( ليس كل بشر إنسان )
نعم جميعنا بشر ولكن بعضنا هو من يتصف بالإنسان ففي حياة كل منا شخص يشبه النور ويضئ ظلام أيامه بحضوره ويحول ألمه إلى دروس وانكساراته إلى إنطلاقات
هو ليس فقط يجيد فكّ الطلاسم ومسارات القدر بل هو أيضا من يقرأ في عينيك ملامح التعب قبل أن تنطق ويسمع نبضات قلبك إذا تاهت كلماتك
هو يراوده الأفكار وهو ينظر إلي نفسه بالمرأة ويلقي تعويذته التي تمنحه القوة تلك الكلمات يهذو بها جسده لقلبه ليشجعه علي العمل والحماس نحو المجهول في كل عمل وموقف يخوضه دون أن ينسي مشاكله
هو الداعم الذي صارع المشاكل في سن الطفولة وأزدهر بروح مقتبسه من نار يلهب كل من يقترب منك
يلمع بنوره في كل مكان يجلس فيه والكثير من المواقف التي لم يكن يتحملها من تجاوز عمر المئة عام من السنين
فهو يستطيع التحدث والتعبير وحتي الدفاع عن النفس وعن الجميع دون الخضوع لمعادلات المجتمع وأحكامة
هو جيشك الذي لا يهزم والنمر الذي يحرس ظهرك عندما تتكاثر السهام والكتف الذي تسند عليه رأسك إذا أثقلتك الأوجاع.
تراه يقاتل معك في معاركك الصغيرة والكبيرة وكأنه خلق ليكون لك سند وحائط صلب لا يتصدع عندما نتهاوى يرفعك وعندما تحتار يرشدك كأنه بوصلة خلقت لتقودك إلى النور.
قال لي يوما وأنا أستمع إلى صوته كمن يستمع إلى تراتيل الحكمة أنت لا تهون عشرتك على أحد
في تلك اللحظة شعرت بأنني رأيت نفسي فيه أكثر وضوحا مما رأيتني في مرآتي طوال حياتي.
إنه يعرفني كما لم يعرفني أحد
يرى في داخلي ما قد أخفيه عن العالم ويحبني رغم ذلك أو ربما لأنه يرى حقيقتي العارية.
وفي وفائه أجد الجواب لكل أسئلتي. كيف يمكن لشخص أن يكون بهذه الطيبة دون أن ينتظر شيئا؟
كيف يضحي دون أن يطلب المقابل؟ لكنني أدرك أن هذا جوهره فهو ليس مجرد إنسان بل هو مفهوم للوفاء والمروءة في زمن ندر فيه الأوفياء
شكرا لأنك أنت ، شكرا لأنك هنا