### الفصل الأول: الأوضاع
خالد، شاب في التاسعة عشرة من عمره، يعيش في قرية الأمنيات الهادئة مع والديه. القرية الصغيرة محاطة بالحقول والبساتين، وقد كانت ملاذًا لأسرته لسنوات طويلة. والده رجل كبير في السن يعاني من مشاكل صحية عديدة، ووالدته تبذل قصارى جهدها في رعاية البيت رغم مرضها المزمن. كل هذه الظروف جعلت من خالد الكافل الوحيد لعائلته، فتولى مسؤولية إعالتهم بعمله في مخبز عمه.
يعمل خالد بجد في مخبز عمه، حيث يقضي ساعات طويلة في إعداد الخبز والمعجنات مع صديقه المقرب، رامي. رامي شاب مرح وذكي، يعين خالد في عمله ويخفف عنه عبء الحياة بمواقفه الطريفة ونصائحه الحكيمة. على الرغم من بساطة حياتهم، كانت هناك لحظات من الفرح والنكات التي يتبادلونها أثناء العمل، مما يجعل يومهم أقل كآبة.
وفي مكان بعيد في جبال الأرسب، تعيش نور، الفتاة الجميلة التي تواجه حياة صعبة مع والدها القاسي الذي يحرمها من حقها في التعليم ويعزلها عن العالم الخارجي. نور تمتلك روح المغامرة والشجاعة، فتخاطر بالهرب من بيتها كل يوم متجهة إلى قرية الأمنيات. تعشق نور الطبيعة وتسعى لاستكشاف العالم خارج حدود بيتها، آملة أن تجد في هذه المغامرات الصغيرة فسحة من الحرية التي تحلم بها.
نور، رغم قسوة والدها، لم تفقد الأمل في تغيير حياتها. كانت تتسلل بصمت من منزلها، مارةً عبر الغابات والوديان، حتى تصل إلى مشارف قرية الأمنيات. لم تكن قد تعرفت بعد على خالد، لكن لقاءهما كان يبدو محتماً، خاصة مع اقترابها المستمر من القرية.
الأوضاع في قرية الأمنيات وجبال الأرسب كانت تعكس تعقيدات الحياة، حيث يبحث كل من خالد ونور عن طريقتهما الخاصة للتعامل مع التحديات التي تواجههما. خالد يسعى للحفاظ على أسرته وضمان استمرارية عمله في المخبز، بينما نور تحلم بالحرية والهروب من قيود والدها.
في هذه الظروف الصعبة، يبدأ القدر في نسج خيوطه، محضراً خالد ونور للقاء يغير حياتهما إلى الأبد. هذا اللقاء الذي سيتحدى كل العقبات ويجمع بين قلوب تبحث عن الأمل والمغامرة في عالم مليء بالتحديات.