عن الضوء
«؟ هل يرى مَن يعيشون بالفجوة القمر والنجوم »
جزئيٍّا كما أتصور. يحصلون على رؤية جيدة للقمر حوالي تسعة أيام في الشهر، »
ويمكنهم أن يروا الأجزاء التي تظهر من السماء عند أطراف الفجوة. هذا كل شيء؛ ولكن
الليل هناك لن يكون ليلًا حقيقيٍّا أبدًا، حتى حينما تغرب الشمس عن أحد جانبي الفجوة،
فسينعكس ضوءُها من جدران الجانب الآخر. كما ترى، تدور الأرضحول الشمس طوال
الوقت، لا يعني هذا أنني أعتقد أنها تدور حولها بالطريقة نفسها التي يعتقدها الفلكيون،
بل أعتقد أنها تدور على مدارين؛ أحدهما عالٍ والآخر منخفض؛ أي إن جانبًا واحدًا من
المدار يرتفع في اتجاه أسفل الشمس، ودائمًا ما تكون على نفس المسافة منها. لا بد لأي
كرة تتحرَّك حول الشمس أن يكون لها نفس مقدار العزم والتوازن طوال الوقت حتى
تحافظ على الوضع الذي تكون فيه في مواجهتها. تقول نظرية الفلكيِّين إن الأرضتقطع
عدة ملايين من الأميال في أوقات معينة من السنة ثم تعود مرة أخرى؛ والآن طبقًا لذلك،
لن يكون هناك أي نظام أو اطِّراد، وهو ما يتنافى مع المنطق؛ فإذا كان يمكن للأرض
أن تتحرَّك وتدور في كل مكان بحُرية، فسيتسبب ذلك في حالة من الهرج والمرج المستمر
الذي لا يتوقَّف. ويوجد شيء آخَر يُثبِت أن العالم مجوَّفٌ من الداخل: لا يمكنك أن تجعل
كرة مُصْمَتة تدور من تلقاء نفسها في ضوء الشمس، ولكنها ستدور إذا كانت فارغة.
فإذا ذهبتَ وصنعتَ كرةً من الحرير الممتاز وملأتها بالغاز، أو صنعتَ أخرى من الفلِّين
ومجوفة من الداخل ووضعتها داخل وعاء زجاجي في الشمس، وفرَّغتَ منه الهواء ورفعت
درجة حرارته إلى درجة معينة — حوالي ١٨٠ ، أو ٢٠٠ درجة ربما، حسبما أعتقد —
فإنها ستدور في وجود الشمس، ولكن المصمتة لن تدور. ومن ثمَّ منطقيٍّا، فالأرضمجوفة
من الداخل حتى تتمكَّن من الدوران في وجود الشمس. لقد حاولتُ تنفيذَ هذه التجربة في
متجري أثناء الحرب، ونفَّذتُها بشكل جيد، ولكنها ليست موجودة الآن؛ إذ سُرِقَ متجري
قبل ثلاث سنوات ففقدتها إلى جانب العديد من الأغراض الأخرى وكل أدواتي، كما نُهِبَ
«. النموذجُ الذي صنعتُه لتقديمه إلى مكتب براءات الاختراع أيضًا
ولكن دعنا نَعُد إلى فجوتنا. بغضالنظر عمَّا أخبرك به البحَّار، أليس لديك أيشيء »
«؟ آخر سوى نظرية مجرَّدة
ليس تمامًا؛ توجد آثارٌ للحياة في أقصى الجنوب إلى ما هو أبعد مما ذهب إليه أي »
شخصنعرفه حتى الآن. قرأت في أغسطس الماضيفي إحدى الصحف أن قبطانًا إنجليزيٍّا
قد أبحر بعيدًا بما فيه الكفاية إلى الجنوب حتى وصل إلى مياه دافئة، وأنه قد التقط من
هناك قطعة خشب كانت لا تزال تنجرفمن أقصىالجنوب، وكانت مثبتة بها مساميرُ وبها
آثار فأس، وقد أحضرقطعةَ الخشب هذه معه إلى إنجلترا، وهي هنا الآن. لقد قرأت ذلك
تثير هذه الصحف » : تحدَّث بنبرة حزن وأسف قائلًا ،«… في صحيفة على أي حال، ولكن
العديد من الموضوعات والأفكار المثيرة للفضول حتى لا تصير متأكدًا دائمًا من صحَّة ما
يقولون؛ إلا أن بحَّارة آخرين غير ذلك القبطان قد وجدوا أن المياه تصبح أدفأ، وكان لديهم
أسبابٌ تدفعهم للاعتقاد بوجود بِحارٍ مفتوحةٍ عند القطبين. وبالإضافة إلى ذلك هناكشيء
آخَر يبرهن على وجود حياة داخل باطن الأرض، ألا وهو الأنياب والعِظام الكبيرة للحيوانات
التي توجد بعيدًا في منطقة سيبيريا، وهي ضخمة لدرجة أنها لا يمكن أن تكون جزءًا من
التكوين الجسماني لأي حيوان على الأرضأو أن يقوى على حملها. أتت هذه الحيوانات من
باطن الأرض، ليس لديَّ أدنى شك، وانجرفت مع الجليد الذي تصدَّع هناك حينما انهارت
«. كتل الجليد العائمة المنجرفة تحت تأثير الشمس، وانجرفت في أحد تيارات المياه القطبية
مجوَّفة بكل تأكيد
أنت تعلم، بالطبع، أن لدى الكثيرِ من الناس نظريةً تقول إن باطن الأرض في حالة من »
الانصهار، بينما يقول آخرون إنه توجد بِحارٌ داخليةٌ شاسعةٌ تؤثِّر أمواجُها على المواد
«؟ الكيميائية الموجودة بالأرض، وينتج عنها احتراق تلقائي وزلازل وبراكين، أليس كذلك
نعم، وما المانع! القشرة الأرضية التي توجد بين باطن الفجوة والسطح الخارجي »
يعادل سمكها ما يقرب من ثلاثة آلاف ميل، وفي وسط كل ذلك هناك متسعٌ بكل تأكيد
للعديد من الأشياء الغريبة. ولكني متأكدٌ أيضًا، كما أنا متأكد من أن كلينا على قيد الحياة،
من أن الأرض مجوَّفةٌ من الداخل، وأنه يوجد داخلها بلدٌ ضخمٌ يمكن للناس أن يعيشوا
فيه، وأنا متأكد من أن هناك مَن يعيشون فيه بالفعل، وفي يوم من الأيام سيُزاح الستار
«. عن ذلك كله وسيُكتَشَف