Naoot

شارك على مواقع التواصل

لا


لا تُحِطْني بذراعيكْ
...
لكيلا
- حين تمضِي-
أرتعشُ
من البردْ.

***

لا تُقبّلْني طويلاً
...
لكيلا
-حين تجِفُّ شفتاي-
أموتُ
ظمأى.

***
لا تقُلْ لي كلماتِِ حُبٍّ
...
لكيلا
-حين يختفي صوتُك من شُرفتي-
يُصيبُني
الصَّمَمْ.

***

لا تملأْ بيتي حياةً
...
لكيلا
- حين تُسافرُ غدًا-
يُدثّرَني
المواتْ.

***

لا تُشِرْ بيدِكَ
نحو الرَّبوةِ البعيدة
قائلا:
هنالكَ
عُشٌّ سوف يجمعُنا
...
لكيلا
-حين أنظرُ للبعيدِ بعدَ رحيلِِك-
أفقِدُ بَوصَلتي
ويضرِبُني العَمَاءُ
فلا أرى
إلّا اليبابْ.

***

لا تَضَعْ أطفالَك
في قلبي
...
لكيلا
- حين أخلُدُ إلى وحدتي-
أشعرُ
باليُتْم.

***

لا تجعلْ حضورَكَ
كثيفًا
...
كي لا يكونَ
غيابُك
...
كثيفًا.
القاهرة/ ٢٨ ديسمبر ٢٠١٥



تانجو

سيمُرُّ العمْرُ
خاطِفًا
مثل برْقِ شُعاعٍ
...
من دون أن ترى فساتيني
وشرائطَ شَعري التي
أختصِمُ من أجلَها
قوتَ يومي
...
حتى تلامسَ خيوطُها
عظامَ صدرِكَ
وتَحِفُّ ألوانُها
على موجاتِ شَعرِكَ
...
حين تُراقصُني.


***

سيمرُّ العمرُ
مثل ومضةِِ شُهُبٍ
دونَ أن أضعَ راحتي اليُسرى
فوق كتفِكْ اليُمنى
ودون أن
تخطِفَ يسراكَ يُمناي
فيما يُمناكَ
تلتفُّ حولَ خِصري
الذي من أجل عودِِه
أهجرُ طعامي
...
كي أنحتَه دقيقًا
ناحِلاً
حتى يختفي بين ذراعِكْ
حين تُخاصرُني.


***

سيمرُّ العمرُ
وَغْدًا
شرّيرًا
وعجولاً
...
مثل "أخيلَ" السريعِ الخطوِ
دون أن تعرفَ
اسمَ عطري
الذي أُعتّقُه منذ سنينَ
في قواريرَ كريستالَ مُعتمةْ
كانت تراهنُ
على أن تأتي
في ربيعِ حياتي
أو
في خريفِها.

***

سيمُرُّ العمرُ
بغير مبالاةٍٍ
مثل طاغيةٍ يذبحُ رعاياه
كلَّ مساءٍ
قبل أن تحملَني
في ثوبي الأبيضْ
إلى فراشِِ عُرسي.

***

سيمرُّ العمرُ
مثل وغدٍ
ساخرٍ
قبل أن تُشرِقَ الزهورُ
فوق شفتيّ
حين تُقبّلني.

***

سيمرُّ عُمرٌ
مثل رُمحٍٍ مارقٍ
دون أن يدخلَ سيفٌ في غِمدٍ
وقبل أن يمرقَ سهمٌ
من قوسْ.

***

سيمرُّ العمرُ
مثل أصمَّ
لا يعبأُ بنواقيسَ صاخبةٍ
تقرعُ في قلبي
ولا تكفُّ عن التوْقِ إليكَ
...
ودون أن تعرفَ
لماذا تغارُ البناتُ
من نعومةِ بشرتي
حين تمرُّ أصابعُك
فوق ظهري.

***

سيمرُّ العمرُ
مثل لِصٍّ
يعرفُ كيف يسِرقُ الغافلين بِخِفّة
دون أن يترفّقَ ذراعي
ذراعَك
وسطَ تصفيقِ الأصدقاءْ
فيما نرتقي
أنتَ وأنا
حَلبةَ رقصٍ
من أجل تانجو
سيرقصه عاشقانِ
...
سوانا.
القاهرة/ ١٩ يناير ٢٠١٥




يُطلقُ سراحَ الفراشات


هذا زورقُنا الصغير
وكوخُنا الخشبيّ
وشاطئٌ
على تَلَّةِ رملٍ
...
وبحرٌ
شقَّهُ الُله
لي
ولَكْ.

***

فقفْ
عندَ ناصيةِِ الماءِ
واركلِ القاربَ
بعيدًا
بعيدًا عن أحلامِِنا
...
حتى يغرقَ
في عُمقِ الموج
...
فينقطعُ الخيطُ الذي
يربِطُ جزيرتَنا
بعالمٍٍ
لا حاجةَ لنا فيه.

***

وهذه
أنا
جالسةٌ على رابيةِ الرمالْ
أرسمُ وجهَكَ بغُصنِ سوسنةٍ
فيخضَرُّ الرملُ الأصفرُ
كلّما مررتُ بغُصني
فوق ملامحِكْ.


***

في الصباحْ
جُلْتُ في أرجاءِ المكانْ
أجمعُ التوتَ
والمُشمُشَ
والوردَ
...
لأعُدَّ الطعامَ
حتى تعودَ إليَّ.

***

وعند العصرْ
أجلسُ
أنتظرْ
أن تخرجَ لي
من لُجَّةِ الماءْ
لامعًا
ممشوقًا
مثل إلهٍ رومانيّ
يختلسُ سُمرتَه النُّحاسيةَ
من شعاعِ الشمسْ.

***

وهذا
أنتَ
تصطادُ اللآلئَ
من بطونِ المحارِ
حتى تضفُر عُقدًا لنحري
...
فتضحكُ السماءُ
كلّما قشّرتَ محارةً
عن لؤلؤِها
وتسجدُ الطبيعةُ
لمُعجزتِك.

***

فتعالَ
يا حبيبي
أشرِقْ في سمائي
...
ودعْ وسامتَك تُخبِرني
أين عثُرتَ
على تعويذةِ الأجدادِ التي
تفُضُّ بها سِرَّ الثمراتِ الخبيئاتِ
في بُطُون الصبايا.

***

علّمْني
كيف درّبتَ أصابعَكَ
حتى تقطِفَ من أغوارِ البناتِ
زهورًا
تنبُتُ في أعطافِهن
حين يضربُ الهوى قلوبَهنَّ
في ليالي العشقِ التي
لا تحكي أسرارَها.

***

يا حبيبي
اغفرْ لي
...
لأنني
ذاتَ فجرٍ
سأختبيءُ عن عيونِ الملائكةِ التي
-في أجنحتها البيضاء-
تحيطُ بكَ
لتحميَ سِرّكَ القُدسيَّ
عن عيونِ الغرباءْ.

***

فإذا ما غفلتْ عيونُ الملائكةِ برهةً
أتسلّلُ
داخلَ دِثارِكَ الفيروزيّ
لأتلصَّصَ عليكَ
...
لأعرفَ
كيف تتوارى الفراشاتُ
داخل ظُلُماتٍ ثلاثْ
فإذا ما رأينَ عينيكَ الطيبتين
ويديكَ اللتين
ممدودتين بالحياةِ
والرحمةْ
خرجتِ الفراشاتُ من مَشيمةِ الظلامْ
نحو النورْ.

***

فتصيرُ البناتُ
أمهاتٍ
وتصيرُ الزهورُ
فراشاتٍ
وتصيرُ الفراشاتُ
طفلاتٍ
...
ليس من بينهن
طفلتي
...
وأصيرُ أنا
عاشقةً تُغنّي
...
وتصيرُ أنتَ فارسًا
أمشَقَ
يُطلق سراحَ الفراشاتِ
من قلوبِ الصبايا
ويسرقُ قلوبَ الحسناواتِ
بسُمرتِه.
أبو ظبي – واشنطن / يونيو ٢٠١٦


0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.