RodinaHossam

شارك على مواقع التواصل

"بسم الله الرحمان الرحيم"

رُودَينَا_حُسَامْ_مَحمُودْ.

لا تنسواْ ذكر الله وصلاة علىٰ النبي والدعوة لـ فلسطين والسودان واليمن وسوريا ولي ولكم.



وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ

يجب أن تعلم يا رفيقي القارئ أنهُ عندما يُتلى القرآن علي شاشة التلفاز أو المذياع أنصت له أو أغلقه إذا كُنت تفعل شيئًا مُهم لكن لا تشاهد شيئًا ما بصوتٍ عال أو تستمع لشيءٍ ما وهوَ يُتلى وشُكرًا لك يا رفيقي القارئ...


__________

في هدوء اليل وفي ذالك الظلام الحالك تحديدًا في ذالك البيت الذي بُنيَ علي طِرازٍ قديمٍ كانت هيَ تسيرُ بهدوء حتي لا يستيقظ أحدٌ من سكان المنزل، أكملت سيرها ثُمَ صعدت الدرج ببطئٍ لكنَهُ أصدرَ أنينًا يُحي مدا قِدمه لِذا حاولت الصعود بتمهل لكي لا يصدر أي صوتٍ آخر...

إنتهت من صعود الدرج ثم سارت في ذالك الممر لثاني مرة في حياتها، فأول مرة كانت طفلةً صغيرة أما الآن فهيَ تبلغُ من العمر خمسةٌ وعشرون عامًا، توقفت أمام غرفةٍ  في منتصف الممر...

فتحت الغرفة بذالك المفتاح القديم لتُفتح الغرفة بعد مراتٍ عدة من محاولات فتحها،ويتضح أنها مكتبة فكانت تحتوي الكثير من الكُتب الموضوعة علي أرفُفٍ خشبية،دلفت إلىٰ الداخل ثُم أغلقت الباب خلفها بإحكامٍ ووضعت المفتاح في جيبها بعد أن سمت الله وهيَ تضعُه،أخذت تسير داخل تلك المكتبة المليئة بلكُتب التاريخية والأثرية المُملة -بِنسبة لها-وقبل أن تفقد شغفها من تلك المكتبة لاحظت ذالك الكتاب ذو الون الأسود،فأمسكتهُ بفضولٍ لم تعلم عواقبه...

كان غلاف الكتاب أسود ولا يحمل إسم كاتب أو مؤلف أو دار نشر أو أي شيءٍ حتىٰ، فتحت أول صفحةٍ بتعجب فكان ورقهُ أسود وكتبّ في أول صفحة:
"العالم الآخر وقواعده"...

تعجبت هيَ من تلك الجملة الغريبة لكن فتحت ثاني صفحة ووجدت أحرفٌ وكلامًا بلغةٍ لم تفهمها هيَ،  وقبل أن تقلب باقي الصُفح سمعت صوت سيارة والدها تدلف إلىٰ حديقة المنزل لِذا  فتحت باب المكتبة بسرعة، وخرجت منها وبحوذتها الكتاب ثُم أغلقتهُ خلفها بإحكام ثُمْ هبططت الدرج بسرعة، حتىٰ وصلت إلي غرفة المعيشة...

وضعت المفتاح مكانه ثُم صعدت الدرج بسرعة، ودلفت إلي غرفتها المعلق علي بابها لوحة مكتوبٌ عليها:

"ميسون"

وضعت الكتاب تحت وسادتها و إدعت النوم...

******

إستيقظت "ميسون"بنشاطٍ كبير ثم إتجهت إلىٰ المرحاض وغسلت أسنانها، وقررت أن تأخُذ حمامًا دافئًا قبل أن تذهب إلىٰ صديقتها، جهزت ملابسها التي كانت عبارةً عن فُستانٍ أزرق وخُمارٍ أبيض، ثمّ إرتدت ملابسها بعد أن إستحمت..

ثمّ خرجت من غرفتها وهبطت للأسفل...

جلست علي مقعدها بعد أن ألقت تحية الإسلام علىٰ أهلها...

-أين أنتي ذاهبة يا "ميسون"؟

قالها شقيقها "أحمد" فأجابتهُ قائلة:

-سأخرج مع صدقتي "سرين".

أومأ لها ثم تناولو طعامهم في صمت بينما هيَ لاحظت نظرات أبيها الغريبة لها...

(بعد ساعة)

كانت تجلس هيَ أمام صديقتها "سرين" وتحتسي قهوتها أما الآخري فكانت تنظر لذالك الكتاب الاسود بتعجب وببسمةٍ بلهاء وجلست تقلب صفحاته ببسمة غريبة -بنسبة لـ "ميسون"-فهيَ عاشقة للغة الفرعونية التي كُتبّ بها الكتاب ثُمَّ قالت:

-ميسون" هل تعلمين أن هذا الكتاب يحتوي علي كلامٍ باللغة الفرعونية القديمة؟

نظرت لها "ميسون"قليلًا ثم قالت:

-لا أهتم يا "سرين" المهم أن تعرفي ترجمة تلك الكلمات، الم تقولي أنكِ تُحبين التاريخ القديم واللغة الفرعُونية.

-نعم؟

-إذًا ترجميهِ لي.

لتُجيبها الآخرىٰ قائلةً بتعجب:

-وما الذي يجعلكِ تهتمين بأمر جدتك وكُل ما يتعلق بها حتىٰ بعد موتها؟

-ببساطة لان جدتي تخفي سِرًا كبيرًا وسأعرفهُ إن شاء الله.

قالت آخر جملتها وهيَ تنظر في رُكنٍ ما بشرود..، ثم استقامت من جلستها وألقت التحية علىٰ صديقتها ثم إتجهت إلي باب المقهي للخروج منه وهيَ تزعم علىٰ الذهاب لشخصٍ ما قبل تأخر الوقت...

*****

(أرضُ القلادات)

في مكانٍ ما تحديدًا أمام ذالك الشجر الذي بلون الأحمر وأغصانه صاحبة الون الأسود وذالك الزرع ذو الون البُني...

كان ذالك المظهر لحديقة ذالك القصر الكبير الذي كانت جُدرانه بلون الابيض ونوافذه زجاجية لا تُظهر ما يقعُ خلفها كان إطارها خشبي، وفي الداخل تحديدًا في الطابق الثالث كان يجلسُ هوَ بكل وقار علىٰ مقعدهِ المُحبب له حتىٰ دخل عليهِ أحدٌ مِن حُراسه يستأذنهُ بِدخول شخصٍ ما، ليسمح له وبعد عدة دقائق دخل رَجلٌ صاحب بُنيةٍ عضلية قوية ذو شعرٍ أسود ناعم وعينان زرقاوتا، هذا ما ظهر فقط من وجهه أما باقي وجه فكان مخبأ بذالك القناع الأسود (ماسك)، كان يرتدي ملابسٍ بلون الاسود قميصًا وسروالّ(جينز)أسود، وبعد دُلفه رحب بهِ ذالك الرجل قائلًا:

-مرحبًا بِكَ يا "تميم"كيف حالك؟

-بخيرٌ يا سيدي، لقد عدتُ اليوم بِأخبارٍ جديدة.

قالها "تميم"بإبتسامةٍ ودودة ليُجيبه نفسُ الرجل الذي في بداية العقد التاسع ويُدعىٰ"آيمن":

-قُل ما عِعندك يا بُني.

قال"تميم"مُتسائلًا:

-أابدأ بلأخبار السارة أم السيئة؟

-بـ الجيدة يا بُني.

أمأ له ثم أخرج "تميم"نظارته الطبية من جيب بنطاله، ثُمَّ نظر في الورقة التي كان يحملها في يديه وقرأ محتوياتها قائلًا:

-الخبر الأول :أنهُ تمَ جمع كُل محصول الصيف إستعدادًا لهيج الذئاب في الشتاء،الخبر الثاني:تم جمع عددٌ كبير من القطن لصنع الملابس الخاصة بحفل الشتاء.

أبعد "تميم"عينيهِ عن الورقة ثم قال وهوَ ينظر لـ"آيمن":

-أابدأ بلأخبار السيئة سيدي؟

أمأ لهُ "آيمن "ليتنهد هوَ بثقل ثم أعاد النظر إلىٰ الورقة قائلًا:

-سيدي أخبرني حكيم المكتبة أن الذئاب ستأتي مُبكرًا هذا العام بسبب أن ظاهرة إكتمال "القمر" ستحدث وهذا يعني أن هيج الذئاب سيكون مضاعفًا.

ظهرت ملامح الإستياء علي وجه "آيمن" وسرعان ما تغيرت ملامحه وشكر المولىٰ قائلًا:

-"تميم"الحمدلله ربما هذا خيرٌ لنا يا بُني ..أخبرهم أن يستعدواْ جيدًا.

أمألهُ"تميم"وهوَ يشكُر ربه في سره ثم انصرف...

("الْثِقَةْ" كِنزٌ عظيم فأن تثق بشخصٍ ما معناه أنَ ذالك الشخص شيءٌ عظيمٌ ومُهمٌ بنسبة لك؛فما بالك بثقة بِرَبك عَزْوَجْل...)

*****

كانت تسير في شوارع تلك المنطقة والتي من المستحيل أن تنسها، فقد كانت تأخذها جدتها مرارًا وتكرارًا لمنزل تلك العجوز التي لا تعلم إن كانت علي قيد الحياة أم لا، بدىٰ علىٰ الشمس أنهُ إقترب موعد رحيلوها  ليأخذ القمر مكنها، كانت تسير لمدة نصف ساعة متواصلة وذالك بالطبع بعد أن إستقلت سيارة أجرة لكن رفض السائق أن يكمل الطريق بحجة أن لديه عملٌ مهم وهذا ما لاحظتهُ من توتره وخوفه من ذالك المكان، وعذرته فيبدو بلفعل علىٰ المكان أنهُ مهجور مُنذ أعوامٍ كثيرة وإضافةً إلىٰ مظهره المُخيف،حاولة طرد شعور الخوف وهيَ تسير بهدوء تكاد لا تسمع صوت أقدامها من كثرة بطئها وتوترها ،وخوفها!

كان المطر يهبط بهدء ونعومة علي وجهها يحاول أن يطمأنها ويُهدأ خوفها وبلفعل شعرت بسكينة وحمدت الله وتذكرت ربها وأنها ليست وحدها حتى إن إكانت المنطقة فارغة من الإنس والجن...

أكملت سيرها مطمئنة مع قليلٍ من الخوف، ثم إنحرفت في شارعٍ علىٰ يمينها وفي نهايته كان يقبع ذالك المنزل التي أعتادت جدتها أن تذهب له، كان يبدو أنهُ هوَ المنزل الوحيد الذي يخرجُ منهُ رائحةالحياة، فقد كان الباب مفتوحًا وتخرجُ منهُ رائحة طعام، وقفت أمام أعتابِ المنزل ونظرت له دون الدلوف داخله، فوجدت أمامها سيدة عجوز لم تستطع أن تتعرف علي ملامحها بسبب سجودها وهيَ تصلي...

(الصلاة مثل النفس فإذا قطع نفسك فأنت روحٌ بلا جسد وإذا قطعت صلاتك فأنت جسدٌ بلا روح...)

وفاجئة وهيَ تقف أمام باب المنزل إستمعت لصوتٍ خلفها لسيدة تقول:

-مرحبًا بكِ في بيت الحبيبة.

إنتفضت ونظرت خلفها لكن لم تجد أحدًا!!

رُودَينَا_حُسَامْ_مَحمُودْ.

__________

#لا تنسواْ ذكر الله وصلاة علىٰ النبي والدعوة لـ فلسطين والسودان واليمن وسوريا؛الهم إنصرهم وحفظهم ويسر لهم أمرهم.
1 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

فصول العمل

الكتاب!1
اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.