أُهدي هذا الكتاب للأمهات؛ الأمهات فقط.
لا أحد يمكن أن يتحملَ عبء إنسانٍ من طفولته حتى الكبر إلا شخصٌ واحدٌ أحب بصدق، يحمل في قلبه حنان العالم، يمنح دون مقابل، هي الأم، قنديل البيت. يظل البيت مظلمًا إن غابت، ولعودتها رائحة تحمل الحب والأمان.
تحية لكل امرأة حددت هدفًا ووصلت إليه.
المقدمة
في البداية، عندما راودتني فكرة هذا الكتاب، كُنت أظن أن العمل سهل، وأن النساء اللاتي تركن خلفهن تاريخًا نابضًا بالشرف والمعاناة عددهن قليل، لكني كلما بحثت عن واحدة وجدت بجانبها الكثيرات اللاتي يظهرن كنواتج للبحث، وأعترف أن هناك شخصيات لم أكن أعلم عنها شيئًا..
مما أسعدني وجعلني أصر على تكملة هذا العمل.. لتعلم كل فتاة في تاريخ المرأة، أنها وسام شرف على صدور آبائِهن؛ لأنهن لم يستسلمن للتبعية والقهر.
منذ نعومة أظفارها وهي تقهر.. كانت توأد عند ولادتها، كل ذنبها أنها أنثى، ألم يخلقها الله مثلك يا من قمت بوأدها حية؟!
على مر العصور والأزمان.. هناك أيادٍ دوّنت كل الأحداث التاريخية.. تاريخ الأمم، الكتب والأحداث من صراعات وانتصارات وهزائم.. تفكك واتحاد. شخصيات كثيرة ذكرها التاريخ وكان للرجال نصيب الأسد من تلك المدونات.
أما عن النساء؛ فأين تاريخ المرأة على مر الزمان؟
لا يذكر التاريخ المرأة في أي جانبٍ من جوانب الحياة إلا قليلًا، دورها المهمش كونها تلد وتربي، وهي من تنشئ أممًا من رجال ونساء.. لماذا لا يتحدث التاريخ عن بطولاتهن، ولا يذكرهن إلا إن كُنَّ عاهرات؟
المرأة أيضًا دورها كبيرٌ لا يحقر، ولا أتحدث عن الدور الإجباري، ألا وهو (الأمومة)، فهناك أدوار أخرى اختيارية.. فلنتحدث عن بزوغ نور الحضارات من نساء شرقيات نابغات، سنطل عليهن من خلال نافذة تطل على ربوع وروضة نسائية.
أحب أن أنوه على أن تلك الشخصيات كلها حقيقية من الواقع.. وضعتها بشكل درامي وحواري من خيالي، مع أخذ الأحداث الواقعية بالاعتبار وتصويرها برؤيتي، وقد أضع نقاط السلب والإيجاب لتلك الشخصية.. إن كان هناك ما خلفه التاريخ.
هناك مقولة أعجبتني؛
المرأة قلب العالم والرجل عقله، وإذا انفصلا فهو الموت أو الجنون.
"سلمان العودة"
لن أطيل عليكم في المقدمة.