المشهد الأول – "البداية الذهبية"
المكان: أكاديمية "إيليزيرا" للمهارات الخاصة
الزمان: أول يوم دراسي – ساحة التسجيل
السماء صافية، النسيم يحرّك الأعلام العالية، والطلاب الجدد يتجمعون وسط الساحة الواسعة. أصوات الضحك، الأسئلة، والهمسات تملأ المكان. كان كل شيء يوحي بالبدايات الجميلة.
ليانا وقفت وهي تشد حقيبتها السوداء على كتفها، شعرها البني القصير يلوّح بفعل الريح، ووشاحها البنفسجي يتمايل فوق قميصها الأسود.
– "أخيراً… أنا هنا."
همست لنفسها وهي تنظر حولها، تشعر بمزيج من الترقب والتوتر.
فجأة، اقترب منها صوت هادئ وواثق:
"أول يوم؟"
استدارت، لتجد أمامها شابًا طويل القامة، بشعر فضي وابتسامة خفيفة. عيناه الزرقاوان بدتا كأنهما تقرآنها.
"أنا أليان. من لجنة الاستقبال. ممكن أساعدك بشي؟"
ابتسمت بلطف وقالت:
"ليانا. شكراً… كنت أبحث عن القاعة الرئيسية."
– "صدف إنني متجه لها، ممكن نروح سوا؟"
– "أكيد."
ومشوا سويًا. كان حديثه سهل، جذاب، وكانت تضحك على كلماته رغم توترها. بدا كأنه كل ما كانت تتوقعه من البداية الجديدة.
لكن… قبل أن يدخلا البوابة، مرَّ بجانبهما شخص ما.
طوله قريب من أليان، لكنه كان يرتدي معطفاً أسود طويلاً، ونظرته ثابتة وباردة.
عيناه بلون العسل المحترق… لا مشاعر فيها.
لم ينظر إلى أحد. مرَّ فقط.
لكن، للحظة، شعرت ليانا بقشعريرة.
همست:
"مين هذا؟"
رد أليان وهو يعقد حاجبيه قليلًا:
"رايزل. تجاهليه… هو شخص ما يندمج مع الآخرين. ما تتعاملي معه."
هزّت رأسها وقالت:
"حسّيت بشي غريب…"
– "هو غريب."
قالها أليان بنبرة خفيفة، ثم ابتسم من جديد:
"جاهزة لبداية جديدة؟"
ليانا ابتسمت… دون أن تدري أن كل شيء بدأ لتوّه.