3aberorg

شارك على مواقع التواصل

لطالما عانى أصحاب البشرة السمراء من الاضطهاد والعنصرية طوال تاريخ لعبة كرة القدم, ولعل من أقبح الأمور المستمرة في ملاعب كرة القدم هي العنصرية، فالأمثلة كثيرة جدًّا وتاريخ أصحاب البشرة السمراء كبير جدًّا في اللعبة بداية من أول لاعب في تاريخ اللعبة الذي كتبت عنه في كتابي (الوجه الآخر لكرة القدم) وهو أندرو واتسون الذي ولد في عام 1856، وتعود أصوله لأمريكا اللاتينية من دولة جيانا ووالده اسكتلندي ولعب في صفوف المنتخب الاسكتلندي عام 1881، ولكنه لو يوقع على عقود احتراف أثناء فترة لعبه مع أندية ماكسويل وكوينز بارك وبوتيل.

لذا دعونا نحكي قصة أول لاعب من أصحاب البشرة السمراء بتاريخ لعبة كرة القدم صار محترفًا.

لاعبنا صاحب الحكاية هو آرثر وارتون، الذي ولد في الثامن والعشرين من أكتوبر عام 1865، في جيمس تاون إحدى أقدم المناطق في مدينة أكرا في غانا، عندما كانت تسمى ساحل الذهب, أبوه هو هنري وارتون من غرينادا التي تقع في البحر الكاريبي، أما أمه فتحمل الجنسية الغانية وهاجر أبواه إلى إنجلترا عام 1882.

بعد ثلاث سنوات من هجرة الأبوين لإنجلترا مع آرثر أصبح آرثر وارتون ممارسًا لألعاب القوى، وحقق رقم 10 ثوانٍ في سباق 100 عدو، وهو الرقم القياسي للهواة وقتها، ومارس أيضًا لعبة الكريكت وركوب الدرجات مع أندية محلية في يوركشاير ولانكشير، وفي عام 1885 وآرثر بعمر 20 عامًا وقعَّ عقدًا مع نادي دار لينجتون ليصبح أول لاعب محترفٍ من أصحاب البشرة السمراء، وكان مركزه هو حراسة المرمى. 

انتقل آرثر وارتون لنادٍ كبير بهذا الوقت وهو نادي بريستون نورث إيند ولعب لهم موسمين ما بين عامي 1886 و1888، وبعد أن ترك النادي بعام حقق النادي أول لقب دوري لعب في تاريخ إنجلترا، مع تحقيق لقب كاس إنجلترا بدون أي هزيمة في البطولتين، ليصبح اسمه الفريق الذي لا يقهر، وهو ما لم يحققه أي نادٍ إنجليزي آخر بالفوز بالثنائية بلا هزيمة، وقبل الرحيل عن نادي بريستون نورث إيند وبسبب مباراة ظهر فيها آرثر بمظهر سيئ للغاية، وطالته الهتافات العنصرية وكادت أن تفتك به الجماهير, ليعلب آرثر لصالح نادي روثرهام، ثم لنادي شيفيلد يونايتد، ليلعب بجانب اللاعب ويليام هنري فولك ، ثم لعب لأندية صغيرة جدًّا وأنهى مسيرته الرياضية في عام 1902، أي بعد رحلة في عالم كرة القدم استمرت سبعة عشر عامًا، والتي أحيانًا لعب فيها كجناح لاستغلال سرعته الكبيرة، وأثناء مسيرته الكروية لم يلعب أي مباراة دولية لصالح منتخب إنجلترا، ليأتي لاعب نادي نونتجهام فورست فيف أندرسون بعد حوالي تسعين عامًا، وبالتحديد عام 1978، ليصبح أول لاعب من أصحاب البشرة السمراء يلعب لصالح منتخب إنجلترا الأول.

بعد اعتزاله كرة القدم وهو بعمر سبعة وثلاثين عامًا وكان إدمانه للخمور سببًا رئيسيًّا في ذلك، صار آرثر عاملًا في مناجم الفحم حتى توفي وهو بعمر 65 عامًا، وعندما دفن تم ذلك في مقابر للفقراء بلا شاهد قبر، ولكن بعد وفاته بوقت طويل وبالتحديد عام 1997 وبسبب حملة مناهضة للعنصرية تم عمل شاهد لقبره يحمل اسمه، وتم تكريمه بدخول قائمة مشاهير اللعبة في إنجلترا عام 2003، وفي عام 2014 تم عمل نصب تذكاري من البرونز لآرثر كحارس تاريخي في حديقة سانت جورج بستافورد شاير، لأنه دخل التاريخ من أوسع أبوابه.


عاش آرثر حياة بائسة ولكنه كتب التاريخ بأحرف اسمة كأول لاعب محترف من أصحاب البشرة السمراء. 

آرثر وارتون
النصب التذكاري لآرثر وارتون
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.