Qaed

شارك على مواقع التواصل

الفصل الثاني
انطلق اليكسي بشاحنتة قاصدا مدينة بيرم.
صار يتفكر ياترى ماسبب هذه الرحلة وماذا يريد منة السيد اليكس.
كان الجو لطيفا وابتدت الشمس تشرق احس بالسعادة والدفئ حيث اصوات زقزقة العصافير
ونسيم الهواء المنعش ورائحة الازهار والاشجار الزكية.
بعد ساعات طويلة قطعها من مدينتة بيتروزافودسك وجد نصب كبير مكتوب عليها مرحبا بكم في
مقاطعة ارخانجليسك، حيث ان مركزها تسمى نفس الاسم وتمت تاسيسها بامر من القيصر ايفان الرهيب
سنة 1584 وفيها قلاع واديرة قديمة الى هذا اليوم وميناء تجاري.
شاهد اليكسي فتاه تقف على جانب الطريق وتشير للسيارات فتوقف عندها ففتحت باب الشاحنة
من الجهة اليمنى " مرحبا.. هل مكن ان توصلني الى الامام الى مدينة سيكتفكار".
ابتسم لها اليكسي " نعم اصعدي".
كانت الفتاة سمينة وطويلة شقراء في الخامسة والعشرون من العمر تلبس سترة صيفية خظراء
وفستان جميل ملون بالورود وتحمل حقيبة بلاستيكية صفراء اللون.
اليكسي " هل تشربين قهوة " نظرت الفتاة بابتسامة " نعم ممكن ".
مد يدة الى جهاز القهوة الموضوع على الكرسي الخلفي وضغط على زر التشغيل والتحضير.
الفتاة " انا اسمي ايكاترينا من القرية وذاهبة لزيارة صديقتي في المدينة وانت ماذا تعمل؟".
اليكسي " انا اليكسي من جمهورية كاريليا واعمل في مصنع للاخشاب.. انا ذاهب الى مدينة بيرم".
ضحك اليكسي " القهوة جاهزة "، ومد يدة واعطى كاس ورقي لها ثم اخذ كاس لنفسة".
صارت الشاحنة تسير بسرعة قاطعة الكيلومترات الكثيرة فشغل اليكسي الراديو على قناة
الاغاني الروسية، حيث انهما كانا مستمتعان وهما يجوبان الاقليم.
صارت ايكاترينا تضحك " ان اغلب سكان القرى يعملون في الاخشاب وكانهم مصنع كبير".
اليكسي" ان مصنعنا تقوم بعمل اللواح من الاخشاب المقطعة الصغيرة ثم بعد ذلك نقوم بضغطها
بمواد لاصقة".
ايكاترينا باهتمام " اه.. هكذا يتم الاستفادة من الاخشاب الصغيرة...ولكنها تحتاج الى معدات قد
تكون غالية".
ضحك اليكسي" مجرد اجهزة ضغط وكبس تعمل بالكومبيوتر".
صارت ايكاترينا تحكي لايكسي احوال القرى والمدن في ارخانجيلسك فهي بنت ضابط متقاعد
في الجيش الروسي. صار تشكوا لة الظلم والحرمان والفقر والجريمة المنتشرة بكثرة.
كانت ظجرة من ادارة اقليم ارخانجلسك وعن احتياجات الاقليم الكثيرة.
كان اليكسي مهتما بحديثها وصار يخمن قد تكون كل روسيا لديها هذه المشاكل.. فصار يبرر
لها من انها قد تكون بسبب سياسة روسيا والعقوبات المفروضة علية وممكن بسبب حروبها
في اوكرانيا.
ايكاترينا " ان اقليم ارخانجلسك غنية جدا وعندها موارد نفط وذهب والماس والسلطات في
موسكو تاخذها منهم وتطور اقاليم وجمهوريات اخرى.
صارا يتحدثان الى ان صرحت ايكاترينا عن غضب السكان وانهم يريدون الانفصال عن
موسكو وتحويل ارخانجلسك من اقليم الى جمهورية ذاتية الحكم وثم الى الاستقلال.
اليكسي" طبعا كل هذا يقررة السياسيون في موسكو".
كانت الشاحنة تسير بعد عدة ساعات ظهر شعار كبير مكتوب عليها مرحبا بكم في جمهورية كومي
سعدت ايكاترينا " مرحى كومي ".
اليكسي " ممكن ان نقف ونتغدى لقد بقى عدة ساعات ونصل"
ايكاترينا " انا موافقة ".
موسكو – مبنى ادارة مجلس الوزراء.
كان ميخائيل في غرفة مكتبة وعندة مجموعة موظفين.
ميخائيل " كما اخبرتكم ان مسالة ادارة شؤن مجلس الوزراء كلها مرتبطة برئيس الوزراء
ونحن نخدمة وهو الاول وصاحب الكلمة والراي الاخير.. لااحتاج الى اقتراحاتكم الكثيرة
الغير حكيمة والغير مدروسة بدقة.
كان عدد الموظفين عشرون من الاداريين في المكاتب، وكانوا يجلسون على الارائك وعلى الكراسي
حول الطاولة الكبيرة التي في غرفة مكتبة حيث كانوا يستمعون الية بانصات.
ميخائيل " اعملوا ونفذوا ماتصدرة المكاتب والادارات من القرارات والمهام اليومية".
ان موقعكم هام وحساس ومهم جدا، ارجوا منكم الانضباط التام وانجاز المهام في الاوقات المقررة
ماذا ترون هاهاها نحن ندير كامل البلاد".
صار البعض يضحك ويصفق " نعم ياسيد ميخائيل انت شخص موهوب وذكي تصلح لمنصب اعلى".

جمهورية كومي – مدينة سيكتفكار.
صار اليكسي يجوب شوارع مدينة سيكتفكار سعيدا مبتهجا فهو للمرة الاولى هنا، لقد اوصل ايكاترينا
الى محطة التاكسيات كما طلبت منة.
صار ينظر في هاتفة المحمول برنامج الخرائط، وصار يبحث عن الفندق كان الوقت ليلا لقد قضى
اربعة وعشرون ساعة في قيادة الشاحنة، احس بالنعاس وصار يفكر في السيد اليكس وشعر بالقلق
مرت نصف ساعة ووصل الى فندق سيكتفكار ذات الطوابق المتعددة، اوقف الشاحنة في مواقف السيارات
ودخلها مباشرة، حيث صار يحيونة العاملين وهو يحمل حقيبتة.
راه موظف الاستقبال وصار يبتسم لة " مرحبا ..انا في خدمتك".
اليكسي" مساء الخير، انا من شركة الاخشاب بتروزفودسك".
رحب بة الموظف " نعم... توجد غرفة لك... ثواني".
سلمة مفاتيح الغرفة " اهلا وسهلا بك ".
استغرب اليكسي " ولكن الاتود ان ترى بطاقتي المدنية ".
موظف الاستقبال " لقد رايت نسخة منة فهذا جهاز كومبيوتر ولقد تم دفع جميع مصاريف الاقامة
اتمنى لك وقتا سعيدا".
دخل في هذة اللحظة رجل وسيم يرتدي قبعة كوبوي في الخامسة والثلاثين من العمر اشقر ولة عينان
خظراوتان، ويلبس ساعة ذهبية وبنطلون جينس ازرق وحذاء كوبوي مع سترة زرقاء عليها خطوط
حمراء ونجوم.
" مرحبا... هل توجد غرفة".
رحب بة موظف الاستقبال محييا برفع يدة " طبعا لك دائما توجد غرف".
تقدم رجل الكوبوي الى منصة الاستقبال ومد لة موظف الاستقبال يدة وصافحة بترحاب
" اي نوع من الغرف تريد كلها متوفرة"
رجل الكوبوي" غرفة فيها سرير كبير مزدوج "
ضحك موظف الاستقبال وهو يرى جواز سفر رجل الكوبوي " آه.. من الولايات المتحدة الامريكية
رونالد من ميامي ولاية فلوريدا، مرحبا بك".
صار يعمل اجرات الغرفة واشار بيدة الى الحمالي " خذ حقيبة السيد رونالد واوصلها الى غرفتة
رقم 33 الطابق الثالث".
رونالد" اوصلها الى هناك... هل يوجد مطعم هنا".
موظف الاستقبال " طبعا.. توجد عدة مطاعم.. كلها في الطابق الاول" واشار بيدة الى المصعد الكهربائي.
صار رونالد يتمشى الى المصعد وصارت العاملات يحيونة ويغازلونة فصار يضحك سعيدا.
شاهد الثلاث مطاعم واختار مطعم كومي دخلها وتقدمت لة النادلة ترحب بة و خيرتة اين يريد ان
يجلس، كان هناك بعض الناس موجودين مع زوجاتهم اختار طاولة بالقرب من منصة تقديم الاطعمة
وصار يشاهد المينيو واختار لحم خنزير مشوي وبعض انواع السلطات المختلفة.
صار الجالسين ينظرون الية باستغراب، فاخبرتهم النادلة " انة امريكي حقيقي" فسعدوا وهم ينظرون
الية بمودة وشغف وحدهم صار يلوح بيدة مرحييا لة.
موسكو – مبنى ادارة مجلس الوزراء.
دخل ميخائيل الى غرفة مكتبة فرحبت بة السكرتيرة اولجا واقفة.
نظر اليها " هل من جديد هذه الليلة ؟".
كان ميخائيل انيقا يلبس بدلة ذات بنطلون اسود وسترة زرقاء داكنة.
اولجا " مجرد اخبار عن تظاهرات شعبية في جمهورية تتارستان "
غضب ميخائيل " اللعنة تتارسان".
اولغا " لقد احضروا لك العشاء " اشارت بيدها الى اطباق مغلقة " انها مشويات تتارية مختلفة
مع سلطات وصوصات مع خبز وارز"
هدئ ميخائيل " ادخليها الان وايضا ابعثي لي جميع المهام اليومية"
دخل غرفة مكتبة وصار يخلع سترتة ويعلقها ووضع شنطة يدة على طاولتة وادار التلفزيون
الفضائي.
صارت اولجا تدخل الاطباق وتضعها على طاولة الاكل " اي شي اخر سيد ميخائيل".
ميخائيل سعيدا وهو يفكر " بعد ثلاث ساعات ادخلي لي كوب من القهوة الداكنة".
وصار يقراء سريعا التقارير والقرارات.
خرجت السكرتيرة وابتدى ياكل وهو ينظر الى التلفزيون يشاهد اخبارة الخاصة عن روسيا
وعن الادارات وبعض المشاهد من التظاهرات في تتارستان، حيث كان يعمل ملاحظات
دقيقة وهو ياكل بلذة فهذة نوبة عملة الليلي، كانت الساعة الثانية عشرة.
مرت ساعة فنهض من وراء الطاولة وتوجة وجلس على الاريكة الوثيرة وصار يتصل
بهاتفة المحمول بموظفين من ادارت مختلفة.
رن جرس هاتف المكتب فقام وجلس خلف مضدتة وشغل موسيقى هادئة ورد على الهاتف
" سيد ميخائيل انة السيد عبداللة من تتارستان ويقول عاجل".
شعر ميخائيل بقلق " حولي الاتصال ... نعم..كازان..لماذا لاتستطيعون السيطرة على المتظاهرين".
عبدالله " سيد ميخائيل انهم يتجمعون بكميات كبيرة وقوات الامن لايستطيعون التحكم والسيطرة".
ميخائيل " حسنا.. وكيف نهديئهم".
عبدالله" لاجدوى.. طلباتهم الاستقلال عن موسكو".
غضب ميخائيل وصار يفكر متوعدا فدقت السكرتيرة الباب وادخلت قهوتة مع بعض قطع الجاتو
" اعملو امر بانزال الجيش في مدينة كازان".
عبدالله " حسنا سيد ميخائيل".
صار ميخائيل يشرب القهوة وياكل الجاتو بملعقة صغيرة متلذذا وهو يفكر بقهر في اخبار تتارستان.
رن الهاتف مجددا " سيد ميخائيل..انة بخصوص جمهورية كاريليا ".
ميخائيل بحرص " نعم حولية مباشرة".
" مرحبا سيد ميخائيل انا من وزارة الخارجية اسمي بيتر"
ميخائيل بقلق " نعم تفظل".
بيتر " لقد اجرينا استجوابات مع الحكومة الفنلندية وسالناهم عن موضوع طلب السكان
للانظمام اليهم في اتحاد".
غضب ميخائيل وتحكم في نفسة " وماذا اجابوا".
بيتر" يقول ممثل الحكومة الفنلندية انهم لم يدعوهم ولا ايضا حكومة كاريليا طلبت ذلك
وانة مجرد دعوة من السكان.. لعلهم يريدون المساعدة".
ميخائيل " السكان الاغبياء.. وماذا؟".
بيتر بقلق " بخصوص مسئلة استقلال جمهورية كاريليا عن موسكو يقولون ان الولايات
المتحدة الاممريكية توافق على ذلك في حال انها تريد الاستقلال وسوف تساعدهم ويقول
نحن كجمهورية اوروبية عضو في حلف الناتو نوافق لو يريدون بشرط ان تكون الحكومة
منتخبة من الشعب وتحترم المواثيق والقوانين الدولية وحقوق الانسان وطبعا التعاون معهم".
هدئ ميخائيل واصابة خيبة الامل " شكرا لك ان كل هذه الحقائق انها مهمة لي سوف القنهم درسا
قاسيا وأطرهم من كل روسيا.. الان اتقدم باقتراح من ادارتي لادارتكم وهو عمل عقوبات
على هؤلاء الذين يريدون تقسيم روسيا، ارجوا ان تتناقشوا في هذا الموضوع، وايضا
وافيني بالتطورات.. شكرا".
اتصل في السكرتيرة " اولجا اطلبي لي كاس عصير مشكل كبير وبارد..شكرا".
ثم صار يقراء التقارير ويوقع على القرارات بعد ان قراءها.
مرت ربع ساعة ودخلت اولجا حاملة العصير في صينية صغيرة ووضعتها على طاولتة
" هناك اخبار وصلتني للتو من ان الاضطرابات في تتارستان صارت في كل المدن وان السيطرة صارت
صعبة وانة هناك تعاطف من اعضاء الحكومة التتارية مع المتظاهرين".
تمالك ميخائيل نفسة وابتسم وهو يتوعد شاعرا بخيبة الامل" حسنا... اتصلي في وزارة الدفاع وطلبي لي
عقد اجتماع مع الجنرال ارلوف رئيس اركان الجيش".
صارت السكرتيرية تنظر الية باعجاب وتقدير " حسنا سيد ميخائيل".
جمهورية كومي – فندق سيكتفكار.
صحى اليكسي سعيدا فاشعة الشمس كانت تلامس وجهة من خلال النافذة وهو مستلقي على الوسادة
كانت تغطي الغرفة فشعر بالدف والحيوية صار ينظر الى النافذة وشعر برياح لطيفة.
صار يشعر بالحيوية والطمئنينة بعد ان نام نوما عميقا صار يسمع اصوات الطيور فنهض من السرير
انة يوم جديد ياترى ماذا يخبئ لة.
دخل الى غرفة الاستحمام و صار يستحم ويحلق لحيتة الخفيفة وصار يلبس بنطلونة الجينس ويلبس
قميصة المخطط الاخظر وقرر ان يذهب لتناول الافطار.
ركب المصعد حيث النزلاء كانوا كثيرون فاضطر بعضهم الى الانتظار لحين رجوع المصعد.
دخل الى المطعم وفجأة شاهد احدهم يلوح بيدة نحوة " مرحبا اليكسي من بيتروزفودسك
هذا انا فسيلي من بيرم من شركة الاخشاب".
كان فسيلي شاب في الثامنة والعشرون طويل القامة كان طولة اكثر من مترين ذو بنية عضلية
ليست كبيرة اشقر الشعر ولة عيون زرقاء اللون يلبس قبعة كاب على راسة مكتوب عليها روسيا.
صافحة اليكسي " مرحبا فسيلي ماهذه الصدفة".
صار فسيلي يتناول الافطار ويشرب القهوة " هيا اطلب افطارك سوف يجلبونها لك"
فنادى على النادلة وصار اليكسي يطلب سندويشات جبنة وطبق بيض مقلي مع شرائح بيكون
فسيلي " هل رايت شخص كوبوي ؟".
صار اليكسي يشرب كوب ماء " نعم ".
فسيلي " هو كوبوي حقيقي من امريكا.. يقول انة تاجر سيارات مستعملة".
استغرب اليكسي " وماذا يريد في سياراتنا القديمة انها تعتبر باهتة لهم وهي جديدة".
صارت النادلة تضع الصحون على الطاولة، فطلب منها اليكسي بان تحضر فطائر مربى
مثل الذي عند فسيلي.
فسيلي " اعلم عندهم سيارات غالية مثل فورد وشفيرولية هاهاها... قد تكون السيارة الواحده
سعرها خمسة من سياراتنا".
صار اليكسي ياكل " ومن هو السيد اليكس ؟".
فسيلي " ومن لايعرفة، هو مدير مصنع بيرم للاخشاب".
اليكسي " لقد طلبني ".
فسيلي " سوف اتصل بة واقول لة انك معي وسوف تكون في الطريق الية، لاتقلق
المسافة كلها ست ساعات ونصف بالشاحنة".
كان في هذه الاثناء رجل الكوبوي في بهو الفندق والناس تنظر الية والبنات تتغزل بة
صار يبتسم ويضحك " ياعامل اطلب لي تكسي.. اريد ان اشاهد المدينة".
صار العامل يحية " تفظل سيد كوبوي التاكسي عند البوابة في انتظارك".
مرت نصف ساعة وخرج اليكسي من الفندق وصار يتمشى فسال صبي " مرحبا اخبرني
كيف ممكن الذهاب الى مركز المدينة"، فاشار الى محطة الباص " من هناك ياسيد".
كان مجموعة كبيرة من المواطنون ينتظرون وصار يقف معهم وصاروا يتعرفون علية
ويسالونة عن مدينة بيتروزفودسك وعن الاسعار وصار يرحب بهم وجيبهم بمودة وسعادة
مرت ربع ساعة ووصل الباص وصعد فجلس عند النافذة وانطلق الباص وصار ينظر الى الشوارع
مستمتعا ويرى معالم مدينة سيكتفكار الجميلة فهي قديمة وبها بعض المباني الجديدة.
كان علم جمهوريتهم ذات الثلاث الوان ابيض وارزق واخظر ترفرف من فوق الاعمدة.
كانت الشوارع والطرق محاطة بالاشجار واصابة الاهتمام وهو ينظر الى المحلات التجارية
على طرفي الطريق الى ان وصلوا الى مركز المدينة فنزل وصار يتمشى سعيدا وعند الطريق
كان شرطي الطريق يشير الى الناس بالتوقف وبعدم العبور.
صاحت احدى الفتيات " ان موكب رئيس الجمهورية سوف يمر ".
ترقب الجميع في سعادة وشوق حيث كانت السيارات تزمر فراى مجموعة دراجات نارية
ووراءها عدة سيارات سوداء اللون ثم مرت سيارة الرئيس الذي يحمل علم الجمهورية، فصار الناس
تضحك يشيرون ويلوحون بايديهم نحوة في ترحاب " مرحى مرحبا برئيس الجمهورية".
ثم صاروا يصفقون ويتحدثون الى بعضهم بمودة وسعادة.
اعلن شرطي الطريق السماح بلعبور.
صار اليكسي يسال الناس عن اماكن المدينة فنصحوة بان يذهب الى متحف المدينة التي كانت
قريبة منهم فصار يتمشى وتوقف عند كشك وطلب قهوة وفطيرتين.
صار يتذكر فسيلي وعيونة الحادة الواسعة وكانة النسر وهو يقول " انا الامبراطورية من كاريليا غربا
والى آخر منطقة تشكوتكيا شرقا ".
وصل بعد ربع ساعة الى المتحف ودفع تذكرة الدخول وصار العاملين والعاملات يرحبون بة.
انبهر بالمعروضات التاريخية وصار يتجول وينظر اليها بشغف واهتمام حيث اللوحات القديمة
والكتب والمقتنيات التاريخية من ادوات كان السكان القدامى يستخدمونها وايقونات تاريخية
وجد مجسم لبيت خشبي قديم حيث يبين كيف عاش السكان في البيوت وماذا كانوا يلبسون
كان وقتا ممتعا لة.
خرج من المتحف سعيدا وقرر مواصلة التنزة فراى حديقة عامة جميلة فدخلها وصار يشاهد
الناس يستجممون من شباب وشابات وشيوخ واطفال مع ابائهم.
كانت المنتزة فيها مجسمات وتماثيل لبعض الشخصيات الكبيرة فجلس على احدى الكراسي
الخشبية الطويلة باستمتاع يشم رائحة الازهار والورود الزكية حيث كان من وراءة نهر جميل يلعب عندة الاطفال.
جاء رجل وسلم علية وجلس بقربة " من اين انت ؟".
اليكسي " انا من جمهورية كاريليا ".
ابتسم الرجل " انا اسمي بتروف من موظفي ادارة جمهورية كومي.. ارى ان حركاتك تشبة الاجانب".
ضحك اليكسي " وهو ينظر الى بتروف بترحاب " انا اقوم بتوصيل الاخشاب الى جمهورية فنلندا
وانا من القومية الفنلندية الموجودة في كاريليا".
ابتسم بتروف " وهنا انت كما انك في فنلندا فالشعب الكومي اصلة فنلندي"
اليكسي " رائع. ان هذه جمهورية تاريخية".
بتروف " لقد تاسست في سنة 1921 ، كحكم ذاتي داخل جمهورية روسيا االتحادية االشتراكية السوفياتية
وفي سنة 1993 تحولت الى جمهورية كومي.
اليكسي" ايضا جمهورية كاريليا كانت تحت حكم ذاتي في العهد السوفيتي ثم تحولت الى جمهورية فيدرالية"
بتروف " اه.. انها كانت جزء من فنلندا وقمنا باحتلالها هاهاها.. ان اغلب سكان جمهوريتنا يريدون
الاستقلال عن روسيا واعرف ان كاريليا نفس الشي".
صار بتروف يحدثة عن همومة في عملة في ادارة الجمهورية وعن الصعوبات التي يواجهها والمضايقات
من السلطة المركزية في موسكو، وصار يشبهها بالديكتاتورية حيث انهم يقمون بتصفيتهم ويملون عليهم الاوامر
وتاخذ منهم اغلب ثروات الجمهورية من نفط والغاز والبوكسيت والفحم وغيرها ولاتنفقها على الجمهورية
وان اغلب مشاريع الجمهورية في تاخر والناس تعاني من الفقر والبطالة وانتشار الجريمة.
كان اليكسي يسمعة ويقارنها بما عندهم في كاريليا فوجد ان نفس كل هذه الاشياء عندهم ايضا.
صارا يتمشيان في المنتزة ويحيهم الناس فوقف بتروف عند كشك واشترى اثنان عصير مشكل وصارا يواصلان
الحديث وصار اليكسي يحدثة عن نفسة وعن زوجتة وعن والداة الذان كانا مزارعيان في المزارع الجماعية
الكلخوز وعن دراستة في المدرسة.
ثم ودعة بتروف لانشغالة وتمنى لة التوفيق والسلامة.
ركب اليكسي الباص ووصل الى الفندق وهو يشعر بالمتعة كان ممتنا لزيارة هذه الجمهورية.
صار حارس الفندق يرحب بة ودخل الى البهو فراى الكثير من النزلاء الجدد اغلبهم شباب مع
زوجاتهم في ملابس انيقة وبعضهم يلبس ملابس رياضية لقد وصلوا للتو.
قرر ان يذهب الى المطعم صار يتمشى في الرواق فسمع صوت موسيقى الكوبوي فاصابة الضحك
فدخل المطعم فراى انها ممتلئة ورجل الكوبوي يجلس على طاولة ومعة بنتان مثيرتان شقراوتان
وامامة ديك رومي كبير مشوي وزجاجتان شامبانيا وهو يضحك بسعادة.
اتت الية نادلة ودلتة على طاولة مشتركة مع بعض النزلاء وصار يطلب الغداء.
كان احد الرجال من الطاولة القريبة يسال رجل الكوبوي " مارايكم في جمهورية كومي"
ضحك الكوبوي " انها جميلة ذات طبيعة وهي عريقة ولكنها لاتريد العيش مع موسكو كمركز لها"
الرجل باهتمام " اذا ماذا تقترح ؟".
نظر الية الكوبوي بدون مبلاة " ارى انها من الافظل لها ان تستقل او ان يغيروا الحكومة باخرى
تطلب الاستقلال والحرية.. ماهذا الظلم الذي تعيشون فية".
ضحك الرجل " الكوبوي اعطى الضوء الاخظر".
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.