mohamedibrahim

شارك على مواقع التواصل

أنا رجل أعيش بالأمل فإن تحقق ففضل من الله و إن لم يتحقق فقد عشت به زمنا
الإمام علي رضي الله عنه.


أ‌- الخالق عنده أمل فيك
يقول رب العزه (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ) البقرة آية 30
أنت خليفة الله في أرضه و خلافتك لها مظهرين
الأول : خلق يخلف خلق يعمر في الأرض و يخلف من سبقة ( الجن ) بفعل أفضل و إصلاح في الأرض.
الثاني و الأهم : أنك تكون مظهر من مظاهر قدرة الله تستجيب لك الأشياء أي أن الله سبحانه و تعالى سخر لك الأرض و كنوزها تزرع و تشعل النار و تستأنس الحيوان و تصعد الفضاء . أراد الله أن يثبت قدرته فيك فأنت يا من خلقت من طين تعلم مالا يعلمه من خلق من نور فالعناصر ليس هي التي تحكم و إنما إرادة العناصر هكذا أراد الله بخلقك أراد أن ’يعلم من خلق من الطين و يعمر ..
و من خلق من نور حين قالوا ( و نحن نسبح بحمدك و نقدس لك ) ظنا منهم أن هذا كل شئ لذلك في أيات تالية يقولون ( سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا ).
دقق هنا و أمعن النظر و إسأل نفسك سؤال لماذا علمك الله ؟
خلقك الله و علمك تجهيزا لرسالة جعل الله لك قدرة لتحملها فأنت أهل لها و إلا لما علمك إنه سبحانه يريد بك شأن عظيم و إن خالفك ظنك ..
لقد أراد بك و منك خيرا
( ألم أقل لكم إني أعلم ما لا تعلمون ) تأكيد على تلك الإرادة التي تستطع نفسك التي بين جنبيك القيام بها و إتمامها ..
يقول أحد الأمة قوله تعالى ( إني أعلم ما لا تعلمون ) كان دفاعا عنك ..
دفاعا عن هذا المخلوق الذي ظنت الملائكه أنه مثل سلفة و لن يأتي منه الخير ولكن إراده الله به أن يكون أهل للخير للأمل للإعمار للخلافة ..
إسمح لي أنظر حولك في كل الأرض ما رأيك في هذا المخلوق هل هو فسد فيها أم حقا و صدقا سبق علم الله فيه خيرا ..
لقد ’عمرت الأرض و أنارها الإيمان و العلم
نجح هذا المخلوق و إن ضل منهم و لكن لم ينتهي به الأمر مثل سلفه من الجن
نجح المخلوق و صدقت فيه إراده الله ..

بعد كل هذا تأتي أنت و تحاول إقناع نفسك أنك إنتهيت و إنك لن تستطيع
عفوا سيدي .. لم تخلق لتيأس


ب‌- الكون مفطور على الأمل

... ذلك الكون الفسيح الذي تعيش فيه سواء كنت على دراية بقوانينه أم لا لكن إن نظرت له من زاوية آخرى ستجده بلإضافة إلى رائعة التكوين و دقة القوانين من الذرة للمجرة مفطور على الإستمرار و الأمل في البقاء و السعي وراء الغد ..
ذلك الكوكب الأزرق الجميل الذي نعيش فوقه بالرغم من كل الحروب و المؤامرات التي تدور عليه و كل تلك الآلام و الدماء إلا أنه مستمر بالدوران و مستمرة تتابع الأيام و السنين على ظهره و إن كان مايدور فوق سطحه يضر به و بثرواته و لكنه مستمر ولن يخضع لكل تلك التهديدات التي يصنعها سكانه لن يخضع إلا لخالقه فقط . و كأنه يوجه لك رسالة مفادها " إذا أردت الحياة و الإستمرار و المضي قدما علينا أن نسير في إتجاه واحد علينا أن نكون أقوياء في وجه كل ما هو آت مهما كان لا تستسلم أبدا لا تيأس أبدا"
كل الكواكب و المجرات تدور من اليسار لليمين و كذلك الذرات كل ما هو كائن يسير في إتجاه واحد إتجاه أراده له الله لتحقيق هدف واحد إلا الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يتوهم إتجاهات آخري فيضل سعيه رغم أن الطريق واضح هو طريق الله .
كل الأيام و السنون كل الأفلاك تتعاقب وكل الطبيعة مهما تغيرت الفصول و الأزمنة تبقى خصائصها كما هي حتى لو لحق بها ضرر بمجرد أن لاؤ ريزول تعود تلك الخصائص كما كانت
فمن المستحيل أن شجرة مثلا مثل شجر البرتقال مهما حدث لا تثمر أي نوع أخر
كن أنت كذلك إثبت حاول لا تيأس ..


أو تعلم أن الحيوانات المتوحشة تللك الوحوش في البرية و الطيور الجارحة التي تسمع عنهم أنهم يفتكون و يقتلون بأبشع الطرق و ترى الدماء كلما ذكر إسمهم لا تنجح إلا في 25% فقط من هجماتها و مع ذلك هي لن تترك هذه الطريقة أبدا .. لن تيأس ..


1- النمل
كما أخبرتك أن كل الكون لا يعرف لليأس طريق و أنت شئت أم أبيت جزء لا يتجزأ من هذا الكون لذلك و جب عليك أن تتعلم منه ..
أنظر لهذا الكائن الصغير تحت عيناك و من حولك ذلك الإعجاز صغير الحجم كبير الإبداع ... النمل ..
ذلك الكائن البديع تتجسد فيه قدرة الخالق سبحانه و تعالى
هذا الكائن الذي يمتلك نظام و قوة في حياته .
يبني بيته على أعماق و يحميها .
يحمل ما يقرب العشرين ضعفا من وزنها .
تعلم من سلوكه و تفكيره الغرائزي
- التفكير الواقعي الجيد في المستقبل يفكر في الشتاء و يجمع له الطعام طوال الصيف .
- الجدية في العمل.
- يعيش و يتحمل حرارة 100 درجة .
- يقسم الحبوب لقسمين حتى لا تنبت داخل العش .
- و جود النمل على الأرض من 92 مليون سنة .
.. كرم الله هذا المخلوق و ضرب لك به مثلا لعلك تتأمل فتتعلم فتأمل في غدك .


- سورة النمل
تلك السورة الكريمة تتناول بين آياتها قضايا في مجملها هي كرامة الحياة و نجاح المقصد .
- الإيمان
- العلم
- القوة و الثقة
- المفسدون ( الصعاب )

- في بداية السورة الإيمان بالله و ذلك من خلال قصة موسى عليه و على نبينا أفضل الصلاة و السلام ..
و أن النجاح و الفلاح بحياتك لايتم إلا من خلال هذا الباب فإن دخلت من أبواب آخرى( إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ ) فإنتظر الوهم كما قال الله عز و جل (فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ ) المفسدين يا عزيزي يفسدون حياتهم و حياه الأخرين أيضا
أما المؤمنين فهم ضوء في حياتهم و حياه العالم فهم .. أمل ..

- العلم
وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ .. 15
هذا ما ورثه سليمان عن داود ورث العلم و هذا ما يبقى العلم الرسالة هذا هو السعي الذي يجب أن تعمل عليه . العلم هذا كان له بالغ الأثر فقد زين ملك سليمان فمن ضمن الملك العلم الواسع الذي كان في تلك المملكة
لذلك و جب عليك العلم لتبني لنفسك ملك يبعث في نفسك الأمل

- القوة و الثقة
القوة و الثقة و هم نتيجة العلم و الإيمان
حين ألقى الهدهد كتاب نبي الله سليمان على سبأ لو لم تشعر سبأ أن مرسل هذا الكتاب قادر و واثق في نفسه و إيمانه أعلى من إيمانها لو لم تشعر بعلمه فعادتا تسلم الرسائل لا تلقى
إذا فخلف هذا الكتاب ملك قوي لذلك ذهبت له و سبقت ذهابها بهدايا
كذلك علم و قوة و إيمان سليمان حين أراد عرشها فهو يطلب شئ و منتظر و عنده يقين بأن هناك في ملكه من يستطيع و الإستطاعة هنا جائت لمن عنده العلم

(قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ
قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ)..40
العلم أيضا يولد الإبداع و هذا ما يفرق بين عملك و غيرك و نتيجتك و أثارها في حياتك (قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) ..44
العلم أيضا أضاف الإبداع لملك سليمان فمهما بلغ ملك سبأ لم يكن يتضمن الإيمان و العلم و الثقة فلم يعمل و لم يبدع لذلك حين رأت الصرح حسبته ماء
( لجة ) ..


- المفسدون
الفساد أي كان نوعه و كينونته هو صعاب في طريقكك لذلك إذا تحليت بالإيمان و العلم و وثقت في قوتك و نفسك تأكد إنك ستتغلب على أي صعاب ستواجهك .
و تجسدت تلك الصعاب في تلك السورة الكريمة في قصة ثمود و قصة لوط
(كَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لا يَشْعُرُون فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ) ..48-51
كل هؤلاء المتأمرين ضدك إعلم أنهم ما هم إلا رهط مفسدون و لكن إيمانك و علمك و ثقتك النابعة من إيمانك ستهزمهم مهما كانوا كانوا بشر صعاب ظروف بيئة أيا كان الإيمان يعلو بصاحبه دائما ..
(وَأَنجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ) إحرص أن تكون منهم ...
عزيزي أرأيت النملة و رأيت السورة التي تحمل إسمها و ما فيها من معاني و عبر ..
إسمح لي .. أعجزت أن تكون نملة أن تكون خلقا من خلق الله ؟!!!!


- النحل
مجتمع كامل و أم واحدة .. كما ورد في كتاب النحل الراقص
عزيزي..
ها هو الكائن الثاني الذي أراد الله لك أنت تمعن النظر فيه .
كائن بالفعل يطبق عليه قوله تعالى أمم مثلكم .
أمعن معى النظر هنا للحكمة من هذا المخلوق ومن ذكره في القرآن الكريم .
أمعن معي النظر حتى تتدبر لا تعْلم عن النحل بل تعَلم منه .
من المعروف أن له قائد و هو الملكة و كل فرد في المملكة له دور . يوجد أكثر من خمسة و عشرون ألف نوع من النحل و لكن هذا التعدد لا يؤدي في كثرته إلى إختلاف الهدف و لكن هناك ثبات علمه الله عز و جل لهذا المخلوق . هدفه واحد و رسالته واحده . ينمي مجتمعه و يحافظ عليه و لا يتوانى في تأديه دوره مهما كانت الظروف و لا يتراجع عن هويته ..
يا الله سبحانك هذا كائن ُمتعلم علم دقيق سبحان من علمه .

أسلوب الحياة
- التكتل لتنظيم حرارة الخلية صيفا و شتاء . ففي الصيف مجموعه تدفع بالهواء البارد لداخل الخلية و الإتجاه الآخر يدفعوا الهواء لخارجها للحفاظ على تركيز العسل .
- التواصل بلغة الرقص لإتمام مهامهم و معرفة مكان الرحيق.
- لا يبقى المجتمع بعد موت الملكة .
- 100 جرام عسل يتطلب زيارة ملايين الزهور
- فريق لغلق الخلايا المكون بها العسل للحفاظ على نظافته للشتاء . رؤية مستقبلية
- تطير النحلة بسرعة 65 كيلو في الساعة و إذا كانت تحمل الرحيق و يمثل ثلاث أرباع جسدها تطير بسرعة 30 كيلو في الساعة
يا الله ..
كل هذا مجهود دقة تنظيم إخلاص من هذا الكأن الصغير البديع سبحانك..
عزيزي .. تكتل أنت أيضا على حلمك و نظم و راعي حرارة حماسك و إجتهد و إخلص
يقال أن الإنسان لا يستطيع أن يرود النحل و لكن يستطيع أن يستفيد من عسلها
لن يستطيع الإنسان المفكر القوي هذا أن يغير شئ في عقيده تلك النحلة لكن بعدما تنهي عملها كما أراد لها الله يستطيع أن يستفيد من مجهودها و تفانيها في عملها ..


سورة النحل
أراد الله عز وجل منك أن تتعلم من خلقه فضرب لك أمثال و منها النحل و خلاصة القول و الحكمه من النحل جمعها الله لك في تلك السورة الكريمة ..
سورة النحل تحمل بين آياتها رسالة و معاني تحسن و تروض حياتك
1- النعم
2- الإيمان و ثقافة المؤمن و ضلال الكافر
3- الرزق ( أملك و حلمك )

- النعم ( مواردك )
تعرض السورة الكريمة نعم لا تحصى إن تمعنا فيها و إن سألنا عنها أهل ذكرها سنخرج بكتب و تجارب و علوم و تعرض مع كل نعمة كيفية إستغلالها . كل هذا سخره الله لك و أعلمك كيفية إستغلالها ..
وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (5)
هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ (10)
وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (12)
وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (14)
و كأن المطلوب منك أن كل تلك النعم ماهي إلا موارد في أصلها أحسن إستغلالها لتعمر دنياك و تنعم في حياتك ..
فلكل منا موارد في نفسة و عقله.. مواهب و هبات و صحة و أرزاق و نعم فلا تنكرها أبدا أبدا ..فكر في كيفية إستغلال رزق أو موهبة أو فرصة أو طريق سخره الله لك و إنتظر فتحه فقد سخر الله لك النعم التي هي موارد لتقيم منها حياة لا لتستهلكها و تنام ..
وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (18)
يا سبحان الله إن تعدوا نعمة الله .. نعمة واحدة و ليست أنعم ... نعمة واحدة لا تستطيع أن تحصيها .. قد أغناك بنعمه فلا تدعي فقرها.
- الإيمان
... الإيمان هو ثقافتك فتعرض السورة ثقافة المؤمن و ضلال الكافر .
طوال السورة الكريمة يأمر الله عز و جل و ينهى عن أمور مفادها أن تحسن سلوكك و تنمي ثقافتك و تثبت هويتك كموئمن و ذلك من خلال قوله تعالى
و لاتشتروا – و لاتكونوا – ولا تتخذوا ..
حياتك مرتبطة إرتباط وثيق بإيمانك
(مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) .. 97
- قدرة الله في صنعه .
أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ .. 48
أخي في الله ألم تسمع أو ترى بنفسك هذا الإبداع العظيم و الصنع البديع من حولك ..
و هنا إسمح لي أن أسألك سؤال واحد فقط .
هل ربنا عز و جل الذي خلق فأبدع يعجز عن مكنونات صدرك ؟ أجب نفسك

- الرزق ( أملك )
وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِنَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ شَيْئًا وَلَا يَسْتَطِيعُونَ .. 73
لا تطرق بابا غير باب الله فلا تكن عبدا إلا لله و ليس فقط العبادة أن تعبد و تصلي فالصلاة جزء .. فكم من العباد يصلون و لكن بقية حياتك لم تعبدها لله
فيمن تثق .. لمن تعيد أمورك .. من تتبع .
عبد حياتك كلها لله لترقى كل لحظة من أيامك .
وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ .. 76
إتبع الله ..
على مر التاريخ أنظر لمن عبد غير الله إنهارت حضارته لم تسطتيع أن تعبر مقدار ما كان يعبد حين عبد أهل الغابات و المجاهل .. الطوطم .. و هو حيوان ما من حوله فكانت حياته على قدر ذلك المعبود .. و الحضارت التي عبدت و أرجعت الحياة لقوى أعلى إستمرت ثم إنهارت الفراعنة حين إرتقوا للتوحيد ظلت تلك الحضارة إرتباطا بهذا المعنى
وحد نفسيتك لله العمل و المذاكرة و السلوك و الخلوة لله
أنت خلقت لهاذا فكن من المتقين المحسنين ستجد تلك النفسية المريحة و الهدف المحقق
إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ

... أنظر نعم و إيمان و تمعن في خلق الله و رزق مع تقوى
أليست تلك الحياة التي تنشدها
كذلك كان النحل يعيش بنعم الله مع خلق الله و برزق الله ..
فبنى و نجح مجتمعه و حياته ..

ج- الأمل عند الرسل
1- موسى عليه السلام ... ( كلا إن معي ربي سيهدين ) .
فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61) قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62) فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63) وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ (64) وَأَنجَيْنَا مُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُ أَجْمَعِينَ (65) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ (66) إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ (67) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (68) .. سورة الشعراء
نحن نحصر الأسباب بعقولنا و ننسى رب الأسباب
ما كان سبب خروج إبراهيم عليه السلام من النار إلا رب الأسباب ..

تخيل معي ..
مجموعة من البشر مستضعفين مستعبدين مطحونين من قبل سلطة مجتمعهم لايوجد سبيل أو مخرج لهم أطفالهم تذبح و يستحي نسائهم و نفوسهم مهزمه
و فاجأه يجدون أنفسهم في صدام مع قمه الهرم السياسي و الإجتماعي ولم يكن لهم من مخرج إلا الخروج ليلا من مصر..
و هنا نحتاج أن نكبر الصورة أكثر و أكثر
ستمائة ألف حسب قول أغلب المقالات و الكتب مكونين من نساء و أطفال و شيوخ و رجال مطحونين لم يسبق لهم أن سمع عنهم أنهم رفعوا و لو عود يابس للدفاع عن أنفسهم و غير مسلحين
ورائهم يسعى قوة غاشمة يقودها رئيس الدولة بنفسه و لك أن تتخيل تلك القوة من قادة و أفضل جنود و أقوى سلاح سبعين ألف من الرجال المتمرسين على القتال لدرجة أن قوم موسى رأوا كثبان من الرمال نتيجة لحركة الخيول هؤلاء يسعون خلف فئة سماها لهم قائدهم شرذمة من القوم
قوم مستهان بهم جدا ..


على جانب بني إسرائيل ندائات و صيحات مفادها إنالمدركون إنا مهزومون
لم يقل واحد منهم حتى تعالوا نختبئ أو نهرب و لكن كلهم رشحوا الهزيمة
وهنا لو حكمنا العقل و الأسباب و كل خبراء العسكرية نتيجة هذة الوقعة معروفة بحر دماء أو على أحسن تقدير لو كان في قلب فرعون رحمة سيكون السجن و النفي و الإستعباد و العذاب ..

و لكن يخرج قول واحد أمام كل هذا و رغم كل الظروف و المعطيات و رغم الإنهزام المجتمعي المحيط به قول موسى عليه السلام بكل ثقة و قوة و تأكيد .. كلا إن معي ربي سيهدين .. و يأتي الفرج من خارج صندوق التفكير الضيق بوحي الله عز و جل فنجى موسى و قومه بل و غرق و إنتهى هذا الجيش العرمرم ( و أترك البحر رهوا إنهم جند مغرقون ) الدخان 24


تخيل لو حدس العكس لو إستجاب قلب موسى لهذا الإنهزام و اليأس
وكان هذا أولى به و عنده من المسببات مايكفى مثلنا مثل مجتمعاتنا
موسى كتجربة إنسانية لم يستسلم ولو للحظة ..

و لنا هنا أن نقف وقفة مع طرفين الصراع موسى المؤمن الواثق بربه و ها هو قد نجى و يستكمل رسالته و سعيه.
و فرعون و قد قيل له ( الآن و قد عصيت من قبل و كنت من المفسدين )يونس 91
إحزر أن يفوت أوانك إحزرأن يقال لك الآن و قد عصيت من قبل..
راجع نفسك و فعلك في أرض الله
خذ من موسى قوله و إجعله شعارا في حياتك .



2- يوسف عليه السلام .. (إنا نراك من المحسنين )..
يوسف عليه السلام كتجربة إنسانية ناجحة وسط هذا الكم الهائل من الظلام المجتمعي ..
كيف مضى قدما ؟؟ كيف طور نفسه ؟؟ كيف إستغل تللك الموارد المعدومة ؟؟
بل وكان مفتاحا للخير دالا على طريق الهداية ..
غير كل منكر رآه و جاد بإيمانه و نور قلبه
فلنمعن النظر إذا في تلك التجربة
1- كان عبد منعدم الموارد و رغم ذلك علم نفسه و نجح ..( التحدي )
عبد كان عبدا مملوكا لا يحق له إلا اللقيمات التي يقمن ظهره و جرعة الماء التي تروي الظمأ .. كان مظلوما من أقرب الناس و من ظلم أقرب الناس إلى ظلم العبودية و لكن هذا الشاب عليه السلام الذي حكم على مستقبله بالعبودية و ماضية بالظلم و يعيش القهر نظر حوله فوجد أنه يظلم و يقهر في بيت العزيز بيت مليئ بالعلم و الخير حتى ولو لم يكن له فقرر أن يستفيد من هذا العلم و أن يتحدى هذا التيار أن يعلن عن و جوده أن يحلم بهذا المستقبل الذي لايعرف له سبيل ..
تخيل معي لو لم يحلم ولو لم يعلن لحاضره الأليم عن و جوده لو تراخى وهوى ..
من كان بعد سنوات سيقول ( فذروه في سنبله ) من كان سيشغل تللك الوظيفة الشاغرة ذات المنصب و المشترط بها إجادة تامة للحفظ و العلم .. من ؟؟
يوسف هنا أعد نفسه و أخذ بالأسباب و لم يلقى باللوم حتى على الظالمين و لم يشتكي الموارد و قلة الرعاية و الفرص .. يوسف و ثق في ربه بأنه لن يضيع عمله و كان يخشى الله رب العالمين و قال معاذ الله في وجه الطريق
المؤدي لكل ما حُرم منه بشرط أن يعصى الله بل و أكد على أن الله أحسن مثواه
وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ ۚ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ۖ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (23)
توقف معي لحظة أنظر و تدبر لقد قال أحسن مثواي يوسف في ظل العبودية وبعد الظلم يقول أحسن مثواي ..
أمثواك أم مثواه .. أبيتك و جامعتك و طعامك و حريتك أم هو ..
لم يرضخ للعصيان أبدا و ذلك لأن الله أحسن مثواه ربما خاف على ما إحتسبه عند الله من نعم أن تزول .. فمبالنا نحن .

2- سجين فعال .. مفتاح للخير.
دخل السجن مظلوما .. و هنا بعد كل ما مر به عليه أن يكون ناقم و بشدة هذا المتوقع و هذا حقه ..
و لكن يا للدهشة هناك من رأوه بأعينهم من المحسنين
كان إذا مرض أحد قام عليه و إذا إحتاج جمع له و إذا ضاق عليه المكان وسع له .
لابد أن من يعطي كل هذا أن يكون بداخله أمل و طاقة إيجابية كبيرة جدا ..
و هنا يجب أن نعرف معنى الإحسان
الإحسان هو العطاء أن تعطي بأجود ما عندك ولا تنظر للمقابل فذلك سيحقق أفضل نتيجة ..تخيل ..
هناك عمل و هناك إحسان في العمل
هناك معاملة و هناك أيضا إحسان في المعاملة
و المعادلة بسيطة كن من المحسنين و المقابل و النتيجة ستكون من بغيت وجه بإحسانك ستكون من الله عز و جل .
.. يوسف أعطى و بجود كبير و هو في أحلك لياليه و هو في محنة شديدة ولا يعلم أين المفر أو متى سيأتي فقد سجن إلى حين .. لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّىٰ حِينٍ (35)
و رغم كل هذا حافظ على أمله على حلمه عاش بداخل قلبه .
لم يبخل حتى على من ظلموه أنقذ المجتمع تخيل لو أراد أن يكتم هذا العلم و يستأثر به لنفسه لكان خسر كل شئ ..
تخيل لو لم يفسر الحلم و هو في ذلك المحبس البعيد و إنتقم منهم سيكون السيناريو كالتالي
سينساق الملك وراء الكهنة و المعبرين بأن رؤياه أضغاث أحلام و تأتي المجاعة و القحط و هم ليسوا مستعدين و مصر التي أطعمت العالم في ذلك الوقت و لجؤا إليها لم تكن مستعدة كما فعل بها يوسف
و بالتالي لن يكون هناك عزيز لمصر فما جدواه إذا..
تخيل لو العكس .. تخيل الكارثة .
لكن يوسف أنقذ كل هذا و لم يطلب مقابل بل أراد الله له أن يخرج معرفه لقدره .
إحسانه أخرجه من الضيق من السجن و دفعه للصفوف الأمامية فجأه و أصبح العزيز
أخيرا بعد كل هذا .. أخيرا سيجد لهذا الجهد و الصبر ثمرة و ما أحلاها و سيعرف العالم مكانه علمه
كن من المحسنين المتمسكين بالله ..

3- عزيز مصر .. ( الرجل المناسب في المكان المناسب )
خلف هذا الإسم و على كرسي المنصب يجلس الأن رجل مناسب فيه كل المطلوب فهو حفيظ و عليم و إن تمعنا أيضا سندرك حقيقة ..
يا لحظك يا يوسف فقد أكسبك السجن و الظلم و العبودية صفات لم و لن تكون في شاب تربيه قصور ..
فأنت مجتهد.. صبور ..واثق من نفسك .. حكيم في قرارك إختار السجن و كان هو بداية السلم .. بعد نظر جهز نفسه بالعلم رغم الظروف ..
حقا رجل مناسب .
و أيضا و صل لهذا المنصب بإجتهاده .. حقا يصلح

4- الثبات ..
كان من المحسنين داخل السجن و داخل الوزارة يوسف هو يوسف الأصل و المعدن لم يتغير .
و كأنه يعرف نهاية القصة و يدركها لكنه كان يستشعرها بقلبه بإيمانه و ذلك كافي جدا.
يوسف ثبت على مبدأه الأمل و العلم و الإيمان
كذلك لو ثبت أنت أيضا على مبدأك و هو أنك عبد لله ستصل بفضل من الله
ثبت رغم الترغيب من إمرأة العزيز و الترهيب بالسجن ..كان له هدف ...
دائما ستجد من يرغبك في أي شهوة خارج الطريق و دائما ستجد من يرهبك في طريقك و هنا إستخر ربك وثم إستفتي قلبك.
كن مع الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه
وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَىٰ أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا ۚ وَكَذَٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ۚ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (21) وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (22)
بداية العبودية كانت كما ذكرها الله عز و جل هي نفسها بداية التمكين بداية الخطة و لكن لم يكن يعلم ذلك .. كان عبد مملوك و لما بلغ أشده هنا إكتمل الجز الثاني و هو الحكمة
سبحان الله لم يدر في مخيلة أحد و لا حتى يوسف ربما أن هذا العبد ممكن له في الأرض
و أن يوسف على الطريق الصحيح يمضى في الإتجاه لمستقبل أفضل
كانت النعمة وسط الحرمان و النور و سط الظلام
لذلك كان من الواجب على يوسف أن يثبت
أثبت على طريقك ربما مكن الله لك و سيؤتيك الحكمة المناسبة في الوقت المناسب كما أتاها يوسف حين بلغ أشده ليحسن إستخدامها .
القلوب مالت له لصفات إحسانه فهم تأثروا به و لم يكونوا على ديانته ولا أسلوبه في التفكير .سلوك فرد أثر في المجتمع.تلك حقيقة.. إثبت من فضلك
وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا ۖ وَقَالَ يَا أَبَتِ هَٰذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا ۖ وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي ۚ إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (100)
تتجلى نفسه هنا و يخرج أفضل ما فيها فقد نظر إلى كل ما حدث على أنه نعمه من الله و لطف و علم و حكمه منه عز و جل .
ربما ما تمر به اليوم يثقلك للغد و ربما الطريق الذي أنت غضبان عليه هو السبيل و ربما ما يحدث ما هو إلا سطور كفاحك لتحقيق نصرك..
أيهما أفضل أن تختصر الطريق للقمة أم يقال لقد كافح و إجتهد
يقول أحد المهتمين بالإدارة و إختيار الموظفين
أن الموظف الذي تنقل بين أكثر من وظيفة و لقى صعوبة كبيرة في مشواره الوظيفي أفضل من الموظف صاحب الشهدات و الكورسات فالأول عنده طاقة و صبر و قوة إحتمال
ربما ما أنت فيه هو الخير هو ما يزيد وزنك و سعرك و خبرتك
أرجع كل أمورك لله ...و إثبت .
تخيل لو لم يثبت يوسف ...تخيل كارثة كان سيحكي عنها التاريخ
لحظة ..... لقد غير التاريخ أيضا
عبد و مظلوم ثم سجين غير المجتمع و التاريخ
إثبت..
تعلم من نبيك صلى الله عليه رفض أن يضعوا الشمس في يمينه و القمر في يساره على أن يتخلى عن مبدأه ...
قاوم كل العقبات و تغلب على كل التحديات و حمل من الألم و الحزن الكثير
و لكن ثبت ..
إثبت ..

5- محمد صلى الله عليه و سلم .. ألم.. تحمل .. جهاد ..نصر
.. تخيل معى لو أنت في مجتمع كله ضدك و أنت تحاول جاهدا إصلاحه
لا بل بتعبير أدق أنت تريد تغييره ..
.. تريد طرح منتج جديد منتج يجب أن يكتسح و يقضي و يغزوا كل منافسيه ..
منتج إلهي يغير حياتهم و تفقد دفعه واحدة الحماية و الدعم و الزوجة و تتعرض لعقبات و تحديات ...
هنا النتيجة معروفة خاصا و أن المواجهات في تلك المنطقة من العالم و في هذا الزمن و مع مجتمع منفتح على نفسه منغلق على غيره كانت لابد أنت تكون مواجه ضارية.. لكن ما حدث في العام العاشر من البعثة مخالف كليا لتلك النتيجة الحتمية و ذلك لإختلاف بطل القصة و فارس المعركة فقد كان فريدا على مستوى البشرية ...
قد كان .. سيد الخلق و أكملهم محمد صلى الله عليه و سلم
هنا و هنا بالذات لكي أستطيع أن أنقل لك مقدار الألم و مقدار الكفاح يجب علينا أن نعيش و لو في خيالنا و على تلك الصفحات و بين تلك الكلمات ما قد كان ...
هنا ستدور الأحداث حول عام الحزن .
العام العاشر للبعثة ..
في هذا العام فقد النبي صلى الله عليه و سلم تحديدا
- الحماية ( عمه أبي طالب )
- الدعم ( السيدة خديجة رضى الله عنها )
- الزوجة و الود
وزاد على ذلك العقبات و التحديات.




- الحماية .. أبي طالب .
أبي طالب .. الدرع الدوبلوماسي و قوة حفظ السلام للنبي صلى الله عليه و سلم
و الأخ الشقيق لوالد النبي صلى الله عليه و سلم
منذ أن سمع من الراهب بحيرا أن هذا الصبي سيكون له شأن و أن اليهود سيقتلونه ضحى أبو طالب بأولاده فكان يضع النبي محمد صلى الله عليه و سلم بينهم عند النوم
مرت السنين و بدأ الأمر بدأ النبي صلى الله عليه و سلم في دعوته و بدأ الظلام المجتمعي حوله يناهض النور ..
" هذا عمارة بن الوليد أنهد فتى في قريش خذه و إدفع لنا الذي خالف دين أبائك "هكذا عرضت قريش أن تبادل أفضل فتيانها بالنبي صلى الله عليه و سلم ..
و لكن يأبى أبو طالب قائلا تعطوني إبنكم لأربيه و أعطيكم إبني تقتلونه..

قالت له قريش إما تخلي بيننا وبين إبن أخيك فنكفيكه أو إجمع لحربنا فإنا لسنا بتاركين إبن أخيك حتى نهلكه..
أرسل أبو طالب إلى النبي صلى الله عليه و سلم " إن القوم جاؤني و قالوا كذا و كذا فإبق على و على نفسك و لا تحملني ما لا أطيق أنا و أنت "
فرد النبي صلى الله عليه و سلم " و الله لو وضعوا الشمس في يميني و القمر في يساري ما تركت هذا الأمر "
و رغم كل هذا الضغط عليه من قوى المجتمع القرشي إلا أنه أبى أن يترك جنب النبي صلى الله عليه و سلم
فكان رده .. و الله لن يصلوا إليك بجمعهم حتى أوسد في التراب دفينا ....
معاهدة دفاع مشترك مدى الحياه موثقة و ممتدة ..


- الحصار .. .. أول محرم من السنة السابعة للبعثة.
حين ترأى لقريش أن تعتزل بني هاشم و بني المطلب نهائيا و تفرض عليهم حصارا إقتصاديا و إجتماعيا قاسيا فحاصروهم في شعب أبي طالب
وسمي هذا الشعب بإسمه شعب أبي طالب
جمع أبي طالب بني هاشم و بني عبد المطلب و حملهم مسئولية الدفاع عن النبي صلى الله عليه و سلم و دخل بني هاشم الشعب بأكملهم
حصن أبو طالب الشعب و أمنه ليلا و نهارا ..
و كان يأمر النبي صلى الله عليه و سلم بالنوم في مكان معين أمام الناس فإذا نام الجمع ذهب له و أيقظه و يأمر أحد أبنائه بالنوم في مكانه ثم يأخذ النبي صلى الله عليه و سلم لمكان آخر.
أنفق من ماله وقت الحصار الذي دام ثلاث سنوات عجاف حتى العام العاشر للبعثة ... العام الذي لم يستطيع أن يقدم الحماية بعده لرسول الله صلى الله عليه و سلم
بعد كل هذا المجهود الوفي للبقاء على الدعوة حتى و لوم يؤمن أو يموت عليها ..
فقد الرسول صلى الله عليه و سلم الحماية و الغطاء الدوبلوماسي فقد الجناح الأمني و العسكري له فقد الدرع الذي كان قد وهب نفسه للنبي
كما فقد صلى الله عليه و سلم الأب للمرة الثانية و تذكر مرارة اليتم و ذاق الفراق
إجتمعت عليه كل الظروف و الأسباب و تضامن معها فراق العم و الأب و الحماية و إستعدت أنياب وحوش ضارية لاتعرف الفرق بين النور و الظلمة للإنتقام ..
تخيل دولة بلا جيش و أوشكت طبول الحرب أن تقرع ...
فقد الحبيب صلى الله عليه و سلم الحماية .

- السيدة خديجة ... الدعم
أفضل دعم يشد من أزرك هو المقدم من أقرب الناس إليك و من المقربين دائما هناك من لهم خصوصية و موضع لا يجوز لغيرهم ...
فما بالك لو أن أفضل أنواع الدعم رفع عنك بعدما أدى أفضل رسالة ممكنة .
لو أنك أتيت بفكرة أو منتج و عرضته على الناس دائما أول إنطباع يدوم لديك و هو ما يدفعك للأمام أو يصيبك بشئ من الخيبة .
و ما بالك لو لقيت الدعم من أول شخص و تحمس لك و أمن بك ..
أول من أمن و أول من توضئ و صلى خلف الرسول صلى الله عليه و سلم زوجته .
السيدة خديجة رضى الله عنها .
حتى قبل البعثة فهي من أثنت عليه في عمله و خلقه صلى الله عليه و سلم
حتى حين كان يذهب لغار حراء أي زوجة كانت من الممكن أن تثور على زوجها في ذلك الأمر لكنها رضى الله عنها كانت توفر له المؤن في خلوته.
حتى في الحصار في شعب أبي طالب شاركت و تركت رغد الحياة رغم أنها تملكها و تركت قبيلتها.. أسد أهل القوة و الأمان و المنعة.
تخيل سيدة أعمال ناجحة ذات صيت طاهر و براق تترك كل هذا في سبيل زوجها و قضيتها . بل و أنفقت مالها أثناء الحصار.
كانت دائما تشجع النبي صلى الله عليه و سلم بقولها " أبشر فو الله لا يخزيك الله أبدا "
لو كان كل هذا الدعم و الإيمان بك رفيقك على الدرب يأخذ بيدك و يحمي ظهرك و يفتح لك كل أبوابه و يترك كل الدنيا من أجل أنه يؤمن بأنك الدنيا
... لو لم يعد هناك منه شئ .....ماذا لو فقدت كل هذا ..
فقدها رسول الله صلى الله عليه و سلم في رمضان في العام العاشر من البعثة بعد أيام من وفاه عمه أبي طالب عام 620 م عن عمر 62 سنة..



- فقدان الود و المحبة
لم تكن السيدة خديجة مجرد زوجة و لم تكن مستشارا و مؤمنة فقط.
بل كان فقدها في نفس النبي صلى الله عليه و سلم عظيما جدا و أثر ذلك و ضح بعد و فاتها..
لم يتزوج عليها حتى ماتت
كان يأنس لمشورتها
قول السيدة عائشة " ما غرت على أحد من نساء النبي صلى الله عليه و سلم ماغرت على خديجة و ما رأيتها. فكان الرسول يكثر من ذكرها و إذا ذبح الشاه و قطعها يبعث في صدائق خديجة ".
يوم فتح مكة و الناس ملتفون حول رسول الله صلى الله عليه و سلم فإذا به يرى عجوز قادمة فيترك الجمع و يقف معها و يخلع عبائته و يفرشها على الأرض و يجلس العجوز عليها
فالسيدة عائشة تسأل من التي أعطا الرسول صلى الله عليه و سلم وقته و إهتمامه؟
فيقول صلى الله عليه و سلم إنا صاحبة خديجة كنا نتذكر الأيام الخوالي أيام خديجة
فغارت السيدة عائشة و قالت أمازلت تذكر هذه العجوز وقد واراها التراب وأبدلك الله خير منها ..
فقال النبي صلى الله عليه و سلم والله ما أبدلنى من هى خير منها فقد واستنى حين طردنى الناس وصدقتنى حين كذبنى الناس وواستنى بمالها إذ حرمنى الناّس و أعطانى الله منها الولد دون غيرها من النّساء
فشعرت السيدة عائشة أن النبى قد غضب فقالت له إستغفر لى يا رسول الله
فقال إستغفرى لخديجة حتى أستغفر لك
أي أيام خوالي تلك ... أي أيام إحتفظ بها القلب النبوي بأنها خوالي لأجل الوفاء

أي أيام خوالي ...
يقول سعد بن أبي وقاص: «خرجت ذات يوم ونحن في الشعب لأقضي حاجتي فسمعت قعقعة تحت البول، فإذا هي قطعة من جلد بعير يابسة، فأخذتها فغسلتها، ثم أحرقتها ثم رضضتها، وسففتها بالماء فتقويت بها ثلاث ليال»
أيام خوالي ....
عن عائشة رضي الله عنها جائت عجوز للنبي و هو عندي فقال لها من أنت قالت جثامة المزنية فقال صلى الله عليه و سلم بل أنت حسانة المزنية ..
كيف أنتم و كيف حالكم من بعدنا ؟.
فقالت بخير بأبي و أمي أنت يا رسول الله
فلما خرجت قالت السيدة عائشة تقبل على العجوز كل هذا الإقبال؟
فرد النبي صلى الله عليه و سلم كانت تأتينا زمن خديجة .
كلمات بسيطة القول لكن عميقة المعنى في القلب النبوي
فكيف مرت تلك الذكرى على القلب الطاهر ..
كيف كان ألم الفراق و أنينه الصامت في قلب مثل قلبك يا رسول الله.
لم يقل أيام مكة ولا أول البعثة بل قال زمن خديجة .. عبرالنبي صلى الله عليه و سلم عن تلك الأيام و كأنها كلها لابد أنت تكتب بإسم السيدة خديجة .. زمن خديجة ..
لما بعث أهل مكة في فداء أثراهم بعد غزوة بدر فبعثت السيدة زينب بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم في فداء أبي العاص بن الربيع بمال و قلادة كانت لخديجة .
فلما رأها الرسول صلى الله عليه و سلم قال إن رأيتم تطلقوا لها أسيرها و تردوا عليها ما لها ..
فقالو نعم يا رسول الله فاطلقوه لها و ردوا عليها الذي لها .
مجرد القلادة ... قلادة كانت للسيدة خديجة لاقت كل هذا عند رسول الله
أنظر معي بتمعن للرسول صلى الله عليه و سلم كتجربة إنسانية
إنسان فقد حنان الأب و الأم في الصغر ..
و حين بدأ طريقه في الحياة لقى هجوم لم يلقى أي أحد في عصره مثله أن يقوم المجتمع كله ضده .. لا يستطيع الفرد منا أن يقوم ضده أسرته أو أصدقائه فقط فما بالك بالمجتمع كله و مع ذلك يكافح و يكافح و في خضم المعركة و حين تشتد الهجمات يفقد حمايته و دعمه و يفقد معهم من هم سكنا له ..كل هذا الألم و التحمل و الجهاد.
لكنه صلى الله عليه و سلم لم يقف عند هذا الألم معانيا بل قدم لهم و في نفس العام تحديا جديدا وقام مدافعا عن حلمه و طريقه قاد معركته و لم يفكر لحظة واحدة أنه رغم كل ما لقى أنه قد إنتهى و عليه أن يستكين.. أبدا أبدا...
قدم لهم الإسراء و المعراج دليلا دامغا على كفرهم و ضلالتهم .. و على نصره لم يهاجر حتى قدم لهم نفسه منتصرا لم يفرغ منهم إلا منتصرا على عقول مظلمة و لم تكن حتى نهاية حرب بل مجرد معركة تحمل فيها كل ألم حتى إنتصر ...
و بقيه الرسالة فقد فيها الإبن و البنت و العم ....
تحمل كل أنواع الكفالح و الجهاد حتى أتم رسالته و حقق هدفه..
ذاق كل ألوان الألم ممكن أن يذوقها أي رجل ذاق ألم القلب و الفراق
ذاق ألم الجسد ... ذاق حيرة قلة المورد و المال .
لم يستسلم أبدا و العجيب أن ينجح و ينتصر و بدلا من أن يذهب للناس يأتون هم إليه .. و نفس المجتمع الذي هاجمه في البداية هم من وصفه بأخ كريم بن أخ كريم و طلبوا العفو عن ما أخطأوا في حقه ...
إنتصر....

إذا كان هذا حال نبيك صلى الله عليه و سلم معلمك الأول و الأهم.. فمن من أتيت بتعاليم الإنهزامية
إذا كانت هذه قدرته و تحمله فمن أين أتيت بضعف الهمة و اليأس
كم مقدار ألمك و حزنك في ألمه و حزنه
كم من الوقت مر عليك في الحياة تتألم و هو تألم في عام واحد ما يسع كل الرجال ..
إجعله مثلك و قدوتك و إعلم أن ربه هو ربك و أن من نصره قادر على نصرك مهما بلغ ألمك و مهما بلغ حزنك و مهما فقدت...
كن أمل كما كان نبي الأمل.


6- الأمل في نفسك ... لا تكن إمعة.
لا تكن إمعة وتربط نفسك بقوم و كل سببك للإرتباط بهم القيل و القال أو أنهم كانوا بطل مشهد من المشاهد .
إجعل إحسانك و إسائتك تبعا لحكمك لا لسمعك و ذلك لأن إرتباطك بمحموعة معينة سيترتب عليه اليأس و الأمل داخل نفسك لأنك كلما نجح و فرح الجمع تبعته و كلما إسودت و ضاقت الطرق كنت فيها معهم .
أنت قد تم إختيارك للإنضمام من قبل و هو الإنصمام لعباد الله عز و جل
ثم ما حاجتك لمجموعة ما هي إلا أصغر من مجموعة العباد لتنتمي لها و تشعر بنفسك فيها قد أراد الله لك أن تكون فرد في أنجح وأفلح المجموعات على الإطلاق ... العباد .. فلا تخلط بينها و بين آخرى و لا تبدلها .
وقودك بداخلك أنت محرك نفسك لا أحد يحركك .
أحكم على الأوضاع من حولك بعقلك لا تردد شعار أنت حتى لا تعرف لما تبنيته و لما حملته.
نفس الشخص .. نفس المؤسسة .. نفس الدولة بداخلهم الحلو و الحامض
كل النباتات تسقى بنفس الماء و هذا حلو و بجواره المالح
.. لا أنكر الظروف و لا السيأت ..
... لا أنكر قلة الإمكانيات ..
..... لا أنكر سؤ إستغلال أي مورد .. و من أحق به ... في بعض المؤسسات المصباح ممكن أن يكون أهم من الشخص الجالس تحته.
لكن كذلك لا أنكر قوتك و لا حيلتك ولا الإيمان القابع في صدرك و لا أمنيتك
كل هذا من مقدوره قهر الظروف و الإمكانيات و السيطرة على كل السيأت و إظهار أبداعك مهما كان قوة إضاءة المصباح المعلق فوق رأسك .
إذا توفرت لك كل ما تريد فما قصتك التي سترويها . و أين أنت من كل هذا ..
نعم و معك حق أن في مجتمعات أخرى تتوفر كل ما تطلب و هذا واجب على الدولة ولكن الإنسان هو من كافح في تلك المجتمعات لتوفير تلك المتطلبات و هو من حسنها و أيضا فاقها بقدراته
هو أيضا و أقصد به زميلك في الإنسانية الموفر له كل الموارد أيضا قدرها و زاد قدرتها بمجهوده و لم يعمل على قدرها فقط بل زادها إبداعا و حسنا بأن جعل عليها إحسانا من إنسانيته.
لو كانت الظروف تصنع بشرا لما إستمرت الإنسانية وكنا إنقرضنا كما إنقرضت كائنات أخرى لم تحمل صفاتك و أمانه تفكيرك بل كانت تتحرك على حسب ظروفها و المتوفر لها فقط لم تتكبد حتى أن تحاول أن تعيش و تستمر بل ركنت لما حدث من ظروف و لما قضت ظروفها الإنقراض إنصاعت و رضخت ..
حين أراد الله منك أيها الإنسان أن تنعم و تغترف من الخير دون تدخل منك ذلك في الجنة لا تتعب نفسك .
إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَىٰ (118) وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَىٰ (119) – سورة طه
أراد منك ألا تجوع و لا تعرى و لا تظمأ و حتى لا تلفحك الشمس

..لكن حين أراد منك أن تكون خليفته في الأرض و تعمرها ..
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ ۖ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ ۖ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ (32) وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ ۖ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ (33) سورة إبراهيم
أراد منك أن تنهض و تستغل ما هو مسخر لك فتلك الأنهار لتزرع و الفلك و البحر لصيدك و تجارتك و سفرك و الشمس و القمر لتعلم و قتك ..
أراد منك أن تتحرك و تؤدي دورك تجاه ما هو موجود لتبدع فيه بما علمك

لو كنت تنوي أن ترضخ فإنتظر مع المنتظرين إما ينزل عليك المن و السلوى و إما يأتيك الطوفان...
وقودك بداخلك أنت محرك نفسك لا أحد يحركك.
وقودك بداخلك أنت محرك نفسك لا أحد يحركك.
- كلنا نطلب من العدل مقدار ما كان عند عمر بن الخطاب رضى الله عنه
ولكن أما نظرنا لشعب عمر حين كان عندهم ذلك القدر من العدل و إستغلوه بأن كانوا أهل له ..
ذلك الرجل في عهد عمر ...كان شارب للخمر و أنزره عمر بأنه سيقيم عليه الحد إن شرب الخمر و كان يشرب و رآى عمر قادم فنزر لله توبه خالصة إن نجاه من عمر و حين سأله ما هذا قال ماء و في رواية آخرى قال خل و إذا بالخمر يتحول من خمر إلى حسب ما قال ..
في عهد عمر بن عبد العزيز ..
حين كان يطوف بالمال فلم يجد فقيرا و لكن أيضا لم يجد منتهز و لامستغل للفرصة
حتى في العدل و الكرم المجتمعات المتنورة الراقية تزيد العدل و الإحسان بإنسانيتها
فيتجمل و يعلو العدل و يسود..

وقودك بداخلك أنت محرك نفسك لا أحد يحركك .


7- النظرة البيضاء ..
النظرة البيضاء أو كما أقترح أن تسمى كلمة السر فهي تعويذة غريبة و مدهشة .
.....
مر المسيح عيسى عليه السلام و الحواريون على جيفة كلب فقال الحواريون ما أنتن رائحته فرد عيسى عليه السلام ما أبيض أسنانه.
لم ينكر أن الرائحة حقا نتنة فهو في الواقع جيفة و لكن إختار بإرادته عليه السلام أن ينظر للطيب للأفضل .
إن إخترت أن تنظر للجانب الإيجابي للموقف فبالتأكيد تستطيع أن تتعامل بشكل أفضل و تصل لأفضل نتائج متاحة و ربما أفضل مما توقعت بكثير ..
فمن الممكن أن يكون نصف التفاحة فاسد حقا و لكن النصف الآخر صالح تماما تستطيع أن تستغله إذا أردت.
أمعاء الحيوانات ممكن بكل بساطة أن تصبح نفايات و من الممكن أن تستغل كخيوط جراحة مجرد إنحراف بسيط في وجه النظر تحولت من نفاية أو حتى مأكل إلى المشاركة في إنقذ حياة إنسان.
من الممكن أن يكون المخرج أو الحل بالنسبة للموقف بسيط فتتجاهله ....
ما تأثير كوب ماء في غابة مشتعلة .......... لكن ........
(فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) 185- آل عمران
لا هول أكبر من هول يوم القيامة و لا فوز أكبر من الفوز بالجنة و هناك من كان مقبل على النار و لكن الحل الوحيد هنا كان زحزحة و لم يكن نقل أو إبعاد هو زحزحة .. تلك الزحزحة أحدثت أكبر تغير في حاضر و مستقبل هؤلاء
يقول الرسول صلى الله عليه و سلم " لموضع سوط في الجنة خير من الدنيا و ما فيها "
تخيل أن الزحزحة جعلت أحدهم يكون في كل هذا الملك و يبعد كل هذا البعد عن عذاب حفظنا الله منه ...
- التفاؤل يبعد عن صحتك الكثير..
درس الباحثون في جامعة بيتسبورغ معدلات الوفاة والظروف الصحية المزمنة بين المشاركات في دراسة “مبادرة الصحة للنساء” والتي تتبعت، منذ سنة 1994، أكثر من 100 ألف امرأة تتراوح أعمارهن بين 50 عاما وأكثر.

وكانت النساء اللائي يتّسمن بالتفاؤل -اللائي يتوقعن حدوث الأمور الطيبة لا السيئة- أقل احتمالا بواقع 14 بالمئة للوفاة لأيّ سبب مقارنة بالمتشائمات وأقل احتمالا بنسبة 30 بالمئة للوفاة من أمراض القلب بعد ثماني سنوات من المتابعة في هذه الدّراسة. وكانت المتفائلات كذلك أقل احتمالا للإصابة بارتفاع ضغط الدم والبول السكري أو الإقبال على التدخين .
البيتديات العصبية ( أحماض يفرزها الجسم ) ‘البتيدات العصبية’ التي يفرزها الجسم أثناء فترات الاكتئاب أو الضغط النفسي تعيق عمل الأنسجة، أما الأنواع التي تفرزها في أوقات السعادة فتعزز من مختلف وظائف الجسم .
القدرة النفسية تلعب دورا أساسيا في التغلب على الأعراض الخطيرة والمؤلمة، وأن المرضى الذي يعطون أقراصا خادعة لا تحتوي على أيّ مادة فاعلة غالبا ما يتخلّصون من عللهم تماما مثل المرضى الذين تصرف لهم أدوية حقيقية.
نقلا عن جريدة العرب: العدد 9822 – 17 أكتوبر 2017 .
الأبحاث السالف ذكرها ل- الباحثة كاتريس بيرت في كتابها “جزيئات العاطفة" .

8- حكايات الناجحين المكافحين ... أصحاب الأمل .
أتى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله فقال أما في بيتك شيء قال بلى حلس(ما يفرش على الأرض حصيرمثلا ) نلبس بعضه ونبسط بعضه وقعب نشرب فيه من الماء قال ائتني بهما قال فأتاه بهما فأخذهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده وقال من يشتري هذين قال رجل أنا آخذهما بدرهم قال من يزيد على درهم مرتين أو ثلاثا قال رجل أنا آخذهما بدرهمين فأعطاهما إياه وأخذ الدرهمين وأعطاهما الأنصاري وقال اشتر بأحدهما طعاما فانبذه إلى أهلك واشتر بالآخر قدوما فأتني به فأتاه به فشد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم عودا بيده ثم قال له اذهب فاحتطب وبع ولا أرينك خمسة عشر يوما فذهب الرجل يحتطب ويبيع فجاء وقد أصاب عشرة دراهم فاشترى ببعضها ثوبا وببعضها طعاما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا خير لك من أن تجيء المسألة نكتة في وجهك يوم القيامة إن المسألة لا تصلح إلا لثلاثة لذي فقر مدقع أو لذي غرم مفظع أو لذي دم موجع
تلك أهم حكاية من حكايات النجاح لأنها تحمل معنى هو أساس النجاح و جوهره.
و هو مهما كانت الموارد متدنية و مهما كانت قدراتك تسطيع أن تدرك مكانا و تسلك دربا .
معنى أهم هو أن تدفع بالناس دفعا للنجاح كما فعل الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة و السلام .
لا تستسلم أبدا...


- دينزل واشنطن ( ممثل أمريكي )
.. حين بحثت عن سيرته يا لهذا الكم الهائل من الجوائز و تلك الشهرة و المال
ذلك الرجل أصاب جميع أهدافه تسطتيع القول أنه حقق ما يتمناه
لابد أن بدايته و تاريخه مناسب جدا لتلك النهاية ...
طبقا لما رواه عن نفسه كان الآتي ..
... رسب في الكلية و كان يفكر في الإلتحاق بالجيش و لا يوجد للنجاح مكان في حياته تخيل ذلك الشاب الأسمر و قد خسر ما كان يتطلع إليه , في نفس الوقت و في محل تديره والدته هناك سيده أخبرته أنه سوف يسافر حول العالم و يتحدث لملايين من الناس .. هناك من قرر أن يحمي هذا الشاب و يصحح مساره ويوجه.
... من أقواله ذلك الشخص الناجح في حفل تخرج أحد الكليات ..
حقق فشلا كبيرا فلن تعيش إلا مرة واحدة.
هناك إختبار للذكاء يرسم خمس خطوط دون رفع القلم و الحل الوحيد هو أن تخرج خارج المربع لا تخف من الخروج خارج الصندوق.
لا تخلط بين الحركة و تحقيق الأهداف إجعل هناك هدف .. يومي .. شهري .. سنوي .
الأحلام دون أهداف هي مجرد أحلام .
إننا لا نخطط لنفشل و لكن نفشل في التخطيط.
لاتطمح لكسب لقمة العيش فقط بل إطمح لأن تحدث فرقا.


- توماس ألفا إديسون ..
ذلك الرجل الذي قيل عنه من العلماء المعاصرين أنه غير الساعة البيلوجية و تدخل في تغير سلوكيات سكان هذا الكوكب بإختراعه المصباح الكهربي ..
ذلك العالم الذي تكلم عنه التاريخ و حفر إسمه على صفحاته ..
من المؤكد أنه كان نابغة و كان متوفر له كل ما يريد . فلننظر داخل صفحات حياته.
ولد لأسرة قليلة الموارد المالية و رفضته المدرسة و أخبرت أمه كما ورد
أنهم أرسلوا لها رسالة بأن إبنك غبي جدا و لن ينجح في التعليم ولكنها أخبرته أن المدرسة تريده أن يبقى في المنزل لأنه فائق الذكاء و قامت هي بمساعدته على التعليم في المنزل.
كان يشرد زهنه مع كل ما يمسكه يده و أجري تجارب على فأر كان يربيه و يعتبره صديقه يسميه مايكل كان يريد أن يجعله يطير فقتله.
في سن ال12 إضطر للعمل لمساعده أسرته و بدأ ببيع الخضروات ثم بائع جرائد في القطارات , نشبت الحرب الأهلية و قرر أن يصدر جريدة فإشترى آلة طباعة صغيرة بسعر زهيد و إعتمد في أخباره على التلغرافات و ما تحمله من أخبار و نجح و كان يبيع 200 نسخة في اليوم وإستهلك ماله في فضوله العلمي و أصبح أصغر صاحب جريدة في العالم .
بسبب أنه كان يتخذ من أحد العربات في القطار كمخزن له و لأدواته الكيميائية نشب حريق فحرم من صعود القطار و فشل مرة آخرى .لكن أمه شجعته مرة آخرى .
أنقذ طفلا من قضبان القطار ( إبن رئيس المحطة ) فكافئه بأن عينه في مكتب التلغراف و هناك إجتهد و تعلم لغة مورس و طور المكتب بإختراعة التلغراف الآلي الذي يحول الإشارات إلى كلمات . إلى أن وصل إلى خبير التلغراف في مكتب (ويسترون يونيون ) . إستقال 1868 و تفرغ لإختعرعاته و بعدما تم رفض إختراعه آلة تسجل اأصوات يأس مما آل به الحال في 1869 مفلس مثقل بالديون
هذا هو مخترع المصباح .. الإختراع الأهم في حياة البشر .. تخيل لو يأس لحظة أو غير مساره ...
كان يسمى التجارب الفاشلة في المصباح بتجارب لم تنجح و كان يقول عرفت سببا جديدا لعدم إضائة المصباح.
نجح 1879 و أنار مصباحة العالم .
من أقواله...
– أنا لم افعل أي شيء صدفة ولم أخترع أي من اختراعاتى بالصدفة بل بالعمل الشاق .
- إذا فعلنا كل الاشياء التي نحن قادرون عليها لأذهلنا انفسنا.
- ليس معنى ان شيئا ما لم يعمل كما تريد منه أنه بلا فائدة.
- النجاح 1% موهبة و 99% جهد.
- أنا لم افشل بل وجدت 10 آلاف طريقة للنجاح.
- نحن لا نعرف واحد بالمليون من أي شيء.
- الآمال العظيمة تصنع الأشخاص العظماء.
- لكي تخترع انت بحاجة إلى مخيلة جيدة وكومة خردة.
- اكتشفت 1000000 طريقة لا تؤدي لاختراع البطارية وحاولت 99 مرة لصناعة المصباح الكهربائي.
معلومات من الإنترنت ( ويكيبديا – موقع عالم الإبداع – مواقع آخرى ...)
- محمد حسن ... النمر الأسود .
الشاب المصري الذي لايعرف القرأة و لا الكتابة و لم يكن يعرف له المال طريق .
لم يكن معه من الموارد و لا يعرف سبل للحياه إلا عمله الذي تعلمه في أحد الورش التي يملكها كما سمته الخواجة هانز.
إحسانه لعمله و للخواجة والإجتهاد في العمل هم أسباب سفره للخارج هم الخطوه الأولى لطريق النجاح ..
كل ما هنالك أنه إعتنى بالرجل حين كان مريضا بالمستشفي و في نفس الوقت باشر العمل ...كل ما هنالك أنه جاد بكل ما يملك بإنسانيته و إحسانه لعمله.
لم يكن ليصدق و هو وسط كل هذا الصخب من العمل و الضغوط و الأبواب المغلقة أنه سوف يكون هناك فيلم يحكي قصته و أنه سيكون بطل رياضي له لقب رنان ...
أنه سيكون رجل أعمال ناجح يكون له النجاح حليف ..
حرفيا تحرك من منزله في مصر إلى ألمانيا لا يملك إلا ثمن التذاكر و مكان النوم و لقيمات فسدت منه في الطريق ...
لم يكن أي شخص يغادر منزله حتى ولو في نفس البلد ولا يملك المورد الكافي إلا لو كان موردك هو أمل ينير قلبك و طريقك .. كان يملك الحلم فقط ..
لم يكن حتى يعلم الطريق في ألمانيا إلا بوضعه طوابع بريد على المباني في طريقه ليستطيع الذهاب للعمل..
إستغل كل ما تعلمه من عمل رغم جهله القراءة و الكتابة و اللغة
كان هو هدف لنفسه ..
إزداد من العلم و تعلم ما فاته من قراءة و كتابة و لغة .. تفوق رياضا أيضا و أصبح بطلا .. النمر الأسود
- حكاية بسيطة جدا ...
في أحد الأيام أثناء ذهابي و إيابي رأيت رجلا يفترش الرصيف يبع أخشاب
نعم يتاجر بالأخشاب على رصيف تحت شجرة عتيقة ..
و من العجيب أنه بلغ من إعجابه بنفسه أنه علق على الحائط بجواره صورة له و هو يضع قدما فوق الأخرى .. و حين بدلت نظري بين الصورة و بينه وجدته يجلس في شئ من العظمة و كأنه رئيس مجلس أكبر الشركات ..
هذا بسيط و ربما وجدته مضحك لكن هو عميق جدا جدا أيضا ..
ببساطة هذا الرجل صنع حلما كبيرا و عاش بداخله وضع إطارا كبيرا على صورة صغيرة و ربما ضئيلة جدا و لكنه سيستمر في تكبير هذة الصور حتى تتجاوز ذلك الإطار ..
لماذا ......
دعني أهمس في أذنك .... لأنه أمن بنفسه بنفسه فقط ولا شئ حولها ..


كل الحكايات التي رويناها من قبل ...
ماهي إلا لأشخاص مثلي و مثلك كانوا في غيبات جبهم .. كان فرعونهم يسعى ورائهم كان جاهلين عصرهم أمامهم و خلفهم محاطين بالظلام و قلة الحيلة و المورد و لم يكن هناك باب يتسلل منه الضوء ...
لكن إيمانهم بأنهم لابد أن يعمروا أرضهم و يبحثوا عن أملهم و يسعون خلفه
هو من أخرجهم من غيبات الجب و غياهب السجن أعزاء و شق لهم البحر حين كان الظلم و الظلام ولا طرق سواهم ..
إتفقوا ضمنيا و لو لم يلتقوا على أن ما أجمل بياض أسنان هذا الوحش الذي يهاجمهم
إتفقوا أن يكسروا ذلك الحصار و يعودوا و لو بعد حين أقوياء يحطمون أصناما كثيرا ما عبدت لتجعل من الظلام معبدا...
لم تكن تعلم السيدة هاجر حين كانت تكد في البحث دون ملل ولا يأس عن شربة ماء لوليدها فى واد غير ذي زرع أن الماء التي زمتها هناك ستسقى ملايين الناس على مدار مئات السنين ....
لا تدري من أين يأتي فتح الله ...







... بعد كل ما حكينا من قبل بعد كل هذا الكم من الأمل على مر الأزمنة و مختلف الأماكن و مختلف الشخصيات و المواقف
هل لازلت متمسك بصديقك البائس المدعو اليأس
صدقا أنت من تمسكت به لا هو
قم إبحث قاوم و قاوم و تعلم و إنتج ثم إفشل و لن يكون لك الحق في اليأس أيضا ...
كيف تيأس و لك رب ..

كيف تيأس و ربك الله .


"ليس الأمر لأني عبقري كل ماهنالك أني أجاهد مع المشاكل لفترة أطول"
ألبيرت أينشتاين


إن ضاق رزق اليوم فإصبر للغد .. عسى نكبات الدهر عنك تزول
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.