Yussefh7

شارك على مواقع التواصل

الفصل الخامس: عودة ميشيرو
لم يكن ميشيرو ينوي البقاء أكثر من ليلة في شيزوكو، لكنه بات يشعر بشيء يشده، لا يستطيع مقاومته، كما لو أن القاعة القديمة أمسكت بروحه، أو ربما... يوكي.
أخذ الرسالة معه، وعاد بها إلى المدينة، لكنه لم يهدأ. صداها ظلّ يتردد في ذهنه كل ليلة، وصورتها في المرآة لا تفارقه. لم تكن مجرد شبح. كانت إنسانة... ضاعت بين الحريق والذكريات.
في المدينة، قضى أيامًا في أرشيف البلدة، يبحث عن أي معلومة عن رين، عريس يوكي. أخيرًا، وجد تقريرًا قديماً، منشورًا في جريدة محلية منسية، يحمل عنوانًا بسيطًا:
"حريق زفاف في شيزوكو: العروس مفقودة، والعريس في غيبوبة."
غاص قلبه بين السطور.
رين لم يمت. لكنه دخل في غيبوبة منذ الحريق... ولم يستيقظ أبدًا.
الأكثر إثارة للرعب؟
رين لا يزال على قيد الحياة، يعيش في دار رعاية في المدينة نفسها التي يقيم فيها ميشيرو.
في اليوم التالي، حمل الرسالة وتوجه إلى هناك. دخل الغرفة بهدوء، فوجد رجلاً في الثمانين من عمره، جسده هزيل، وعيناه مغلقتان، كما لو أنه ما زال عالقاً في اللحظة نفسها منذ خمسين عاماً.
اقترب ميشيرو، وجثا بجواره، ثم همس:
"لقد وجدتها... ووجدت كلماتها."
فتح الرسالة، وقرأها بصوتٍ خافت، حتى الكلمة الأخيرة.
وفي اللحظة التي أنهاها فيها، دمعت عين الرجل النائمة.
لم يفتح عينيه، لم يتحرك... لكن دمعة سقطت بهدوء على الوسادة.
ذلك المساء، حلم ميشيرو بها مجددًا.
كانت يوكي في القاعة، تمسك الرسالة، وعيناها تشعّان بامتنان.
قالت له بصوت ناعم:
"الآن... هو يعلم. لكنه لا يزال ينتظرني. وأنا... لا أستطيع العبور وحدي."
اقتربت منه، ومدّت يدها:
"ساعدني... ميشيرو."
واستيقظ في الصباح، وكأنه عاد للتو من عالم آخر.
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.