Rashasalem

شارك على مواقع التواصل

كان يوم مشحون والكل مستنفر كخلية نحل تم تكليفها بأعمال شاقة وبصفة عاجلة وذلك بشركة
" HAPPINESS TOUR'S " أحدي الشركات العملاقة بمجال السياحة لتميزها في الخدمات المقدمة فأي عميل أو جروب سياحي يحظي بأهتمام لم يحظ به وتنتهي جولته السياحية بذكريات سعيدة لذلك كانت أسم علي مسمي ؛ ولم تصل الشركة لتلك المكانة سوي بفضل الله ثم بحسن أختيار موظفيها حيث أشتراطات التوظيف بها تكاد تكون من أصعب الأشتراطات ومن يجتازها كأنه منح معجزة من الله ؛ " بتول " كانت أحدي الفتيات التي منحها الله معجزته لتجتاز كل الاشتراطات للتعيين وكذلك طاقتها فالعمل جعلتها تتصدر مكانة هامة بالشركة ولذلك تم أختيارها كمرشدة سياحية للشخصيات الهامة من الدول العربية أو الأجنبية نظرا لأجادتها العديد من اللغات التي جعلتها مؤهلة لتلك المهمة وبجدارة وكانت الرسائل الألكترونية بالشكر والعرفان بأسمها من عملاء الشركة من الشخصيات الهامة العامة من رؤساء دول او ملوك أو مشاهير في مجالات عدة لأن " بتول" كانت تتميز بتعاملها مع العملاء باحترام جم وأيضا بروح بها ود وكأنها صديقة مقربة تستحق أن تحظي بشرف القرب من تلك الشخصيات خصوصا أن زيارتهم لمصر غير رسمية وتغلفها السرية حتي لا تلاحقهم الكاميرات وتفسد زيارتهم لمصر ؛ فمنهم من كان منبهر بآثار مصر ويحمله معه الكثير من صور المعابد المصرية القديمة أو المتاحف ويرغبون بزيارتها ؛ ومنهم من كان يفضل زيارة الأحياء الشعبية ذات الطابع المصري الخالص فهم يفضلون الأقتراب من طبيعة الشعب بصورة أكبر ؛ وكم كان لها ذكريات عديدة وكثيرة مع تلك الشخصيات وجزء كبير منهم حرصوا علي التواصل معها بصفة شخصية لانها كانت حنونة وتشع بطيبة مصرية أصيلة ؛ إلي أن جاء اليوم المشحون فكانت هناك زيارة من أحد المطربين العرب وكان يشدد في اتفاق مدير أعماله مع الشركة بأشتراطه السرية ثم السرية والتكتم عن أي أشارة علي زيارته وتم وضع شرط في العقد بأن في حالة تسريب أي أخبار عن زيارته ستتحمل الشركة مبلغ مالي ضخم كغرامة أن هي أخلت بهذا الشرط ؛ ف " نزار " مطرب منضبط وشديد الصرامة وذو طبع صعب أرضاؤه كما أكد " ماجد " مدير أعماله ؛ فهو بالرغم من أنه معشوق البنات والنساء بالعالم العربي في جميع بلدانه وأقطاره لوسامته ولأنه كان يتغني بالأغنيات الرومانسية مغازلا المرأة وكم حلمت الملايين من الفتيات والنساء به او بمن يشبه لتحظي بحبه الكبير وتقديره لها وأخلاصه ؛ وأسند مهمة وضع البرنامج السياحي له ل "بتول" وكانت من عاداتها أن تبحث عن كافة المعلومات الخاصة بالضيف القادم ولكونها مولعة بدراسة علم النفس وتفاصيل الشخصيات والتمييز بين أنواعها لتحديد أنجح الطرق للتعامل معها ؛ لذلك أستفاضت في دراستها لشخصية " نزار " فهي قد انصتت لأحدي أغنياته في أحدي المرات فهي شخصية عملية لذلك لم تكن من ضمن معشوقاته ؛ ولكنها أستمعت لمعظم أغانيه ودونت ملاحظاتها الكثر عنه لتحدد متطلبات التعامل معه ؛ وكان يوم وصوله بطائرته الخاصة في مدرج مطار برج العرب بالأسكندرية كي يتحقق مبدأ وأشتراط السرية لذلك كان علي " بتول " أن تنتقل لأقرب الفنادق للمطار وبيوم سابق للموعد ولكن واجهتها مشكلة كبيرة عدم وجود حجز بأي مكان بسبب فصل الشتاء وندرة الفنادق التي تعمل بالساحل الشمالي لذلك لم تجد سبيل سوي أن تحجز بأحدي النزل بمنطقة وسط البلد بالأسكندرية تحديدا بمنطقة محطة الرمل الخلابة والأستمتاع بأجواء الأسكندرية الشتوية الممطرة الرائعة ؛ وقد كان مجيء اليوم المرتقب وأتفقت مع عم " سمير " سائق السيارة الخاصة بالشركة والذي أقام في منزل أحد أقربائه لكونه أسكندراني المولد ؛ وكان أتفاق " بتول" أن يحضر لها قبل الموعد بخمس ساعات للبدء بالتحرك ولا تترك المجال لأي تأخير؛ وجاء عم " سمير " في الخامسة صباحا حيث أن موعد وصول " نزار" في تمام الساعة العاشرة لتبدأ مهمتها الأنتحارية أو كما أطلقت عليها بمفكرتها المهمة المستحيلة " MISSION IMPOSSIBLE “
فهي كانت تعشق بأن تضع مسمي لكل مهمة توكل إليها ؛ وأنطلق الأثنان وهما يتبادلان أطراف الحديث وهما بالطريق وقد بلغت الساعة الثامنة والنصف وتبقي لديهم ما يقرب من النصف ساعة ليكونوا بداخل المطار فكانت امورهم بخير فلقد أصر " سمير " أن يدعوها علي مائدة أفطار أسكندرانية الأصل والمنشأ وكم سعدت بتلك الدعوة واستمتعوا سويا بها وبمشروب السحلب اللذيذ للتدفئة في هذا الجو الممطر وفجأة طاحت بهم السيارة وانزلقت بعنف بسبب الامطار وغرق الطريق وتمتمت " بتول" بالشهادة وأكثرت من التسبيح وطلب العون من الله وكم كانت عناية الله ثم مهارة " سمير " في ايقاف السيارة علي جانب الطريق دون خسائر وبعد أطمئنانه بأنها بخير أسرع للكشف عن السبب ليجد بأن هناك عطب بأحدي الأطارات وقد أنفجر أنفجار مدوي تسبب فيما حدث ؛ ولأن السيارة من نوع الفان لذلك كان تغيير الأطار سيستغرق الكثير من الوقت الذي بالفعل انفرط كحبات المطر ليهدر الوقت ويقترب الموعد وفكرت سريعا" بتول " في حل فأتصلت بأحدي الشركات المخصصة للسيارات الأجرة ولكن يا للعنة فشبكات الأنترنت تأثرت بالأجواء المناخية ولا توجد شبكة وزفرت " بتول " بحنق لتتماسك سريعا ولا تترك لليأس أن يدب بدقات تصاحب دقات قلبها ؛ وتذكرت أحد الشخصيات قابلته مصادفة وهو يقطن بمنطقة " الحمام" وعلي مقربة نوعا ما من المطار وأبتهلت إلي الله أن يرسله نجدة لها فأسرعت بالأتصال به وياله من حظ فلقد اجابها ووعدها بقدومه سريعا بعد أن شرحت له كافة الظروف وأبلغت مديرها المباشر بما حدث وانها في الطريق للمطار وجاء منقذها وكانت الساعة العاشرة إلا ثلث وطمأنها بانه سيسرع بسيارته اللاندروفر وتلحق بموعدها ولكن أن أستطاعت اللحاق بالموعد كيف السبيل أن تمحي آثار الأمطار المبللة لطاقمها الفاخر المصنوع من قماش التويد الأبيض الممزوج بخيوط من ذهب وحذائها ذو الكعب العالي ماركة شانيل وقد أصبح ماركة لبراند " أبو نسمة " وتصفيفة شعرها الأسود الحالك الحريري وقد تحول إلي خصلات مموجة نظرت بمرأتها وضحكت علي مظهرها البائس ونظرت للساعة الرولكس هدية والدها السفير " يحيي عز الدين " فهو حريص علي أهداءها هدايا من كل دولة يخدم بها أو يزورها خصوصا بعد وفاة أمها الغالية نتيجة حادث مروري نجت هي ووالدها ولم تنجو والدتها وذلك وهي بالسنة الأولي من كلية السياحة والفنادق لتتخصص بعدها في مجال الارشاد السياحي عشقها الحقيقي فلذلك حرص والدها علي الأهتمام بها حتي وأن بعدت المسافات بينهما ؛ وأنتبهت " بتول" ومنقذها " أيمن " يهنئها بسلامة الوصول فالساعة العاشرة ودقيقتين لتسرع وهي تتمتم بعبارات الشكر لمنقذها وتهرع لداخل المطار وتبلغ رئيسها بأنها قد وصلت للمطار وانها تحاول التواصل مع " ماجد" مدير أعماله فلا يجيب ليستأذنها مديرها بأن " ماجد " علي الخط ليجيب عليه وأنتظرت باحثة عن ضيفها الغامض ومدير أعماله ولم يطل بها الأنتظار لتجد صوت مديرها " أشرف" يجيب " بتول أحنا في كارثة ماجد سمعني كلام كله أستياء لأنه وصلوا الساعة تسعة يعني قبل المعاد المتفق عليه وبيلومني انهم جم ومكنتيش موجودة وراحوا للقصر اللي أجرناه له فمن فضلك أنا حاولت اهديه وأشرحله قفل السكة في وشي وكان غضبان لأن " نزار" كان في ثورة غضب كبيرة من اللي حصل ؛ شوفي حتتصرفي أزاي وطمنيني " وأغلق المكالمة لتزفر "بتول " وهي تنظر إلي السماء " يا الله " وأتصلت بالمنقذ " أيمن " لعله لم يبتعد كثيرا وقد كان فلقد تصادف مقابلته لفتاة خارج المطار ولازال يتجاذب معها الحديث ووافق علي مساعدتها وتحدثت لعم " سمير " للأطمئنان عليه لتجده أستعان بأحدي العمال وأوشكوا علي أنهاء تثبيت الأطار وسيلحقها إلي القصر محل أقامة " نزار" فأطمأنت بعض الشيء وعرض عليها " أيمن " أن تدخل لأحد حمامات المطار لتصلح ما أفسده المطر فلقد تجعدت السترة والجونلة وتلطخ جورابها بأثار المطر وحمدت ربها بأنها تحمل جوارب أحتياطية ومحارم لتنظيف حذاءها الشانيل المسكين ورضخت للأقتراح فبعض الدقائق من التأخير لن تفسد بأكثر مما حدث .
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.