Darebhar

شارك على مواقع التواصل

كان الأمل والقلق يتصارعان في صدر قيصر طوال الطريق إلا أنه كان حليفًا لأمله مجبرًا فليس من سبيل للرجوع، ظل الجواد الأبيض الرشيق راكضًا حاملًا قيصر فوق ظهره إلى مجهوله الذي يأمل فيه الخير حتى رأى قناديل أسوار سالمة على مرمى النظر تلمع في حلكة الليل المهيب، فشد لجام الجواد ورجع مسرعًا إلى الخلف حتى لا يراه الحراس حين ينحرف إلى الجنوب وسار على هدى وصف الشيخ حزام ليجد بوابة آماله تطل على مقابر المدينة، لم يكن يعلم أن بوابة دخوله للمدينة هي بوابة خروج مَن لن يدخلها أبدًا مرة أخرى، اقترب قيصر من البوابة ليجد حارسًا جالسًا بالقرب منها داخل الأسوار وما إن رأى قيصر إلا واضطرب واستل سيفه المعقوف صارخًا: مَن أنت وما تفعل هنا؟ رد قيصر على الفور: أبحث عن عامر، أأنت عامر؟ ثم اقترب من القضبان الحديدية للبوابة فتقهقر الحارس خطوتين إلى الوراء شاهرًا سيفه على ارتفاع وجه قيصر قائلًا: لا تسل، أجب فقط مَن أنت؟ شعر قيصر لثوانٍ بالقلق وأن كل ما قيل له عن دخول المدينة هو مجرد خيط رفيع من دخان مشى على أثره واختفى قبل أن يصل وما أن تلعثم قيصر في الرد إلا جاء رجل من وراء الحارس يمشي بخطى هادئة ويبدو عليه الثبات والثقة، وضع يده على سيف الحارس يأمره أن يخفضه ثم نظر في لقيصر قائلًا: ما الأمر يا صديقي؟ أثمة مشكلة؟ هل لي سبيل في أن أساعدك؟ أحس قيصر بالراحة ثم تنهد قائلًا: عذرًا أنا أبحث عن عامر. صمت الرجل قليلًا ثم قال بصوت هادئ: ومن أين لك معرفة عامر؟ فكر قيصر بأن يخرج العقد لكنه خشي أن يكون هذا الرجل أكبر منصبًا من عامر ويؤذيه في عمله إن علم بأنه سيمرره من أجل علاقة شخصية، صمت لبرهة ثم قال: جئت له برسالة، تقدم الرجل خطوتين حيث قضبان البوابة ثم قال: لا تقلق يا صديقي أنا عامر أهلا بك وبمَن حمّلك الرسالة. أحس قيصر بالريب في صدره خاشيًا ألا يكون هذا الشخص عامر فسأله قائلًا: أتعرف الشيخ حزام؟ فضحك الرجل بصوت منخفض: نعم إنه والد زوجتي. فسأله قيصر: أين هو الآن؟ ومع مَن؟ فأجابه: خارج المدينة، ما الأمر يا صديقي؟ اطمأن له قيصر ثم أخرج العِقد مناوله إياه وحين رأى عامر العقد أمر الحارس بالانصراف، ثم أخذه من بين القضبان قائلًا والقلق يملأ صوته: ما الأمر؟ تبسم قيصر ثم قال: لا تقلق فهو وسارة بخير إنه استضافني في خيمته على الطريق وأعطتني سارة عقدها لتتأكد من كلامي ولتعطيني تصريح دخول وتجول في المدينة. صمت عامر قليلًا ثم نظر حوله مخرجًا مفتاحه وفتح البوابة وأدار النظر ناحية قيصر مبتسمًا وهو يقول: أهلا بك يا صديقي، تفضل إلى سالمة. وأشهر يده للسلام عليه ومرره داخل الأسوار ممسكًا يده ثم مرر جواده وأقفل البوابة، ثم دخلا إلى غرفةٍ بجوارها، حرك عامر فتيل القنديل ليجود زيته عليهما بالضوء أكثر ثم جلس إلى طاولة وأحضر ريشة ومحبرة ورقعة جلد مجهزة للكتابة كانوا بجواره، ثم سأل قيصر غير موجه النظر له: ما اسمك يا صديقي؟ صمت قيصر لبرهة وشرد بفكره بعيدًا وكأنها عشرون عامًا من الذكريات قد حلت جاثمة فوق صدره المثقل بالهموم متذكرًا وجه جدته المبتسم حين كانت تناديه باسم قيصر التي أصرت على تسميته به فلطالما كان مميزًا، وتذكر حينما كانت تداعبه بكلماتها الساخرة ولكنتها الغريبة الغير متمكنة من العربية التي أثرت على نطقه حتى العاشرة من عمره، وما أن قرر أن ينطق باسم قيصر حتى همس صوت الشيخ حزام في مخيلته "إن ماضيك لن يكل البحث عن قيصر" فنظر عامر له قائلًا: أثمة خطب؟ أفاق قيصر من شروده بعد أن عدل عن قراره " أدعى حمزة " قالها مهزومًا، وكأن قبر جدته قد جثم على صدره وسلبه أنفاسه، هز عامر رأسه وسأله مستنكرًا: وقبيلتك؟ صمت قيصر قليلًا ثم قال بصوت منهزم: ألا يكفي حمزة؟ لم يكن يقصد أنه لم يجد اسمًا مزيفًا آخر لقبيلته بل كان مخاطبًا الأقدار بأن يكفيكِ سلبًا لاسمي فلتدعي لي اسم أجدادي، لم يجادل عامر قيصر في شيء بيد أنه فهم أن هناك أمرًا ما لن يدلي به هذا الغريب، لكنه كان مضطرًا بأن يثق به فقد كان جديرًا بثقة الشيخ حزام، ما لبث عامر إلا قليلًا حتى أنهى التصريح ومهره وربطه بخيط رفيع مناوله إياه قائلًا: أهلا حمزة الزيتوني في مدينة الفنون والجمال سالمة. نظر قيصر في عينيه وقد ارتسمت على وجهه بسمة خفيفة تكمن في ملامحها مشاعر شكر وامتنان لما فعله عامر ولكنها لم تدم طويلًا بعد أن طلب منه أن يسلم سيفه فسالمة لا يتجول بها مسلح، غضب قيصر وتغيرت ملامح وجهه قائلًا: مستحيل، إنه إرث أجدادي. أحس عامر بأن هناك شيئًا في صدر هذا الغريب أكثر أهمية من قوانين سالمة وعلى الرغم من ذلك لن يخرقها فهدأه قائلًا: لا تقلق إن سيفك سيظل في خزانة البوابة حتى تستلمه عند رحيلك أو تأتي بتصريح ممهر بخاتم الجيش، لا تقلق لا يفقد شيء في خزانة البوابة ثم مهر له وثيقة تثبت أن له سيفًا بالخزانة، أدرك قيصر أن عليه الرضوخ لما قيل ولا سبيل للاحتفاظ بالسيف مستجيبًا للقوانين بعد أن اطمأن على مصير سيفه، ففك حزامه وسلمه إياه ليجد قبر جدته يزداد ثقلًا على صدره فلطالما كان هذا السيف رمز فخر وتباه ودليلًا على شرفها.
وقف عامر قائلًا: يمكنك أن تبيت هنا حتى الشروق وانتهاء نوبة حراستي فمن المؤكد أنك تعبت من طول الطريق، استرح، سأتولى أمر حصانك. شكرًا عامر، لا أدري كيف أرد إليك جميل ما صنعت لي، قالها قيصر واضعًا كفه على كتف عامر قبل أن يرد عليه قائلًا: لا عليك يا صديقي فأنت ضيفي، وإن كنت تريد ردًا للجميل فلا توقعن نفسك في مشكلة داخل سالمة.
ظل عامر واقفًا في نوبة حراسته يؤمن البوابة الجنوبية، حتى رفع الرجل الضخم سيفه ذا النصل المستقيم ليفصل رأس الرجل ذي الشامة عن جسده ووضع آخر يده على كتف قيصر في الغار ففزع قيصر من نومه مادًا يده بجواره ليطمئن على سيفه فلم يجده.
كان الأفق قد تلون بصبغة الشروق لتشرق الشمس من بين موجات البحر الذهبية خلف انتهاء أسوار سالمة، نظر عامر خلفه ليجد قيصر يخرج من غرفة الحراس مستعدًا للمغادرة ففك وثاق حصانه واقترب منه مناوله اللجام قبل أن يشكره قيصر وقبل أن يغادر سأل عامر عن مكان يمكنه بيع حصانه فيه فنصحه بالتوجه للسوق العامة ففيها كل التجارات، وما أن شرع قيصر في المغادرة حتى ناداه عامر قائلًا: حمزة! فتوقف قيصر كما لو أن اسم حمزة سهم غار بين ضلوعه وطفا أمام عينيه وجه جدته، ثم أدار النظر ناحية عامر الذي نصحه قائلًا: لا تعتمد على ما تجنيه من ثمن حصانك، حاول أن تجد عملًا إن كنت تنتوي البقاء في المدينة.
ولحسن حظك أن هذا الوقت من كل عام تشهد المدينة رواجًا كبيرًا ففي هذا الوقت تقام احتفالات الترفيه التي لا تنقطع طوال خمسة عشر يومًا ولكن انتق عملًا يناسب طبيعة المدينة. هز قيصر رأسه وأشار بيده لتوديعه قبل أن يقول له عامر: احذر على نفسك يا حمزة وإن احتجتني فقد عرفت مكاني.
سحب قيصر حصانه وانصرف حيث طرقات جنوب سالمة الضيقة ليجدها تعج بالفوضى وروث البهائم على جانبي الأزقة والممرات التي تفوح منها رائحة تعكر صفو نسيم الصباح الهادئ، والتجار في كل مكان يحزمون بضائعهم للذهاب إلى السوق العامة، فتبعهم وهو يخاطب نفسه أهذه سالمة؟ تعج بالفوضى والقاذورات؟ ولكن لماذا وصفها عامر بمدينة الفن والجمال؟ ظل طوال طريقه مترددًا في بيع حصانه تراوده أفكار أن يترك تلك المدينة التي تختنق فيها الأنفاس برائحة الروث ويبحث عن مدينة أخرى، لكنه أكمل طريقه للسوق عله يجد ما يبقيه داخل الأسوار حتى وصل إلى ممر ضيق لا ينم شكله وحجمه عن وجود شيء بآخره يتسع عن مقبرة، لم يكن يتوقع أن بنهايته ساحة واسعة بالسوق العامة، نظر قيصر إلى اتساع السوق وتنظيمه ونظافته وتعجب من أمر الممرات التي سار بها وما إن نفحه نسيم الصباح المعطر برائحة البهارات والعطور حتى سكنت نفسه وقرر استكشاف المدينة مبتدئًا بالسوق ليجد أن به حوانيت ثابتة غير هؤلاء التجار الذين يجيئون ببضاعتهم من الجنوب كل صباح، سحب حصانه وتجول بين الناس ولأول مرة في حياته يجد نفسه بين هذا الكم من الغرباء، لم يشعر بأي ذعر أو قلق؛ الناس جميعًا على وجوههم ابتسامة قد ارتسمت ترحيبًا بالغرباء، تجول متفحصًا الحوانيت ليجد غالبيتها تشتغل بالآلات الموسيقية والعطارة والعطور والخمور أما باقيها فقد شغلها تجار الأقمشة والمفروشات ثم من بعدها تأتي الفاكهة والخضراوات وباقي التجارات كانت في أقسام منفصلة، اتجه مباشرة صوب تجار الخيول سائلًا عن سعر حصانه حتى وصل إلى تاجر شعر بالود في محياه فأقبل عليه ليبيع حصانه بعد أن عدل عن ترك المدينة، كان لطيفًا وخلوقًا مما جعل قيصر يسأله عن بعض ما أثار فضوله: لماذا كل هذا الكم من الآلات الموسيقية في السوق؟ ضحك الرجل ضحكة ودودة قائلًا: أنت في سالمة.
رفع قيصر كتفيه مستنكرًا قبل أن يكمل الرجل: إنها بلاد الاحتفالات والموسيقى.
فلمعت بعقله فكرة وابتسم قائلًا: ها قد وجدت عملًا. رد التاجر قائلًا: أتمنى لك كل الخير ولكن إن كنت ستبقى في المدينة عليك أن تجد مسكنًا فقوانين سالمة تمنع النوم في الطرقات أو الحانات وإن لم يكن بحوزتك الكثير من المال فأنصحك باستئجار غرفة من غرف التجار الغير دائمين فإن سعرها سيناسبك ولكن للأسف هي في الجنوب الغير لائق للحياة أو الاستقرار فهو مخصص للتجار وبضائعهم، أما إن كان بحوزتك من المال ما يكفي فاستأجر في وسط المدينة أو أي من المناطق الراقية الموجودة في كل أنحاء سالمة عدا الجنوب.
ضحك قيصر بصوت مرتفع قائلًا: الآن قد فهمت، شكرًا لك، لقد كنت محتارًا من أمر الجنوب. انصرف قيصر بماله الذي جناه من بيع حصانه وجعبته التي كانت عليه متجهًا إلى حوانيت الآلات الموسيقية ليجدها غاية في الجمال والزخرفة، دخل أفضلهم سائلًا التاجر: هل يمكنني أن أشتري عودًا؟ فأجابه التاجر بعد أن رحب به: بالطبع، فالعود الذي ستشتريه موجود هنا من أجلك ينتظر قدومك يا صديقي. ابتسم قيصر من حسن تعامل الرجل طالبًا منه أن يرشح له عودًا جيدًا فأمسك الرجل عودًا ووضع أصابعه على أوتاره متحدثًا بصوت خفيض إن ذلك العود لديه أفضل أربعة أوتار في هذه المدينة ابتعه فسعره زهيد.
أمسك قيصر العود وجلس على كرسي وعزف مقطوعة قصيرة وما أن انتهى حتى صفق له الرجل بحرارة سائلًا: أتشتغل بالموسيقى؟ أم أنك تشتريه لنفسك؟ فأجابه قيصر: كان لدي عود قديم عزفت عليه طوال حياتي لمتعتي، أما الآن ومع هذا العود سأعزف وأغني لكسب الرزق. فرد عليه الرجل قائلًا: سيذيع صيتك في سالمة يوما ما، أجزم بذلك؛ عزفك رائع ومن المؤكد أن صوتك فيه شيء منه؛ شكره قيصر وابتاع منه العود وانصرف متجهًا إلى وسط المدينة ليجد على طرف السوق رجلًا يقف أمام حانوته يقدم المخبوزات للناس، فتذكر أن آخر طعام قد نزل جوفه هو ذلك الذي أُعد بيدي سارة وأن لديه ما يكفيه في جعبته، سار باحثًا عن حانة يستريح بها ويأكل سالكًا الطريق المؤدي إلى وسط المدينة وكأنه ببلدة أخرى غير تلك التي كانت جنوب السوق. ليجد الطرقات الرملية الواسعة الممهدة للسير مزينة بأشجار النخيل القصيرة، والبيوت على جانبي الطريق ذات جدران ملونة ونظيفة تفوح من خلف أسوارها رائحة الفطور وصوت الأطفال تلهو داخل الأفنية وفي الشوارع، ظل قيصر في طريقه يشاهد من الرقي ما لم يشاهده من قبل وتلك الأجواء التي ذكرته بحكايات جدته عن طفولتها وتمنى لو أنه ولد أو عاش عمره كله في تلك البلاد التي جاءت منها جدته. حتى وصل إلى مكان زاد في نفسه البهجة حيث الميدان الكبير في وسط المدينة ليجده يلتف حول بئر واسعة بنيت من أحجار كأنها مكسوة بالذهب، تلتف حولها عدة أعمدة حديدية مزخرفة كأن داوود بُعث ليشكلها على تلك الهيئة البديعة، مثبت على كل عمود قنديل وخزانة زيت ويُربط في تلك الأعمدة عدة أوشحة ملونة بألوان مختلفة تتمايل كما شاءت الريح أن تذهب؛ لتداعب الحمائم التي تملأ الميدان وكأنهما وجدا لغة ليتواصلا بها حتى إن تعبت الحمائم هبطت على أرض الميدان المرصوفة بصخور متلاحمة جمعت من جبال بعيدة جدًا عن تلك البلاد وقد أحضرت خصيصًا ليرصف بها الميدان لتلاشي تناثر الغبار والرمال وإزعاج رواد الحانات وعلى جانبي الميدان رصت الحانات متجاورة كقطع الصخور في أرضه يتخللها بعض المخابز وحوانيت بيع الحبوب للحمائم وحوانيت العطور التي لا يقل جمال واجهاتها عن جمال الميدان في شيء.
بعث ذلك المشهد في صدر قيصر فيضًا من الأمل والشغف بتلك المدينة وأدرك أن عليه المكوث بها أطول فترة ممكنة مخاطبًا نفسه إنني أستحق أن أحيا في هذا الجمال، كانت كل الحانات الموجودة في الميدان مغلقة فبحث عن مكان يجلس فيه ليتناول فطوره فلم يجد سوى مخبز لجأ إليه وسأل صاحبه عن سبب إغلاق الحانات فأجابه الخباز وذراعاه مشغولتان في تقليب العجين وعيناه على نيران الفرن: إن القانون يمنعها من ممارسة نشاطها صباحًا حتى الظهيرة لكي لا تلهي الناس عن تجارتهم، استأذنه قيصر بأن يجلس أمام المخبز ليتناول فطوره فسمح له الخباز بذلك ثم سأله عن كيفية استئجار غرفة في وسط المدينة فأخبره الخباز أن أخاه يعمل في هذا المجال وكان يحدثه في ليلة الأمس أن كل الأماكن المخصصة للإيجار قد حجزت تقريبًا بسبب احتفالات الترفيه، وأنها باهظة الثمن جدًا مقارنة بالأيام العادية طوال العام.
فكر قيصر بأن يتريث في مسألة الاستئجار بالأماكن الراقية حتى لا يخسر الكثير مما لديه من أموال ثم سأله عن الجنوب وعما إذا كانت هناك أماكن متاحة فيه، فأجابه وهو يرمي بعض أقراص العجين في الفرن إن الجنوب دائمًا متاح فليس هناك إقبال عليه فهو مخصص للتجار الرحالة ولا يقيم فيه إلا بضع عائلات فقيرة جدًا فسأله عن كيفية الاستئجار فيه فأجابه: ستجد أكثر من شخص يجلسون في أزقته، هم المسؤولون عن إيجار الغرف والبيوت هناك. ذهب قيصر كما أخبره الخباز واستأجر لنفسه غرفة صغيرة ودفع لصاحبها إيجار أسبوع وخلد إلى فراشها المهترئ، لكنه أفضل بكثير من تعب التسكع في الطرقات، دون أن يؤرقه كابوسه الذي انتهك حرمة نومه مرتين كان في أشد الحاجة للراحة بهما.

* * *
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.