YoucefYoucef

شارك على مواقع التواصل

الفصل الثاني_يوم في حياة خالد
### الفصل الثاني: يوم في حياة خالد

مع بزوغ الفجر، استيقظ خالد على صوت العصافير المغردة في قرية الأمنيات. اعتاد على هذا الروتين اليومي، فكان يبدأ يومه بتحضير الدواء لوالده. بعد أن أعطى والده الدواء، تأكد من راحة والدته واطمأن على حالتها الصحية. تلك اللحظات الهادئة في الصباح كانت تعني الكثير لخالد، حيث يتمنى دائمًا أن يرى والديه في أفضل حال.

بعد ذلك، خرج خالد من البيت متجهاً إلى المخبز. كانت الطريق إلى المخبز مليئة بالأشجار والزهور التي تزين جانبيها، مما يجعل المشي في القرية تجربة ممتعة. في الطريق، التقى بجيرانه الذين كانوا يلقون عليه التحية بابتسامة، مما يشعره بدفء المجتمع الذي يعيش فيه.

عند وصوله إلى المخبز، كان رامي قد بدأ بالفعل في تجهيز الفرن لبدء يوم عمل جديد. رامي، صديقه المقرب، كان دائماً موجودًا لدعم خالد وتخفيف عبء الحياة عنه. بعد تبادل التحية، بدأوا في تحضير العجين وتجهيز المعجنات المختلفة. كان العمل في المخبز يتطلب تركيزًا وجهدًا، لكنه كان أيضًا فرصة للتحدث وتبادل القصص.

بينما كانا يعملان، دار حديث بين خالد ورامي. توقف رامي فجأة وقال بتردد، "خالد، أريد أن أخبرك شيئاً. هناك فتاة في القرية اسمها ليلى، أعمل معها في السوق أحيانًا، وأعتقد أنني أحبها."

ابتسم خالد وقال مشجعًا، "هذا رائع يا رامي! ليلى فتاة طيبة وجميلة. هل تحدثت معها من قبل عن مشاعرك؟"

أجاب رامي بتردد، "لا، لم أجرؤ بعد. أخشى أن لا تبادلني نفس الشعور."

فكر خالد قليلاً ثم قال، "أعتقد أن أفضل طريقة لجذب انتباهها هي أن تكون صادقًا وتظهر اهتمامك بما تحبه. هل تعرف ما هي هواياتها أو ما تحبه؟"

أجاب رامي، "سمعت أنها تحب الزهور وتعشق القراءة."

ابتسم خالد وقال، "إذن، لما لا تحضر لها كتابًا جيدًا وترافقه بباقة من الزهور الجميلة؟ سيكون ذلك لفتة لطيفة ومميزة."

تلقى رامي الفكرة بحماس، وقال، "هذه فكرة رائعة! سأقوم بذلك غدًا."

واصل خالد ورامي العمل بجد، وهما يتحدثان عن تفاصيل الخطة التي سيتبعها رامي لجذب انتباه ليلى. كان العمل في المخبز يسير بسلاسة، وكانت الضحكات والحديث يشعلان الأجواء بطاقة إيجابية.

مع انتهاء يوم العمل، شعر خالد ورفيقه بالإنجاز والرضا. كانا يتطلعان إلى الغد، حيث سيحاول رامي تنفيذ خطته. كانت هذه الأيام البسيطة، رغم صعوبتها، مليئة بالأمل والتطلع إلى مستقبل أفضل.

عندما عاد خالد إلى منزله في المساء، كان يشعر بالطمأنينة. ألقى نظرة على والديه النائمين، وتمنى في قلبه أن تكون الأيام القادمة حاملة للفرح والتغيير لهم جميعاً. وبينما كان يغفو، تخيل ما يمكن أن يحمله الغد من مغامرات جديدة وتحديات، متمنياً أن يكون كل شيء على ما يرام.
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.