Sottoo3

شارك على مواقع التواصل

الشباب والحياة(الباب الأول)
بسم الله الرحمن الرحيم
الباب الأول
شبهات حول الإسلام والرد عليها



تأليف مراجعة وتقديم
عبدالله الأزهري عبد الرحمن شعبان

الشبهة الأولى
مَن خلق الله؟
الجواب
واضح بديهياً أن السؤال مغلوط منطقياً، وغير مستقيم عقلاً
لماذا؟
لأن الصانع ليس ضرورياً أن يكون مصنوعا، فصانع السيارة ليس سيارة مثلها، وصانع الموبايل ليس موبايل مثله، وكذلك خالق البشر ليس مخلوقاً مثلهم.
هذا بالنسبة للمخلوقات والمصنوعات، فكيف بالنسبة للخالق
نحن هنا نتكلم عن خالق وليس مخلوقاً، فإذا صح لنا أن نتساءل عن مَن صنع الصانع؟ أو من خلق الخالق؟ على الخالق نفسه


لأصبح مخلوقاً مثلنا، وبالتالي أصبح لا فارق بين الخالق والمخلوق.
وهَب لو أننا قلنا بصحة هذا السؤال - من خلق الخالق؟- فمن الذي خلق من خلق الخالق؟ وهلم جرًا.
وإذا سلمنا جدلاً أن الإله مخلوق، فلم لم يفصح الذي خلقه عن نفسه ؟ وأين هو؟
إذاً فالسؤال مغلوط، ولا يمكن عقلا أن نقول من خلق الخالق، لأن الخالق لا ينبغي له أن يخضع لعملية الخلق التي خلق بها البشر، وحاشاه.




الشبهة الثانية
إذا كان الإسلام هو الدين الأساسي والوحيد الصحيح كما تزعمون، فلماذا أرسل الله اليهودية والمسيحية من قبله، لماذا لم يأت أولاً؟
الجواب
كل الأنبياء الذين جاءوا قبل النبي محمد ﷺ كانوا تمهيدا لنبوته وتمهيدا للإسلام
فهذا نبي الله نوح عليه السلام، قال:
"فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ ۖ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ" سورة يونس رقم 72
وهذا نبي الله إبراهيم عليه السلام قال:
"وَوَصَّىٰ بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُسْلِمُونَ" البقرة رقم 132
وهذا نبي الله يوسُف عليه السلام قال:
"تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ" يوسف 101
وهذا نبي الله موسى عليه السلام قال:
"وَقَالَ مُوسَىٰ يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ" يونس رقم 84
وهذا نبي الله عيسى عليه السلام قال:
"فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ" آل عمران 52
حتى فرعون نفسه، حين أدركه الغرق قال:
"قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ" يونس 90
آل عمران 19"إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ" وقال الله تعالى
وهنا يبقى السؤال: لماذا لم ينزل الله الإسلام كدين واحد لجميع العصور؟
ج/ لأن البشرية لم تكن مؤهلة لاستقبال الإسلام بعد.
أسألك سؤالا: لماذا ندرس الابتدائية والإعدادية والثانوية قبل دخول الجامعة؟
ج/ لأننا غير مؤهلين لهذه المرحلة، يجب أن ننصاع أولا للتمهيدي الذي يؤهلنا للجامعة.
وهكذا الدين الإسلامي كان لا بد من تمهيد له، فأرسل الله الشرائع الأخرى لتخدم هذا الجانب، بنفس القياس لأن البشرية في البداية لم تصل للتأهيل الكافي للشريعة النهائية، فالله عز وجل برحمته وحكمته أنزل الشريعة على مراحل، كلمَا تغيرت أحوال الناس وتطورت حياتهم ونضج عقلهم أنزل الله شريعة تنسخ ما قبلها، حتى وصل البشر لقمة النضج فجاءت الشريعة الخاتمة حتى قيام الساعة وهي الشريعة التي أتى بها رسول الله ﷺ.


الشبهة الثالثة
زواج النبي من السيدة عائشة وهي ابنة تسع سنين
الجواب
أعتقد أنني خُضت حوارًا هادئًا من فترة قصيرة مع أحد الأشخاص حول هذا الموضوع، وكان كالتالي:-
قال لي: كيف يتزوج نبيكم محمد ﷺ بطفلة (يقصد السيدة عائشة) وهي ابنة تسع سنين؟
قُلت له: أحيطك علماً أن السيدة عائشة كانت مخطوبة قبل النبي ﷺ لجُبير بن عدي وهي ابنة ست سنين.
يعني هذا الأمر كان مألوفاً قبل الإسلام، ولم يكن حدثاً جديداً اخترعه النبي ﷺ هذه واحدة.
ثانيا: كل زمن له مقاييسه ومعاييره التي يقيس بها، بمعنى أن الشاب والفتاة ذات التسع سنين قديما ليسوا كشباب وفتيات يومنا
حيث أن هناك اختلاف في المستوى الفكري والعقلي والنضج البدني.
بدليل أن توت عنخ أمون حكم مصر وهو ابن تسع سنين، وغيره من الملوك حكموا في هذا السن أو في سن متقارب، فهل يمكن أن نضع الآن طفلا يبلغ تسع سنين على كرسي الرئاسة مثلا؟!! بالطبع لا، لأن طفل الماضي ليس كطفل الحاضر.
ثالثا: ضف إلى معلوماتك أن النبي ﷺ خطب السيدة عائشة وهي ابنة ست سنين، ودخل بها وهي ابنة تسع سنين، يعني استمر في خطبتها ثلاث سنوات.
فلو أنه كان يشتهي الأطفال كما تدّعي فلماذا انتظر ثلاث سنوات؟
والتاريخ يشهد أن هناك مئات الأمراء والملوك الذين عاشوا في القرون المختلفة تزوجوا في سن مبكر، فهل هؤلاء مغتصبين أطفال أيضا، أم أنه كان شيئا طبيعياً في عصورهم؟
أتذكر أن السائل ساعتها نظر إلى نظرة المتعجب! واكتفى بابتسامة خفيفة، ولم يسترسل في الحوار معي.


الشبهة الرابعة
كيف خُلق الشيطان من نار وسيعذب بالنار؟ أين العذاب هنا؟
الجواب
اعطني عقلك قليلا:
أنا مخلوق من طين، وأنت كذلك مخلوق من طين، ومع ذلك إذا صفعتك بيدي حتما ستتألم، أليس كذلك؟
أنا وأنت خلقنا من تراب، ومع ذلك لو صُفعنا بقطعة من طين لتألمنا، أليس كذلك؟
ضف إلى معلوماتك أن أصل الجن أنه مخلوق من نار، ثم تطور بعد ذلك فلم يصبح ناراً.
مثال: أنا وأنت خلقنا من طين، فهل أنا وأنت ما زلنا طينا؟
المقصد أن إبليس مع أنه مخلوق من نار، إلا أنه سيتأثر بنار جهنم مثلما تأثرت أنت بالصفعة التي صفعتها على وجهك منذ قليل، ومثلما تألمت أنا وأنت حين صُفعنا بقطة من طين، مع أننا خلقنا من نفس الخامة.


الشبهة الخامسة
اتهام المرأة في الإسلام بالجنون وقلة الدين "النساء ناقصات عقل ودين"
الجواب
ثبت عند الإمام البخاري ومسلم، أن النبي ﷺ دخل على النساء فوعظهن وقال "ما رأيتُ من ناقصاتِ عقلٍ ودينٍ أذهبَ لقلبِ الرَّجلِ الحازمِ من إحداكنَّ يا معشرَ النِّساءِ فقلنَ ما نقصانُ عقلِنا ودينِنا يا رسولَ اللَّهِ قالَ أليسَ شهادةُ المرأةِ بنصفِ شهادةِ الرَّجلِ فذلكَ من نقصانِ عقلِها أليسَ إذا حاضتِ المرأةُ لم تصلِّ قلنَ بلى قالَ فذلكَ من نقصانِ دينِها"
فصاح بعض المستشرقين، وبعض كارهي الدين وقالوا كيف لنبي أن يصف النساء بالجنون وقلة الدين والعقل، مع أنهن تفوقن على الرجال في مجالات كثيرة؟

وظنوا أنهم بتلك الشبهة السخيفة قد انتصروا وحاصروا الإسلام، وللأسف انساق خلفهم بعض النساء وبعض المنحرفين
وتحريراً لمحل النزاع.
نقول:
إن الحديث واضح كوضوح الشمس في ربيعة النهار، ولم يصف فيه النبي ﷺ المرأة بالجنون أبداً كما يدّعون.
ناقصات عقل = أي أن المتحكم في المرأة -غالباً-هو القلب وليس العقل -ليست مجنونة -فالمرأة لينة عاطفية بطبعها وعندها من العاطفة مالم يكن عند أكثر الرجال. لذلك أراد الله أن يكون الجنين من رحم المرأة ليس من بطن الرجل، وذلك لعطفها وليونتها الفطرية التي تختلف عن الرجال.
والحديث أيضا أوضح أن شهادة الرجل بشهادة امرأتين، وذلك لضعف ذاكرتها أو لتغطية القلب على العقل.
أما الرجل = فغالبا يُقدّم العقل على العاطفة في غالب أموره بخلاف المرأة
ناقصات دين = ليست منافقة كما يظن البعض، وإنما نقصان الدين هو تلك الرخصة التي منحها الله للمرأة في فترة الحيض والنفاس حينما تتوقف عن الصوم والصلاة، وكذلك أسقط عنها الجهاد.
وكل هذه الأحكام لا تسقط عن الرجل بأي حال من الأحوال.
إذاً فنقصان عقل المرأة = لا يعني الجنون
ونقصان دينها = لا يعني النفاق
بل هما رخصتان لها من الشرع.
ثم تعالَ لنرى منزلة المرأة في الإسلام وكيف وصى بها
1- قال تعالى "وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوف"{النساء:19}
2- قال النبي ﷺ "لا تَمْنَعُوا إماءَ اللهِ مساجِدَ اللهِ ، ولَكِنْ لِيَخْرُجْنَ و هنَّ تَفِلاتٌ" صححه الألباني
3- قال النبي ﷺ من حديث أبي هريرة، قال ﷺ: واستوصوا بالنساء خيرا فإنهن خلقن من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء خيراً" صحيح البخاري
" 4- كانَ النبيُّ ﷺ في مَسِيرٍ له، فَحَدَا الحَادِي، فَقالَ النبي ﷺ : ارْفُقْ يا أنْجَشَةُ، ويْحَكَ بالقَوَارِيرِ" صحيح البخاري
5-عن عائشة رضي الله عنها قالت قال النبي ﷺ خيرُكُم خَيرُكُم لأَهْلِهِ وأَنا خيرُكُم لأَهْلي" صحيح الترمذي
وكذلك لهن أن يتفقهن ويسألن في الدين في المسجد كما يفعل الرجال..
وهنا نطرح سؤالاً، من الذي كرم المرأة؟ ومن الذي أهانها؟
مالكم كيف تحكمون!


الشبهة السادسة
لماذا للذكر مثل حظ الأنثيين؟ لماذا لم يكن هناك تساوي بين الرجل والمرأة؟
الجواب
من المنطق أننا إذا أردنا أن نطبق قاعدة المساواة على شيئين، فلا بد أن يكونا من نفس النوع
كأن نساوي بين رجل ورجل، أو امرأة وامرأة، أو ناقة وناقة، أو دجاجة ودجاجة، وهكذا.
فلا يُعقل أن نساوي بين نخلة وفيل، أو بين حمار ودجاجة، فهذه قسمة ظالمة
لأن تكوين النوعين يختلفان تمامًا، فلكل منهما احتياجاته، ولكل منهما طعام خاص يختلف عن طعام الآخر
طبق هذا المثال على الرجل والمرأة بالضبط.
المرأة لها تكوين مادي وفطري، يختلف تماما عن تكوين الرجل المادي والفطري
فمن غير المنطق أن نساوي بين الذكر والأنثى، المطلوب أن نعدل بينهم، لا أن نساوي بينهم لأن المساواة هنا تكون ظلما للرجل
ومن هنا نعي أن الاحتياجات المادية للمرأة أقل بكثير من الاحتياجات المادية للرجل، ولنكن متفقين على هذا المبدأ
لم كانت احتياجات الرجل المادية أكثر من احتياجات المرأة؟
ج: لأن الأعباء المادية التي كلف الله بها الرجل تجاه المرأة كثيرة جدا..
فالمرأة معززة مكرمة لها نفقتها الخاصة وليس عليها أي نفقة، في المقابل الرجل هو المكلف بالنفقة عليها من ولادتها إلى أن يسترد الله روحها إليه.
أمر الشرع والدها أن ينفق عليها حتى تتزوج
وإذا تُوفي والدها = ينفق عليها أكبر أخواتها
لو تقدم أحد لزواجها = يُكلَّف بمهر ومؤخر و و و + على الزوج أن يُعد عش الزوجية من أوله لآخره، دون أن تدفع المرأة جنيها واحداً.
لو تزوجت المرأة = فواجب على الزوج أن ينفق عليها، ويأثم إن قصّر في ذلك.
إن تُوفي زوجها = ترث منه ويجب على أولادها النفقة عليها
فإن لم يكن لها ولد = على الدولة أن تتكفل بمصاريفها
أظنك تقول الآن، لماذا لم تُجب لم كان للذكر مثل حظ الأنثيين؟! أليس هذا من الظلم؟
الظلم الحقيقي أن بعد كل هذه الأعباء المادية التي فرضها الله على الرجل تجاه المرأة أن تأخذ مثله في الميراث.
فالإسلام في هذه المسألة يراعي التوازن بين الرجل والمرأة في الواجبات الموضوعة على عاتق كل منهما، وهذا هو عين العدل
أعطيك مثالا:
إذا كان عندك ولدان أحدهما في المرحلة الجامعية، والثاني في المرحلة الإعدادية فهل تعطيهم نفس المصروف؟
فهل الاحتياجات المادية للطالب الجامعي، هي نفس الاحتياجات المادية لطالب الإعدادية؟
لذلك كان للذكر مثل حظ الأنثيين في بعض الحالات، لأن هناك مسائل كثيرة جدا في الميراث تأخذ فيها المرأة أكثر من الرجل، لكن أعداء الدين ينظرون فقط في هذه المسألة إلى نصف الكوب الفارغ.
فضلا عن أن المرأة لها امتيازات كثيرة جدا في الشرع، أذكر لك بعضاً منها:-
- رفع عنها الجهاد
- رفعت عنها النفقة
- رفع عنها الصوم والصلاة في حال حيضها ونفاسها
- طاعتها لزوجها ليست سُبة أو انتقاصا منها، بل نحن أيضا مأمورين بطاعتها والجنة متوقفة على بر الرجل بأمه
- أمر الرسول بالرفق بهن
- أمرت بالحجاب إكراما لها, وغير ذلك الكثير من الامتيازات التي أعطيت لها من قِبل الإسلام مما لا يتسع المجال لذكرها



الشبهة السابعة
يقولون كيف يقول القرآن "تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ" وفي نفس السورة يقول "لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ" أليس هذا تناقض؟
بعضهم ينشر هذه الآيات على أنها تناقض في القرآن
الجواب
الآية الأولى: دعنا نكمل الآية، ولا نجتزأ ونقتص الآيات من سياقها، لكي يوافق الأهواء، قال تعالى:
"تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۘ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللَّهُ ۖ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ ۚ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ" البقرة رقم253
إذاً فالتفضيل في هذه الآية تفضيل في المعجزات، فقد فضل الله بعض الرسل على بعض في المعجزات.
فمنهم من كلم الله = مثل سيدنا موسى
ومنهم من كان له سطوة على الجن = مثل سيدنا سليمان
ومنهم من كان يُبرئ الأكمه والأبرص = مثل سيدنا عيسى.الخ.
الآية الثانية: دعنا أيضاً نقرأ بداية الآية:
قال تعالى "آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ" البقرة 285
أي لا فرق بينهم في أصل الرسالة، فكلهم جاءوا بالتوحيد
وقيل يعني أن المؤمن لا يفرق بين أحد من الأنبياء والرسل في الإيمان بهم جميعاً، فالمؤمن الحق يؤمن بجميع الرسل.


الشبهة الثامنة
"يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ"
إذا كان الله هو من يضل ويهدي، فلماذا يحاسب العبد على ضلاله؟
الجواب
نعم قال الله تعالى "يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ" والآية في سورة النحل رقم 93
ولكن ينبغي علينا أن نفهم معني الآية جيدا ومعنى الآية هو:
يُضل من يشاء = من يشاء الضلال
ويهدي من يشاء = من يشاء الهداية
معنى هذا أن قرار الهداية والضلال يكون نابعا من الإنسان نفسه، وليس مفروضا علي.
فعلى كل حال قرار الهداية والضلال يعود للإنسان نفسه، ليس مرغما على ذلك.


الشبهة التاسعة
كيف خُلقت الإبل من نار؟ والتكوين الموجودة عليه الآن يخالف ذلك؟
الجواب
نعم. دلّت الأحاديث على أن الإبل خُلقت من الجن، والجن مخلوق من نار.
1- قال النبي ﷺ:"لا تصلوا في مَبَارك الإبل فإنها مأوى الشياطين" أخرجه أبو داوود
مَبَارك = الموضع الذي تُربط فيه الإبل.
2- قال النبي ﷺ: " صلوا في مرابض الغنم ولا تصلوا في أعطان الإبل فإنها خلقت من الشياطين" سنن النسائي
ومن المعلوم أن الشياطين خلقت من النار، لذلك قال بعض العلماء أن الإبل خلقت من النار كالشياطين.
وقال البعض الآخر من العلماء: إن طباع الإبل تشبه طباع الجن في النفور إذا غضبت، فالأحاديث على وجه التشبيه وليست على وجه الحقيقة.
وعلى كل فإشغال الذهن بمثل هذه الأمور ليس فيه كبير فائدة لا سيما وهي بعيدة عن أمور العقائد.



الشبهة العاشرة
"لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا" وفي آية أخرى "لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ"
كيف هذا التناقض، في آية يقول القرآن "لا تحزن" وفي آية أخرى يقول "لا تفرح"!؟؟
الجواب
أين التناقض؟
عندنا ما يسمى بمناسبة الآيات، أو أسباب نزول الآيات
الآية الأولى: "لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا" التوبة 40
نزلت حينما تربص المشركون في مكة بالنبي ﷺ وبصاحبه أبي بكر الصديق فلما دخل النبي ﷺ الغار هو وصاحبه رأى النبي ﷺ الحزن على وجه صاحبه فأراد أن يطمئنه، فالموقف هنا يستدعي أن يقول النبي ﷺ لصاحبه لا تحزن إن الله معنا..
وفي الآية الثانية:"لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ" القصص:76
نزلت في قارون حين استكبر بماله وبغى على قومه، فكان الموقف يستدعي أن تكون الآية "لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين" فالقرآن يراعي الظروف والمقام الذي نزلت في الآية.
والفرح المقصود في الآية = هو الفرح المذموم الذي يصحبه استعلاء وتكبر وبغي.
وهكذا -بفضل الله-نكون قد انتهينا من الجزء الأول من الكتاب" شبهات وردود" فتعالوا بنا نسبح سويا في الجزء الثاني منه وهو" موضوعات هامة تخص الشباب"

0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.