرى « تبدو » الخُدَع ومجموعات كبيرة من أوراق اللعب التي
المشابهة، ولكنني لم أفكر قط في دخول المتجر حتى جذبني ابني جيب، دون تحذير مُسبق،
من إصبعي عنوةً في أحد الأيام إلى نافذة العرض؛ فلم يكن لي أمام إصراره مفرٌّ سوى أن
أصطحبه للدخول. لم أكن أظن أن المتجر يقع في هذا المكان، في الواقع، فقد كانت واجهته
متوسِّطة الحجم تقع في شارع ريجنت بين متجر الصُّور والمتجر الذي تركضفيه الفِراخ
الصغيرة خارجة من مفرخاتها؛ ولكن ها هو بالفعل موجود هناك. خُيِّلَ لي أنه في نهاية
الشارع بالقُرب من السيرك أو بالجوار في شارع أوكسفورد أو حتى في هولبورن؛ إلا أنه
كان دائمًا هناك على الطريق بلا شك، وإن لم يكن واضحًا للعيان، وكأنه سراب يَختفي
كلما اقتربت منه. أَحدثَ طرفُ إصبع جيب السبابة السمين ضجيجًا وهو يخبط على زجاج
نافذة العرض.
«. وتلك » : وأشار إلى البيضة المختفية، وأردف قائلًا «. لو كنتُ غنيٍّا لاشتريت هذه »
وأشار «. وهذه أيضًا » : وأشار إلى دمية الرضيع الباكي الذي يشبه طفلًا حقيقيٍّا، ثم أضاف
«. اشترِ واحدة وأبهِر أصدقاءك » : إلى علبة غامضة كان مرفقًا بها بطاقة أنيقة مكتوب عليها
إذا وضعت أيشيء أسفل أحد هذه الأقماع فسيختفي في الحال، » : أردف جيب قائلًا
«. لقد قرأتُ هذا في كتاب
أما هذا يا أبي فهو البِنس المُختفي، ولكنهم وضعوه إلى أعلى هكذا حتى لا نرى كيف »
«. يصنعون هذه الحيلة
المتجر السحري
ورِثَ ابني العزيز جيب طباع أمه، فلم يقترح حتى أن ندخل المتجر ولم يُلقِ بالًا على
الإطلاق؛ فقط — كما تعلمون — جذب إصبعي لا إراديٍّا تجاه باب المتجر وأفصح عن
رغبته بوضوح.
«. تلك » : أشار إلى الزجاجة السحرية قائلًا
أشرق وجهه عند سماعه «؟ أتقصد إذا اشتريت تلك الزجاجة » : فسألته قائلًا
استفساري المُبَشِّر.
كان جيب طيِّب القلب ومُراعيًا لمشاعر «. يُمكنني أن أريها لجيسي » : وتطلع إليَّ مجيبًا
الآخرين دائمًا.
لم يتبقَّ سوى أقل من مائة يوم على عيد » : أمسكتُ بمقبض الباب وحدثتُه قائلًا
«. ميلادك يا جيبلز
لم يُجبني، وأطبق قبضته على إصبعي حتى دخَلنا المتجر.
لم يكن هذا المتجر متجرًا عاديٍّا؛ بل كان متجرًا لمستلزمات الخدع السحرية. وبمجرد
دخولنا المتجر تخلَّى جيب عن حماسه المحموم الذي كان يُرافقه عادة عند الدخول إلى أي
متجر لعب عادي، وترك لي عبء الحديث.
كان متجرًا صغيرًا ضيقًا خافِت الإضاءة؛ دقَّ جرس الباب مرة أخرى مُصدِرًا صوتًا
كئيبًا ونحن نُغلقُ الباب خلفَنا. وقفنا وحدنا لوهلة ناظرين حولنا فرأينا نَمِرًا مصنوعًا
من الورق المُعَجَّن وموضوعًا على الصندوق الزجاجي الذي يُغطي طاولة العرضالسُّفلية
— كانت له عينان طيبتان ورأسٌ يهتزُّ بوتيرة منتظمة. كان يوجد العديد من الكُرات
البلورية ويدٌ خزفية تُمسك ببطاقاتٍ سحرية ومجموعة من أحواضالسمك السحرية ذات
الأحجام المختلفة وقبعة سحرية مزخرفة. وكانت على الأرضمرايا سحرية عديدة؛ إحداها
تجعلك تبدو طويلًا ونحيلًا، والأخرى تُضَخِّم رأسك وتُخفي ساقيك، والثالثة تجعلك قصيرًا
وبدينًا كحيوانات الجَرِّ؛ وبينما كنا نضحك علىصورنا، دخل شخصٌما، أعتقد أنهصاحب
المتجر.
وعلى أيِّ حال، ها هو يجلس خلف طاولة البيع. كان رجلًا غريب الأطوار، أسمر
اللون، وجهه شاحب وإحدى أذُُنَيه أكبر من الأخرى، وذقنُه مدبَّب كمقدمة الحذاء.
هكذا قال فاردًا أصابعه الطويلة السحرية فوق «؟ كيف يمكنني مساعدتكما »
الصندوق الزجاجي؛ فجفلنا وانتبهنا لوجوده.
«. أرغب فيشراء بعضالخُدع البسيطة لابني الصغير » : أجبته قائلًا

«؟ هل ترغب فيشراء ألعاب خفَّة اليد أم الألعاب الميكانيكية أم المنزلية » : فسألَني قائلًا
هكذا سألته. «؟ هل يوجد أيشيء مُسلٍّ »
حكَّصاحب المتجر رأسه للحظة مفكرًا، ثم أخرج من رأسه—وبكل وضوح— «! امم »
«؟ شيء كهذه مثلًا » : كرة زجاجية وأردفَ مادٍّا الكرة أمامه بطول ذراعه قائلًا
كانت حركة غير متوقَّعة؛ فعلى الرغم من أنني رأيتُ هذه الخدعة المشهورة بين جموع
السحرة مرات لا حصر لها في العروض الترفيهية، إلا أنني لم أتوقع أن أراها هنا في هذا
المكان
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

فصول العمل

الفصل الأول الفصل الثاني
اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.