Sottoo3

شارك على مواقع التواصل

الخاتم (الفصل الأول)

الخاتم
زايد محمد


الوسيط الروحي
الفصل الأول

حدث بالفعل
جون هنري شاب صربي يبلغ من العمر ٢٣ سنه يدعي بإنه وسيط روحي
بدأت تظهر عليه القدره الروحيه منذ أن كان يبلغ من العمر ١٠ سنوات
بدأت الحكايه عندما كان ينام مستلقياً علي ظهره تراه وكأنه هائم لا يمكن لمثله أن يستقيظ
ثم يندفع فجأه من علي سريره " جدتي سوف تموت اليوم" .
ماذا رأي في منامه كي يعلم بإن جدته ستموت الليله؟! لا نعلم ولكن سوف نتكلم عن الإحساس الداخلي اصل التوسط الروحي فيما بعد .
إستقيظ جون مُلماً بشتات نفسه يستوعب ما حدث وما بداخله نحو هذه المفأجئه، التي ظهرت فجأه في شخصيته، وهو انه يبدو انه وسيط روحي ؛ثم قام مسرعاً بإتجاه باب الغرفه يبحث عن والدته كي يحكي لها ما حدث

الطفل جون لم يكن يعلم ان هذه الحادثه تبدو للقارئ عن الوساطه الروحيه أنها أعراض أو علامه من علامات الوساطه الروحيه ... ولا حتي الأم الذي حكي لها جون القصه، أن هذه علامه من علامات الوسيط الروحي .
خصوصاً ، وانه وخلال ذالك اليوم، توفت الجده بالفعل عن عمر ناهز االسته والخمسون عاماً ولم يكن بها أي مرض او شيء يوحي بموتها هذه الأيام .
بدأت توقعات جون للأشياء تحدث بالفعل، فمن قال سيموت فسوف يموت ، طبعاً العمر هذا بيد الله ولكن هذا ما حدث معه ، كان يُصادف ما يقول ، فكان يتوقع الأشياء وتحدث بدون شك.
تطورت مهارات جون، ليس فقط مع الأحياء ولكن أيضاً مع الأموات !.
فبدأ يستقبل خلال نومه إشارات و رسائل يريد الميت إيصالها إلي الاقربون منه ، وبدأت بجدته التي أخبرته خلال نومه بأنه يملك قدره كبيره لا يجب ان يُفرط بها ،أو يُنحي جانب التفكير عنها، وعندما ظهر ذلك علي تصرفات جون غريبة الاطوار، نهرته أمه بشده كي يكف عن ما يفعل، فأخبرها بإن الجده تريد منها أن تدعه وشأنه، وايضاً ان جدته تعلم بإنها تُفكر بخيالات تزوج والده من إمراه أخري غيرها !

وهنا بدأت الأم تسأل وتتقصي الحقائق حول ما يحدث مع إبنها جون ، فتاره يقولون لها بإنه ممسوس من الجن !
وتاره يقولون لها بإنه مِزاح الطفل مع والدته ولكنه مبالغ فيه ، حتي دُلت علي رجل غريب الاطوار، مُسن ذو لحيه بيضاء ،اسمر اللون ، أو يميل اللي الإسمرار قليلاً...
يقول الجميع عنه بإنه مُعالج من المس والسحر .

ذهبت له الأم وأخبرته بما حدث وما يحدث مع جون، فأخبرها بإنه سوف يكون وسيط روحي في المستقبل بالغ الشأن ، وألا تنهره ولا تُقيد دوافعه نحوه إستكشاف نفسه .
ومن هُنا؛ وبدأ جون يستسلم لما يدور بداخله كي يعرف الكثير عن ماهيته الجديده " الوسيط الروحي" .
كانت الأم التي تريد معرفه المزيد ، تتحدث مع جيرانيها ، وأصدقائها الأمهات تاره ؛ كي تحكي لهم ، وتاره كي تأخذ بنصيحتهم ، ماذا تفعل ؟
وعندما باءت جميع محاولاتها بالفشل والسيطره علي الطفل ، كي لا ينساق نحو افعاله الغريبه وكلامه الذي يقول ، دعته وشأنه، لكنها ايضاً لم تكف عن محادثه اصدقائها المقربون .
فبدأت الجيران تذهب خُفيه الي منزل هنري والد جون، كي يطلبون من جون التوسط الروحي لاقربائهم الأموات؛ كي يُرسلون لهم ما يُريدون، وايضاً يعرفوا ما يريد الأموات ان يبلغوهم إياه .
يكبر جون ويبلغ الخمسه عشر عاماً ، وذاع صيته في مسامع القريه والقرئ المجاوره ؛ بإنه معالج روحاني ، وأيضاً وسيط روحي ، وكل من كان لا يعلم الأمر بالفعل كان يُطلق عليه أي مسمي غريب وجديد أيضاً علي مسامع العوام من الناس .
وبدأت الناس تتزاحم علي بيت جون بعد وفاه والده بسكته قلبيه مفاجأه ، نتيجه إفراطه التدخين في الأونه الأخيره .

حتي أن الناس كانت أحياناً تذهب إليه كي تختبره فيما يسمعون عنه ، مثل إنهم يقولون له بإن يخبرهم ما يدور برأسهم الآن ، أو ماذا رأوا في منامهم البارحه !
كل ذالك وجون يُجيبهم وهو يُحاول جاهداً شرح ما يقدر القيام به ، دون النظر إلي أي شيء آخر سمعوه عنه من الوسائط المختلفه سواء المقروءه أو المسموعه .
نعم ! لقد ذاع صيت جون في البرامج التليفيزيونيه ، والراديو، وبدأت البرامج التليفيزيونيه تتحدث عن الوساطه الروحيه ! وتستقبل العلماء النفسيون كي يشرحون لهم ما الذي يحدث .
في عام ١٩٩٩ إنفردت قناه من القنوات الخاصه بعمل لقاء مع جون كي يشرح لهم معني الوساطه الروحيه
وبدأت الفكره تشع في عقل جون ، ف قرر عمل برنامج تيلفيزيوني تقوم فكرته علي إستقبال الناس ، ويستطيعوا ان يبعثوا رسائل او كلمات لإحبائهم المتوفيين عن طريق الوسيط جون.
الحادثة التي فجرت شهرة جون وبرنامجه ،هو لقائه مع ممثل مشهور يحبه الجميع وفي اللقاء تنبأ جون بإن هذا الممثل سوف يموت بالسكته القلبيه ، وبعد أيام من عرض الحلقة؛ توفى الممثل بسبب سكته قلبيه مفاجئه نتيجه التدخين والأكل الغير صحي .

هذا ، وأيضا في واحد من اللقاءات التي تمت ما بين جون وضيف ، في اللقاء طلب جون من الضيف أن يفكر في أقرب متوفي له، صديقه مثلاً الذي مات مؤخراً، وبالفعل إستطاع جون أن يعرف تفاصيل عنهم.
إنساقت الناس وراء جون، وهذا كان أدعي بعد ان كون شعبيه كبيره من الناس، وإنتشر ما يعرف بالوساطه الروحيه ، أن يظهر بعد المخادعين والمحتالين الذين يسرقون ما في الجيوب باسم الوساطه الروحيه .
تماماً مثل الذي يقوم به الساحر أو المشعوذ، وهذا كله نتيجه الفهم الخاطئ وحب الفضول والإستطلاع .
حتي إن هولاء المشعوذون كانوا يقومون بعمل جلسات الوساطه في الظلام ، وفي ظروف إضاءه سيئه كفرصه سهله للإحتيال .
في المعتقد الإسلامي أو المعتقد الشعبي أن الإنسان الممسوس
من كائنات الجن ، يحمل قدرات خاصة للاتصال مع عالم الأرواح، ويكون عنده قدارت خاصه مثل أنه يعرف أن هذا الشخص ممسوس من الجن وتظهر عليه بعض الصفات نتيجه لعنه الجن !
يعتقد البعض أن هؤلاء الوسطاء ؛ يستطيعون أن يتقصوا عن أشخاص مجهولين ومعرفة أماكنهم، أو من إختفي فجأه أو تم إختطافه ولا يعلم الناس مكانه ، والقدرة علي الاستبصارعن بعد، وغيرها من القدرات، مع الأخذ بعين الإعتبار؛ بإن هذه القدرات تزيد مع مرور الزمن، فكل ما كان الممارس أو الوسيط الروحي يملك الخبره والسنين في هذا المجال ؛ كل ماكانت قدراته خارقه .

محاولات التواصل مع الموتى قديمه قِدم الإنسان و تاريخ التواصل مع كل الكينونات البشرية الحية، المعروفة بالأرواح، والعالم قديماً كان يفتقر إلي العلم كما تحدثنا، ف كان يئيل كل شئ لمآل الدجل والأرواح !
و بعد صعود الروحانية كحركة دينية في أمريكا، أصبحت الوساطة الروحية شائعة جدًا في الولايات المتحدة في القرن ال ١٩ ، بل في العالم كله.

الروحانية بدأت دراستها في ولايه نيويورك سنه 1848 علي يد ممارسات ومحاضرات لراهبات كانت وسيطات يسمون " باسكال بيفيرلي راندولف " وإيسما هاندينغ بريتين " من المحاضرين والمؤلفين الأكثر شهرة في الموضوع في منتصف القرن ١٩. بعدها صاغ عالم إسمه "ألان كارديك" مصطلح الروحانية سنه 1860 تقريبًا. في كتابه «الأرواح» وكتاب، «تدوين روحاني».
حتى بعض العلماء إبان هذه الفتره ، الذين تعمقوا في دراسه الروحانية ، تحولوا وأصبحوا مؤمنين بالوساطة الروحية... كان من بينهم عالم الكيمياء روبرت هير وعالم الفيزياء ويليام كروكس (1832–1919) وعالم الأحياء ألفريد راسل والاس (1823–1913) الحائز علي جائزة نوبل بيير كوري، والطبيب والمؤلف آرثر كونان دويل (1859-1930).
وفي العشرينيات والثلاثينيات ، بلغ عدد الوسطاء ما يقرب من ال ٣٠٠ ألف ممارس للروحانيه ، و ٢٠٠٠ مُجمع روحاني في الولايات المتحده وأكثر الوسطاء في ذالك العصر كانوا يسرقون ويحتالون علي الناس باسم الوساطه الروحيه، ثم إنهم كانوا يقوموا بيعض الحيل والخفه كي ينهبون ما في جُيوب البعض، فزاع ذالك بين الناس وإنفضح أمرهم والوساطه أيضاً.

قديماً كان قرع الطبول والصوت الصادر عن آله ما وجذب الإنتباه عن طريق الكلام الغير مفهوم والمُعقد؛ وكلها من الأمور الغير مفهومه والبدائيه التي لم يستطع الناس تفسيرها، ولكنها كانت تستأثرهم ، فيقدمون علي الروحاني علي إنه سوف يُخلصهم مما يُعانون . وكانوا لا يتربحون من الروحانيه سُوي القليل وبإسم الجن أو كائنات العالم الآخر .
ومع تطور الأمر، وبمرور الوقت، أصبحت الوساطة الروحية مهنة تُدر الأموال الطائلة لصاحبها، وتتطلب جهداً كبيراً ، فهو يقوم بعمل إستقصاء عن الضحيه ، يستقصي معلومات عنه حتي يُقنع الضحيه أنه بالفعل يتحدث مع الأموات ويأتي له بالخبر.
ولذلك لابد من توافر بعض الصفات في الوسيط الروحي كي يقوم بعمله جيداً إن كان مُحتالاً أو يريد الناس أن تصدقه مثل
١-الجلاء البصري
٢- الجلاء السمعي
٣- الكتابة والرسم.
٤- تشخيص الأمراض ومعالجتها.
٥- الإلهام أو التخاطر.
٦- الأستقصاء.
٧- قراءة الأفكار
وهنا السؤال : لماذا ينساق الناس وراء الوساطه الروحيه ؟!
من المتعارف عليه علمياً
أن العلم والدراسات الحديثه أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك بإن الكون يحتوي على أبعاد عديدة كثيره، وليس كما يقولون أبعاد أربعه مثل أينشتاين في نظريته النسبيه، أو ثلاثه كما كان مُتعارف قديماً ... ومن هنا ، تدخل العلماء وأثبتوا أيضاً وجود عوالم أخري غير عالم البشر ، مثل عالم الجن والشياطين .
وظهر حديثاً ما يعرف باسم "البارا سيكولوجي" وهو العلم الذي يبحث في الظواهر الغريبه الغير طبيعيه ،التي لم يستطيع العلم الأكاديمي أن يجد تفسيراً لها حتي الآن .
لذلك تجد العلماء الأكديميون يطلقون كلمه خرافه علي كل ما لايصدقه العقل، وكل الأمور الغريبه والخارقه للطبيعه وقانون الفيزياء ، كلها تدخل تحت بند الخرافه. فالوسيط الروحاني هو ذلك الشخص الذي يتمتع بالقدرات السابق ذكرها، والتي تساعده على التواصل مع أرواح الموتى أو العالم الآخر وتوصيل الرسائل بين الحي والميت .
وينبغي كي يحدث ذلك يجب أن يكون الشخص من المقربون للميت " إبنه أو إبنته مثلا" حتي تتم عمليه الوساطه بسهوله .

وفي العالم الإسلامي تنتشر العديد من جلسات تحضير الأرواح حتى وقتنا الحالي في كثير من دول العالم، ويحدث فيها اجتماع بعض الأفراد المقربون من الشخص الميت، وعن طريق الوسيط الروحي ، يستطيع أن يتصل بروح الميت ليتحدث معها كتابةً أو رسماً، كما يطلب منها الوسيط أن تُحرك بعض الأشياء الموضوعة في الغرفة، كي يتأكد الحاضرون من حقيقة وجود هذه الروح.

وعلي الرغم من الدعاوي التي تُطلقُها وسائل الإعلام المقروئه والمسموعه ، والعلماء الأكاديميون والدينيون أيضاً ، والذين يُثبتون زيف هذه الخُرافات، إلا أنها مازالت تُمارس على نطاق واسع من قبل العديد من البشر على مستوى العالم خصوصاً العالم العربي.

ومع إنتشار الروحانيه في العالم أجمع ؛ تم تصنيفهم كوسطاء إلى فئتين رئيسيتين: «الذهنية» و «الجسدية»
الوسيط الذهني هو الذي يتعامل مع عالم الأرواح علي إنهم يتكلمون معه ويشعرون به من خلال الاستماع إليهم ؛ أو إنه يستيطع أن يري الروح والرموز المعقده ويقوم بفك اللغز لها .

أما الوسيط الجسدي أو المادي ف بإمكانه تجسيد الأرواح بكل أنواع الأجسام، و بإمكانه تجسيد تأثيرات أخري ليس بها روح مثل صوت الجرس والصوت الذي يتنج نتيجه حك شيء ب شيء وغيرها باستخدام الغشاء الهيولي (إكتوبلازم) والذي يوجد في خلايا أجسام الحاضرين.
يقال أن الوسطاء الروحانيون يدخلون في حالة من الإغناء أو النشوة، تتراوح بين الخفيفة والعميقة، وهذا يسمح للأرواح بالتحكم في عقولهم.
وكل هذا يتم من خلال التوجيه المباشر والتركيز علي الروح المتوفاه من خلال أي كيان ملائكي، أو قدرته الشخصيه علي الوصول للروح نفسها بدون اي تواصل مع أي ملك في السماء من الذين يرون الأرواح ويتعاملون معها.
تجري جلسات الوساطة في الظلام حتى تصبح ظروف الإضاءة السيئة فرصة سهلة للأحتيال. واكتشف العلماء الذين حققوا في الوساطة المادية أنها نتيجة للخداع والاحتيال.
كما تم فَضح الإكتروبلازم، وهي مادة من المفترض أنها خارقة للطبيعة كما أسلفت آنفاً لكن اتضح أنها مصنوعة من القماش القطني والزبدة والشاش والقماش.
وكان الوسطاء الروحيون يلصقون وجوهًا مقطوعة من المجلات والصحف على القماش أو على الدعائم الأخرى ويستخدمون الدمى البلاستيكية في جلساتهم للتظاهر بأن أرواحًا تتصل بهم.
كتب لويس سبنس في كتابه موسوعة الغيبيات (1960) قائلًا:
يلعب الأحتيال في الممارسات الروحية دورًا كبيرًا في الظواهر الجسدية والنفسية أو التلقائية ولكن بشكل خاص في الأولى. إن تواتر إدانة الوسطاء الروحيين بالاحتيال دفع العديد من الأشخاص إلى التخلي عن دراسة البحث الروحي، معتبرين أن الجزء الأكبر من الظواهر عبارة عن خدع وأحتيال.
حققت جمعية البحث النفسي في بريطانيا في ظواهر الوساطة الروحية. وأدت تحقيقات جمعية البحث النفسي النقدية عن الوسطاء الروحيين المزعومين وفضح الوسطاء الروحيين المزيفين إلى عدد من الاستقالات من قبل الأعضاء الروحانيين.
وفي الوساطة الروحية كتب بول كورتز:
لا شك أن مشكلة الاحتيال لها أهمية كبيرة في مجال خوارق الطبيعة. كان مجال البحث النفسي والروحانية ممتلئًا جدًا بالدجالين، مثل الأخوات الثعلب ويوسابيا بالادينو، وهم أشخاص ادعوا أن لديهم قوة وقدرات أو مواهب خاصة، لكنهم في الواقع مشعوذون خدعوا العلماء والجمهور أيضًا، لذلك يجب علينا أن نكون حذرين بشكل خاص بشأن الادعاءات التي تقدّم بالنيابة عنهم.
للسحرة تاريخ طويل في فضح الأساليب الاحتيالية للوسطاء الروحيين، وقد تضمن أوائل كاشفي الزيف تشونغ لينغ سو وهنري إيفانز وجوليان بروسكاور، لينضم إلى اللائحة في وقت لاحق سحرة مثل جوزيف دونينجر وهاري هوديني وجوزيف رين. أما روز ماكنبرج، وهي محققة خاصة عملت مع هوديني خلال عشرينيات القرن العشرين، فكانت من أبرز كاشفي وفاضحي احتيال الوسطاء الروحيين خلال فترة منتصف القرن العشرين.

0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.