- مقدمة الدراسة:
تعمل التكنولوجيا الرقميَّة على تغيير الأعمال والاقتصاد والمجتمع، وكذلك حياتنا اليوميَّة، وستكون السنوات القادمة حتمًا عصر «القادة الرقميِّين»، ففي جميع أنحاء العالم بدأ القادة في مُختَلَف المجالات بتبنِّي الثورة الرقميَّة، والتعرُّف على قوَّة التكنولوجيا الّتي تغيِّر قواعد اللعبة.
إن التحول الرقمي لا يتعلق بالتكنولوجيا؛ ولكن يتعلق بالكفاءات التي يمتلكها القائد، وبالإستراتيجية والهيكل والثقافة والقدرات، وفهم العميل أو المواطن.
تتضمن هذه الأساسيات تصميم خيط ذهبي يجمع بينها، ووضع إطار عمل للتحول الرقمي يضمن عدم تشتيت الجهود، واختيار المنهج المناسب، واستخدام البيانات الضخمة، وتعلم كيفية تحويلها إلى قرارات تعمل على تحسين أداء الأعمال على رأس كل جدول أعمال تنفيذي؛ ولكن يجب علينا أيضًا التفكير في كيفية استخدامه لتعزيز الأداء الفردي.
يمكن تعريف القيادة الرقمية على أنها مُساهمة القائد في تحويل المجتمع نحو المعرفة، وتطويره في مجال التكنولوجيا، إذ يجب أن تكون القيادة مدفوعة أولًا بالانفتاح، والرغبة الحقيقيَّة للمعرفة.
في مُجتَمَع المعرفة من المهم للغاية استيعاب أن المعلومة هي المُفتاح، وأن ما لا نعرفه لا يقلُّ أهمية عمَّا نعرفه، لأنَّ في عالمنا اليوم لا تُكتسَب القوَّة عبر توسيع مناطق النفوذ؛ بل عن طريق المعرفة أولًا، ثم تعميق وتوسيع الشبكات والاتصالات، وهذا يدفع القادة إلى وجوب معرفة حدودهم، وأن يدركوا طرق اكتساب المعرفة.
بالإضافة إلى هذا، فإنَّ القائد الذي سيمثل المستقبل يجب أن يكون مديرًا قياديًّا للمجتمع لا مديرًا متسلطًا.
لذلك وجب على القائد الرقمي إدراك أساسيات القيادة الرقمية واستيعابها، كما يتوجب على القائد الرقمي استخدام التحليل المستنِد إلى البيانات بدلًا من التحليل الـذاتي، وتطوير إستراتيجية قائمة على العميل أو المواطن بدلًا من الخطط الداخلية، وتحديد الإجراءات المتماسكة بدلًا من برامج الأداء غير المترابطة.
ومـن جـانـب آخــر، يجب التأكيد أن القائد الرقمي لا يحتاج فقط إلى فهم
كيفية عمل التكنولوجيا؛ بل إلى كيفية استخدامها لخلق مزية تنافسية، من
خلال فهم التحولات (السلوكية، والاقتصادية، والاجتماعية) التي تخلقها محركات
التكنولوجيا الجديدة: كالهاتف المحمول، والشبكات الاجتماعية، والسحابات الإلكترونية، والبيانات الضخمة، واستخدام هذه التحولات الرئيسية في رفع
مستوى الأداء الفردي والمؤسسي.
حيث يشهد العالم اليوم أعدادًا كبيرة وأشكالًا عديدة من الأزمات، والتي يتفاوت مدى حدوثها بين تلك الأزمات التي تحدث على المستوى الفردي، وبين تلك التي تمس الجماعات على اختلاف تنظيماتها، سواء على المستوى المحلي أو الوطني أو حتى على المستوى العالمي.
ونظرًا لأن البيئة والظروف المحيطة بنا غير مستقرة، والتغيرات سريعة ومتلاحقة، ولأن العلاقات بين مختلف التنظيمات يسيرها منطق التحدي والتنافس بغية تحقيق أهدافها، هو ما أدى إلى تعقد الأزمات وتعدد أبعادها وامتداد آثارها إلى أطراف ليس لها شأن أو سبب في حدوثها. ذلك أن استمرارية الأزمات ونموها وتجدُّدها كانت ولا تزال بمثابة التهديد الذي يمكن أن يطال مختلف المجتمعات البشرية، فقد أصبحت من بين العوامل والعوائق التي تؤخذ في الحسبان عند التفكير في وضع خطط وبرامج لها صلة بحياة الأفراد وحاجاهتم التي يأملون تحقيقها أو الحصول عليها بشكل فردي أو داخل المنظمات التي ينتمون إليها.
تعد القيادة إحدى العوامل المهمة في تحقيق أهداف المنظمات، وخلق توازن بينها وبين الموظفين، والسعي لتوفير مناخ مناسب للعاملين، بما يشعرهم بأهمية الاستعداد للتطوير والتغيير الدائمين، وكذا تلبية متطلباتهم وتحقيق طموحاتهم المتجددة، وذلك وفق ما تمتلكه المنظمات من إمكانات وفرص، ورغم ما قد يعيق استمرارها وبقاءها من تهديدات وعوارض؛ قد لا تكون في الحسبان أحيانًا.
فالعمل بقيادة متميزة ومبدعة وكفؤة، واعتمادًا على ما تمتلكه من خصائص شخصية وأخلاقية ومعرفية، وفضلًا عن النمط الذي تسلكه في أدوارها والمهام التي تقوم بها، تستطيع مواجهة الأزمات التي تتعرض لها.
تتخذ الأزمات أشكالًا مختلفة، لها درجات متفاوتة من الخطر الذي يهدد المنظمة، وقد يكون بعضها داخليًّا لا يلاحظ خارج المنظمة، مع أنه يمكن أن يشكل دمارًا داخلها، وقد يكون البعض الآخر عامًّا ويتخذ نطاقًا واسعًا، حيث هناك الأزمات الهائلة التي تطال تنظيمات عديدة ومختلفة في نفس الوقت، غير أنه مهما كان شكل الأزمة وما تفرزه من مشكلات معقدة؛ فعلى القائد الإداري أن يواجهها، كما تعتبر أخطر نتائجها تلك التي تمس الأفراد داخل المنظمة، فأثناء أية أزمة سرعان ما يصاب الأفراد داخل المنظمة أو خارجها بالحيرة والارتباك والقلق وعدم المنطقية في التفكير، وأنهم يبحثون وينتظرون التوجيه الذي يجب أن يوفره صوت من القمة، وبإمكانه أن يوفر قدرًا من الأمان والهدوء، وأن كل شيء سوف يتم عمله من أجل حل تلك الأزمة.
لعلنا لا نجانب الصواب إذا قلنا إن القيادة الإدارية تمثل حجر الأساس في تطوير الجهاز الإداري الذي تتولاه، على اعتبار أن أهمية القيادة تتحدد من كونها تقوم بدور أساسي في جوانب العملية الإدارية ووظائفها المختلفة، فهي التي تجعل الإدارة أكثر ديناميكية وفاعلية، وتعمل كأداة محركة لتحقيق أهداف المنظمة، ومن هذا المنطلق ولأن أي منظمة لا يمكنها أن تعمل بمعزل عن تأثيرات البيئة الداخلية والخارجية المختلفة والمتجددة، المتوقعة أو غير المتوقعة، وأمام التحديات والعقبات التي تواجه المنظمات على اختلاف أشكالها في سبيل تحقيق مخططاتها، والحفاظ على بقائها واستمرارها وحتى نموها.
كما أن (عمل الحكومات لا يقتصر على تقديم الخدمات وتطويرها فحسب؛ بـل فـي إحــداث التغيير في نـظـم وآلـيـات الـعـمـل)، أن (المستقبل عبارة عن أفكار وأحلام يجب صناعتها وتجربتها في مختبرات، والمبادرة اليوم تجعل من دبي أكبر مختبر للتجارب الحكومية المستقبلية في العالم).
صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم
- مشكلة البحث:
يمر العالم اليوم بتحولات نوعية مدفوعة بالتسارع التقني والثورة الرقمية، خاصةً تلك التي أحدثتها التقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والروبوت وغيرها. فلو أمعنا النظر في ثنايا الأحداث التاريخية الكبرى لوجدنا أن الأزمة على مر العصور تتوسط المراحل المهمة في حياة الشعوب، فبين كل مرحلة ومرحلة جديدة ثمة أزمة تحرك الأذهان وتشعل الصراع وتحفز الإبداع وتطرق فضاءات بِكر تمهد السبيل إلى مرحلة جديدة، غالبًا ما تستبطن بوادر أزمة أخرى وتغييرًا مقبلًا آخر، وكان لنمو واتساع المجتمعات ونضوب الموارد المتنوعة وشدة المنافسة السياسية والاقتصادية الكلمة الفصل في طول حياة الأزمات، إلى حد أصبح تاريخ القرن السابق على سبيل المثال يشكل سلسلة من أزمات تتخللها مراحل قصيرة من الحلول المؤقتة، ومن هنا فقد نشأت أفكار جدية من أجل دراسة وتحليل الأزمة ومحاولة الخروج منها بأقل الخسائر وتأخير الأزمة اللاحقة إن تعذر تعطيلها.
تشهد المؤسسات طفرة من التطور سواء على مستوى الموارد البشرية أو البنية التنظيمية من أجل مواكبة التطور التكنولوجي، مما انعكس بدوره على كافة أنشطتها والقائمين على قيادتها.
وقد أدى التطور التكنولوجي واتساع دور المؤسسات وتنوع أنشطتها وعلاقاتها الداخلية والخارجية وتأثرها بتلك العوامل والتطورات، مما جعل هناك حاجة
للتطور والتحول من القيادة التقليدية إلى قيادة إلكترونية تتواكب مع هذه التغيرات
والتطورات.
- أهداف البحث:
إن الهدف الأساسي من هذه الدراسة هو التعرف على الدور الذي تلعبه القيادة في مواجهة وإدارة الأزمات داخل المنظمات، وذلك بعد أن نحاول إزالة اللبس والغموض من خلال التطرق إلى أهم المفاهيم ذات الصلة والقريبة من مفهوم القيادة ومفهوم الأزمة، وكذا التعرف على أهم العناصر والمكونات التي تندرج تحت هذين المفهومين، وهو ما يساعد على إيضاح العلاقة بين القيادة الإدارية والأزمات التي تتعرض لها المنظمات، من خلال الوقوف على أهم الأساليب والإستراتيجيات والعوامل التي تساعد القادة على تجاوز الأزمات داخل منظماتهم، وكذا ما يعترض القيادة من مشاكل وعقبات في سبيل تجاوز تلك الظروف الاستثنائية (الأزمات)، خاصة وأن هذه المتغيرات (القيادة وإدارة الأزمات) أصبحت من المواضيع والمصطلحات المتداولة والشائعة لدى الخاص والعام، ولأن القيادة الإدارية وإدارة لأزمات تقع في حدود التخصص العلمي الذي يزاول الباحث دراسته فيه؛ فإن تناول هذا الموضوع هو بمثابة استزادة معرفية وعلمية يمكن أن تفيد الباحث في مشواره العلمي والعملي مستقبلًا.
وتهدف أيضًا إلى:
1- التعرف على مفهوم التحول الرقمي العالمي وبيان أثره على حكوماتنا ومؤسساتنا.
2- دراسة محفزات التحول الرقمي وكيفية الاستفادة منها.
3- بيان أهم الاتجاهات التي تسرع من تبني التقنية.
4- دراسة اتجاهات تحقيق الطفرة التكنولوجية في الإدارة الحكومية.
5- الذكاء الاصطناعي وتطبيقات تعلم الآلة في الأعمال.
6- دراسة نماذج النضج الرقمي العالمية ونماذج النضج الرقمي الاتحادية والمحلية.
7- دراسة الإستراتيجيات الحكومية التي تخدم التحول الذكي (شركة أبو ظبي للخدمات الصحية نموذجًا).
- أهمية الدراسة:
من الناحية النظرية فإن هذه الدراسة قد تلقي الضوء على ما يلي:
1- أهمية دور القيادة الرقمية في إيجاد الحلول لمختلف المشاكل الطارئة.
2- التعرف على مفهوم التحول الرقمي العالمي وبيان أثره على حكوماتنا ومؤسساتنا.
3- دراسة محفزات التحول الرقمي وكيفية الاستفادة منها.
أما من الناحية التطبيقية فإن أهمية الدراسة تكمن فيما يلي:
1- تساعد من الناحية العملية في تحفيز القادة على تعزيز الدور التقني في القيادة لتحسين الأداء القيادي.
2- تشجيع القيادات على إرساء التقنيات الحديثة لحل الأزمات والكوارث.
- مفاهيم ومصطلحات الدراسة:
1- المنهج الوصفي التحليلي: هو منهج يجمع بين منهجين علميين أساسيين هما: المنهج التحليلي والمنهج الوصفي، فيكون المنهج الوصفي هو الأساس في دراسة الظاهرة، ويساعده المنهج التحليلي على معرفتها وتحليلها وإيجاد الحلول الناجحة لها، مما يؤدي إلى نجاح العملية البحثية.
إن مرونة وشمولية هذا المنهج جعلته من أكثر المناهج العلمية استخدامًا، فالباحث العلمي يستطيع عند استخدامه أن يدرس ظاهرة أو إشكالية بحثِه بدقة كبيرة، وأن يعرف مسببات حدوثها، كما أنه يساعده على المقارنة بين إشكالية البحث والإشكاليات المشابهة لها، وأن يحلل النتائج التي يحصل عليها من هذه المقارنة.
ويمكننا تعريف المنهج الوصفي التحليلي بالطريقة المرتبة والمنهجية التي يتبعها الباحث لدراسة بحثه العلمي، وذلك بجمعه مقدارًا كبيرًا من المعلومات والبيانات،
ثمَّ وضع الفروض أو المتغيرات البحثية التي توضح العلاقات بين المتغيرات البحثية،
ثمَّ استخدام ما يناسب من أدوات تحليل، تقود إلى الوصول إلى نتائج وتفسيرات وحلول منطقية لموضوع البحث العلمي.
2- الأزمة: عبارة عن خلل يؤثر تأثيرًا ماديًّا على النظام، كما أنه يهدد الافتراضات الرئيسية التي يقوم عليها النظام.
3- إدارة الأزمـة: عبارة عن محاولة لتطبيق مجموعة من الإجراءات والقواعد والأسس المبتكرة التي تتجاوز الأشكال التنظيمية المألوفة، وأساليب الإدارة الروتينية المتعارف عليها، وذلك بهدف السيطرة على الأزمة والتحكم فيها، وتوجيهها وفقًا لمصلحة المنظمة والدولة.
4- أنماط القيادة: أساليب القيادة هي السلوكيات التي يجب على القائد التعامل معها في حالات مختلفة. وبالمقابل، فإن الأنماط هي أنظمة مختلفة أو مستويات تفكير ومنطق وتنمية ينظر الناس -وخاصة القادة- من خلالها إلى العالم. فإن الأفراد إما أن تبقى في نمط واحد في حياتهم كلها، أو تنتقل من نمط إلى آخر -بالتسلسل- بينما تنضج وتتطور. وهناك أدلة على أن الأشخاص المختلفين يبدؤون بشكل طبيعي بأنماط مختلفة اعتمادًا على درجة نضجهم.
5- نشأة الأزمة: وهي المرحلة التي تبدأ فيها الأزمة تلوح في الأفق، إذ يداهم متخذ القرار إحساس بالقلق. ويستطيع متخذ القرار في هذه المرحلة، بخبرته ونفاذ بصيرته، أن يفقد الأزمة عناصر نموها.
6- الكارثة: هي الحالة التي حدثت فعلًا وأدت إلى تدمير وخسائر جسيمة في
الموارد البشرية والمادية وأسبابها إما طبيعية أو بشرية.
7- البيئة التنظيميَّة: وهي الوسط الخاص بالأفراد، ويتواجدون به لتحقيق الأهداف المنشودة.
- منهجية الدراسة:
- تم استخدام المنهج الوصفي التحليلي باعتباره أنسب المناهج لطبيعة الدراسة وأهدافها، حيث إنه يُساعد في جمع المعلومات والبيانات، مع إيجاد وسائل مختلفة لتفسيرها.
ويمكن عن طريق المنهج الوصفي التحليلي أن نربط بين العلاقات؛ من خلال طرح أسئلة أو وضع فرضيات.
ونستطيع من خلال المنهج الوصفي التحليلي استخراج النتائج وفقًا لشواهد وقرائن متنوعة.
- أهمية المنهج الوصفي التحليلي:
يساعد هذا المنهج على تفصيل الأبحاث الاجتماعية والطبيعية.
ومن تعريف المنهج الوصفي التحليلي نجد أن الباحث العلمي يقوم من خلاله بإجراءات منظمة تختصر عليه الكثير من الجهد والوقت، وتبعده عن العشوائية التي تؤدي لفشل أي دراسة علمية.
يمكن من خلال المنهج الوصفي التحليلي جمع كم كبير من البيانات والمعلومات البحثية، ثمَّ تحليلها وصولًا إلى إيجاد تفسيرات منطقية لها مثبتة بالقرائن والأدلة.
يعتبر من المناهج التي تتسم بالموضوعية، والتي يجب أن يبتعد فيها الباحث عن آرائه ومعتقداته الشخصية.
إن المنهج الوصفي التحليلي من الممكن استخدامه بشكل منفرد في أي بحث علمي، كما أنه قد يستخدم مع مناهج علمية أخرى.
- حدود الدراسة:
1- الحد الموضوعي: فعالية القيادة الرقمية والفرق التنفيذية في مواجهة الأزمات والكوارث.
2- الحد الزمني: 2021-2022.
3- الحد المكاني: الإمارات العربية المتحدة (شركة أبو ظبي للخدمات الصحية كنموذج).
- متغيرات الدراسة.
المتغير المستقل: القيادة الرقمية.
المتغير التابع: إدارة الأزمات.
- الدراسـات السابقـة:
لقد تطرق العديد من الباحثين إلى الدراسة والتحليل لمواضيع حملت مفاهيم القيادة وإدارة الأزمات، سواء الدراسات التي تناولت متغيرين معًا، أي القيادة وإدارة الأزمات، أو تلك التي تناولت متغيرًا واحدًا أي القيادة أو إدارة الأزمات كل على حدة.
- دراسة للباحثة (عفاف محمد الباز) تحت عنوان (دور القيادة في إدارة الأزمات) سنـة (2001م)، حيث تناولت هذه الدراسة ماهية الأزمة وأهم مراحلها وتحليل آليات إدارة الأزمات، وكذلك التعرف على خصائص القيادة وإبراز دور القيادة الإبداعية في إدارة الأزمات، وتطرقت إلى أزمة بنك الاعتماد والتجارة المصري، وأكدت الباحثة أن الأزمات تأتي متعاقبة وهي من صنع البشر، وأن المنظمات لا تسعى فقط للمواجهة؛ لكنها تسعى لمنع حدوثها، كما أكدت الباحثة أن للقيادة غير التقليدية أهمية في إدارة الأزمات وجعل منظماتها مستعدة للأزمات وليست هدفًا لها، فالقيادة الإبداعية هي القادرة على التعامل مع الموقف الأزمـــــــوي، وقــــــــــد اقترحت الباحثة بعض الإستراتيجيات لتفعيل دور القيادة في الأزمات.
- دراسة أخرى للباحث (خالد تلعيش) حملت عنوان (دور القيادة في إدارة الأزمات بين الطرح النظري والممارسة العملية) سنة ( 2010م)، حيث تناولت هذه الدراسة الأطر المفاهيمية للأزمة من خلال إدراج أهم تعريفاتها، وكذا خصائصها وعلاقاتها التبادلية مع بعض المصطلحات المشاهبة لها وأسبابها، ثم تطرق الباحث إلى متطلبات إدارة الأزمة وأسسها وإلى إستراتيجيات وأهداف إدارة الأزمات، ثم أدرج الباحث أهم المفاهيم والنظريات التي حاولت تفسير القيادة، وعملية صنع القرار أثناء الأزمات، ثم حاول الباحث في فصل آخر إسقاط بعض المفاهيم التي تطرق إليها على أزمة الإسمنت في الجزائر بين سنتي 2007 و2010م، وكيف تعاملت القيادة (وزارة التجارة) مع هذه الأزمة، وقدم الباحث في دراسته جملة من التوصيات التي من شأنها أن تساعد على القضاء على أزمة الإسمنت التي تعيشها الجزائر.
- كتاب للدكتور (رجب عبد الحميد) بعنوان (إستراتيجية التعامل مع الأزمات والكوارث، دراسة نظرية وتطبيقية) سنة (2008م)، حيث تم تقسيم محتوى الدراسة إلى عشرة فصول، تطرق فيها الباحث إلى مفاهيم أساسية حول الأزمات من خلال التطرق إلى تعريفها وخصائصها وأسباب نشوئها ومراحلها، وكذا تصنيف الأزمات ومناهج تشخيصها، كما حاول عرض المهارات الأساسية الواجب توافرها في التعامل مع الأزمات، كما شملت هذه الدراسة عملية التخطيط لمواجهة الأزمات وأوضح الباحث أهم المتطلبات والاحتياجات التي يتم بناء عليها التعامل مع الأزمات والكوارث، ليتم التطرق بعدها إلى قيادة الأزمات وفريق المهام الأزموية، كما حاول الباحث عرض دور المعلومات والاتصالات والإعلام في التعامل مع الأزمات، وفي فصل آخر إلى عملية صنع القرار لمواجهة الأزمات، وفي فصل أخير تطرق الباحث إلى سيناريوهات التعامل مع الأزمات، كما أدرج الباحث في هذه الدراسة أمثلة تطبيقية، فقد تناول حالة تطبيقية للتخطيط في حالة الأزمات، وقد رأى أن أهم المجالات التي تحتاج وضع خطط هي (مواجهة الإرهاب)، كما قدم بعض النماذج التطبيقية للتعامل مع الأزمات.
- كتاب آخر للباحث (قصي محبوبة) بعنوان (القائد بين السلطة والسياسة والنفوذ) سنة (2010م)، حيث تناول الباحث في هذا الكتاب مفاهيم أساسية حول القيادة مثل الحاجة الدائمة إلى وجود نظر للقائد، من خلال عرضه لنظرية الرجل العظيم لتتبعها نظريات أخرى للقيادة، وكيف حاولت تفسير نشوء القيادة، مثل نظرية السمات والنظرية السلوكية ونظرية الأدوار ونظرية القيادة الظرفية، كما تطرق الباحث إلى العلاقة بين السلطة والقيادة، وقد تناول الباحث كذلك قيادة الأنبياء بين القدسية والإنسانية، وقد أدرج في فصل أمثلة من القيادة التي صنعت على حد تعبيره تيارات حملت مفاهيمها ومبادئها الخاصة، كما طرح الباحث في كتابه مجموعة من الأسس والمناهج التي تمكن من رسم وتحديد الطريق إلى القيادة، وتناول الباحث في فصل كامل أهم ما قيل حول القيادة، من قبل فلاسفة إغريق ومفكرين وسياسيين غربيين وعدد من الجنرالات، وكذا ما قاله العديد من قادة مؤسسات اقتصادية ورجال أعمال ومخترعون حول مفهوم القيادة.