Ibtissem

شارك على مواقع التواصل

جلست قبالته تفصلهما طاولتان و سنتان. راقبته خلسة دون أن يكتشف نظراتها..
لاحظت قسوة ملامحه و عمق تجاعيده.. أتراه يتألم في غيابها؟ أم منهك من مراقصته للحياة بايقاعه السريع؟
رجفة اعتلت أوصالها عندما التقت نظراتهما صدفة.. أشاحت بنظرها بعيدا و ظل القلب يختلس النظر.. انشغلت عمدا في متابعة جموع الراقصين متمايلة مع ايقاع الموسيقى المنبعثة في الأرجاع..
لكن صوت رجفتها و أنفاسها و دقات قلبها كان أعلى و أكثر صخبا..
كانت مأخوذة بحمى الصدفة و الصدمة عندما داهمها ظله الشامخ واقفا أمامها.. ارتطمت روحها و تساقط قلبها مغشيا عنه بين جدران صدرها.. و كأنه ما كان يكفيها ملاقاة سهام عينيه حتى يجهز عليها بمواجهتها و تحديها.. خافت أن يستمع إلى أصوات الارتطام المتعالية بداخلها و يسخر من أنفاسها المتسابقة.. ارتدت ابتسامتها الباردة المريرة. راقبها كمن يراقب أثر السنين و مرور فصول الحنين ثم قال: "هل لنا بعزف و رقصة أخيرين؟"

ابتسام
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.