Mora

شارك على مواقع التواصل

كان اخيراً قد اتخذ القرار ليخبرها.. وفي طريقه إليها بدأ يحاول جاهداً في ترتيب أفكاره المرتعشة مع رعشة قلبه ويديه..
لم يكن يرى أمام عينيه في ذلك الوقت سوى وجهها، تلك اللمعة بعينيها وضحكتها المرحة التي تعزف على أوتار قلبه بإتقان نغمات لم يعرف بوجودها يوماً.. قلبه ذاك الذى كان قد فقد الإيمان بأنه قد ينبض للحب وبالحب مجدداً.. كان ذلك حتى التقى بها، لم تجعله يدرك فقط حينها ان قلبه قد ينبض للحب مجدداً لكن ايضاً ان الحب قد يغمره حتى يغرق في عينيها راجياً الإنقاذ..
أراد ان يخبرها كل شئ...
كم من مرات رأى الشمس تشرق في عينيها وفي ضيهما يغفو القمر..
وكيف ان لمسة اصابعها حين يتصافحا تخترق يداه وكأنها ترسل نبضات حبٍ لقلبه الرقيق الذي من لم يعد يحتمل المزيد..
وكم ان محاولاته لدفن ذلك الحب في اعماق دواخله وكتمانه كانت كمحاولة منع عصفور من التحليق بعد أن تحرر اخيراً من قفصٍ ظل حبيساً له طوال عمره..
أراد أن يخبرها كم يفضل التيهان في عينيها أكثر من الاستقرار بعالمٍ لم يغمره روحها..
وكيف دائماً كان سماع حتى صوت صمتها ارق وادفى لقلبه من ملايين السيمفونيات..
تسارعت خطواته وتسابقت أمامها نبضات قلبه لتصل لها.. ادرك ان كل تلك الافكار بداخله والمشاعر التي تحاصره قد تبدو كنقطة أمام بحور عينيها.. شعر انه قد تمر أيام وهو يخبرها بما يشعر ولن يكتفي..
افكار كثيرة تتزاحم في ذهنه، مشاعر فرح ممزوجة بخوفٍ.. انفاس متوترة يصعب التقاطها كأنها تحاول الهروب.. نبضات متسارعة حتى كادت ان تخترق قلبه.. ضجيج يحيط بعقله وازدحام بداخله كازدحام عاصمة في ساعة ذروة..
احس كأنه يتهاوى وكاد يصرخ حتى فجأة تلاقت عينيه بتلك العيون أمامه .. وكأنها جاءت تنتشله وإذ بكل ذلك الضجيج يختفي بل كأن العالم كله تلاشى لحظتها ، ولم يبقى به إلا هو وهي.. وعينيها..
كان قد تحّضر كثيراً لتلك اللحظة.. كان على استعداد لقول الكثير، لكن إذ به يغوص مجدداً في عينيها وشفتيه تنوب عنه قائلة: "سيدتي.. قد تاه قلبي في بحور عينيكِ لأعوامٍ، فهل لذلك القلب المنهك بقارب نجاة؟!" ❤
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

فصول العمل

Chapter one
اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.