هذا بَيْتُ سَعِيد …
وَكَذَلِكَ لِأنََّ ،« سَعِيدٌ » بِهذا الاسْمِ يَعْرِفُهُ الجِيرانُ وَأَهْلُ الْحَيِّ؛ لِأنََّ صاحِبَ الْبَيْتِ اسْمُهُ
السَّعادَةَ مُتَوَافِرَةٌ فِي هَذا الْبَيْتِ، فَهُوَ حَقٍّا بَيْتٌ سَعِيدٌ.
هيَ سَيِّدَةُ الْبَيْتِ، وَهِيَ تَعْرِفُ واجِباتِها وَتُؤَدِّيها أَحْسَنَ أَداءٍ، فِي « سَلْمَى » السَّيِّدَةُ
نَشاطٍ واهْتِمامٍ.
وَلا تَتْرُكُهُ مَشْغُولًا بِشَيْءٍ مِنْ شُئُونِ الْبَيْتِ، فَكُلُّ شَيْءٍ ،« سَعِيدٍ » تَعْتَنِي بِزَوْجِها الْأبَِ
مُرَتَّبٌ وَمُهَيَّأ عٌَلَى أَجْمَلِ نِظامٍ.
وَهُما يُطاوِعانِها فِي كُلِّ ،« فِكْرِي » وابْنَها ،« أَنِيسَةَ » وَالسَّيِّدَةُ الْأمُُّ كَذَلِكَ تَرْعَى ابْنَتَها
ما تَنْصَحُ بِهِ؛ يُقْبِلانِ عَلَى الْمَدْرَسَةِ، وَلا يُهْمِلانِ دُرُوسَهُما. كَذَلِكَ هُما يَحْتَرِمانِ أَباهُما،
وَيَسْتَمِعانِ لِإرْشادِهِ، وَلا يُخالِفانِ لَهُ أَمْرًا، وَيَعِيشانِ أَحْسَنَ عِيشَةٍ فِي بَيْتٍ سَعِيدٍ.
أمٌُّ عَظِيمَةٌ، وَسَيِّدَةٌ كامِلَةٌ. « سَلْمَى » السَّيِّدَةُ
أَنْ تُنْشِئَ فِيهِ حَدِيقَةًصَغِيرَةً « سَعِيدٍ » وَمَعَ أَنَّ بَيْتَهاصَغِيرٌ اسْتَطاعَتْ مَعَ زَوْجِها الْأبَِ
لَطِيفَةً، لِكَيْ يَتَمَتَّعَ أَهْلُ الْبَيْتِ بِمَنْظَرٍ جَمِيلٍ، مَنْظَرِ الْخُضْرَةِ وَالزُّهُورِ، وَلِكَيْ يَشَمُّوا رائِحَةً
طَيِّبَةً، رائِحَةَ الْوُرُودِ والرَّياحِينِ.
عُنْقُودُ الْعِنَب
وَعَلَى مَرِّ الْأيََّامِ أَصْبَحَتِ الْحَدِيقَةُ نامِيَةً، فِيها أَصْنافٌ مُخْتَلِفَةٌ مِنَ الزَّهرَاتِ النَّاضِرَةِ،
وَالثَّمَراتِ النَّاضِجَةِ.
وَأَصْبَحَ كُلٌّ مِنْهُما ،« أَنِيسَةُ » حَدِيقَةَ الْبَيْتِ، وَكَذَلِكَ أَحَبَّتْها أخُْتُهُ « فِكْرِي » وَقَدْ أَحَبَّ
يَأْتَنِسُ بِالْجُلوسِ فِيها لِلْمُذاكَرَةِ، أَوْ لِلرَّاحَةِ والتَّمَتُّعِ بِالْمَنْظَرِ الْجَمِيلِ، وَالْجَوِّ اللَّطِيفِ.
فَيَقْضُونَ وَقْتًا طَيِّبًا يَتَبادَلُونَ ؛« أَنِيسَةَ » أَوْصَدِيقاتُ « فِكْرِي » وَأَحْيانًا يَحْضُرُأَصْدِقاءُ
فِيهِ الْأحَادِيثَ وَالْفُكاهاتِ الْمُسَلِّيَةَ.
وَالْحَقِيقَةُ أَنَّ أَهْلَ الْبَيْتِ كُلَّهُمْ يَشْتَرِكُونَ فِي خِدْمَةِ الْحَدِيقَةِ، وَيُساعِدُونَ عَلَى أَنْ تَبْدُوَ
مُنَظَّمَةً تَشْرَحُ الصَّدْرَ، وَيَقْضُونَ فِيها وَقْتَ الرَّاحَةِ وَالاسْتِمْتاعِ.
الْجَمِيعُ يُحِبُّونَ الْحَدِيقَةَ، وَيُحِبُّونَ الْعَمَلَ فِيها، وَيَحْرِصُونَ عَلَى أَنْ تَنْمُوَ وَتُنْبِتَ نَباتًا
حَسَنًا، وَتَجِدُهُمْ فَرِحِينَ جِدٍّا حِينَ يَرَوْنَ زَهْرَةً تَفَتَّحَتْ، أَوْ غُصْنًا ظَهَرَ. لَقَدْ أَصْبَحَتْ حَدِيقَةُ
الْبَيْتِ جُزْءًا مِنْ حَياتِهِمْ، فِيهِ تَرْفِيهٌ وَتَسْلِيَةٌ، وَفِيهِ إِنْعاشٌ لِلنُّفُوسِ.