Sottoo3

شارك على مواقع التواصل

جغرافية آسيا الاقليمية(الفصل الأول)
جغرافية آسيا الاقليمية
دكتـــــــور هانى أحمد قاســـــــم ابراهيــــــــم



الباب الأول
الجغرافيا الطبيعية لقارة آسيا

الفصل الأول
البنية والتضاريس
تمهيد:
تتميز قارة آسيا باتساع مساحتها , فهى عبارة عن قارة مترامية الأطراف تمتد فى أكثر من 90° عرضية تأثرت خلال الأزمنة الجيولوجية المختلفة بالعديد من الحركات التكتونية من كاليدونية , هرسينية وألبية , وقد نتج عنها عدة أشكال تقطعت بفعل المجارى المائية فتنوعت الأشكال التضاريسية من مرتفعات وسهول ساحلية وفيضية استغلها الإنسان فى الأغراض المختلفة , و مع مرور الزمن استطاع الإنسان أن يسخِّر الطبيعة لصالحه فقام بعمل مدرجات وزراعتها والبحث والتنقيب فيها عن المعادن , كما أنشأ الأنفاق والممرات الجبلية كوسيلة للاتصال وطرقًا للنقل والتجارة عبر العصور المختلفة.
أولًا: البنية والتركيب الجيولوجى:
تتكون قارة آسيا من صخور نارية صلبة ومتحولة تكونت منذ زمن ماقبل الكمبرى (الأركى) حتى الزمن الجيولوجى الرابع, حيث نشاط عوامل التعرية وحدوث الطغيان البحرى والتغيرات المناخية, و تظهر بنية القارة بوضوح عند دراسة الحركات الأرضية المشكلة للكتل القارية خلال الأزمنة الجيولوجية المختلفة والتى تضم أربع كتل رئيسة ؛ بالإضافة إلى أخرى فرعية صغيرة ونوضحها فيما يلى:
1- الكتلة الشمالية: وتعرف باسم كتلة أنجارا Angara Shield والتى تعتبر بمثابة النواة الأساسية التى نمت حولها الأجزاء الشمالية وتنقسم إلى ثلاثة أقسام كالتالى:

- مرتفعات شرق سيبيريا: يقصد بها المنطقة الشمالية الغربية من سواحل المحيط الهادى مثل منطقة فرخويانسك Verkhoyansk التى نشأت بسبب تأثر الصخور بالحركة الألبية الإلتوائية فى عصر الميوسين بالزمن الجيولوجى الثالث.
- مرتفعات غرب سيبيريا: وهى المنطقة الفاصلة بين اليابس الآسيوى والأوروبى وتضم جبال الأورال التى نشأت بسبب حركات إلتوائية بدأت فى أواخر العصر الفحمى وأوائل البرمى بالزمن الجيولوجى الأول فيما يعرف بالحركة الهيرسينية.
- مرتفعات شمال سيبيريا: تمثل الجزء الشمالى من قارة آسيا قرب المحيط القطبى الشمالى , حيث توجد جموعة من الجبال أهمها جبال بيرانجا Biranga والتى ترجع إلى الحركة الإلتوائية الكاليدونية فى أواخر العصر السيلورى وأوائل الديفونى بالزمن الجيولوجى الأول, وتنتهى الكتلة الشمالية جنوبًا عند منابع أنهار سيبيريا مثل: أوب, ينسى ولينا, حيث المنطقة الفاصلة بين الكلتلة الشمالية ونطاق المرتفعات الوسطى لآسيا.
التكوينات الجيولوجية للكتلة الشمالية:
تتكون التضاريس المشكلة لكتلة أنجارا من صخور أركية قديمة تعتبر القاعدة التى تتركز عليها باقى التكوينات الجيولوجية الأخرى , وتظهر تلك الصخور فوق السطح بمساحات واسعة شرقى كتلة أنجارا ؛ بالإضافة للصخور البازلتية التى ترجع إلى العصر البرمى وتتميز بصلابتها ومقاومتها لعوامل التعرية, لذلك يتسم هذا الجزء بالإرتفاع النسبى عن الغرب الذى ينعدم فيه ظهور الصخور الأركية على السطح وتغطى برواسب الزمن الرابع (البليستوسين والهولوسين) وقد تأثرت بفعل البحر فى الأجزاء الشمالية منها خلال الفترات الجليدية المتعاقبة مع الفترات الدفيئة ؛ مما أعاد تشكيل تلك الرواسب مرة أخرى.
2- الكتلة الشرقية: تعرف بكتلة الصين china Shield, وهى الأجزاء المغمورة بمياه البحر الأصفر وبحر الصين الجنوبى شرقى آسيا, وقد تأثرت تلك الكتلة بإنكسارات بسبب الضغوط التى تعرضت لها أثناء حدوث الحركات التكتونية القديمة (الكاليدونية – الهرسينية – الألبية) على التوالى وما نتح عنها من هبوط للسطح , وتنقسم كتلة الصين إلى جزئين هما: هضبة الصين الجنوبية و سهل الصين الشمالى وتفصل بينهما سلسلة جبال تسن لنج شان باتجاه عام من الشرق إلى الغرب , وعملت كتلة الصين على توجيه المرتفعات الإلتوائية الألبية ناحية الجنوب بدلاً من الشرق.
التكوينات الجيولوجية للكتلة الشرقية:
تتكون الكتلة الشرقية من صخور أركية تترسب فوقها تكوينات رسوبية أحدث إما قارية على اليابس أو بحرية فوق قيعان البحار بالرف القارى على المحيط الهادى , وتضم الكتلة الشرقية بعض الأشكال التضاريسية مثل: سهول شمال شرقى الصين (منشوريا) المحصورة بين جبال خنجان الشرقية والغربية ومرتفعات تشنجباى , كما يوجد سهل الصين الشمالى المعروف باسم السهل الصينى العظيم الذى يمتد من بكين شمالًا إلى شنغهاى جنوبًا.
3- الكتلة الجنوبية: تشمل الأجزاء الجنوبية من قارة آسيا وتعرف باسم كتلة الدكن Deccan Shield, ويحدها من الشمال جبال الهيمالايا والسهول الفيضية الجنوبية لنهر السند والجانج , بينما يحدها المحيط الهندى من باقى الاتجاهات؛ وترجع نشأتها إلى الحركات الإنكسارية القديمة التى أثرت فى كتلة بنجايا عندما انفصلت إلى كتلة شمالية تسمى لوراسيا وأخرى جنوبية تعرف باسم جندوانا وتعد الدكن جزءًا منها, وقد تأثرت الجوانب المطلة على السواحل بحركات التوائية فى العصر الكريتاسى بالزمن الجيولوجى الثانى مما أدى إلى ظهور التكوينات البحرية بوضوح ويختلف ارتفاعها وانحدارها فى الشرق عن الغرب وإن كان بشكل تدريجى ناحية خليج البنغال بالأجزاء الشرقية.
التكوينات الجيولوجية للكتلة الجنوبية:
تتكون من صخور أركية نارية ومتحولة وتظهر فوق السطح فى مناطق معينة كما هو الحال بالمنطقة الفاصلة بين سهلى السند والجانج شمالى الهند والمعروفة باسم جبال أرافالى؛ فى حين أن تختفى بباقى الأجزاء.
4- الكتلة الغربية (شبه الجزيرة العربية): تتشابه مع الكتلة الجنوبية (الدكن) حيث أن كلاهما يعد جزءًا من قارة جندوانا القديمة, وهى ممتدة من جبال طوروس شمالًا إلى بحر العرب جنوبًا ومن سهول نهرى دجلة والفرات والخليج العربى شرقًا إلى سواحل البحر الأحمر والمتوسط غربًا وتعرف باسم كتلة شبه الجزيرة العربية, وقد تأثرت بالحركات البركانية السريعة منذ القدم فى العديد من الأجزاء؛ بالإضافة إلى الحركات الإنكسارية فى فترة تكوين الأخدود الإفريقى العظيم بالأجزاء المطلة على البحر الأحمر فيما يعرف باسم الدرع العربى, ويضم هذا الجزء مرتفعات السروات, عسير, تهامة ومدين, والتى تمثل الحافة الشرقية للأخدود العظيم.
التكوينات الجيولوجية للكتلة الغربية:
ترتكز تكوينات الكتلة الغربية على صخور أركية صلبة ترجع إلى الزمن ما قبل الكمبرى الذى فى نهايته تكون بحر تيثس, وقد امتلأ هذا البحر برواسب قارية وبحرية تعرضت للالتواء فى أواخر العصر الكريتاسى بالزمن الثانى واستمرت الحركات حتى بلغت ذروتها بالزمن الثالث مكونةً للجبال الشاهقة, ثم انفصلت الأراضى عن الدرع الأفريقى مكونةً للبحر الأحمر الحالى وقد صاحب تلك الحركات التكتونية التى أدت إلى ميل شبه الجزيرة العربية نشاطًا بركانيًا خاصةً بالغرب.
ثانيًا: التضاريس:
تضم آسيا العديد من الوحدات التضاريسية من جبال وهضاب وسهول وأنهار ؛ نظرًا لاتساعها وتعرضها للعديد من الحركات الأرضية وتأثرها بعوامل التعرية المختلفة التى شكلت السطح الخارجى, حيث توجد سلاسل جبلية شديدة الوعورة بالوسط والتى تعرف باسم عقدة باميير التى يتفرع منها أزرع جبلية تمتد إلى كافة أطرافها, لذلك تتصف القارة بالتضرس خاصةً مع تقطع وحداتها بشبكة من الأودية والتى تنحدر إلى الأراضى السهلية المجاورة, أما الأجزاء القارية الداخلية لا تضم سهولًا خصبة مثل باقى قارات العالم بسبب اتجاه معظم الأنهار ناحية الأطراف وليس إلى الوسط كنهر النيل والكونغو فى إفريقيا , والمسيسبى بأمريكا الشمالية والأمازون بأمريكا الجنوبية ومرى ودارلينج بأستراليا, وفيما يلى نستعرض الوحدات التضاريسية الرئيسة بالقارة:
أ : المرتفعات الجبلية:
- سلاسل المرتفعات الوسطى: هى سلاسل تبدأ من تركيا غربًا حتى الصين شرقًا, وتسير فى شكل سلسلتين تتقابلا بالوسط مكونة عقدة شديدة الوعورة ثم تتفرع مرةً أخرى تاركةً فيما بينها مجموعة من الهضاب , وترجع تلك الوعورة إلى حداثة تكويناتها الجيولوجية, وبتتبع هذا النظام الجبلى المعقد فنجده فى تركيا يضم جبال بنطس الممتدة على البحر الأسود وطوروس على البحر المتوسط لتحصر فيما بينها هضبة الأناضول بآسيا الصغرى, ثم تتقابل السلسلتين فى الشرق مكونةً عقدة أرمينيا, كما نتج عن امتداد جبال القفقاس ناحية الغرب حتى شبه جزيرة القرم وإلى الشرق حتى بحر قزوين وشمالًا منها حيث سلاسل جبال هندكوش وخراسان, فى الوقت الذى تمتد فيه جبال زاجروس وفارس ومكران فى الغرب والجنوب, ومع التقاء السلسلتين الشمالية والجنوبية تتكون عقدة جبلية الأكثر وعورة فى العالم والمعروفة باسم عقدة باميير, ويتفرع منها أزرع جبلية فى كافة الاتجاهات ولكلً منها اسم, فنجد أن السلسلة الغربية تسمى هندكوش والجنوبية تسمى سليمان والتى تعتبر جبال مكران جزء منها , أما السلسلة الشمالية الغربية فتعرف بجبال آلاى (باميير قديمًا) , فى حين تدعى المرتفعات الشمالية الشرقية تيان شان , ولكن بالاتجاه ناحية الشرق تظهر لدينا أربعة سلاسل جبلية عظمى وهى: الهيمالايا , كاراكورام , أوستن تاج وكون لن , وكلها تحيط بهضبة الدكن , ومع التقاء جبال الهيمالايا بجبال كون لن تتكون عقدة ثالثة , ثم تنحرف الهيمالايا إلى الجنوب الشرقى مرورًا بالجزر الأندونيسية وجزء منها فى جنوب الصين يعرف باسم نان لنج , بينما تتجه جبال كون لن إلى الصين شرقًا وتعرف هناك باسم جبال تسن لنج تشان والتى تقسِّم الصين إلى جزء شمالى وآخر جنوبى, بينما تمتد سلاسل أخرى إلى الحدود المنغولية فى الشرق والشمال وصولًا إلى مرتفعات خنجان.
- المرتفعات الشمالية الشرقية: تشمل جبال التاى المتجهة من سيبيريا ناحية الشرق حتى تدخل الأراضى المنغولية وتتقابل مع سلسلة أخرى تعرف باسم جبال سايان؛ بالإضافة إلى جبال يابلونوفى شمال شرق بحيرة بايكال والتى تندمج مع جبال ستانوفوى, كما توجد جبال فرخويانسك وكمشتكا بالشمال الشرقى وجبال اليابان فى الشرق الأقصى, وهى جزء من حلقة النار البركانية الممتدة بطول السواحل الشرقية لقارة آسيا مرورًا بجزر تايوان والفلبين وإندونيسيا.
- المرتفعات الجنوبية: نشأت بسبب الحركة الألبية خلال الميوسين بالزمن الثالث, وتمتد من جبال الهيمالايا فى الشمال إلى الجنوب لتخترق أراضى بورما ثم إلى الجنوب الشرقى حيث تختفى أسفل مياه المحيط الهندى لتظهر بالجزر الجنوبية الشرقية مثل: الجزر الإندونيسية وجزر الهند الشرقية , كما يضم هذا النطاق الجبلى كل من جبال الغات الشرقية والغات الغربية التى تظهر قرب السواحل الهندية تاركة سهولًا ساحلية تعرف باسم ملبار وكروماندل.
- المرتفعات الشرقية: تكونت بسبب حركات التوائية ألبية تأثرت بها الأطراف الشرقية والجزر التابعة لها, ولعل أشهرها جبال الصين التى تمتد من الغرب إلى الشرق مثل: جبال تيان شان وينشان بوسط منغوليا الداخلية, أما السلاسل الشمالية الشرقية فهى تفصل بين المراعى فى الشمال والسهول الخصبة فى الجنوب وتضم أعلى قمة جبلية فى العالم المعروفة باسم افريست أو (جولمولونجما) والتى تقع على حدود هضبة التبت وتمتد سفوحها الشمالية داخل الأراضى الصينية, كما توجد جبال كون لن (العمود الفقرى لقارة آسيا) فيما بين عقدة باميير غربًا حتى السواحل الشرقية وتنقسم إلى ثلاثة أقسام هى: جبال تشيليان وتشيمانتان وهوهشيلى والتى تسير شرقًا لتصبح تحت مسمى بايانكالا , وتعد جبال تيانشان من أشهر الجبال بالقارة, بسبب غناها بالفحم والمعادن المختلفة وانتشار المراعى الطبيعية و قربها من سواحل الصين الشرقية لتقسم منطقة تشينج يانج إلى حوضين هما تشونكا وتاريم.
- المرتفعات الغربية: تقع غرب عقدة باميير فى دولة طاجكستان بوسط آسيا, ويتراوح ارتفاعها من 3400م – 4000م وقد تزيد عن 6000م فى أجزاء متباعدة, وبتتبع تلك المرتفعات نجدها تبدأ من عقدة باميير ثم تتجه غربًا حتى أراضى أفغانستان وتعرف باسم جبال هندكوش (جبال الأنهار) وهى أعلى أراضى أفغانستان وتسمى غرب مدينة كابول بجبال كوهى بابا حيث يصل أعلى ارتفاع لها 6100م, وإلى الغرب منها تمتد سلسلة كوبت داج (الحافة الجافة) لتفصل بين الجبال الغربية وجمهورية تركمستان, وهى حافة أقل ارتفاعًا من هندكوش وتختلف مسمياتها من مكان لآخر, وإلى الجنوب حيث اقليم أرزنكان – العزيز يظهر قوس من السلاسل الجبلية الإلتوائية وبالتحديد فى الجنوب الشرقى مكونًا لمرتفعات كورديش طوروس. يمتد من عقدة أرمينيا سلاسل جبال بنطس ناحية الغرب بمحاذاة الساحل الجنوبى للبحر الأسود باتجاه غربى - شرقى وقد تعرضت للصدوع والانكسارات ؛ مما ساعد الأودية على حفر مجراها وانحدارها ناحية البحر الأسود, ويتراوح ارتفاعها من 750م – 900م وتحتوى بداخلها على بعض الأحواض الطولية المنخفضة ذات امتداد شرقى - غربى بسبب تعرض المنطقة لانكسارات غزتها عوامل التعرية بعد ذلك فاخفضت من منسوبها.
ترتفع جبال طوروس عن جبال بنطس حيث تتراوح بين 3000م – 4000م وتمتد من الغرب إلى الشرق لتنحدر بشدة صوب البحر المتوسط , وقد يضيق السهل الساحلى للبحر المتوسط بسبب وجود المرتفعات والهضاب حول هضبة الأناضول من الشرق والتى تمثل حوائط جبلية تعوق الانتقال, وتعتبر جبال طوروس الرئيسة أعلى من طوروس الغربية حيث يصل متوسط ارتفاعها إلى 3500 م عند جبال الله داج, وتتأثر بالتعرية النهرية بوضوح لتكون خوانق عميقة وضيقة بسبب ضيق الحافة وغزارة الأمطار فيستغلها الإنسان كطرق للنقل , كذلك تمتد شرق وجنوب شرق جبال الله داج سلاسل جبال آنتى طوروس آخر امتداد جبال طوروس شرقًا , أما جبال زاجروس فهى تظهر عل شكل أقواس جبلية تمتد من هضبة أرمينيا وتنقسم إلى عدة أقسام إلى ما يلى:

أ- زاجروس الشمالية الغربية:
تقترب من هضبة الأناضول وقد مرت بحركات تكتونية على على طول انكسار واضح, حيث ترتبط بها العديد من الكتل الجبلية الهورستية المرتفعة والأحواض الجبلية (جرابن) ذات الشكل الطولى الأخدودى, وتنشط عوامل التعرية بصورة واضحة على جوانبها مثل حوض بحيرة أورميا (50000كيلومتر مربع), وحوض بحيرة خوى شمال أورميا ويفصلهمت عن بعضهما سلسلة جبال ماشوداج الضيقة, وتزيد ارتفاعات الكتل الصدعية (هورست) بالاتجاه نحو الشمال الغربى, مما يعطى مظهرًا هضبيًا يميل نحو الجنوب الشرقى مع وجود العديد من الأنهار الخانقية العميقة المرتبطة بالانكسارات والحركات الصدعية التى تفصل بين تلك الكتل, لذلك فإن المظهر العام لتلك المرتفعات هو الهضبى, ومع ذلك فهى مختلفة من مكان لآخر بسبب اختلاف طبيعة الأودية بها, فمنها ماهو خانقى عميق والأخرى ذات قيعان عريضة مثل وادى عراس الذى يفصل بين إيران والإتحاد السوفيتى سابقًا, يتميز هذا الجزء من جبال زاجروس ببعض الكتل البركانية الناتجة عن اندفاع اللافا الحديثة على طول خط الانكسار مع وجود أرصفة بازلتية مثل جبل سافالان وساهند.
ب- زاجروس الوسطى:
هى جبال تمتد ما بين منطقة بندر عباس بالمدخل الشمالى للخليج العربى ونطاق المرتفعات الشمالى الغربى, وقد نتجت عن حركات التوائية وليست صدوع لذلك تظهر فى شكل سلاسل متوازية تفصلها بعض الأودية الخانقية العميقة, ويزيد الارتفاع والاتساع بالاتجاه شمالًا والعكس بالاتجاه جنوبًا, وبالقرب من الجنوب الغربى حيث سهول نهرى دجلة والفرات تظهر طيات محدبة ومقعرة بسيطة, بينما تظهر المرتفعات فى صورة متقطعة بالاتجاه إلى الشرق والداخل بسب التعرية النهرية النشطة, وتتباين الصخور فى تكويناتها المعدنية وبالتالى تختلف مستويات النحت الرأسى بها, وتقل القمم الجبلية فى أعدادها عن القسم السابق وتتراوح فى ارتفاعاتها من 4000م – 5000م وأغلبها خالية من النبات الطبيعى, كما توجد مجموعة من التلال الملحية بتلك الأجزاء الجبلية يصل ارتفاعها فى بعض الأماكن إلى 1500م فتكاد تشبه الجبال, ويرجح أنها نتجت عن ضغط أيزوستاتى فى الصخور الملحية التى تنتمى للعصر الكامبرى, وبسبب تمدد الطبقات الملحية وتقابلها انضغطت الرواسب وارتفعت إلى أعلى على شكل طيات , وتظهر كذلك أحواض صغيرة منفصلة ومنخفضة مثل حوضى شيراز وتبريز, وهى أحواض مغلقة تنتشر على قيعانها السبخات والملاحات وقد تستغل أجزاء منها لقيام حرفة الزراعة الكثيفة.
ج- زاجروس الجنوبية الشرقية (مكروان):
تقع شرق منطقة بندر عباس بسبب تغير اتجاه جبال زاجروس بعد مسافة قدرها 250كم, وهى سلاسل غير منتظمة الشكل ومتقطعة وتعرضت لحركات تصدع لذلك تظهر على شكل حافات ضيقة بمحاذاة خليج عمان والمحيط الهندى , ثم يتغير شكلها إلى الهضبى بالاتجاه إلى الداخل ليتراوح الارتفاع من 600م – 900م وتوجد فوق سطحها مجموعة من التلال تفصلها عن بعضها عدة أحواض نهرية ذات الشكل المسنن والمستطيل مما يدل على مدى تأثرها بالصدوع والتشققات , وتتصف تلك الجبال بوعورتها وقد تظهر خالية من الغطاء النباتى أو بها كثبان رملية مختلفة الأشكال.
د- جبال سليمان:
عبارة عن سلاسل جبال متقطعة بالأودية النهرية العميقة شديدة الانحدار , وتعتبر الحدود الفاصلة بين باكستان وأفغانستان , حيث تمثل قمة جبال سيكرام أعلى قممها جنوب شرق العاصمة الأفغانية كابول , وتتميز تلك الجبال بوجود ممرات جبلية أشهرها ممر خيبر الذى يعتبر حلقة الوصل بين كابول الأفغانية وبيشاور فى باكستان ويستغل أيضًا فى المرور إلى الأراضى الهندية.

















السلاسل الجبلية الرئيسة فى قارة آسيا
ب- الهضاب والأحواض الجبلية:
بالإضافة إلى هضبة الدكن فى الجنوب والتى تم دراستها عندما تعرضنا للكتل القارية القديمة , فهناك مجموعة أخرى من الهضاب والأحواض الجبلية تنتشر فوق سطح القارة , وإن كان أغلبها ينحصر بين سلاسل المرتفعات الوسطى والاقليم الجبلى الغربى , ونذكر أهم تلك الهضاب فيما يلى:
- هضبة التبت: تعرف التبت بأنها سقف العالم Roof of The World نظرًا لاتساعها وارتفاعها الشديد الذى يقترب من الجبال بمتوسط 3600م , وتنحصر ما بين جبال كون لن شمالًا و الهيمالايا جنوبًا وتحدها جبال ألتن تاج من الشمال الغربى , كما يوجد على سطحها العديد من البحيرات مثل نام تسو وأورانج نور وغيرها.
- هضبة أفغانستان: تقع شرقى جبال سليمان وجنوبى هندكوش وكوبت داج وتتميز بالارتفاع وتحيط بها القمم الجبلية وتقطعها الأودية مثل كابول وهلمند , حيث يتجه الأول ناحية منخفض داخلى بينما يتجه الثانى إلى نهر السند عبر ممر خيبر.
- هضبة إيران: تقع غرب هضبة أفغانستان ويوجد فوق سطحها مستنقعات تعرف باسم كافير , بينما تغطى الرمال والحصى أجزاء أخرى تسمى داشت , وقرب سفوح المرتفعات المحيطة بها تتجمع مياه السيول فى أحواض ذات تصريف داخلى وتستغل فى الزراعة , وكانت تلك الأحواض تظهر على شكل بحيرات خلال الزمنين الثالث والرابع , ويستدل على ذلك من خلال المساحات الواسعة التى تنتشر فوقها الرواسب البحيرية والشطوط ؛ بالإضافة إلى تكون القشور الملحية بسبب ندرة الأمطار وزيادة التبخر وهى حادة الزوايا يصعب السير فوقها , وأحيانًا تكون طبقية الشكل لا يتجاوز سمكها 5 سم ومع زيادة الحرارة والتبخر يزيد السمك وتنمو تلك القشور فوق طبقات من الطمى الملحى اللزج فتشكل خطرًا على عملية النقل , بسبب تعرضها للهبوط والانهيار ويطلق على المنطقة الجافة هنا اسم لوت , كما يقل التركز السكانى حيث لاتزيد الكثافة عن 5 نسمة/كم2 ويفضل السكان المناطق الجبلية الغنية بالموارد والتربة الخصبة والمياه الوفيرة , أو بالمناطق السهلية الخصبة والتى يوجد بها البترول والغاز الطبيعى.
- هضبة الأناضول: هى هضبة متسعة تحدها السلاسل الجبلية من كل الجهات وتظهر فى الغرب على هيئة تلال أقل ارتفاعًا تفصلها عن السهول الساحلية لبحر إيجه , كما تنتشر المستنقعات ورواسب الطمى والكتل الصخرية فوق سطحها ؛ بالإضافة إلى الأكوام المرتفعة التى تظهر على شكل مخاريط بركانية أو كتل هورستية ناتجة عن فعل الانكسارات, وتوجد على سطح الهضبة مجموعة من البحيرات الداخلية أكبرها بحيرة توز Tuz الضحلة وبحيرة هويران, بوردور وفان فى الشرق, وبصفة عامة فإن معظم البحيرات جفت وتحولت إلى مسطحات ملحية صغيرة المساحة ولكن فى أوقات تزايد المطر تتسع مساحتها لتصل إلى مئات الكيلومترات, ويتراوح ارتفاع الهضبة من 1800م – 2500م ويزيد بالاتجاه شرقًا ليصل إلى 3000م, بينما يتميز الجزء الشرقى بوجود قمم ومخاريط بركانية يتراوح ارتفاعها من 3000م – 3700م, ويوجد بداخل الهضبة العديد من الأحواض ذات التصريف الداخلى لتتشابه مع هضبة إيران فى تلك الظاهرة, أما الأجزاء الشمالية فهى مقطعة بالأودية مثل: حوض نهر سكاريا ونهر كيزل أرماك الذى يصب فى البحر الأسود , أما معظم الأنهار الوسطى تتميز بالتصريف الداخلى , وتتصف الأجزاء الجنوبية الغربية بالتصريف المائى الخانقى وهى غير منتظمة بسبب التقطع الشديد حيث وجود التلال الوعرة شديدة الانحدار , ومن أهم الأحواض النهرية بهذا الجزء حوض أفيونكا داهيا , كونيا و كايسيرى , ويتميز سطح الهضبة بالتموج مع الانحدار التدريجى ناحية الغرب والشديد بالاتجاه شمالًا وجنوبًا.
حوض تسيدام و تاريم و زنجاريا:
يوجد حوض تسيدام فى مقاطعة تشينغهاى بالصين جنوبى مرتفعات نان شان ويتصف بصغر المساحة وتنتشر على قيعانه المستنقعات, أما حوض تاريم والمعروف باسم تاكلاماكان فيتميز بالجفاف باستثناء بعض الأودية الصغيرة مثل نهر تاريم , و ينحصر ما بين جبال تيان شان شمالًا والتن تاج جنوبًا, بينما يقع حوض زنجاريا ما بين مرتفعات التاى شمالًا وتيان شان جنوبًا.

ج- السهول الساحلية:
تتميز قارة آسيا بوجود سهول ساحلية طويلة على المحيط الهادى شرقًا والمحيط الهندى جنوبًا , ونظرًا لتعرج سواحلها نشأت العديد من البحار الداخلية والخلجان مثل: بحر الصين الشرقى والصين الجنوبى والأصفر وأوختسك ؛ بالإضافة للبحار الواقعة داخل القارة مثل البحر الأسود ومرمرة وقزوين الذى يعد أكبر البحار المغلقة فى العالم, أما الخلجان فأشهرها خليج البنغال على السواحل الشرقية للهند وخليجى كوريا وسيام على ساحل المحيط الهادى شرقًا؛ بالإضافة للخليج العربى الذى يتصل بخليج عمان عن طريق مضيق هرمز وبالتالى اتصاله بالمحيط الهندى جنوبًا, ويختلف اتساع السهول الساحلية بصفة عامة على حسب قرب أو بعد المرتفعات من الساحل ؛ كذلك تختلف من حيث الاستخدام والأهمية ويرتبط ذلك بخصائصها الطبيعية من موارد معدنية أو مصادر طاقة أو تربة خصبة ؛ بالإضافة إلى الخصائص المناخية التى تؤثر على السياحة والأنشطة الاقتصادية الأخرى ومن أمثلتها: السهول المطلة على البحر الأسود وإيجه ومرمرة , سهول البحرين الأحمر والمتوسط , سهول الخليج العربى وخليج عمان وبحر العرب وقزوين ونوضحها فيما يلى:
1- السهول المطلة على البحر الأسود وإيجه ومرمرة:
يشكل ساحل البحر الأسود العديد من الجيوب الساحلية بسبب كثرة البروزات الجبلية من مرتفعات بنطس تجاه البحر , وساعدت تلك الثغرات الجبلية على وصول الأنهار للساحل , ويتضح من طبيعة الساحل أن هناك العديد من العوامل البحرية والنهرية التى ساعدت على تشكيله مثل نهر كورو وكيزيل إرماك , ويتكون الأخير من قطاعين هما الأعلى والأدنى , ويتجه الأعلى من الشرق إلى الغرب وسط خوانق ضيقة , بينما يتجه القطاع الأدنى من الجنوب إلى الشمال حتى يصل للبحر الأسود وهو جزء قصير بسبب ضيق السهول الساحلية عند المصب , وقد أدت السواحل الضيقة والمتقطعة إلى قلة الموانئ الطبيعية وعدم التوغل داخل الهضبة , وبالاتجاه شرقًا تزيد تعرجات الساحل وتحيط به الجبال وبالتالى تتركز السكان فى مناطق محدودة من الأجزاء الساحلية الضيقة , بينما نجد العكس فى المناطق الغربية حيث حرفة استخراج الفحم وكثرة الممرات التى تساعد السكان على الاتصال بالداخل. نجد أن السهول الساحلية على بحر مرمرة ذات اتساع نسبى كما هو الحال بسهول بحر ايجه , وساعد وجود الصدوع ذات الاتجاه الشمالى الشرقى الجنوبى الغربى فى شق الأودية الضيقة فوق أراضى جنوب بحر مرمرة والتى تتميز بقلة الانحدار وكثرة التصريف المائى. تتصف المنطقة الساحلية الممتدة ما بين مضيق البسفور والبحر الأسود ومرمرة بالضيق نسبيًا قرب الجروف البحرية المرتفعة ؛ بالإضافة إلى قصر طول السواحل حيث لاتتعدى أطوالها 15كم وبعرض لا يتجاوز 1,5كم وقد يضيق إلى 200م فى بعض المناطق الجرفية , ويلاحظ على جانبيه وجود أشجار الصنوبر وتركزًا للسكان بالمدن الساحلية مثل أسطنبول , ومن الناحية الجيومورفولوجية تزيد عملية النحت بالساحل الصخرى حيث يتكون من صخور جيرية ورملية , أما مضيق الدردنيل فيتشكل ساحل أقصى طول له حوالى 40 كم وبعرض يتراوح ما بين 4 - 7,5 كم وهو يضيق بالشمال ويتسع بالاتجاه جنوبًا ويوجد على جانبية أشجار قصيرة تعرف باسم أشجار الجاريج , ويقل التركز السكانى حيث يعتبر هذا الجزء إقليم رعوى متميز. تنتشر الأودية الصدعية جنوبًا على بحر ايجه وتتجه من الشرق إلى الغرب ولها مصبات تشبه الأخاديد مثل مصب وادى بويوك مندريس ذات الانعطافات الحادة ؛ مما يدل على التأثر بالحركات الانكسارية, كما هو الحال بوادى ساكاريا المتجه صوب البحر الأسود.
2- السهول الساحلية المطلة على البحر المتوسط:
تختلف عن السهول السابقة حيث تتميز بالطبيعة الالتوائية وليست الانكسارية الأخدودية , وتكثر الأقواس الإلتوائية بالحافة الجنوبية لهضبة الأناضول والسلاسل الغربية المعروفة باسم طوروس الغربية , وتنحدر من فوق الحافات الجنوبية أنهارًا تكون سهولًا تعرف باسم سهول أنطاليا ولها تربة خصبة مع قلة الموانئ الطبيعية , وإلى الجنوب من جبال طوروس الرئيسة تظهر سهول ساحلية مثل سهل سيهان وهو يتشابه مع سهل أنطاليا ولكنه أقل عزلة بسبب كثرة الممرات الجبلية التى تصل بين هضبة الأناضول وسهول غرب سوريا.
3- السهول الساحلية على البحر الأحمر:
تسمى بسهل تهامة ويتمثل فى المنطقة الانتقالية ما بين رف البحر الأحمر الضحل وسلاسل جبال الحجاز وعسير فى الشرق , وينقسم إلى جزئين هما: تهامة الحجاز وتهامة عسير تبعًا للجبال المحيطة , وهو بصفة عامة يضيق بالشمال حتى يكاد أن يختفى تمامًا ثم يتسع بطريقة غير منتظمة فيص أقصى اتساع له 40 كم قرب جازان , ويتكون سهل تهامة من ارسابات مرجانية منخفضة ترتفع تدريجيًا وتشكل سطح تحاتى فى صخور الدرع العربى, وتغطيه رواسب رملية وحصى نهرى أتت به الأودية من الجبال الساحلية المجاورة , وقد تستغل القطاعات الجنوبية من الأودية فى النشاط الزراعى حيث الاستفادة من مياه السيول Child&Gainger,1990,p13. توجد فوق سطح سهل تهامة عسير كتل صخرية بركانية تتكون من الجرانيت ويتراوح ارتفاعها من 10م – 30م, ويرجع ذلك إلى حركات الرفع الرأسية للكتل الانكسارية الممتدة من الشمال الغربى إلى الجنوب الشرقى , كذلك تنتشر مجموعة من السباخ والشروم , وقد تكونت السباخ بسبب طبيعة المناخ الحار الجاف وزيادة معدلات التبخر لمياه السيول المتجمعة فى مناطق الرمال الساحلية, وتنقسم السباخ إلى ثلاثة أنواع: فمنها سباخ مرتبطة بالبحيرات مثل الليث والشعيبة, وأخرى مرتبطة بمساحات مدية مثل رأس الطرفاء وجازان, وأخيرة مرتبطة بمصبات الأودية مثل سباخ وادى الحمض وسباخ الشروم, أما عن الشروم الموجودة بالمنطقة السهلية الساحلية فهى قصيرة على طول الشاطئ وتسمى أحيانا بالأخوار أو المراسى وقد تتصل بالأودية ويتراوح عمقها من 10م قرب رصيف الشعاب المرجانية بالاتجاه ناحية البحر الأحمر إلى 30م بالاتجاه ناحية اليابس.
4- السهول المطلة على الخليج العربى وعمان وبحر العرب:
يزداد اتساع السهول الساحلية قرب رأس الخليج العربى حيث اقليم خوزاخستان بينما تضيق فى الشرق حتى خليج عمان الشرقى وهو سهل ساحلى جاف يختلف اتساعه بسبب بعد أو قرب سلاسل جبال زاجروس , وتأخذ السهول اتجاه عام ناحية الشرق حتى الحدود الهندية الباكستانية وبارتفاع يتراوح من 600م – 900م , ومن أشهر الأنهار الكبيرة فى تلك المنطقة نهر السند فيما بين صحراء ثار الهندية شرقًا ومرتفعات سليمان غربًا.
5- السهول الساحلية على بحر قزوين:
تمتد من جبال البورز شمالًا وسواحل بحر قزمين جنوبًا وقد ساعد تراجع بحر قزوين على اتساع السهول مما يتطلب حفر قنوات تصل بين السهل والموانئ لتيسير عملية الملاحة والنقل والتجارة , ويبلغ طول السهل الساحلى شمال جبال البورز 600 كم وبعرض 100 كم وقد يقل إلى 16 كم بسبب قرب مرتفعات البورز من بحر قزوين فى بعض الأماكن.
د- الأنهار والسهول الفيضية:
يتضح مما سبق أن قارة آسيا تضم مرتفعات عديدة تنحدر مجارى مائية متباينة الخصائص , ونظرًا لاختلاف الظروف المناخية ونظم الجريان ومستوى القاعدة التى تصب فيه تلك الأودية يمكن تقسيمها إلى أربعة مجموعات رئيسة كالتالى:
1- أنهار تصب فى المحيط المتجمد الشمالى:
تجرى فى شمال القارة من الجنوب إلى الشمال فى منطقة شديدة البرودة تتجمد معظم شهور السنة, لذلك تفقد أهميتها الملاحية مثل: نهر أوب, ينسى ولينا التى تجرى فوق سهول سيبيريا ؛ بالإضافة إلى مجموعة نهيرات أخرى تنبع كلها من المرتفعات الشمالية كجبال بيرانجا الأركية شديدة الصلابة.
2- الأنهار التى تصب فى المحيط الهادى:
تتجه من الغرب إلى الشرق بالسهول الساحلية الشرقية والجنوبية الشرقية وتشمل خمسة أنهار رئيسة هى: آمور , هوانجهو , يانجتسى , سيكيانج وميكونج ؛ بالإضافة إلى أنهار صغيرة مثل: نهر لياو , سى , الأحمر ومنيام , ونوضح أهم ما يميز الأنهار الرئيسة بهذا الجزء فيما يلى:
- نهر هوانجهو (الأصفر): ينبع من جبال بايانكارا فى مقاطعة تشنغهاى الصينية جنوب شرقى حوض تسيدام ويتجه ناحية الشرق ليصب فى البحر الأصفر وبالتحديد خليج بوهاى , ولهذا النهر أهمية كبيرة عند الشعب الصينى حيث قامت به الحضارة القديمة.
- نهر يانجتسى (ابن المحيط) : ينبع من مرتفعات كوكوشيلى ليصب فى بحر الصين الشرقى قرب مدينة تشنغهاى , ويعتبر من أعظم أنهار الصين حيث تقوم على سهولة العديد من المراكز العمرانية كثيفة السكان.
- نهر سكيانج (نهر اللؤلؤ): ينبع من مرتفعات وومنج ويتجه شرقًا ليخترق أراضى فيتنام حتى يصب فى بحر الصين الجنوبى.
3- الأنهار التى تصب فى المحيط الهندى:
توجد فى الجنوب وتخترق أراضى الهند والهند الصينية وتأخذ اتجاه من الشمال إلى الجنوب مثل: ميكونج , سلوين , الجانج والسند , وتكون سهولًا عظيمة ذات أهمية اقتصادية جنوب قارة آسيا وتفصل بين أشباه الجزر فى الجنوب والمرتفعات الوسطى , ويصب نهر الميكونج فى بحر الصين الجنوبى والجانج فى خليج البنغال , بينما يصب السند فى بحر العرب.
4- أنهار غرب آسيا:
هى مجموعة متباينة فى الأطوال والخصائص المورفولوجية و الأهمية الاقتصادية مثل نهر السند, قارون, كيزيل أرماك, جديز وبويك مندريس, كيحان وسيحان, هلمند, مورجاب, جيحون وسيحون؛ بالإضافة إلى مجموعة أخرى خانقية قصيرة مرتبطة بالحركات الانكسارية ولا تصلح للملاحة, بسبب قرب السلاسل الجبلية منها , ونوضح أهم خصائص أنهار غرب آسيا كما يلى:
- نهر السند: يعتبر الحد الشرقى لغرب آسيا ويشكل سهولًا فيضية خصبة واسعة تحدها شمالًا صحراء ثار الهندية, وينقسم إلى حوضين هما: الحوض الأدنى ويشمل روافد قليلة ليس لها أهمية كبيرة, أما الحوض الأعلى فيضم روافد داخل الأراضى الباكستانية تعرف باسم أراضى الأنهار الخمسة؛ بالإضافة لنهر بياس الذى يأتى من الهند, وينتهى نهر السند بدلتا واسعة حيث تصب فروعه فى بحر العرب جنوبًا على المحيط الهندى.
- نهر قارون: يجرى فى منطقة سهلية باقليم خوزستان ويصب شمال شرق الخليج العربى وهو نهر موسمى صالح للملاحة؛ ويرجع مصدر المياه لذوبان الجليد فوق المرتفعات خلال فصل الصيف.
- نهر كيزيل أرماك: أطول أنهار تركيا و ينبع من هضبة الأناضول و يصب فى البحر الأسود.
- نهرا جديز وبويوك مندريس: يصبان فى بحر إيجه , ويتصف نهر بويوك مندريس بأنه شديد التعرجات والثنيات؛ بسبب التأثير الصخرى والتضاريسى أثناء شق مجراه ناحية المصب.
- نهرا كيحان وسيحان: ينبعان من جبال طوروس ويصبان فى البحر المتوسط, ويتصفان بالقصر بسبب ضيق السهل الساحلى لقرب المرتفعات من البحر.
- نهر هلمند: ينبع من مرتفعات باندى بايان غرب مدينة كابول الأفغانية, ويقوم بصرف مياه المنحدرات الجنوبية لجبال هندكوش والمنحدرات الغربية للمرتفعات الشرقية عن طريق مجموعة من الروافد مثل دورى ولورا , ويتجه نهر هلمند ناحية الجنوب الغربى فالغرب ثم إلى الشمال ليصب فى حوض سيستان على الحدود الأفغانية الإيرانية.
- نهر مورجاب: ينبع من جبال هندكوش شمالًا ويتجه إلى الغرب وعند الحدود التركمستانية يلتقى بمجموعة من الروافد مثل نهر خوسا القادم من فوق مرتفعات باندى بابا, كذلك نهر كابول الذى ينبع من جبال وسط أفغانستان ثم يتجه شرقًا ليلتقى برافده لوغار ويلتقى بعدها بروافد أخرى عند اختراقه لممر خيبر وقبل وصوله مدينة جلال أباد , وفى النهاية يلتقى بنهر السند.
- نهرا جيحون وسيحون: وهما من الأنهار الداخلية التى تفصل بين اقليم المرتفعات الغربية جنوبًا والإتحاد السوفيتى سابقًا شمالًا , وعلى كلٍ فإن معظم تلك الأنهار سواء زادت أهميتها أو قلت من الناحية الاقتصادية تعتبر معابر هامة وتكون سهولًا خصبة صالحة للزراعة وتتركز حولها السكان وتقام فوقها المدن مثل كابول وقندهار.

0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.