3aberorg

شارك على مواقع التواصل

فريدريتش بيمبريل "فريتز"

بعيدًا عن المدرب الإنجليزي الأول الذي لم يستدل على شخصه؛ يعتبر النمساوي فريدريتش بيمبريل هو أول مدرب أجنبي يتولى تدريب فريق الكرة بالنادي الأهلي، وهنا وقبل كل شيء يجب الإشارة إلى معلومة شديدة الأهمية تتعلق بالهولندي كورتيس بوث، والذي يشار إليه دائمًا بكونه أول مدرب أجنبي لفريق الأهلي.. والحقيقة أن الهولندي بوث جاء إلى مصر في منتصف الثلاثينيات من القرن الماضي، وعمل مدربًا لمنتخب مصر وقاده خلال منافسات أوليمبياد 1936 ببرلين؛ ولكنه لم يتول تدريب فريق الأهلي، وهذا الخطأ الذي توارثته المصادر على مر السنين يعود بالأصل للخلط الشهير الذي حدث كثيرًا بين «الفريق الأهلي» والمقصود به منتخب مصر، وبين النادي الأهلي..

وبالعودة لفريتز فقد ولد في 19 فبراير 1920 بفيينا، بدأ مشواره كلاعب في صفوف فرق الناشئين والشباب بنادي هوجومايزل عام 1935، ثم انتقل لفريق رابيد فيينا عام 1937 واستمر باللعب هناك حتى عام 1944..

بدأ مشواره التدريبي وهو لا يزال لاعبًا، حيث درس التدريب خلال فترة توقف نشاط كرة القدم في أوروبا وقت قيام الحرب العالمية الثانية، ثم تولى تدريب فريق الأشبال بنادي رابيد فيينا حتى عام 1948، ثم انتقل للتدريب واللعب في نادي ميرانو الإيطالي «ليس ميلانو» حتى أعلن توقفه عن اللعب عام 1951.. وفي عام 1952 عين مديرًا فنيًّا لمنتخب أشبال النمسا، ثم عاد في العام التالي للتدريب في إيطاليا مرة أخرى حتى عام 1954..

لعبت المصادفة البحتة الدور الأكبر في تولي فريتز تدريب النادي الأهلي.. ففي بداية عام 1955 تلقى فريتز دعوة من بعض أصدقائه ذوي الجنسية الألمانية للقيام برحلة حول العالم بالسيارة، مرورًا بعديد من البلدان عبر قارة أوروبا وآسيا، لتنتهي الرحلة في مدينة ملبورن الأسترالية لمشاهدة دورة الألعاب الأوليمبية بأستراليا 1956..

في أكتوبر 1955، وصلت الرحلة إلى بورسعيد، ومنها إلى الإسماعيلية، حيث توقف الثلاثي للراحة، وقاموا بمتابعة بعض التدريبات والمباريات في مدينة الإسماعيلية، وتوصل نادي الأسماعيلي وقتها لاتفاق يقضي بتولي فريتز تدريب فريق الإسماعيلي لمدة شهر واحد فقط، وبعد نهاية التعاقد، وأثناء استعداد فريتز للتوجه إلى السودان رفقة أصدقائه لاستكمال الرحلة؛ قام الصحفي الرياضي الكبير محمد شميس بالتوسط بين المدرب النمساوي وبين إدارة النادي الأهلي بقيادة أحمد عبود باشا، فتوصل النادي الأهلي لاتفاق يقضي بتولي فريتز تدريب الفريق لمدة شهر واحد أيضًا على سبيل التجربة، قبل أن يتم تمديد التعاقد لمدة عامين، ليصبح فريتز مديرًا فنيًّا دائمًا للنادي الأهلي، فيستقر في القاهرة ويواصل صديقاه الرحلة بدونه..


فريتز في أول مران مع فريق الأهلي نوفمبر 1955
تولى فريتز تدريب النادي الأهلي خلال موسمي 1955/1956 
و 1956/1957.. وقدم الفريق تحت قيادته أداءً متميزًا، ونجح في قيادة الفريق لتحقيق لقب الدوري العام في الموسم الأول بفارق نقطة واحدة عن منافسه الزمالك، ونجح كذلك في الفوز بلقب كأس مصر على حساب فريق الترسانة، وفي الموسم الثاني نجح المدرب النمساوي في قيادة الفريق لتحقيق لقب بطولة الدوري، ثم ودع بطولة الكأس في الدور الربع النهائي بالخسارة أمام المصري، تألق خلال هذه الفترة عدد كبير من نجوم الفريق مثل هدافه الأول وقتها سيد صالح، والمايسترو صالح سليم والسيد عطية «توتو»، وقد حقق الفريق تحت قيادته العديد من الانتصارات المتميزة ذات النتائج الكبيرة منها الفوز على المنصورة 5/0، وعلى الترسانة 6/1 و 7/2، وعلى السكة الحديد بنتيجة 6/0، وعلى الاتحاد السكندري بنتيجة 5/0.. 
بعد رحيله عن النادي الأهلي بنهاية عقده استقر فريتز لفترة في مصر، ثم تولى تدريب فريق طنطا مع بداية موسم 1958/1959، واستمر بالعمل هناك حتى عام 1961، وبعدها عاد فريتز لممارسة التدريب في النمسا، حيث تولى تدريب بعض الأندية هناك مثل رابيد فيينا وشتورم جراتز وذلك حتى عام 1963، وقد لعب فريتز لاحقًا دورًا كبيرًا في احتراف المايسترو صالح سليم بنادي شتورم جراتز النمساوي عام 1963، ثم عاد من جديد لتدريب فريق طنطا لفترة قصيرة بنهاية عام 1964، وبعدها خاض فريتز تجربة تدريبية في اتحاد جدة السعودي من عام 1966 حتى عام 1968..
ثم توفي بيمبرل في 26 أبريل 1990.

بال تيتكوش

ولد المجري تيتكوش في 8 يناير 1908 في بودابست عاصمة المجر، كمواطن نمساوي - مجري، وقت أن كانت الدولتان متحدتين تحت اسم الإمبراطورية النمساوية المجرية..

بدأ مشوراه مع الكرة كلاعب في صفوف فريق بوداي المجري عام 1925، ثم انتقل عام 1929 للعب في صفوف فريق إم تي كيه، واستمر فيه حتى 

عام 1940، قبل أن يلعب على فترات لفريقي كيبيستي وفاساس المجريان من عام 1941 حتى اعتزاله كرة القدم وذلك في عام 1944.. وكان تيتكوش قد تولى تدريب فريق فاساس أثناء مشاركته في صفوفه كلاعب عامي 1942 و1943.. وفي عام 1946 تولى الإدارة الفنية لفريق تيكستيلس بوادبست، ثم تولى منصب المدير الفني لفريق كيلين بالمجر أيضًا حتى عام 1950..

يعتبر تيتكوش واحدًا من أهم عناصر الجيل الذهبي للمنتخب المجري الذي شارك في بطولة كأس العالم 1934، وهو المنتخب الذي نجح في التأهل لنهائي البطولة في النسخة التالية عام 1938 بفرنسا، وقد سجل تيتكوش هدفين خلال مباريات البطولة أحدهما في مرمى السويد في الدور نصف النهائي، والهدف الآخر سجله في المباراة النهائية التي خسرها منتخب المجر أمام إيطاليا 4/2..


تيتكوش يسجل في مرمى إيطاليا نهائي كأس العالم 1938

بعد رحيل النمساوي فريتز عن تدريب الأهلي عام 1957، تعاقد مجلس إدارة النادي بقيادة أحمد عبود باشا، مع تيتكوش لتولي الإدارة الفنية للفريق خلال موسم 1957/1958، ونجح مع الفريق في التتويج ببطولة الدوري العام الذي أقيم بنظام المجموعتين بعد الفوز على الزمالك بطل المجموعة الأخرى بنتيجة 3/1، ثم الفوز بكأس مصر مناصفة مع الزمالك بعد أن تعادل الفريقان في المباراة النهائية التي أقيمت مرتين بسبب عدم وجود نظام ركلات الترجيح في هذا الوقت، وقد قدم الفريق تحت قيادته أداءً شديد التميز، ويرجع إليه الفضل في اكتشاف وتقديم وتطوير مستوى عدد من لاعبي الفريق الأول، وعلى رأسهم اللاعب الصاعد في ذلك الوقت طه إسماعيل، بالإضافة لتألق عدد كبير من نجوم الفريق خاصة ميمي الشربيني والسيد الضظوي والسيد صالح.. وتحت قيادته نجح الفريق في تحقيق أكبر انتصار له في تاريخ مشاركاته بالدوري بالفوز على الإسماعيلي 8/0 في المباراة الشهيرة التي سجل فيها المايسترو صالح سليم 7 أهداف، كما حقق عددًا آخر من الانتصارات الكبيرة منها الفوز على المنصورة 6/1 وعلى الترام والاتحاد السكندري بنتيجة 5/0..


بعد نهاية هذا الموسم، رحل تيتكوش عن فريق الأهلي ليتولى قيادة المنتخب الوطني المصري، حيث قاد الفريق خلال بطولة الأمم الإفريقية 1959 بمصر، ونجح في قيادة المنتخب للتتويج بالبطولة، كما قاد المنتخب الوطني خلال أوليمبياد 1960 بروما..

بعد رحيله عن مصر عام 1961، عاد تيتكوش للمجر، حيث تولى تدريب العديد من الأندية المجرية مثل زولونكي وسالجوتاريان وكيتشميت.. وذلك حتى بداية السبعينيات، وبعدها توقف عن التدريب حتى توفي في 8 أكتوبر 1988 ببودابست..


جون مكبرايد

ولد الإسكتلندي جون مكبرايد في 31 ديسمبر 1923 بمدينة كيلسيث، وبدأ مشواره مع الكرة كحارس مرمى لفريق ثيرد لانارك الإنجليزي في بداية الأربعينيات، ثم انضم بعدها لصفوف فريق ريدينج في الدوري الممتاز الإنجليزي عام 1948، حيث شارك مع الفريق في أكثر من 100 مبارة حتى عام 1952، وبعدها انضم لصفوف فريق شيرزبري تاون عام 1952 في دوري الدرجة الثانية بإنجلترا عام 1952، وشارك معهم في 76 مباراة.. 

في صيف 1959، عاد مكبرايد لإسكتلندا، حيث تعاقد مع فريق أبردين العريق، وشارك معهم في بداية الموسم في ثلاث مباريات، قبل أن يتلقى مكالمة هاتفية من صديقه أحمد عبود باشا رئيس النادي الأهلي يعرض عليه تدريب الفريق، ليتخذ مكبرايد قراره بمغادرة إسكتلندا والتوجه للقاهرة معلنًا قبوله المهمة، ليكون بذلك أصغر مدير فني تولى تدريب الفريق، حيث كان عمره وقتها 36 سنة..

لا نعرف الأسباب التي دفعت مجلس إدارة النادي لإسناد المهمة لمكبرايد، فتجربته مع فريق الأهلي هي الأولى له كمدرب على الإطلاق، وبالنظر لطبيعة مركزه كحارس مرمى ولسنه الصغير كمدرب كرة قدم؛ نجد أن التعاقد مع مكبرايد كان مغامرة كبيرة مقارنة بسابقيه فريتز وتيتكوش أصحاب الخبرات والتجارب العديدة.. على كل حال، وصل مكبرايد للقاهرة في أكتوبر 1959، ثم تسلم مهمته مع الفريق بمباراة طنطا في الأسبوع الخامس التي قاد فيها الفريق لتحقيق فوزه الثاني في المسابقة بعد بداية سيئة للغاية في المباريات الأربع الأولى..


ورغم أن نتائج الفريق تحسنت نسبيًّا مع قدوم المدرب الإسكتلندي، ورغم إشادة معظم لاعبي الفريق بأسلوبه التدريبي المتطور والتزامه وجديته؛ لكن يبدو أن نقص خبرة مكبرايد كمدرب وعدم درايته الكاملة بطبيعة المنافسة في الدوري المصري، تسببتا في تراجع ترتيب الفريق في الفترة التالية، لينهي الفريق الموسم في المركز الثالث خلف الزمالك والترسانة، ويخسر لقب بطولة الدوري للمرة الأولى في تاريخه بعد فترة احتكار طويلة دامت أكثر من عشر سنوات، كما ودع الفريق بطولة كأس مصر في الدور قبل النهائي على يد نادي الأوليمبي، مقدمًا موسمه المحلي الأسوأ منذ سنوات بعيدة..

في الموسم التالي كان مكبرايد قد تعلم درس الموسم السابق، ونجح في اكتساب الخبرة والمعرفة اللازمتين بالبطولة المصرية، ليقدم الفريق في هذا الموسم أداء متميزًا يختلف كثيرًا عن أداء الموسم الماضي؛ فتحسن شكل الفريق وارتفع مستوى اللاعبين الذين تألقوا خلال مباريات الموسم، خاصة هدافي الفريق صالح سليم وطه إسماعيل، بالإضافة إلى أحمد زايد وسعيد أبو النور الذي قام مكبرايد بتصعيده من فريق الشباب، وليس أدل على ذلك أكثر من النتائج الكبيرة التي حققها الفريق خلال مباريات الموسم وأبرزها الفوز على طنطا بنتيجة 5/0 واكتساح الزمالك بنتيجة4/1.. وبنهاية الموسم نجح الفريق في استعادة لقب بطولة الدوري، كما نجح في التتويج بلقب بطولة كأس مصر بفوز كاسح على فريق القناة بنتيجة 5/0 في المباراة النهائية، ليحقق بذلك الثنائية المحلية في موسم استثنائي للفريق وللمدرب الإسكتلندي كذلك.. 

بعد نهاية موسم 1960/1961، وبنهاية تعاقده مع النادي، رحل مكبرايد عائدًا لبلاده، لتنتهي بذلك التجربة الإسكتلندية الوحيدة في تاريخ الفريق، وهي التجربة التي يمكن وصفها بعد كل شيء بالناجحة، وفي بداية الثمانينيات عاد مكبرايد لفريق أبردين الإسكتلندي مدربًا لحراس المرمى لفترة قصيرة..

جريدة إكسبريس إيفينج تبرز خبر رحيل مكبرايد للقاهرة
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.