كان يتسللُ إلى نفسي شعورٌ غريب، كأنني عثرت على سعادة تنسيني
الوجود، وتبدد ضجري، فرغم خوفي الكبير من الخوض في أي شيء، خوفي الذي استغرقت قرابة العام كي أركله وأخط روايتي الصغيرة؛ إلا أنني لم أشعر بهذا الخوف معك، كانت الأمور تجري على سجيتها، أو إن الأقدار
تخط لي الطريق، كنت أعثر عليك بقربي سائر الزمان ودون مبرر
أو سابق إنذار..
لعل التحديق الطويل الذي لم يستطع حتى رمش الأجفان قطعه، فكان
السواد يلفنا في الوقت ذاته ومن ثم نبصر سوية، طريقتنا للتعارف، كأن أرواحنا تتهاتف أو ربما تستنجد، أترى الوحدة تنهش كلينا أم إن نيران المشاعر الغريبة تلك قد أحرقت المسافات بيننا؟!
كان هذا الشعور يحثني على التمسك باللحظة خوفًا بتفردها في هذا الزمن، فأفني نفسي ذرة ذرة وأذوب بقامتك الطويلة. كنتَ في الوقت ذاته رجلًا قويًّا تغريني حكمته، وطفلًا تكبله رغبته بالحب أو حتى القليل منه..
----
صوتك حاضرٌ داخلي لا يفارقني، تمازج بروحي وكأنه يعرفها منذ زمن طويل، نعم لم يتطلب كل ذاك أي نوع من التعارف، جرت الأمور أسرع مما تهيأ لي، وكم آلمتني تلك السيناريوهات الكثيرة التي تهافتت إلى مخيلتي! فمؤلم أن تجد كل ما تريد بمن لا فرصة لك في أن تحصل عليه. كنتَ بالنسبة لي حلمًا عصيًّا على الحياة قبوله، لأول مرة أدرك أن الحب لا يكون بقرار منا، فنحن جميعًا نخضع لسطوته..
10/12/2021
----
نعم طالما كنت بحاجة ماسة إلى إنسان بجانبي ينفثُ عني كم المتاعب الكثيرة، يقاسمني جزءًا من طموحي الكبير مقتلعًا تلك المخاوف التي أغرقتني دون أن أشعر، تعلقت به إلى أن أمسى ذلك..
نعم لم يكن من الصواب أن أسمي هذا حبًّا، قررت أن أختبئ خلف مصطلح القليل من المشاعر الجارفة التي لا أعلم إلى أين ستقودني..
كان أملًا حاولت خلقه من عدم قبل أن تسد أبواب الحياة في وجهي،
به استرددت بريق المقل..
----
كنت بأمس الحاجة للاختباء فما وجدت وطنًا أدفأ منك، ستسخر مني وتستهجن كل هذا الكم من المشاعر التي تسربها روحي؛ لكنك ستكتشف يومًا بعد يوم مدى هشاشة روحي وحاجتها لأمانك، ستدرك أن نظراتك التي أغرقتني بها قد لملمت فوضاي الكثيرة..
لا أدري إلى أي محطة سيودي بي هذا الطريق؛ لكنني سأحاول أن أستمتع بكل تفاصيله فقد لا أحصل على سواها..
11/12/2021