إهْدَاء
ولأنَّ الحرُوفَ تَخلُدُ لا تَزُول؛
جَعَلت روحكَ تَتَغَلغَل في وَرقِي كَعبقٍ يملأُ الكَون
نَعَم، أنتَ الرَّجلُ الذِي لَن يَمُوت..
أنا شمسُ مدينةٍ احترفتِ الموت
جدران مدينةٍ اغتصبَهَا الحزن
أنا حمامةٌ ابتلعَهَا الغَرَق
فكيف أشكو والوجوم توأمي؟!
كيف أرتاح من عاصفة الفتك وتستقر دروبي؟!
أتبدد في ضجري في كلل الغمام
لكنني أنهض من كومة رمادي
وأخلق حياة بعد حياة.. في البرزخ الصعب
من رَحِمِ روح محتضرة
فتجثو على عتبات أشواقي الكلمات
وعلى شرفاتها عطر البنفسج والياسمين
أحرس الصحو الأنيق
فإذا حبوت أضاءت الحروف في مهب الونى
فسأكتب كي أنقذ الحلم من سطوة الصحو
وأمحو قلقًا في وريد قافية تعوم على تخوم الذكريات.