Darebhar

شارك على مواقع التواصل

إهداء

إلى صديقة الطفولة ورفيقة دربي
سمر ♡

وإلى من لم تسأم من حزني يومًا
رودينا ♡

ثم أخيرًا إلى من أنارت عتمتي وكانت تأخذ بيدي كل مرة لأبدأ من جديد،
إلى من أخبرتني أني سأصبح شيئًا عظيمًا يومًا
أمي ♡

تحت ستارة الليل المعتمة وعلى أرضٍ حدث عليها الكثير وفوق أرض نشأت مِن اتحاد الكون، يقف رجل عاش أكثر مِن عشرين ألف قرن ولكن مظهرهُ يخبرك أنه في العقد الثالث من عمرة، منكس الرأس بعباءته السوداء حُجب نصف وجهه بلثام أسود لتلمع عينهِ الخضراوين، يقف وحده بعد أن ضاع كل شيء، بعد أن فشل مرتين كان يحاول إنقاذهم ففشل، وكان يحاول قتلهم ففشل أيضا! يقف ليكلم هذا الصوت داخل ثنايا عقله أنهُ ليس صوته أنهُ ليس بمجنون فقط؛ كان يريد أن يحيا دون أن يتحكم به أحد، أراد حريته دون قتل أحدهم.
- أتونى به.. أتوه لي لم أقتلكم أقسم بهذا لم أقصد! هو مَن يتحكم أراد هذا!
جاء صوت آخر داخل عقله:
- لماذا؟! لماذا! كنا على وشك الفوز أنتَ سبب ما حدث أنتَ أيها الغبي أضعت كل ما فعلت.. غبي
تحدث إلى ذلك الشخص الماكث بعقله في رجاء:
- لم أفعل شيء لقد نفذت كل ما طلبت لقد وفيت بوعدي اخرج وأوفي بوعدك وأعدني إلى أرضي اخرج منى لقد حاولت
كان صوت نشيجه يدوي في المكان سقط على ركبتيه والدماء تلون جبهته، ومع كل قطره تتساقط مِن عينه يتذكر كيف كانت حياته كيف كانت هادئة قبل أن يعهد بدمائهِ على قبر تلك الروح كيف صدقها! وكيف خانته!
لتفتح إحدى بوابات الكابوس خلفه ليدلف منها فتى في العشرين مِن عمرة قائلًا: سأعيدك.
- التفت لينظر إلى صاحب الصوت قائل بقلب يعتصر مِن الندم: لم يكن أنا.
- أصدقك، اهدأ فقط أخبرني لماذا أنت هنا أمام قبر أبيك كيف أصبح بداخلك كيف يتحكم بك ألم يمت أخبرني وسأساعدك إن كانت دموع ندمك صادقه بحق أخبرني وأنا سأعاونك على التخلص منه.
- ليس أبي، ولم يمت كان على وشك البوح باسمهِ لولا تغير تعابير وجهه مِن الندم إلى القوة، علت ضحكات الانتصار سكن داخل عينه نظرة حانقة: إنه أنا يا بن داود العزيز.
شد الفتى يده على سيفه واستعد للفتك به إذا حاول المساس به، ثقبه بنظرات فاحصة:
- مَن أنتَ؟ وماذا بعد كل هذا؟
أخذ يضحك في جنون ليقف على قدميه، توقف عن الضحك واقترب مِن الفتى الذي شد على سيفه أكثر فأكثر كلما اقترب منه حتى أصبح على مقربة خطوتين:
- أتظن أنك ستقضي عليّ، أتظن أنك محارب كما أخبرتك تلك العاهرة؟ أنا مَن حلمت بحكم العالم ولن أتنازل عن حلمي لأحد سأقضي عليك أقسم أنك لن تنال الراحة ما دامت روحي معلقه بين السماء والأرض
اقترب أكثر لتلتصق جبهته الملطخة بالدماء بجبهة يوسف وتلتقي أربع أعينٍ اثنتين متوعدين واثنتين يخفيان فزعهما، ليقول بنبرة وعيد وحقدًا مكتوم لعقود:
- لن أفعل شيء سأتركهم ليفعلوا بك كل ما أريد، لا أحد حقيقي حولك يا فتى ما إن تعطى ظهرك لهم سوف يطعنوك -كان يشد على أسنانه غضبًا- وفور أن ينتهوا سوف آتي أنا وإن مجيئي لإهلاكك.
ابتعد عنه لتتغير ملامح القسوة إلى التعب مرة أخرى يسقط على ركبتيه ممسكًا رأسه يئن مِن الألم حاول يوسف أن يعاونه ليقف فدفعه بعيدًا ثم صرخ بألم نظر يوسف إليه، كان مشهدًا قبيحًا لم يكن هناك جزء مِن جسده لا يشع نورًا أصبح وجهه مشقق كأرض لم تسمع عن الماء مِن ألف سنة كان صراخه يدوي في المكان وتوهج جسده وأحزمة النور تتكاثر حتى أن اختفت معالم جسده لشدة الضوء، تكور على نفسه وبدأ جسده يبتلع بعضه أخذ يتقلص حجمه حتى أصبح نطفةً سوداء ثم انفجرت تلك النطفة لتطيح بيوسف أرضًا، مرت ثواني وقف الفتى في ذهول مِن ما رأى، كان وكأنه انفجار نجم في السماء، نجم بقدمين وذراعين وما يقرب لثمانين عضو تذكر كلماته الأخيرة "لن أفعل شيء هم سوف يفعلوا بك كل ما أريد لا أحد حقيقي حولك ياقتي..."
****
كم مِن عالم تَكَون مِن الانفجار العظيم؟ لربَّما ثلاث أو خمس، سبع أو عشر لا نعلم أمام كل منا علامات ولكن لا يصل إليها ولا يفهمها سوى مَن توده الأقدار أن يعبث بها، وحتى مَن يعبث بالأقدار هي مَن تسمح له فلا أحد يستطيع أن يصون قدره ولكن يستطيع تغيير قدر الجميع، ولكن مِن المؤكد أننا لسنا الوحيدون في هذا الكون المتمدد هناك أشخاص يعلمون العوالم الأخرى ولكنهم لا يقولون إنهم ذهبوا إليها ربما تواصلوا مع شعوبها ربما! ولكنهم يكتمون فمَن يريد أن يعلم بوجودهم كائنات مثلنا لا تحب سوى السُلطة، هم معنا يُحيطون بنا في كل مكان لربما يكون مِن عائلتك، أصدقائك أو أبويك فقط إذا سمعت أحد يتحدث عن عالم ثالث فلا تسأل ولا تبدي أي اهتمام فقط؛ تهرب مِن الحديث وعد إلى منزلك ولا تحاول قط أن تفكر في الأمر فمن يسكنوا الأبعاد.
الأخرى ليسُ بشر ذوات الأجنحة التي رأينها في التلفاز ونحن صغار بل هم مجموعة مِن المسوخ البربرية مُفترسة، تعجبك براءة عين القطط فيهم لكن فَور أن تغمض عينك لن تفتحها إلا في قبرك لا ترتكب حماقة من سبقوك! من كانوا يعلمون أن الحرب ليست هينة والعودة لن تكون بالسلام تلك المرة، ولكن سلطة كاستونا جعلتهم يستهينوا بكلام العهود... ولكن..
ماذا لو كان يعلم أنه بداخل كل منهم؟
من كان سيصدق ومن لا؟
من قصته هى الماضي؟
وأي نفس هى المستقبل؟
من أين وضع الحاضر؟
أكان حاضره مجرد كابوس أم هو واقع عاشه بالفعل؟
عاشه كما عاشوه من حملت دماؤهم دم العهود.
أكان ترك تلك الروح؟ أ كان صدق الماضي؟ الذي حكوه له؟ أكان حقق العودة؟
كل ما يمكنني إخبارك به يا أنت، أن كل النفوس هنا ربما يكون بداخلها يتحكم بها، ما دامت روحه بين السماء والارض سيظل بداخلهم....
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.