BasantShierf

شارك على مواقع التواصل

قبل أن نبدأ لتعرف عزيزي القارئ أن هذه الرواية تتطلب الصبر فبطول أحداثها سنناقش قضايا و نتعمق في بعض تناقضات النفس البشرية في إطار دراميّ مبسط لذا لو أنك تبحث عن مجرد المرح و الحبكة الدرامية ربما هذه الرواية ليست لك

و شكرًا لمن سيدعمني و يشترك عندي  فهو يساعد علي نشر رسالتي ♡

______________________________

في هذا العالم المشوه الملئ بالقلوب المحطمة أتمني أن تنجو يا صديقي 
        
                        اهداء لذوي القلوب النقية

           (   الفصل الأول   )

صوت حفيف أقدامنا يمتزج بصوت خرير الماء وصراصير الليل تصنع لحناً لا ينسي يزيده غناء الكروان جمالاً رائحة الأرض العطرة ..دفء يديه المحتوية يدي نعم نعم كانت تلك هي السعادة ..التي فقدتها

،،هذا الحوار سيظل يرن في أذني للأبد ،،

فؤاد :

"أنا أسف، نرجس ،هذا الأمر ليس بيدي أبي يعتمد عليّ"

،، رأيت بؤبؤا عينيها يصغران أمامي و رعشة غريبة سرت في جسدها النحيل فباتت تنتفض مع كل كلمة .. قلبي تقطع و انا ألقي بهذه الكلمات لشخص مثلها لكني مضطر ،،

-ما..ماذا تريد أن تقول أنا ل..لا أفهم ..تريد تركي ؟!!!..تركي أناا بعد كل حبي لك ..هكذا ترميني كالفضلات ..تتخلص منها متي ما تريد ..ها؟!

،،ألقت ذلك الوابل عليّ بصوت منفعل مرتعش تتخلله الشهقات حتي إني لم أجرؤ علي قول كلمة فأنا مذنب بكل الأشكال و كيف تنظر للأمر تري جُرمي ،،

قلت  بينما أتهرب بعينيّ من نظراتها:

"ليس بيدي صدقيني ليس بيدي "

_عجباً ..إن كنت لا تملك شأنك لما فعلت هذا بي لما علقتني بك بنيّت منزلاً داخلي و تريد هدمه و هدم قلبي معه ..أجبني ..أجبني! ماذا ! فقدت النطق الأن !

،،صدري يعلو و ينخفض لا أدري إن كنت التقطت أنفاسي حتي و رغم صراخي انا لا اسمع نفسي كل ما أسمعه هو صدي كلماته كلمات لم يخطر عليّ إن اسمعها و خاصة منه ! تلك الرعشة التي تسري في جسدي كل جزء مني ينتفض، الدماء تغلي في عروقي ،،

كانت نظراتها النارية تحرقه ماذا يفعل هو ليس مقتنعاً بفعله ليبرره لأحد ،الألم يعتصر قلبه أيضاً لكن الكلام لن يعبر و لن يفي بالغرض ، كل ما يحدث الأن كاللعنة التي سترافقه للأبد ..

-أنا سأذهب يا نرجس ..أتمني أنا لا تحاولي التواصل معي مجدداً

شعر بيداها تحاوطه و دموعها بللت ظهر قميصه

قالت وقد أغرورقت عيناها بالدموع :

"لا تتركني فؤاد ..أتريدهم أن يبيعوني لذلك الوغد كاظم ..مثلما أنا حاربت من أجلك لما لا تحارب من أجلي..لما !!"

أبعدتُ يداها عني آسفاً و نظرت في عيونها  الباكية و قلت لها :

"هناك فرق بين وضعينا و انا لن اخذل أبي بعد ما فعله من أجلي كما أنني أعتذر من كل قلبي علي كل ما جري لكن الأمر أكبر من مجرد قصة حب عابرة بين اثنين عائلتي كلها تعتمد علي هذا الزواج، ألا تفهمين ؟!"

ضاقت حدقتا عينيها الخضراء ثم قالت لي :

"قصة عابرة ..عابرة !..إن لك مكان في قلبي لن تبرحه أبداً و تقول لي عابرة !"

-سوف تنسيك الأيام إياي و سيتربع زوجك مكاني ما تقولينه الأن هو لإنفعالك كما أني أنوي أن أبدأ صفحة جديدة مع زوجتي كزوج مخلص لذا يجب أن تنسيني 

-فوراً أصبحت زوجتك و انت لا تعرف عنها شئ ،و أنا التي شاركتك فرحك و حزنك أصبحت في غفلة مرأة غريبة ..وااه حباااه

-يكفي نرجس أنا سأغادر ..وداعاً

-إن رحلت الأن فأنت قاتل قتلت قلبي و لك حساب مع الله ...سأدعو عليك حتي يوم الدين

،،صوت غلق الباب كسر شيئاً داخلي سمعته ينكسر لأجزاء أضئل من حب الخردل فلا يمكن أن يعود لسابق عهده ،،

                  **************

و ها أنا الأن  ملقاة علي سريري في غرفتي المظلمة التي لم أخرج منها منذ يومان حتي دخلت أختي الكبيرة و علي وجهها نظرة لم أميز أ كانت نظرة شماتة أم حزناً علىّ و قالت بصوتٍ يخلو من الشفقة :

"انظري ما معي ..دعوة زفاف السيد فؤاد و الآنسة صفاء الأحد المقبل أي بعد ثلاثة أيام ..هذا من تبكين لأجله ليلاً نهاراً ..هذا من عطلت زواجك و مصالحنا لأجله ...."

،،يتبع كلامها دخول أبي و أمي مع نفس النظرة لكن أفظع،،

ليتبع أبي:

"قضيّ الأمر السيد كاظم لازال متمسكاً بك و الحمد لله.. سيريكِ النعيم الذي تحلم أي فتاة به "

أختي : "بل إننا سنزوجك قبل ذلك الحثالة"

نهضت متثاقلة ثم قلت :

"وماذا إن أخبرتكم أني لا أحبه ولا أريده هو بالذات ..إنه يعلم بما كان بيني انا و فؤاد و مازال يريدني و لكن ما هي مشكلته ؟!"

أمي :

"لقد أتّبعنا هديك مرة و لن نكرر الخطأ، ستتزوجينه رغماً عن أنفك"

               *****************

في غرفة واسعة مليئة بالذكريات حسنة التنظيم جدرانها مشبعة بالحنين  لا يشوب جمالها سوى ذاك المنظر الحزين لابن يناجي والده الذي نال منه المرض ما نال :_

-أبي لقد دست علي قلبي من أجل رضاك قل لي أنك راضٍ عني و مرتاح البال

-يا بني ..أنا راضٍ عنك بالطبع لكن ذلك هو لمصلحتك أنت أولاً يوماً ما ستشكرني لحصولك علي حياة سعيدة مع زوجة محبة و أبناء مطيعون ..إن صفاء ابنة صديقي عبد الله هي فتاة نثق في تربيتها و أصلها 

- نعم يا أبي ..معك حق

                 ______________

أنظر لنفسي في المرأة دمية محطمة بلا روح ترتدي فستاناً جميلاً و يزينون وجهها بمساحيق التجميل الباهظة أريد أن انتفض أن أصرخ و أقول لهم " لا و ألف لا "  و لكن ما الهدف من الرفض؟ ما الهدف من المقاومة؟ و لو صرخت فمن يسمعني؟ و لو هربت فلأين سأهرب  ؟ أنا عالقة في بقعة واحدة لا أستطيع العودة للوراء و لا السير أماماً ..الثقل في قلبي أصبح لا يطاق و الألم.."الألم يُمزِقُني ".

                   ************
و في مكان أخر بينما كان كاظم " العريس المنتظر " يتفقد مظهره قبل أن يذهب لأخذ نرجس بسيارته بادر صديقه محمد  بقول بضع كلمات كانت عالقة في حلقه

-أعرف أن نرجس فتاة فاتنة لكن ألا يزعجك ماضيها فهي لا تبدو لي سعيدة بزواجكما

-أعرف لكن إسمعني إن زفاف فؤاد قريب ..هي ستتزوج وهو سيتزوج و ستستمر الحياة فلما لا أغنم انا فتاة أحلامي
..أنا رجل أعمال و تاجر كيف لي أن أفوت هكذا عرض

- يا لها من وجهة نظر غريبة لكن ماذا تفعل لو لم تنسى ؟!

- ستنسي ،لا تقلق

             ***************
و في بيت الحاج الصابر الفخم أنهت تلك السيدة الصغيرة مكالمتها و نظرت لأخوها  الشارد منزعجة من حالته فبدأت كلامها :-

نهي  :

"أخي ، أسمعت اليوم حفل زفاف نرجس و رجل  يدعي كاظم يبدو أنها  لم تلبث أن نسيتك يا لها من.."

-لا نهي لا أريد سماع اي إهانة لها فلا أدري أتفعل ذلك لإشعال الغيرة داخلي أم أن أهلها أجبروها لكني لا أملك الحق للحديث بعد بشاعة فعلي ..من الجيد أنها تزوجت حتي لا أفكر فيها أكثر

-علي أي حال أنت أيضاً زفافك بعد الغد ليس هناك وقت للتفكير بشأنها

همهم فؤاد موافقاً ثم غادر الغرفة بعد أن شعر بالإختناق ..

               *************
و في أكبر قاعة في البلاد جاورت نرجس زوجها كاظم و بدأت المعازف لتعلن عن فرحة ربما هي غير موجودة من الأساس و معها بدأت خواطر نرجس الحزينة تتدفق :-

،،جلستُ جوار كاظم لست أدري ماذا أفعل هنا ..نعم أنا لا أنتمي هنا فلما هذا هو وضعي الأن الجميع يبدو سعيدا لما أنا الوحيدة التي يختلجني شعور بالآسي ،،

،،البسمة بادية علي وجهه ربما هو يحبني ربما سوف أنسي،،

* بدأت الدموع تتساقط من عيناها

،،أنسي !! يالا السخرية،،

،،أمسك كاظم يدي ووضعها لصدره مقبَّلاً لها من أجل صورة ..حينها أدركت أني سأحيا حياتي كلها فقط لتبقي الصورة جميلة لغيري مهما تألمت...،،

،،هنأنا الجميع و رقصوا بسعادة علي الأغاني و فرشت الموائد الضخمة لتري الجميع الثراء و الغني الذي يتمتع به زوجي و في النهاية وجدت نفسي وحيدة معه في غرفتنا ..مر كل شئ في غفلة لكن الأن الخوف يتملكني ، حاول لمسي لكني أنتفضت مبتعدة في رعب ،،

-أنت بخير نرجس ؟!!

-ن..نعم ..لكن أرجوك لا تفعل هذا ..أنا أنا لست مستعدة

    ************************
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

فصول العمل

البداية لكل ألم خذلان
اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.