سرج الحصان
الجزء الثاني:
زواج سرج الحصان بزهر الرمان
في المساء....
ما كان رد السلطان يا أبي الغالي؟.
كشف جلهم عن ظهره وقال : أنظر إلى ظهري تأتيك أخباري.
قطّعت السياط بظهري و سخر القاصي والداني من طلب الحافي مصاهرة السلطانِ ، أصمت وإلا تركت الدار فلن تراني.
وبعد مرور عدة ليال..
أمي أذهبي اخطبي بعد أن خاب أبي ؟.
سُررت بطلبك ، سأصبر حتى منتصف النهار و أذهب لحلب الأبقار و أنقل منك واليك الأخبار.
تجلت وتحلت وعلى النبي صلت ، دخلت مجلس زوجة السلطان ، فأطرت السلطانة والجواري بطيب الألحان ، فحضرة زهر الرمان؛ سطع المجلس بنور وجهها الفتان ، لم يُخلق نظيرها في إنسها والجان ، اطربتها ألحان سرمد وتعجبت منها أيما عجب !.
انتهى الأنس والطرب فاقتربت سرمد من زوجت السلطان وحكت لها ما جرى لزوجها جلهم الحافي وحصانه من قِبل حراس السلطان وضربه واستحقاره بوزر طلبه خطبة زهر الرمان لابننا سرج الحصان ، سمعت زهر الرمان فقالت: نعلم أنكم محرومي الأولاد فكيف تاتوا لخطبة بنات الأسياد؟.
رُزقنا بفلذة الأكباد قرة العين والفؤاد ، فأخفيناه عن أعين العباد ونظر الحساد، فلم يتخطى عتبة و لم يُحمل على رقبة؛ غني بغناه ، جزيل بعطاه ، لم يرشف ضرع في مبتدأه و لا يقتات القوت في صباه ، خفي لا تراه الأبصار ، قوي لا يهاب الإعصار ، إسمه سرج الحصان .
منيته الزواج بزهرالرمان.
تعالت الضحكات من الخدم والجاريات ، همست زهر الرمان بإذن إمها وقالت: دعينا يا امي نختبره إن كان كما قالته امه.
فنشترط عليه شروط خارجة عن المألوف.
فنرى أي صنف هو من الصنوف.
فأخبرن سرمد أن تاتي بجلهم لمقابلة السلطان قبل فوات الأوان.
انشرح صدر سرمد و خاطرها طاب ، عادت إلى الدار تحمل أجل الأخبار.
ومع السمر نطق سرج الحصان: ماهي الأخبار؟.
سرمد: زهر الرمان سُرك المكنون وكنزك المدفون؛ سرها أخبارك وقررت اختبارك ، وبيدك أنت دون غيرك تستطيع أن تكون لها بعلاً تعتلي أو نعلاً تمتطي.
وعلى جلهم مقابلة السلطان وترك الذل والهوان.
رفض جلهم وناح بالعياط ، فظهره لم يُشفى من ضرب السياط ، وبعد استعطاف ذهب جلهم يصحبه الهم والغم ، وعلى بعد مسافة من قصر السلطان..
كان الحراس في انتظاره ، خاف وهم بالنزول من على حصانه، منعه الحراس من النزول وأعادوا اليه اعتباره وبعد أن فُرش السجاد الأحمر انزلوه بحفاوة واهتمام
والتف حوله الحشم والخدم وظللوه بريش النعام و رافقوه حتى أوصلوه المقام.
حضر السلطان وقال بعد أن ألقى التحية والسلام: هلم ياجلهم أجلس إلى جواري فقد أبلغتني الجواري بطلبك و ما جرى لك من قبل حراسي ، فعاقبناهم أشد العقاب.
شكر جلهم السلطان و أثناء عليه و دعا له بطول العمر وصحة الأبدان.
كانت السلطانة قد أخبرت السلطان بطلب جلهم.
قال السلطان: أعلم يا جلهم أن زهر الرمان ملكة زمانها و وحيدة أبويها ، وهي تفوق أقرانها في حسنها وجمالها ، وقد خطبها الوزراء وطلبها النبلاء و أصحاب المقامات و الوجهاء ، و لكن لم يقدر أحد على دفع مهرها، أبلغ سرج الحصان إن كان بمقدوره أجبناه.
قال جلهم : السمع والطاعة ، سأذهب بالشرط و أعود بالجواب.
عاد جلهم و قال: يا سرج الحصان حان وقت الامتحان ، هل بمقدورك الوفاء بشروط السلطان؟.
نعم ، كل شروطه ملباه و إلى زهر الرمان مهداه .
عاد جلهم إلى السلطان بالقبول .
فقال السلطان: يا جلهم أول شرط هو أن تبات البير مليئة بالماء وتصبح جافة!.
ذهب جلهم بالشرط إلى سرج الحصان
فقبل وقال: أبلغ السلطان أن يخزن مع رعيته ما يحتاجون اليه من الماء و أن لا يحضر أحد حول البير هذا المساء.
و في المساء أمر سرج الحصان الثعبان المدفون بأن يذهب إلى البير متخفي عن العيون ، فشرب الثعبان البير واختفى.
في الصباح ذهب أحد حراس السلطان للتأكد مما جرى و ما كان ، ثم عاد إلى السلطان فأخبره بأن البير جاف لا ماء فيه.
ركب السلطان حصانه و رافقه و خدمه وأعوانه.
فلماء رأى البير فارغ اعتراه العجب ، فالبير كبير و فيه ماء وفير ، ومنه تنهل النساء وتشرب منه كل الهوام من الأبقار والبغال والخيول والأغنام والحمير.
اجتمع الناس وصاحوا و إلى السلطان ناحوا ، فارسل السلطان حراسه إلى دار جلهم يطلب من سرج الحصان بإعادة الماء إلى ما كان عليه .
الحراس: يا جلهم ، مولانا السلطان يأمرك بإعادة الماء إلى البير الأن!.
نظر جلهم الى سرج وقال: يا سرج سمعت الهرج!.
أبلغهم يبلغوا السلطان في هذا المساء سيعود الماء.
فأمر سرج الثعبان بإعادة الماء إلى البير ،
فعاد الثعبان ليلاً و وضع رأسه في حافة البير و صب الماء من داخل جوفه إلى البير ، فاصبح الناس وقد امتلاء البير وعاد ما كان إلى ما كان.
عجب السلطان و أخبر زهر الرمان بما جرى و كان.
فقالت: لا شك أنه المكتوب و أنه ظاهر للاعيان أنه زوج مُصان.
السلطان: يا جلهم أوفيت بالشروط و بقي مهر زهر الرمان.
فهو بالأقداح والأطنان من الجواهر و اللؤلؤ والمرجان.
عاد جلهم إلى داره.
فقال: يا سرج حان وقت الرهان ، ستدفع مهر بنت السلطان ؟.
سرج: كلما يطلب مصان ،
اذهب يا أبي وحدد الأصناف والألوان.
كان السلطان قد عقد العزم أن يكون المهر مهر تعجيز لا تنجيز و تعسير لا تيسير، فقال: يا جلهم مهر زهر حريق من سمعه ضاقت به الأبواب واظل الطريق ، لا تتسعه الخزائن والصناديق ، فأوله مسبع و أخره مربع.
فالمسبع: سبعة جمال محملة بالدر والياقوت والزمرد.
سبعة جمال محملة سبعمائة رطل عسل نحل صافي.
سبعة جمال محملة بسبعمائة رطل سمن بقر حولي.
سبعة جمال محملة بالمسك والعطر واللبان والبخور الجاوي.
قطيع كباش بغدادي وقطيع ثيران سوداني.
والمربع: أربعة صناديق ذهب.
أربعة صناديق فضة.
سمع جلهم المهر المُسمى فتخالفت أقدامه و رجف صدره و تشابكت أسنانه ، فترك حصانه وعاد مسرعاً إلى داره.
فقال: يا سرج أسمع أخباري ، فلا ناقة و لا جمل و لا كبش و لا ثور و لانحل و لا بقر في داري .
فأخبره بمهر زهر الرمان.
فرد سرج وقال: عليك يا أبي أن تحور وتدور وتطلب من كل جمال الحضور بجمله غداً إلى جوار الدار.
أمتثل جلهم وطرق الطُرقات فهو معتاد فقد سبق و أن طرقها حافي ، فأخبر كل صاحب جمل أن يحضر مع جمله وسوف يحصل على أجره و أجر جمله.
في المساء عاد جلهم و قال: يا سرج ستحضر الجمال والجمالة ، ماذا سيحملون؟ هل سيحملون أحجار الدار؟.
سرج لم يرد على أبيه .
في الصباح الباكر تعالت أصوات الجمالة وعقيق الجمال جوار البيت.
خرج جلهم؛ دُهش مما رآه من صناديق مصندقة و أرطال مرطلة و أثوار مربطة وكباش محوطة ، فحُملت الأحمال وتحركت الجمال تتبعها الأثوار والكباش ، وظهرت القافلة من النجد على قصر السلطان.
خرج الجميع لمشاهدة مهر زهر الرمان والنظر إلى خطيبها سرج الحصان ، فكان الخدم والحشم على الطرقات ، والجواري والنساء على الشُرفات.
اقتربت القافلة من الوصول واحتار جلهم لعدم حضور سرج الحصان وبماذا سيجيبهم إن سألوه عنه؟.
كان جلهم يقود أول جمل وصاحب الجمل راكب، كان شاب وسيم ذا حسن فائق وجمال رائق.
استقبله الخدم والحشم والجواري بالبشاشة والترحاب وانزلوه وفرشوا أمامه بساط السلطان
معتقدين أنه عريس زهر الرمان ، فأوصلوه إلى مقام السلطان وأجلسوه إلى جوار زهر الرمان و رقصت الجواري على عزف الألحان وعمة البهجة والفرح والسرور و ذُبحت الذبائح وغلت القدور ، و طُعم الطعام وشُرب المدام .
كل ذلك وجلهم صامت ، فقد رأى في هذا الجمال مخرج من موقفه المحرج ، فدنا منه وقال: أنت العريس عليك بالسكوت كأنك أبكم ، وإذا تم طلبك لعقد الزواج أجبهم بأنك أوكلت والدك للعقد ، لا تنطق و لا تجيب سوى هذه العبارة.
استمر الحفل ثلاثة أيام بلياليها ، فكان جلهم في المساء يمسك بالجمال ويخرجه من بين النساء
و يبيت إلى جانبه كي لا ينفرد بزهر الرمان.
اكتمل الحفل ، و تم العقد وحان وقت زفة العروس.
دخلت العروس الهودج و إلى جوارها الجمال ، نهض الجمل بم حمل و جلهم يقود الجمل
بموكب مهيب لم يُرى بمثلة من بعيد أو قريب.
و في باب دار جلهم كانت سرمد في الانتظار بالمباخر وجمر النار ، كسرت الأكواز ونثرت الملح والشعير على عتبة الباب ومدت السيف و أعواد الطناب
لتخطو فوقهن زهر الرمان عند دخولها الدار ، نزلت زهر الرمان من الهودج ونزل الجمال ، فقال له جلهم: خذ خطام جملك وغادر في الحال.
دخلت زهر الرمان واستقبلتها سرمد بالترحاب ، وحضرت النساء ودقت الدفوف حتى حل المساء وخرج كل الضيوف ، و بقي جلهم وسرمد والعروس.
التزمت زهر الرمان الصمت فلم تسأل أين ذهب العريس؟ و في أخر السمر قالا لها: تصبحين على خير ، أغلقي الباب.
تفاجأت زهر الرمان لكنها كتمت و أغلقت الباب وأطفأت الأنوار و احتارت فيما جرى وصار!
انتابتها الصبابة و اعترتها الكأبة ، فخلعت الثياب وحطت الريحان ، فاستلقت على الفراش شاردة الذهن ، تبادلت حديث النفس مع ذاتها ، هل هذا الحال الذي أنا فيه هو حال عروس ليلة دخلتها ؟ في غرفة مؤصدة الباب وحيدة كأني طريدة ، خالية من النعاس فاقدة الحواس.
فجأة انبعث شعاع ساطع أضاء الغرفة كأنه برق لامع ، فأغمضت عيناي وبإصبعي سددت إذناي بانتظار صوت الرعد ، لم يأت صوت الرعد حسب الوعد ، التففت بالشراشف فنظرت أمامي بدر واقف ، لم تراه قبلي عين إنسان ، نظرتُ اليه و
قلت: من تكون ؟ وماذا دهاك لم تطرق باب أو شباك ؟ هل أنت جني من الجان أم ملك من ملائكة الرحمن ؟.
أعيذك بالله إن كنت من صنف الشيطان.
أنا سرج الحصان عريسك يا زهر الرمان ، خرجت من القبو الأن و لم أظهر لعين من الأعيان سوى عيناك يا زهر الرمان.
هدأ روع زهر الرمان ،عانق العريس عروسه و سعد سرج الحصان بلقاء زهر الرمان وباتا على أفضل حال.
ومع طلوع الفجر عاد سرج الحصان أدراجه داخل القبو بعد أن اكتمل سروره وأتم غُسله وطهوره .
شع الصباح فأتت سرمد بصحن زبيب وصحن تمر و أخر رُطب ، طرقت ففتحت زهر الرمان الباب فأهدتها سرمد زهر الريحان ، عادت سرمد إلى جلهم فقالت: انه من دواعي السرور ، فزهر الرمان تفوح منها روائح العطور ، فوجهها بشوش و شعرها ندوش ، مناشفها مبلولة وشراشفها محلولة ، فقد زال عن وجهها الغضب وأكلت الزبيب والرطب.
قال جلهم: ادعي لها بالهنا وطول الإقامة والبقاء ، فأنتِ يا سرمد: لم أرى ثغرك باسم و لا خدك حالم.
اكتملت الأفراح والسرور وساد الاعتقاد لدى الحضور بأن جلهم الحافي وصل مبتغاة ،
و أن زواجه بأبنة السلطان هو سبب غِناه ، واضحت سرمد محل تقدير وإعجاب ، فقد استقبلت درتها بالتغريد والترحاب ونثرت أمامها الريحان.
كانوا معذورين في اعتقادهم ، فلم ترى غير جلهم عريس أعينهم .
داوم سرج الحصان على التخفي في القبو نهاراً والمبيت مع زوجته زهر الرمان ليلاً ، وصل مسامع زهر الرمان ما يتناقله الناس في القُرى والوديان بأنه صار لجلهم زوجتان ، سرمد و زهر الرمان..
اغتاظت وامتاضت وإلى سرج الحصان أفاضت: إظهر ظهور فارس لثوب العريس لابس ، تنقل في الضواحي والمجالس ، دع من يشك يحتاس ، فإذا اجتمع الناس بأسرهم صغارهم وكبارهم ، نسائهم و رجالهم ، وصوِبت اليك سهام أنظارهم وهالهم من هيبتك ما هالهم ، وسالك سائلهم بتأني وإمعان: من تكون يا فارس الفرسان ؟.
أجبت بصوت الشجعان : أنا سرج الحصان زوج زهر الرمان ست الحسن والجمال أبنة السلطان ، أبي جلهم الحافي خير الأخيار ، وإمي سرمد ستر الأستار حلابة الأبقار.
ابشري يا منيت نفسي و قرت خاطري ، دعيني استأذن أُمي وأبي.
قالت سرمد: الناس يعلمون أن ليس لدينا ولد ، ولن نطلع على سرنا أحد ، بظهورك على الناس يقع الفأس في الرأس ، سيكذبونك ويهمزونك و يغمزونك وبأشرارهم سيؤذونك.
قال جلهم: ستحبط أعمالنا إن استشرنا نسائنا، أرى أن نبني دار جديد في موضع غير بعيد أنا وسرمد نسكن فيه وتبقى أنت و زهر في الدار العتيد.
و بعد إكمال بناء الدار الجديد تظهر باب دارك
و تأتي الناس أخبارك ، فتغلق الأفواه وتنحني الجباه؛ فيعتبرك القوي أخاه ، والضعيف مولاه.
قال سرج: رأيك يا أبي سديد ، و أتيت بما كنت أريد ، عليك بجمع كل عمال المناطق بزبرهم والمطارق.
ثم عاد سرج إلى قبوه واجتمع بقطه و فأره وثعبانه ، فطلب من الفأر جلب الأخبار عن مواضع الأحجار ، وطلب من الثعبان تحضير الف الف دينار ، وطلب من القط اختيار موضع بناء الدار.
فبنى قصر مشيد بالأحجار الكريمة والزمرد.
تزور الشمس نوافذه في كل الفصول ، وعلى بواباته تُدق الطبول ، و في أركانه زخرفت القُبب ، و زرع في بستانه الرمان والعنب ، فسكن فيه جلهم الحافي وسرمد ، وظهر سرج الحصان باب دار زهر الرمان بأمان ، فأماط اللثام وظهر للأنام
وأضرم النار و أطعم الطعام ، فشيد القلاع واشترى الضياع و أشبع الجياع.
حملت زهر الرمان فوضعت توأم .
أسموهما: شؤم و مشؤُم..
ذات مساء دخل سرج فوجد زهر مكتئبة منتحبه اقض مضجعها الدهر ، اعتراها الشجاء فأجهشت بالبكاء ، فطلبت من سرج السماح بزيارة أهلها
فلباها ، فأرسلها مع عبد من العبيد ذو بأس شديد..
مع جملين محملين بما خف وزنه وغلا ثمنه ، و معها الطفلين شؤم ومشؤُم ، و في الطريق أناخ العبد الجملين في شعب بين جبلين ، فأزاح عن الهودج الحجاب ، فغشى زهر الارتياب ، ثم انزل شؤم ومشؤم ، وقال: انزلي يا زهر هنا يطيب المقام و نأكل الطعام وننال القصد والمرام..
نزلت زهر؛ فاقتاتوا القوت وشربوا التوت ، فنظر العبد إلى زهر الرمان نظرة العاشق الولهان ، شعرت زهر بسهامه ونظرات عشقه وغرامه ، فاحتشمت بالثياب واحتزمت بالخنجر و أزالت النقش والخضاب ، وقالت: أيها العبد المارق عد لرشدك وصوابك.
قال: مكنيني من نفسك وإلا قتلت أولادك.
قالت: اكبح شهوتك و لا تخن سيدك ، ستموت قبل أن تنال مرادك.
استل سيفة و وضعه على عنق الطفل فأخرجت الخنجر من خصرها وهجمت عليه كاللبوة الضارية تذود عن صغارها ، و لكن كان العبد اسرع منها فقد ذبح الطفل وفصل رأسه عن جسده ، ثم أسر الثاني و وضع السيف على رقبته ، و قال: إن لم تعطيني مرادي سأذبح الثاني.
حاولت طعنه بالخنجر فتغلب عليها و رجمها على الأرض وجثم على صدرها وبداء...
فأخذ الطفل الخنجر من جوار أمه و طعنه في ظهره ، فترك الأم ونهض إلى الطفل فقتله..
فقامت الأم وأخذت الخنجر وتعاركت مع العبد ولم تستسلم ، في هذه الأثناء حمل الفأر إلى سرج الحصان الأخبار ، فوصل سرج الحصان مع فأره و قطه وثعبانه فوجد شؤم ومشؤم مقتولين و زهر الرمان مشمرةه الساعدين مصوبة خنجرها المسموم إلى صدر العبد المشؤم.
صاح سرج وناح على شؤم ومشؤم فقد لقيا قدرهم المحتوم ، فتصلب العبد بسيفه ونط القط فأخرج عيناه ، وهجم الفأر على قدماه فمزق الأوتار وقلع الأظفار ، والتف الثعبان على خصره و رقبته فقسمه اثنان ، ثم ألتهم الثعبان والقط والفأر أشلائه
فمات شر ميته قبل أن يحصل على أمنيته.
سرج الحصان: عالج جراح زهر الرمان و قام بدفن شؤم ومشؤم بنفس المكان.
ثم ركبا الجملين فوصلا إلى قصر السلطان ، سعِد السلطان والسلطانة بقدوم ابنتهم زهر الرمان مع سرج الحصان .
وحزنوا لفقد الأحفاد.
كان السلطان في أخر أيام عمره ، فحس بإنقاضا عمره و دنو أجله ، فطلب من سرج الحصان أن يضم ملكه إلى مملكته ويكون نائب للسلطان ، فليس لدى السلطان أولاد ، أجاب سرج الحصان طلب السلطان و بعد مدة مات السلطان ، فصار سرج الحصان هو السلطان ، فارسل بإحضار والديه جلهم وسرمد إلى القصر و عاشوا في رغد عيش
و حماية جيش ، و رُزق سرج الحصان و زهر الرمان بعدد من الأولاد الذكور والإناث.
وهكذا حلت بركة ليلة القدر.
تحياتي لمن قرأ وشكري لمن علق وعرفاني لمن دقق ونشر ، و دمتم مسرورين مستورين ميسورين بإذن الله
النهاية ......