hindawiorg

شارك على مواقع التواصل

إن تصديقَ قصة جوتفريد بلاتنر أو تكذيبَها لَمسألة محيِّرة من حيث وجاهة الأدلة؛ فنحن
لدينا، من ناحية، سبعة شهود — أو بالأحرى لدينا ستة أزواج من الأعين وعين واحدة —
وحقيقة واحدة لا محل لإنكارها، لكن من ناحية أخرى لدينا — ماذا؟ — هوًى، وعناد،
واعتماد على المنطق السليم. لم يوجد قطُّ شهود تبدو عليهم سِيَم الأمانة أكثر من هؤلاء
السبعة، ولم توجد قطُّ حقيقة مسلَّم بها أكثر من تحول البنية التشريحية لجوتفريد
بلاتنر، ولم توجد قطُّ قصة تَستعصي على التصديق أكثر من تلك التي قصُّوها! إن أشد
أجزاء القصة نقضًا للمنطق هو شهادة جوتفريد القيِّمة (فأنا أعتبره أحد الشهود السبعة).
معاذ لله أن يدفعَني ولَعي بالإنصاف والتجرد إلى تأييد الخرافات فينتهي مصيري إلى ما
انتهى إليه أنصار إيوزابيا! إنني،صِدقًا، أعتقد أن ثَمة شيئًا مخادعًا بشأن قضية جوتفريد
بلاتنر، لكن ما هو ذاك الشيء؟ إنني أعترف بكلصراحة أنني لا أعرفه. لقد دُهشت من
ذلك القبول الذي لاقتْه القصة داخلَ أكثر الدوائر موثوقيَّةً وأبعدها عن التوقع، بَيْد أنني
أرى أن رواية القصة دون مزيد من التعليقات عليها هي أكثر الطرق إنصافًا للقارئ.
بالرغم مما قد ينمُّ عنه اسمُه، فإن جوتفريد بلاتنر رجل إنجليزي حر، وُلِد لأب استقر
في إنجلترا قادمًا من مِنطقة الألزاس في ستينيات هذا القرن، وتزوج من فتاة إنجليزية
محترمة من أصول عادية، ثم تُوُفيِّ عام ١٨٨٧ بعد حياة مستقيمة هادئة (أحسب أنها
كانت مُكرَّسة في أغلبها لتركيب الأرضيات الخشبية). يبلغ جوتفريد من العمر سبعة
وعشرين عامًا، ويجيد ثلاث لغات وَرِثها عن أسلافه؛ مما أهَّله ليكون معلِّمًا للغات الحديثة
في مدرسة خاصة صغيرة بجنوب إنجلترا. إن نظرة عابرة إلى جوتفريد قد توحي أنه لا
يختلف عن أيِّ معلم لغات حديثة في أي مدرسة خاصة صغيرة؛ فهِندامه ليس قيِّمًا للغاية
ولا أنيقًا جدٍّا، لكنه من ناحية أخرى لا تبدو عليه أَمارات الحقارة أو الرَّثاثة بقدر ملحوظ.
ليس في لون بشرته، ولا طولِه، ولا مشيته ما يلفت الانتباه، لكنك ستلاحظ، ربما كأغلب
الناس، أن قَسمات وجهه ليست متناظرة تمامًا؛ فعينه اليمنى أكبر قليلًا من اليسرى،
والجهة اليمنى من فكِّه أكبر قليلًا من الجهة اليسرى. لو أنك شخصٌ عاديٌّ لا يبالي
بالتفاصيل، وحدَث أن كشفت صدره وأنصتَّ إلى دقات قلبه، لوجدتها على الأرجح كدقَّات
قلب أيِّ شخص آخر. وهنا سيكون محل الخلاف بينَك وبين المراقب المدرَّب؛ فإن وجدتَ
قلبه طبيعيٍّا تمامًا، فسيجده المراقب المدرَّب خلاف ذلك بالكلية، وما إن تنتبه إلى الأمر،
حتى تلاحظ غرابته بمنتهى السهولة؛ فقلب جوتفريد ينبضفي الناحية اليمنى من جسده.
لا تقتصرغرابة بنية جوتفريد على موضع قلبه فقط، رغم كونه الشيء الوحيد الذي
سيثير اهتمام أصحاب العقول الغريرة؛ إذ يبدو أن الفحص الدقيق لأعضاء جوتفريد
الداخلية على يد أيِّ جرَّاح معروف يدل على أن جميع أعضاء جسده غير المتناظرة ليست
في موضعها الصحيح أيضًا؛ فالفصالأيمن من كبده موجود في الجانب الأيسر من جسده،
والفصالأيسر في الجانب الأيمن، كما أن رئتيه معكوستان. الأغرب من ذلك — ما لم يكن
جوتفريد ممثلًا بارعًا — هو أن علينا التصديق بأن يده اليمنى صارت مؤخَّرًا يدًا يسرى؛
فقد لقيَ صعوبة قصوى في الكتابة إلا من اليمين إلى اليسار باستخدام يده اليسرى، وقد
بدأ ذلك منذ مجموعة من الوقائع سنتناولها بعد لحظات (بأكبر قدر ممكن من التجرد).
يَعجِز جوتفريد عن إلقاء أيِّ شيء بيده اليمنى، ويقع في حَيرة بين السكِّين والشوكة وقتَ
تناول الطعام، فضلًا عن أن معرفته بقواعد الطريق — باعتباره سائقَ درَّاجات — أصبح
يشوبها خلط خطير، وما من أدلة تشير إلى أن جوتفريد كان أعسر قبل تلك الوقائع
المذكورة. لا تزال هناك حقيقة أخرى مذهلة في تلك القضية غير المنطقية. يعرضجوتفريد
ثلاثصور فوتوغرافية لنفسه، أولها تُظهره وهو في الخامسة أو السادسة من عمره، طفلًا
عابسالوجه تبرز قدماه السمينتان من تحت رداءٍ ذي نقشمربع، وتلاحظ في تلك الصورة
أن عينه اليسرى أكبر قليلًا من اليمنى، وأن الجانب الأيسرمن فكه أضخم قليلًا من الجانب
الأيمن، وهو ما يناقضملامحه الحالية. بالنسبة إلى الصورة الثانية التي التُقِطت له وهو
في الرابعة عشرة من عمره فتبدو مخالفة لهذه الحقائق، ولكن ذلك يُعزَى إلى أنها من
الزهيدة الثمن التي كانت رائجة آنذاك، وكان المصور يلتقطها فوق « جيم » الصور من نوع
قطعة معدِنية مباشرة؛ فتظهر الأشياء معكوسة تمامًا، كما هي الحال عند النظر في المرآة.
أما الصورة الثالثة، فقد التُقِطت له وهو في الحادية والعشرين من عمره، وهي تؤكد رواية
الآخرين عنه، وتقدِّم دليلًا دامغًا على أن جوتفريد استبدل شِقه الأيمن بشِقه الأيسر. لكن،
كيف يمكن أن يتعرضبشَرٌلكل هذا القدر من التحولات؟ إنها مسألة من الصعب طرحُها،
اللهمَّ إلا إذا كانت من قَبِيل المعجزات الخيالية العبثية.
لا شك أن هذه الوقائع قد نجد لها تفسيرًا، من وجه، إذا افترضنا أن بلاتنر قد مارس
خديعة مُحكَمة استنادًا إلى موضع قلبه غير المألوف؛ الصور الفوتوغرافية ربما تكون
مزيفة، ومسألة تحوله إلى شخص أعسر قد تكون محض تصنُّع. لكن شخصية الرجل لا
تؤيد نظرية كهذه: فهو هادئ، وعملي، لا يميل إلى لَفت الأنظار، وفي كامل قواهُ العقلية،
من منظور نورداو، وهو يحب احتساء الجِعَة، ويدخن باعتدال، ويتريض يوميٍّا، ويعتزُّ
بقيمة عمله كمعلِّم. لديه صوت صادح جميل لكنه غير مدرَّب، ويستمتع بغناء ألحان
محببة مبهِجة. بالإضافة إلى ما سبق، فإن بلاتنر شغوف بالقراءة، ولكن ليس إلى حد
الولَع، وبخاصة قراءة الأعمال الأدبية التي يتخللها طابع بسيط من التفاؤل ذي الصبغة
الدينية. وبالنسبة إلى عاداته في النوم، فبلاتنر ينام جيدًا، ونادرًا ما يَرى أحلامًا. وبالنظر
إلى كل ما سبق، يُعدُّ بلاتنر في الواقع آخرَ شخص يُقْدم على اختلاق قصة خرافية، وهو
أبعد ما يكون عن محاولة فرضقصته على الآخرين، بل، خلافًا لذلك، فإنه يبدي تحفظًا
شديدًا إزاءَ المسألة، ويلقَى المتسائلين بقدرٍ ما من الاستحياء الأخاذ الذي ينتزع ثقة أشدهم
تشككًا، ويبدو عليه خجل غير مصطنَع من كونه محل ظاهرة شديدة الغرابة.
من المؤسف أن إعراضبلاتنر عن فكرة إخضاع جسده بعد الوفاة للتشريح قد يرجئ
— ربما إلى الأبد — الدليل القاطع على أن كامل جسده قد تبدَّل موضعُ شِقَّيْه الأيمن
والأيسر؛ فمصداقية قصته تتوقف بالدرجة الأولى على تلك الحقيقة. لا يسَعنا تبديل موضع
شِقَّيْ إنسان بأخذه وتحريكه في الفضاء الثلاثي الأبعاد، كما يعرفه الأشخاصالعاديون،
فمهما فعلت، فسيظل شِقه الأيمن هو الأيمن وسيظل شقه الأيسرهو الأيسر. يمكنك بالطبع
تنفيذ ذلك معشيء رفيع ومسطَّح تمامًا، فإذا قطعتَ شكلًا من ورقة، أيَّ شكل ذي شِقين،
فبإمكانك تبديل موضع الشقين برفعه وقَلْبه. أما مع المجسمات فالأمر مختلف؛ يخبرنا
مُنظِّرو الرياضيات أن الطريقة الوحيدة لتبديل شِقَّيْ أيِّ مجسَّم هي إخراجه تمامًا من
الفضاء الثلاثي الأبعاد الذي نعرفه — أيْ إخراجه من الوجود المعتاد — وقلبه في مكان ما
خارجَه. لا شك أن الأمر يَستعصيعلى الفهم بعضالشيء، لكن بوسع أيِّ شخصله أدنى
دراية بالنظرية الرياضية أن يؤكد للقارئ صحته. إذا أردنا التعبير عن الأمر بلغة علمية
متخصصة، فإن التبدل العجيب لشِقَّيْ بلاتنر إنما هو دليل على أنه خرج من فضائنا إلى
ما يسمى بالبُعد الرابع ثم قَفل عائدًا إلى عالمنا مرةً أخرى، ونحن شبه ملزَمين بتصديق
تلك الرواية، إلا إذا قررنا أن نعتبر أنفسنا ضحايا خدعة مُحكمة لا دافع من ورائها.
لقد قلنا ما يكفي عن الحقائق المادِّية، وننتقل الآن إلى سرد الظواهر التي صاحبت
اختفاءه المؤقَّت من العالم. يبدو أن بلاتنر لم يكن يضطلع فحسْبُ بمهام معلم اللغات
الحديثة في مدرسة ساسيكسفيل الخاصة، بل كان يُدرِّس أيضًا الكيمياء، والجغرافيا
التِّجارية، والمحاسبة، والكتابة بالاختزال، والرسم، وأيةَ مادة إضافية أخرى قد تخطر على
بال أولياء أمور الطلاب فيطالبون بتدريسها لهم. كانت إحاطة بلاتنر بتلك المواد المتنوعة
ضئيلة أو معدومة، لكن من المتعارف عليه أن علم المدرس في المدارس الثانوية، خلافًا
للمدارس الداخلية والابتدائية، لا يضاهي في أهميته بأية حال ما للخُلق الرفيع ولهجة
النبلاء المهذبين من أهمية. كان ضعيفًا في مادة الكيمياء بوجه خاص، فهو لم يكن يعرف
— حسب قوله — أكثر من الغازات الثلاثة (أيٍّا ما كانت). نظرًا لأنه درَّسلطلاب لا يدرون
شيئًا عن الكيمياء، وكان هو مصدرَهم الوحيد لاستِقاء المعلومات، فلم يواجِه بلاتنر (ولا
غيره) صعوبةً كبيرة على مَدار عدة فُصول دراسية. ثم حدث أن التحق بالمدرسة فتًى
صغيرٌ يُدعى ويبل، ويبدو أن أحد أقربائه الخبثاء قد زرع بداخله حب الاستطلاع. تابع
هذا الفتى دروس بلاتنر بشغف ملحوظ لم ينقطع، ولكي يُظهرَ إقبالَه على المادة وشغفه
بها، أحضر لبلاتنر في عدة مناسبات موادَّ لتحليلها. رأى بلاتنر في ذلك دليلًا على قدرته
على إثارة الاهتمام، وهو ما أشبع غروره، فأقبل على تحليل تلك المواد، معتمدًا على جهل
الفتى. ولم يكتفِ بذلك، بل كان يصف تركيبها في عبارات عامة. في الواقع، لقد حفَّز هذا
الطالب حماس بلاتنر تحفيزًا بالغًا جعله يحصل على كتاب في الكيمياء التحليلية ويعكف
على دراسته أثناء إشرافه على الطلاب وقت أدائهم لواجباتهم المدرسية في المساء، ودُهِش
بلاتنر حين اكتشف أن الكيمياء مادة مشوِّقة للغاية.
حتى الآن ليسفي القصة ما يثير الاستغراب مطلقًا، لكن يقتحم المشهدَ فجأةً مسحوقٌ
مائل إلى الاخضرار لا يُعرَف مصدره لسوء الحظ. يروي الفتى ويبل قصة ملتوية، مُفادها
أنه عثر على تلك المادة ملفوفة داخلصُرَّة في جيَّارة مهجورة قُربَ مِنطقة داونز. لا شك أنه
كان سيصبح من الرائع بالنسبة إلى بلاتنر — وربما بالنسبة إلى أسرة الفتى ويبل أيضًا —
لو أن عُود ثِقاب قد أشُعِل في هذا المسحوق على الفور. لم يُحضرالفتى اللطيفُ المسحوقَ
إلى المدرسة في الصرَّة بالطبع، بل وضعه في قارورة دواء عادية مدرَّجة، سعتها ثماني
أوقيات، مسدودة بقطعة مُكَرْمَشة من ورق الجرائد، وأعطاها لبلاتنر في نهاية الدراسة
المسائية. كان هناك أربعة طلاب معاقَبون بالبقاء عقب الصلوات المدرسية لاستكمال بعض
الواجبات التي أهملوها، وكان على بلاتنر الإشراف عليهم في قاعة الدراسة الصغيرة التي
تنعقد داخلها حصص الكيمياء. وكما هي الحال في أغلب المدارس الصغيرة في هذا البلد،
تتسم الأجهزة المعدة لتدريس الكيمياء عمليٍّا في مدرسة ساسيكسفيل الخاصة بالبساطة
المتناهية. تُحفَظ تلك الأجهزة في خزانة صغيرة منتصبة داخل تجويف في الحائط، وتكاد
تماثل صندوق السفر في سعتها. من الواضح أن بلاتنر رحَّب بظهور ويبل ومسحوقه
الأخضر، مدفوعًا بضجَره من دوره السلبي كمشرف، واعتبرها فرصة سانحة للتسلية،
فاتجه إلى خزانة الأجهزة وفتحها وشرع في إجراء تجارِبه التحليلية على الفور، في حضور
ويبل الذي كان جالسًا — لحسن حظه — على مسافة آمنة، ملاحظًا بلاتنر، ومعهما
المعاقَبون الأربعة متظاهرين بانهماكهم الشديد في عملهم، بينما يختلسون النظرات إلى
بلاتنر ويراقبونه في اهتمام بالغ. رغم معرفة بلاتنر المحدودة بالكيمياء، التي لا تتجاوز
الغازات الثلاثة، كانت تجارِبه الكيميائية العملية تتسم بالتهور والاندفاع، حسبما أعلم.
يكاد الخمسة يتفقون بالإجماع في روايتهم لما قام به بلاتنر. وضع الرجل قليلًا من
المسحوق الأخضرفي أنبوب اختبار، وجرب مزجه بالماء، وحَمْضالهيدروكلوريك، وحَمْض
الآزوت، وحَمْض الكِبريت على التوالي، لكنه لم يحصل على نتيجة تُذكَر، فأفرغ القليل من
محتوى القارورة — نصفه تقريبًا في الواقع — فوق لوح أرُْدُوازي وجرب إشعال عود ثقاب
في المسحوق، بينما يحمل قارورة الدواء في يده اليسرى. بدأ الدُّخَان ينبعث من المسحوق
وهو يذوب، وبعدها — وقع انفجار عنيف مدوٍّ، كاد وهجه يذهب بالأبصار.
كان الفتية الخمسة متهيئين لوقوع كارثة؛ لذا حين رأَوْا وميض الانفجار سارعوا
بالانبطاح تحت مكاتبهم، دون أن يلحق بأيٍّ منهم ضررٌ بالغ. أدى الانفجار إلى تهشم
زجاج النافذة وسقوطه على أرضالملعب، وانقلبت السبورة ساقطةً من فوق حاملها. أما
بالنسبة إلى اللوح الأرُْدُوازي فقد تحطم متحولًا إلى ذرَّات، وتساقطت بعض القطع من
طلاء السقف، وما عدا ذلك، لم تتضرر مباني المدرسة أو معَدَّاتها. حين اختفى بلاتنر
عن أنظار الفتية، حَسِبوا في بادئ الأمر أنه سقط على الأرض متواريًا عن أنظارهم تحت
المكاتب، فهبُّوا جميعًا من أماكنهم لمساعدته، لكنهم ذُهلِوا حين لم يجدوا له أثرًا في القاعة.
ظل الفتية مرتبكين من شدة الانفجار المفاجئ، فما كان منهم إلا أن هُرِعوا إلى الباب المفتوح
وقد تَملَّكهم انطباع بأن بلاتنر قد أصُيب بأذًى لا محالة، فغادروا القاعة مندفعين، لكن
الفتى كارسون، الذي كان في مقدمتهم، كاد يرتطم بناظر المدرسة، السيد ليدجت، عند
المدخل.
يمكن وصف السيد ليدجت بأنه رجل أعور، سمين،سريع الانفعال. يروي الفتية أنه
اندفع إلى الغرفة متعثرًا وهو يردد بعضًا من عبارات السب الخفيفة التي من المعتاد أن
يرددها نُظار المدارس العصبيون؛ خشيةَ وقوع الأسوأ. أجمع الفتية على أن السيد ليدجت
يبدو أن كلمات ) «؟ أيها الأغبياء الأشقياء! أين السيد بلاتنر » : هتف بنص الكلمات التالية
تعتبر من التعبيرات المعتادة التي يرددها السيد « الغبي » و « الجرو البكَّاء » و « المدلل » مثل
ليدجت أثناء مهامِّه المدرسية).
أين السيد بلاتنر؟ ذاك هو السؤال الذي ظل يتردد مرات ومرات خلال الأيام القليلة
فصُّمِلْح » التالية. بدا الأمر في الحقيقة كأن التعبير الجامح الذي نردده على سبيل المبالغة
قد تحقق حرفيٍّا هذه المرة. لم يُعثر على ذرة من بلاتنر؛ لا نقطة دم ولا نُتفة من ،« وذابَ
ثوبه. من الواضح أن الرجل اختفى من الوجود بالكلية دون أن يترك خلفَه أثرًا، أو كما
يقول المثل: صار أَثرًا بعد عَيْن. إن القرائن الدالة على اختفائه التام إثرَ ذلك الانفجار لا
تَقبل الِمراء.
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.