Naoot

شارك على مواقع التواصل

رقصةٌ زنجيةٌ أخيرة


هاتفٌ صغير
فوقَ طاولتِكَ
يحدثُ عرضًا
أن يخايلَ ستائرَ صومعتي.

هي الأغنياتُ والأحاجي التي
أدهشتْ أيقوناتٍ
مجَّتْ سكونَها
فتعلمتْ
لُعبةَ الحروفِ والأرقام.
تحوُّلٌ وشيك
و حتميّ
كأن يسأمَ البوهيميُّ مثلاً
وينصرفَ عن نافذةٍ
تعلقتْ بمفرداتٍ ضالة.

و هكذا
سوف تَرَونهُ غدًا
- الزنجيَّ البارع -
يرقصُ على أنغامِ
رسالةٍ غجريةٍ جديدةٍ
لا تحملُ توقيعي.


الدمام / 4فبراير 2002



نحو الملعبِ الواسع.

التجربةُ
محنَّتي الأولي
علمتّني تفاصيلَ الموجوداتِ،
كصوتٍ يتكسّرُ فوقَ كَتفي،
كدهشةٍ تحدِّقُ في جدرانِ غرفتي.
جدرانٍ رحيمةٍ،
لا تَشي بخطايانا البريئة.

سوفَ نطوي أثوابَ الغائبينَ ،
و يطوينا
حنينٌ لشفاهٍ
لم تتعلمْ سوى ترانيمِ الكنائسِ،
وهسهساتِ فخاخٍ
تتقافزُ مع الصغارِ
نحو الملعبِ الواسع.

سوفَ لا نفتحُ لها
"عِظاتِ بوذا "
تنقرُ النوافذَ كلَّ مساءٍ
لتصحو
هواجسُ الغرفةِ الضيقة .

لكن
سنتركُ أقلامَنا
تنحتُ ثرثرةً
شقَّ عليها أن تصالحَ
شفاهًا أفسدتها
هندسةُ الكلماتْ.

الخُبَر /23 فبراير 2002



رِهانات


لحظاتِ الفوضى
وقتَ نستبدلُ بأرجلِنا
عصواتٍ خشبيةً
بأطفالِنا دمىً
تثرثرُ كثيرًا
ترقصُ ،
فقط لنحافظَ على أجسادِنا بيضاءْ
أقصدُ بيضاءَ فعلاً !


لذا
ستفاجئُنا أصابعُنا هذا المساءْ
- قبل أن تتثاءبَ كعادتِها -
برفضِها القاطعِ لدخولِ الآذانْ
تُخلِّينا
لتلوثِنا المشاعريّ !

بل
وتساعدُ الدُمَى الصغيرةَ تلكْ
على وضعِ نظَّاراتِها
على نحوٍ يشي بالديبلوماسيةِ
لتُذهِبَ بقايا ارتباكٍ
سقطَ سهوًا من حكايا الصحاب.


أطفالُنا
الذِّين خبأناهُم داخلَ الرملِ هناك
يدركونَ حتمًا
أن للشعراءِ قانونًا مختلفًا
ولهذا
سيفتشونَ عن شرائطِ الأسبرين
يلقونَ بها من النافذةِ
قبل انتحارِ شاعرةٍ مهمَّةٍ
بساعتين تقريبًا ،
لا لشيء
سوى أنَّ شركاتِ الأدويةِ
تستوردُ خاماتٍ فاسدةً
ثم تفسدُها في التصنيع.


ثمَّ إننا نعلمُ جيدًّا
أن الدقائقَ كلَّها
التي قضيناها في قَضْمِ الأظافرِ
أمامَ هاتفٍ أخرسَ
لا تعني
سوى أن شاعرًا
– الآن -
يراقصُ زوجتَه
فوق النيل.

القاهرة/1 سبتمبر 02



تشكيلاتٌ مراوغة


لمْ ترسُمْ تنهداتِ الذَّينَ
أحبّوا ،
ولا التماعَ عيونِ المراهقينَ
وقتَ يُمَرِرونَ ذاكرتَهُم
على الوجوه.

الحروفُ
رتَّبتُها فوقَ المكتبِ
بعد أن ضَبَطتُ الإضاءةَ
و أحكمتُ النافذةَ .
ظلَّتْ تتجمعُ على نحوٍ عَبثيٍّ
فأعيدُ تشكيلَها ،
لم تُسَجِّل جديدًا على أي حال.


مثلاً
أيُّ مُفردةٍ تحكي
عن شجرةٍ
نبتتْ فجأةً في الصحراءِ
بلا مقدماتٍ معقولةٍ
تذوَّقتْ أولَ حَبَّةِ مطرٍ
وقتَ أوشكتْ على المُضيّ
ثُمَّ استسلمتْ للسَناجِبِ
تنخرُ عُمقَها
ولا تمسحُ البَرْدَ عن جبينِها ؟



أيُّ مُفردةٍ
تُنْبِؤكَ بأني
أودُّ الآنَ أن تضُمَّني
ثُمَّ أضيعُ في زُجاجِكَ
واُستَنسَخُ في أبعادٍ متوهَمةٍ ؟


أيُّ مفردةٍ أخُطُّها
فتقرأُني
تقرأني أنا
بعيدًا عن غواياتِ القصيدة ؟

فريقُ الضادِ
يتغامزون
لم يقدمْ الزائدانِ
حَلاًّ لتعثري !

غيرَ أني
بحروفٍ لاتينيةٍ
أكثرَ خُبثًـا
و أقلَّ ...
نجحتُ أن أكتبَ
" أحِبُّكَ "
في نهايةِ رسائلي

0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.