حكايا الحزانا
لا أعرف إن كان الغائب سوف يعود
أم أن الغياب أستطاع وكتب بحروفه نهاية الرواية علي أن أعيش ألامها !؟
أكتب إليك اليوم كما أكتب كل يوم منذ أن أصبحت الغائب الحاضر أو الحاضر الغائب كما يحلو لك أن تتقمص دور
أكتب عيناك التي هي بمثابة مذكرات يومية حيث كل نظرة منها تكتب قصة ومع كل نبضة قلب تقلَب صفحة
فمنذ أن أصابني الكثير والكثير من الهجر المفتعل منذ أن صنعت حائلا بيني وبينك بقصد ، أو بدون قصد ، بكثير من القصص التي أسطرها لكيفية إستعادتك
أكتب ليس لأني أفتقدك ، لأنك لم تفارقيني لحظة ، دائما تطلق حكمتك المفضلة أن الحياة تستمر رغم كل شيء
ورغم أنك لم تعود جزءا منها كما كنت
أتعلم ؟
بالأمس اكتشفت أنني لم أعد أحيا ولم تبتعد عني كثيرا كما تخيل لك
فكل محاولاتك تبوء بالفشل من ناحيتي مع أنها تعطي نتيجة جيدة لك كما يرسم لك خيالك ، لأنك تستطيع أن يمر الليل دون حديثي الذي تشبهينه الأن بحديث عديم الفائدة أو حكايا الحزانا
عندما أعيش صمت وحركة عشوائية لا أعلم أي أين أسير بلا هدف
هي من مظاهر الأثبات أنني أمتلك قوة ثبات تسر الناظرين ، حتي لا يعلم أحد أنني تعبت وأصبحت هش من تكرار الخذلان نفسه
الناس يسألون!
وأنا أجيب بإجابات مختصرة عكس ما كنت أظهره من رغبة في الحديث
كأنني أحاول اختزلك داخلي وأخاف أن أفقد صورتك من مخيلتي
رغم أنك تنصر في داخلي وفي حياتي وكما وعدت بذلك ، كعمر طويل لا نهاية له
كنت تقول دائما ، إن بعض الأماكن تحمل أرواح من مروا بها وإن الذكريات تطبع في الجدران ، وفي الأماكن والشوارع حتي سنابل القمح لنا معها عشرات الذكريات ، منذ تجهيز الأرض للزراعة حتي الحصاد ، كما تطبع في القلوب
بالأمس مررت علي سنابل القمح الذي كنا نتحدث عنها ، وجدتها حزينة يائسة شعرت بحزن غريب كأنني فقدتك
كأن الحقول قررت أن تعلن الحداد أمامي شيئا فشيئا وكأنني سأستيقظ يوما ولا أجد أي سنبلة تحكي عما كان يدور بيننا أنا كنت هنا
أقف واتأمل بيت ونحلم بطوابق متعددة
هل تتذكر أحلامنا المؤجلة ؟
ذلك الكتاب الذي كنا ننوي قراءته معا
المكان الذي كنا نحلم بالسفر إليه
الأشياء الصغيرة التي كنا نقول إننا سنفعلها يوما ما ؟
لم أفعل أيا منها
ربما لأنني لا أريد أن أحققها وحدي
وربما لأنني أخشى أن أفعلها ثم أكتشف أنك لم تكن تستحق كل هذا الإنتظار..!!
في الأيام الماضية
فكرت كثيرا فيما كنت ستفعل لو أنك معي بنفس ما كنت معي
هل تضع نفسك مكاني
كيف كنت ستواجه هذا العالم بلقبا مرتجف مثل قلبي
كيف كنت ستتعامل مع كل هذه التغيرات التي لا تتوقف ؟
هل كنت ستظل كما أنت
أم أن الحياة كانت ستغيرك كما تغير الجميع؟
لا أعرف
لكن أفضل أن أحتفظ بصورتك كما هي
دون أن أسمح للزمن بأن يمحي ملامحك
في كل مرة أصمت تشعر أنك تحررك قليلا فهذا خيال !
أو ربما أحرر نفسي منك
لا أدري إلى متى سأستمر في إرسال هذه الرسائل
لكن أعلم أنني سأكتب إليك طالما أنك حاضر في قلبي..
ربما سأتوقف حين يتوقف قلبي..