MuhammedAlAteeqi

شارك على مواقع التواصل

عـلي و لـيل

علي؛ذلك الشاب الجامعي الذي يدرس في كلية الحقوق في السنة

الثانية، وكان مستواه الدراسي منخفضا بسبب ظروفه الأسرية،

ولاكنه كان ذكياً جداً؛ حيث إنه كان من الشباب الذين يحبـون أن يظهروا الحق

والعدل دوما. من الوهلة الأولى قد أخذ عهدا علي

نفسه بمساعدة المظلوم، والـوقوف بجـانبه، وليس الظالم الذي

سينهال عليه بأموال طائلة.

بدأ "علي" يجتهد في دراسته، وحاول كثيرا لكي يكون من أمهر

المحامين في المستقبل.

بالعودة للخلف قليلا ،وذلك قبل دخول "عـلي" الكلية.

تكونت أسرته من ثلاثة أفراد؛ هو وأخته وأمه، هو كان الأبن

الأكبر، وقد تـوفي والده، وأصبح هو من يعول أسرته، كانت وفاة

والده عندما كان يدرس في الصف الأول الثانوي، ومن هنا أصبحت الأمور تسوء

بالنسبة له؛ لأنه كان مصدر الرزق لهم، ولم يكن يمتلك القدرة على أخذ مكان

والده في هذه السن، ولكنه أخذ على عاتقهم منذ تلك اللحظة ألا يترك أسرته لحظة واحدة.

وعندما وصل إلى بداية الصف الثالث الثانوي أصبح الحمل يزداد عليه، وتغيرت الحال؛

لأنه لم يعد يستطيع أن يدرس و أن يعمل في نفس الوقت، كانت الظروف تزداد صعوبة

يوماً بعد يوم، مما أدى إلى تحطيم حلمه وهدفه. لذلك قرر أن ينهي ذلك التفكير،

ويترك هدفه خلفه، وأن يرضى بما كتبه الله له، وما عليه فقط سوى أن يفعل ما يجب عليه فعله.

مر الوقت ووصل إلى نهاية السنة الدراسية، وحصل على مجموع أدخله كلية الحقوق،

فرحت أمه له ودار بينهما حوار، وقد قال :
لها :

الحمد لله ده اللي قدرت عليه يا أمي.
قالت والدته:
ربنا يوفقك يا ابني، الحمد لله. ذهب علي إلى الكلية،

اليوم الأول كان صعبًا عليه جدًا؛ شاف ناس أول مرة يشوفهم؛ أشكال وأنواع مختلفة من الناس.

ما كانش مستريح أول يوم خالص، و مكنش عارف يعبر عن نفسه ..

لكن سكوته وقوله دائمًا إني حبيت الكلية والناس اللي فيها كويسين خلوا أهله يطمنوا عليه ..

حاول "علي" يتأقلم على الجو الجامعي، ويوازن بين شغله و الجامعة؛

لأنه كان حاطط هدف إنه يبقى ناجح في الكلية دي..

وفعلًا تخرج من الأوائل بتقدير امتياز.

تبدأ القصة في السنة الثانية ..

حيث كان علي وأصدقاؤه من السنة الأولى دائماً يقومون بعمل

المرافعات في مسرح الجامعة، وأيضًا حضور مرافعات حول قضايا بوجود الأدلة والشهود.

بمعنى آخر، كانوا يرغبون في أن يشعروا بأنهم أمام

مشهد حقيقي قبل التخرج، وهم لا يزالون في مرحلة الدراسة ..

شعورًا منهم بأن ذلك سيكون تجربة لهم في مثل

هذه الأمور في المستقبل. ولكي لا يبدو الموضوع كما لو أنهم يقومون به

للمرة الأولى، يسعون للتميز وأن يكون كل منهم هو المتفوق دائمًا.

وفي أحد الأيام، حيث كانوا يشاركون في مرافعة إحدى القضايا على

المسرح، كان هناك فتاة تُدعى "ليل" تشاهد كل ما يحدث، وقد أعجبت بأداء علي وهو يترافع عن موكلته .

القضية كان مضمونها ((التحرش)).

أعجبت ليل كثيراً بالحوار الذي دار بين علي والقاضي، وما لفت

انتباهها هو أن علي كان يدافع عنها من قلبه، على الرغم من أن

ذلك كان تدريبًا ليس إلا. ولكن ليل شعرت أن علي يأخذ الموضوع جدياً وأنه لا يتدرب .

وبعد انتهاء المحاكمة، لاحظ "علي" ليل ..
وقال "علي" لزميلته :

هي مين دي؟

أجابته:

- دي ليل صاحبتي.

قال لها :

- دي مش معانا هنا صح ؟

- صح.
بدأت ليل تلفت انتباه "علي"، فتحدث علي مع زميلته:

- هي جت معاكي قبل كده؟

أخبرته:

لأ هي خلصت محاضراتها و جبتها معايا تحضر المرافعة عشان نروح مع بعض.

رد عليها قائلا:

-اممم .. طيب

شعرت هدى "زميلة علي" بأن ليل قد شغلت تفكيره، وكأنه حب من النظرة الأولى، ولكنه لم يكن متأكدا من ذلك.




****************************************************
118 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.