Naoot

شارك على مواقع التواصل

.. منتصف ليلة صيف

شواطئُ واسعةٌ،
وصخورٌ
تلفحُها الشمسُ
بحرارتها البيضاءْ،
نهرٌ أخضرُ،
يشقُّه جسرٌ من الخشب،
وفي الخلفيةِ
نخلاتٌ صفراءُ
تحترق.

في منزلي البعيد
الذي اعتاد أن ينام في الصيف
أجلسُ في شرفةٍ
تسبحُ
في كسلِ أغسطسْ.

أحصي الأيامَ:
أيامٌ
جمّدتُها في قبضتي
وأخرى
تسرّبت من بين أصابعي.

الأيامْ
التي تنمو سريعًا
مثل طفلةٍ تشبُّ بغتةً
وتخرجُ
عن طوق مرفأ ذراعيكْ.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* إحدى جزر الهند الغربيّة




ملحقُ وصيّة


مثل مصابٍ بالفُصام
أو مشجوجٍ بفأسٍ،
مثل أجيرٍ مطرودٍ لتوّه،
كافأتُ نفسي
بالمنفى.

وعلى شاطئٍ مصابٍ بفقرِ الدمْ
مشيتُ لأميالٍ
في ضوءِ القمرْ
ببشرةٍ
سوداءَ محترِقةٍ
تودُّ لو تنسلِخَ كثعبانٍ،
وتهرب من عالمٍ
أحاديِّ الهويّة.

لكي تغيّرَ لسانَكَ
عليكَ بتغيير وجودِكْ.

ليس بوسعنا
تصحيحُ الأخطاءِ القديمة،
لأن الأمواجَ
التي أجهدَها السفرُ إلى خطِّ الأفق
تفزعُ لصوتٍ نوارسَِ
تصرخُ بألسنةٍ واهنةْ.

فوق زورقٍ خشبيّ
أفسدته رمالُ الشاطئ،
تجثمُ غيماتُ "شارلوت فيل"
التي نخرتها المناقيرُ السَّامة.

قديمًا
كنتُ أحسبُ أن حبَّ الأرضِ يكفي،
والآن
لم يعد من مكانٍ في السَّلَّةِ.

أرقبُ العقولَ تبلى مثل هياكلِ الكلاب
حولَ كسرات الخبز،
وها أنا
أقتربُ من منتصفِ العمرِ
ببشرةٍ محترقةْ
تتقشر في يديّ مثل غلافِ بصلةٍ
فتطلُّ الأحجيةُ التي
لا تُحَلّ
أبدًا.

في القلبِ …
لا شيءَ مطلقًا
ولا حتى خوفٌ من موت،
فقد عرفتُ موتى كثيرين،
متشابهون جميعُهم
يشبهونني جميعُهم.
وحده الموتُ
يعدلُ بين الناس،
لأننا
حين نغوصُ في النار
لن ترتعدَ بشرتُنا مجددًا
خوفًا من فوهةِ الأرض الساخنة
أو تَنّورِ الشمسِ الساديّ
ولا حتى
من هذا القمرِ التعِس
الذي يظهر ويختفي خلفَ الغمام
ممعنًا في إفسادِ الشاطئِ
ليتركَه شاخصًا متوحّدًا
مثل صفحةٍ بيضاءْ.

انتبهوا،
فاللامبالاة تلك،
تحملُ قدرًا
من الغضب!



0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.