المقدمة
في مكان ما، يبعد عن أنظار وسيطرة البشر، كانت توجد هي
قمتها تخطف الأنظار، وتعشقها الروح، لا تريد أن تتركها، إنها بلورة المملكة، وكان باقي أجزائها عكس قمتها، حيث انتشر في جزءًا منها الظلام، والجزء الآخر انتشر فيها الدم، حتى أصبحت قرمُزية اللون بسبب كثرة الدماء التي تغطيها؛ إنها المملكة، أرض مثلثة الشكل بين السماء والأرض، لا يعيش فيها بشر ومن الصعب أن يدخل البشري أرض قمة المثلث، ولكن حاكمها يفعل المُستحيل لأجل أن يحمي شعبه، ويحمي أي بشري يأتي إلى المملكة يظل يحمي حتى يُساعده في العودة إلى وطنه، إنه الحاكم العادل حاكم المثلث، وحاكم شعار عنخ.
“هذا ليس حُلم، إنها الحقيقة يا عزيزي"
"ملاك"
ملاك فتاة تبلغ العاشرة من عمرها، تعيش مع والدها ووالدتها وجدها وجدتها، تُحب الحكايات التي يرويها لها والدها وجدها، وتحب سماع حكايات عن المملكة وما يحدث فيها.
في مكان مليء بالزرع الأخضر والورود، كان يكمن منزل جد ملاك في المُنتصف، وكان بجانب المنزل إسطبل للخيل، الجد من عشاق الخيل العربي، يملك اثنين من الخيل العربي.
"إن قلبي في حب الخيل ميال"
كانت توجد فتاة تُركض خلف الفراشات وضحكتها كانت تدوي في المكان، وكان والدها يجلس أمام البيت يُشاهدها وهي تركض خلف الفراشات، ويبتسم على ضحكتها.
بدأ الليل يُسدل ستائره وكان الجو باردًا، "هيا يا أبي" صاحت بها الصغيرة وهي جالسة على الفراش، تنتظر والدها ليحكي لها حكاية من الحكايات التي تُحب أن تسمعها، جاء الأب مُبتسم، واستلقىٰ على الفراش، وأخذ الصغيرة في أحضانه ثم تحدث إليها بمرح: ماذا تُريد ملاكي الصغيرة أن أحكي لها اليوم؟
ابتسمت الصغيرة وهي تقول ببراءة تأخذ القلب:
أُريد أن تروي لي يا أبي عن كيف ذهب البشر إلى المملكة، وما الذي يحدث في المملكة، وما هي المملكة
نظر الأب إليها وقال: مَن قال لكِ هذه الحكاية؟
تحدثت الصغيرة: مِن جدي يا أبي
ابتسم الأب وقال لها: حسنًا سوف أحكي لكِ عنها
ابتسمت الصغيرة ابتسامتها التي تأخذ القلب، وقامت بالاعتدال على الفراش، ثم بدأ الأب يروي لها الحكاية، وكيف ذهب البشر إلى المملكة؟ وما هي حكاية المملكة؟