HossamElAgamy

شارك على مواقع التواصل

في قلب الخطر
الجزء الثاني

 

دارت كل تلك المشاهد فى رأس ( دافي كرينهال ) أو ( اشرف فؤاد الطحان  ) أثناء جلوسه  فى السيارة التي تقله الي المجهول لا يعلم إلي أين أو لمن ؟

بعد مرور ساعة , توقفت السيارة أمام منزلا كبيرا أنيقا واسرع مرافقه بإنزاله منها بشيء من الصرامة ليقوده بعدها إلى صالة ذلك المنزل الكبيرة.

 

توقف داڤي داخل قاعة المنزل الكبيرة واخذ يتطلع بها مبهورا باتساعها ومما  يشاهده بها من تحف وآثار تمتلأ بها حوائط و اعمدة ذلك المنزل .

وبعد دقائق إذا بامرأة أنيقة ممتلئة الجسم بعض الشئ تنزل علي ذلك السلم المؤدي الي دور العلوي و قد ارتدت فستانا اسودا

 

وما إن وصلت اليه : أأنت داڤي  كرينهال ؟

قبل ان يجيب

المرأة : تماما كما وصفوك ( بعجرفة ) انا ليلي زوجة الجنرال ( كوهين ) احد قادة الجيش الدفاع , ولقد طلبت إحضارك بعد ذيوع صيتك و شهرتك علي التنبؤ.

داڤي : سيدتي إن هذه الحالة لا ...

ليلي مقاطعة : سنقيم حفلا كبيرا الليلة وعليك ان تستعد لها( ثم اشارت اليه بذراعها ) هذه غرفة الضيوف ستجد بها ملابسا لك ...و...وفي المساء سننتظر تنبؤاتك

داڤي متلجلجا : لكن ...سيدتي

ودون ان تعطيه اي فرصة في إكمال ما يريد , استدارت ليلي تاركة اياه في منتصف الصالة

 

الحفل الأول

بدا الحفل الذي كان يحضره جنرالات الجيش و زوجاتهم والكثير من رجال الحكومة و الأعمال المعروفين.

واخذته ليلي من يديه وطافت به بين ضيوفها تعرفهم عليه الا ان الكثيرين منهم لم يعيروه أي انتباه على اعتبار انه مجرد منجم أو دجال نصاب الا السيدات بالطبع

 

ليلي مغمغة : هلم داڤي إبدأ بإلقاء نبوءاتك...آلا نري حالة التجاهل و اللامبالاة التي قابلوك بها

داڤي : سيدتي ان هذه الحالة لا تأتي هكذا ...لكنها تفرض نفسها علي وليس باستطاعتي ان ...

ليلي بغضب وهي تهمس : اسمع يا  هذا اقسم لك لئن لم تتنبأ بشئ يجعل كل الموجودين هنا يذهلون ...اقسم لك ان أعيدك الي تلك القذارة التي كنت تعيش فيها ....هل سمعت ?

 

داڤي مضطربا : حسنا ...حسنا سيدتي ...هلا اطلعتني علي اسماء الحضور اللذين لم اتعرف عليهم بعد

اخذت ليلي تشير الي ضيوفها وتعرفه عليهم

ليلي : آما هذا فهو سكرتير وزير الصناعة إيلي و زوجته ...وهذا هو الجنرال

وجائهما صوتا من خلفهما : جنرال بن عميتاي

التفت ليلي وما ان لمحت ضيفها حتي ابتسمت و دنت من وجنتيه مقبلة اياه

ليلي : وهذا هو الملك ...آدون جاك بيتون و زوجته العزيزة ...

تقدم داڤي مسلما علي السيد جاك الذي رحب به ترحيبا حارا

جاك : سمعت عن نبوءاتك يا عزيزي و ارجو ان لا يصيبني منها الا الخير

ليلي وهي تنظر الي داڤي محذرة وكأنها تذكره بتهديدها : و انا ارجو ان نستمع الي اي شئ منها الليلة ...والآن يمكنك الانصراف داڤي وتعامل مع الضيوف لعل وعسي

 

القاهرة

دخل أمجد علي رئيسه ممسكا بعض الملفات و قبل ان يبدأ الاجتماع

المدير : قبل ان نبدأ ما اخبار كرينهال?

أمجد : الليلة يمر بأولي خطواته

المدير : و ما اخبار هدفنا الرئيسي ?

أمجد : بفضل من الله زوجته هي من تعاملت مع داڤي

المدير مبتسما : دائما يا أمجد ما تكون أفكارك غريبة و عملياتك اغرب والآن ماذا ستفعل هل آمنت له نبؤة ما

أمجد : الحمد لله ...فمنذ وصل خبر نقله الي بيت كوهين و رجالنا هناك يلهثون للوصول الي اي معلومة .

 

 

 

منزل كوهين

اكثر من ساعة ونصف و داڤي يتنقل بين الضيوف محاولا التعرف عليهم لعله يصل الي اي شئ

داڤي هامسا لنفسه : مؤكد السيد أمجد لن يستطيع ان يصل الي فالانتقال مفاجئ والحفل كذلك لذا وجب علي ان اتعامل

 

 ثم توقف ليتناول شيئا ما واخذ يتذكر المقابلة الأخيرة له مع السيد امجد

اشرف : وكيف سأصل الي بيوتهم ?

أمجد : لا تقلق ...شهرتك ستقودهم اليك

اشرف : من هم ? هل هدفي مجموعة من الناس ام شخصا محددا ?

أمجد : شخصا محددا من التوع الذي يؤمن بالتنجيم  

اشرف : يؤمن به ? هل هو ذو مكانة عالية ?

أمجد : نعم ذو مكانة كبيرة لكن الذي يؤمن بالتنجيم لن يكون هو إنما زوجته وهي من ستبحث عنك و تحضرك

اشرف : وما الهدف من اقترابي منهم?

أمجد : سأبلغك اياه في وقته كل المطلوب منك تثبيت مكانك لا أكثر  

 

اشرف : وهل سأجد مجالا لي فعلا بين حفلاتهم  ?

امجد : نعم , فمنذ يونيو 67 وهم  يعيشون وهم النصر و يبحثون عن اي متعة تلهيهم عن التفكير في ذلك النصر الزائف فأخذوا يلهون و يلعبون القمار و يبحثون عن متع الدنيا...كأنهم يتجرعون منها كل ما يستطيعون من مجد زائف , يخافون ان يزول ....يلهثون وراء الدجل و الشعوذة يندمجون داخل علاقات سرية كثيرة ...عليك ان تخالطهم جيدا و نحن بدورنا ستجدنا خلفك دائما

أشرف : كيف ستبلغونني بالمعلومات ?

اخرج أمجد قلما من احدي الماركات المعروفة

أمجد : إن كنت في حفلا ما و تجد هذا القلم في جيبك سيكون عليك ان تتوجه الي دورة المياه علي الفور وتدخل تلك التي علي اليمين أيا كان عدد الدورات ...وهناك ستجد ما يساعدك

 

بعد مرور ساعة, من الاختلاط مع ضيوف الحفل , وجد داڤي نفسه جالسا فى وسط زوجات بعض الجنرالات يستمع لأحاديثهم وهم فى انتظار أن يلقى بأحد تنبؤاته لكن دون جدوي حتي بدا الجميع في تجاهله .

واقتربت منه ليلي : تأهب للعودة الي المزرعة

 

اصيب داڤي بالتوتر و بدا يتلفت حوله مقررا ان يخرج الي الحديقة ليقوم بتأليف نبؤة ما و ما إن استدار حتي اصطدم بساقي الحفل لتنقلب صينية كؤوس الخمر علي بدلته وانهال الساقي عليه بالاعتذارات و عبارات الأسف

داڤي : لا عليك ...لا عليك

الساقي : هلا ذهبنا سويا الي دورة المياه لتنظيفها ...تفضل ...تفضل سأساعدك

ومن بعيد لمحت ليلي ما حدث الا انها لم تأبه به بعدما قررت إعادته الي المزرعة الليلة

 

وبعد ربع ساعة

خرج داڤي من دورة المياه بلا جاكت بدلته الذي تركه الي الساقي ثم بدا يندمج مع الضيوف مرة اخري وما إن بات وسط مجموعة من السيدات حتي تشنجت اطرافه و بدا جسده في الارتعاش و الانتفاض و صرخت السيدات اللاتي يقفن حوله وانتبه جميع من بالحفل وبدا الجميع في الاقتراب منه.

 

فجأة انتفض جالسا و قد غربت عيناه ناظرا  فى اتجاه زوجة سكرتير وزير الصناعة

داڤي : قصة ميراث بلغاريا لا أساس لها من الصحة فلا تصدقيها...إنها عملية نصب متقنة ...إياكي ان تنساقي وراءها

وانطلق داڤي يخبرها عن الكثير عن حياتها والذي لا يعلمه احد وهي نصدق علي كلامه

 

ثم ختم حديثه بعبارة

داڤي  : ولكن السيد إيلي سيواجه خطرا كبيرا جدا ..خطرا سيؤثر علي سمعته وعلي وظيفته ...خطرا صاعقا

ثم اخذ ينتفض من جديد و بدا للجميع انه يعود الي حالته الطبيعية مرة اخري.

وتوجهت انظار الضيوف الي زوجة السكرتير يسألونها عن صحة كل ما قاله دافي

الزوجة :لقد إدعي محامي ابي السابق في بلغاريا  أن لي إرثا كبيرا عبارة عن ضيعه كبيره إلا أن عليها بعض الضرائب علي أن أسددها قبل استلام هذه الضيعة...ولقد ارسل الي الاوراق كلها و حين عرضتها علي المحامي الخاص بي كشف تزويرها و حين اتصلت بأقارب لي هناك افادوني ان هذا المحامي نصاب اريب ...

وبات السؤال الذي يطرح نفسه في الحفل هو كيف عرف داڤي بهذه الرواية خاصة وأن زوجة السكرتير لم تفصح عن هذه القصة الي احد .

 

علي الجانب الآخر , ذهبت الزوجة الي إيلي و روت له ما حدث و عن تحذير داڤي له  وهنا هب إيلي و قد استشاط غضبا

إيلي موجها كلامه الي كوهين : لم اكن اعلم يا جنرال انك دعوتنا الي ذلك الحفل كي تسخر منا مستخدما ...

ثم صمت و نظر غاضبا الي داڤي

الزوج مكملا : مستخدما ذلك الغبي كي تجعلنا اضحوكة الحفل ...

ثم اسرع الزوج بسحب يد زوجته خارجا من الحفل

 

بعد الحفل

ما إن رحل جميع الضيوف حتي صب الجنرال جام غضبه علي زوجته

كوهين : هذا الملعون يجب ان يرحل حالا

ليلي : لماذا ? ألم تري ما فعل ?

كوهين ساخرا : رأيت و سمعت بل لعل كل المدينة غدا ستكون عرفت بفضيحة الليلة و كيف أهان إيلي ...

ليلي : لن يرحل

هب كوهين واقفا وبغضب : بل سيرحل و اقسم لئن لم يرحل لألقينه في السجن او لأقتلنه بمسدسي هذا ...هل سمعتي ليرحل الليلة

ليلي : حسنا ...حسنا ...في الصباح ...في الصباح

نظر كوهين اليها شذرا ثم تركها صاعدا الي غرفة نومه  

 

فى صباح اليوم التالي , تلقت ليلي اتصالا من احدي صديقاتها

الصديقة : أرأيتي ما حدث

وظنت ليلي انها ستحدثها عن الليلة الماضية فردت عليها زافرة : تقصدين داڤي

الصديقة بلهفة : بل إيلي سكرتير وزير الصناعة

ليلي : ما له ?

الصديقة : لقد انتحر ..

 

نزلت الكلمة علي راس ليلي كالصاعقة فهبت من علي سريرها

ليلي : ماذا ...ماذا تقولين? كيف حدث هذا ?

الصديقة : لقد وصلت إلى النائب العام  كومة من الملفات والوثائق التي تثبت تورط سكرتير وزير الصناعة فى وقائع فساد ورشوة واستغلال نفوذ وحين ذهبت الشرطة للقبض عليه الضباط و قام بالانتحار...زوجي يقول انه دون اعتراف بخط يده بأنه المسئول الوحيد عن كل تلك الجرائم و عدم ضلوع الوزير في أيا منها و ذلك مقابل عدم المساس بثروته التي سيتركها لعائلته.

ران الصمت لثوان

الصديقة : ليلي ....اين ذهبتي

ليلي : معك ...انا معك

الصديقة : ليلي ..اريد ان اري داڤي ...أرجوكي

 

القاهرة – قاعة الاجتماعات

في نفس الوقت ومن ضمن اجتماعات المتابعة العدو خاصة مع اقتراب موعد العبور

مدير المخابرات : تفضل يا امجد لتشرح لنا تفاصيل تلك العملية الخاصة بموضوع النبوءات

أمجد : كل هذه النبوءات كانت من إعداد صقورنا المصرية التي نشرت شبكة كاملة حول دافي لتمده بكافة المعلومات التي يستطيع استغلالها بموهبته الفطرية فى إلقاء النبوءات بدءا من نبوءة راشيل و يارون والتي تكبدت المخابرات المصرية المشقة فى سبيل العثور على يارون وإقناعه أنهم أهل راشيل ثم إجباره على توقيع الشيك وكتابة الاعتذار وأيضا حادثة المحراث التي دبرها عميل أخر كان يعاون دافى فى نفس المزرعة وانتهاءا بنبوءة سكرتير وزير الصناعة الذي فضحته المخابرات المصرية…

 

احد الجالسين : لكن كيف استطعتم التوصل الي كل تلك الادلة علي إيلي هذا ?

أمجد مبتسما : وهل هناك غيره ...الملك ...313 ...لقد كان إيلي من ضمن الترشيحات التي تقدم بها 313 لتجنيدها الا اننا استبعدناه وحين علمنا بوجوده بهذا الحفل ارسلنا الادلة الي مكتب النائب العام مع توصية خفيفة من 313

المدير : 313 اسطورة لن تعوض ...والآن ما هي خطوته القادمة

أمجد : لن تكون الخطوة القادمة من كرينهال

المدير : ممن إذن ?

ابتسم امجد إبتسامة ماكرة قبل ان يجيب : سأقول لكم  

 

ارض العدو

ومع ذيوع صيت دافي أصبح ضيفا دائما على حفلات جنرالات إسرائيل وكان يسير بينهم فى منتهى الحرية ويستمع بنفسه إلى أهم الأخبار والمعلومات ويقوم بنقلها مباشرة إلى القاهرة , حيث تستقبلها مجموعة خاصة مهمتها الأساسية هي تلقى المعلومات من ذلك المصدر الخطير الذي أمد القاهرة بمعلومات غاية فى الدقة.

 

وذات يوم , دخل الجنرال كوهين و بصحبته إثنان يرتديان ملابس ملكية الي الغرفة التي يقيم بها داڤي بحديقة منزل الجنرال  

كوهين : داڤي ...هلا ارتديت ملابسك

داڤي : امرك سيدي ...لكن الي اين ?

كوهين : سيصحبك السيدان الي مكان ما ثم يعيدانك مرة اخري

اسقط في روع داڤي ان هذان السيدان إن هما الا مندوبين لشخصية ما تريد ان تقابله كي يتنبأ لها

داڤي : في اقل من دقيقة يا سيدي.

 

ركب داڤي سيارة السيدان اللذان لم ينبثا باي كلمة طوال الطريق الذي دام لأكثر من نصف ساعة و بدات السيارة في تهدئة السرعة حتي توقفت تماما امام بوابة احد المباني العالية  وهنا مد داڤي راسه خارج نافذته ليقرأ تلك اليافطة العريضة الموضوعة بجانب تلك البوابة وما إن قرأها حتي ارتد برأسه الي داخل السيارة لثانيتين ثم مد رأسه مرة اخري ليتأكد مما قرأه فلقد كان آخر مكان يتوقع ان يدخله لذا فلقد بذا في تهجي الحروف حرفا

داڤي : يا إلهي ..إنه مبني الموس.د .يا رب ...كن معي...سترك يارب
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

فصول العمل

البداية في قلب الخطر البطل
اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.