Naoot

شارك على مواقع التواصل


أمي

تقفُ على عتبةِ الدار
عكّازٌ في يدِها
تنتظرُ التابوتَ الذي أنا فيه
تكشفُ الغطاء
تمسُّ العينَ المُرخاةَ وتقول:
كانت ابنتي خرساءْ
يُفزعُها ضجيجُ العرباتِ والضوءْ
فلماذا تركتموها حتى تموتَ كثيرًا
هي ابنتي
أعرفُها من ثقبٍ في الرئة
وأنا
أريدُ أن أغلقَ الباب!
فشكرا للأصدقاء الذين لم يأتوا
أجملُ المُعزّين الذين يغيبون.




إوَزّة

جميلاً كان
سائقُ الشاحنةِ
حين قاومَ ذبحَ الإوزّة
ثلاثةَ أشهرٍ وعشرين يومًا وخمسَ ساعات،
غير أنه فَعَلَ
حين أبصرَها تخرجُ من الغرفةِ
عاريةً من الريشْ
وفاتنةْ،
ولمّا جزَّ عنقَها الأبيضَ
نظرتْ إليه
ولم تسقطْ
قطرةُ دمٍ واحدة.

القاهرة / 11 يوليو 2005




لا تهدموا الكوخ


أحتاجُ شَبحًا
يرتّبُ خِزانتي
أثوابُ الراحلين في جِهةٍ
و الحِنَّاءُ في جهةْ.

أحتاجُ شبحًا
يعاقبُ الكتبَ التي غدرتني:
هذه الكومةُ تستحقُّ القَصاصَ
لأنها نخرتْ طُمأنينتي،
لذلك لن أمانعَ في حشْوِ آذانِها بالقشِّ
والبنزينْ.

الشبحُ سيفهمُ بهجتي
عند حرْقِ الأغلفةِ
ببرودِ النازيينَ
ومهارةِ الطهاةْ،
ثم فَرْدِ الأوراقِ تحت الدجاجِ المقليّ
من أجل إبقاءِ الصحونِ النظيفةِ
نظيفةً
بعدما لوَّثَها العنّينون بمجازاتِهم الرديئة.

أحتاجُ شبحًا
ينزعُ الأزرارَ من حاسوبي
ويمرِّرُ الفأرةَ فوق الجلدِ المتكسِّر
لتلعقَ البثورَ والغُبارَ
والعلاماتِ التي رسمَها العاشقُ
فوق ساقِ الحبيبةْ.

الأشباحُ فضلاءُ
وصامتون
يصوّبون النارَ على الأقزام
الذين يلطِّخون الحوائطَ بدمائِهم
حين ينطحونَها بالرأسِ كلَّ يوم سبْت
لأنهم بغير ظِلّ
ذاك أن الطائرَ الضِّليلَ
لا يحطُّ إلا على رؤوسِ الشعراءْ،
والأقزامُ
يمتنعون.

الأشباحُ خفيفون
لا يشغَلونَ الأمكنةَ
ويقتصدون في الهواءِ وفي الزمن،
علماءُ
يحجبونَ الشمسَ عن قِصارِ القامةِ
الذين سيقانُهم المُبتَسرةَ
تُفسدُ لوحةَ النور والظِّلالْ،
وحكماءْ
تنصتوا على الصَّبيّةِ والفتى
جوارَ الساقية العجوز:
- لو لم يكن بكَ عليّ غضبٌ لا أبالي!
- فقال: بي !
ونهضَ إلى الكوخِ
فبكتْ،
أصغرُهم
صالحَها بوردةٍ
ومسحَ على جديلتِها،
وكبيرُهم
رفع السَّبابةَ مُنْذرًا:
لا تهدموا الكوخْ!

به شاعرْ.

القاهرة/ 8 مايو 2005
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.