khaled magdy

شارك على مواقع التواصل

القاهرة 12 / 12 / 2019 مـ العاشرة صباحاً في أحد الأيام الشتوية الغائمة داخل احدي غرفة نومهم الرئيسية داخل قصرهم فى أرقي الأحياء حديثة الأنشاء يستغرق رجل الأعمال الفاحش الثراء رياض فاروق متولي المعروف حالياً بأسم رياض أبوالفتوح في نوم عميق بجانب زوجتة سمية بعد أن أعلن جسدهما الإفلاس البدني حيث أنهكتهم الاستعدادات النهائية لإقامة مراسم حفل زواج ابنتهم مروة في المساء فمن المعروف عن رياض حرصة الدائم علي المبالغة في كافة و أدق تفاصيل حياتة فما بالك بحفل زفاف سلسالة الوحيد في الحياة الدنيا حيث تكفل رياض بنفقات حفل الزفاف إكراماً لإبنتة و لزوجها المستقبلي نجل أحد أصدقائة وشريك لة في بعض أعمالة الاستثمارية 

من المتوقع أن يكون حفل الزفاف كحفلات زفاف الملوك والأمراء حيث ستكون أحداثة المبهرة المنقطعة النظير في البذخ والبهرجة والرقي حديث ألسنة المحظوظين الذين نالوا شرف الحصول علي دعوة الحضور من الشخصيات العامة وأهل السياسة والفن ناهيك عن نميمة المواطنين من أبناء الشعب خاصة أهل مواقع التواصل الاجتماعي الذين سيتم تسريب بعض الفيديوهات القصيرة الحية من فاعليات الحفل لهم و ستقوم أيضا أغلب البرامج المتلفزة بنشر كواليس الحفل ونشاطات الحضور وتسجيل لقاءات المباركة و الثناء من الضيوف بالإضافة الي صور الحضور الفوتوغرافية التي ستنشر علي مواقع الصحف الالكترونية وتطبع  أيضاً في نسخهها الورقية 

كعادتها أصدرت سمية أصوات النوم الأنفية العالية وغازاتها الشرجية السامة المتكررة بينما كان زوجها في صمت تام ساكناً يشعر من يراه بأنة جثة هامدة تنتظر من يرسلها لمثواها الأخير

عاصر رياض مشهد أثناء منامة حيث كان يراجع بعض أوراق العمل الهامة في غرفة مكتبة المنزلي فدخل إلية رجل طويل القامة عريض البدن و الوجه لة عينان جاحظتين وأنف كبيرة وشعر أسود كثيف مموج يرتدي ملابس أنيقة بحوزتة مجلد فاخر مكتوب على غلافه المزين بالحروف الملونة المتناسقة جملة ( وعد ثلاثي الأبعاد ) ثم جلب الضيف مقعد من المقاعد الفارغة المتوفرة وجلس بجانب رياض وأعطاة المجلد و أمرة بالتوقيع على عقد من نسخة واحدة يحتوي بداخلة علي ثلاثة أوراق منفصلة حيث أشار لة على المكان المخصص للتوقيع بشكل مستقل لكل ورقة وبدأ رياض التوقيع على الاوراق باستسلام كامل دون حتي أن يقرأ محتواها ثم سحبها منة الضيف بهدوء ورقة تلو الاخري مصدراً ابتسامة غامضة لم يستطيع رياض ان يحدد المغزي منها سواء كانت ودية او ساخرة او للارتياح او ترمز للانتصار او لها معني أخر يجهلة ثم نهض الضيف من جلستة وبدأ في السير في طريق الرحيل بخطوات ثابتة وحين وصل الي باب غرفة المكتب نظر الى رياض ثم أصدر أصوات ضاحكة متقطعة ممتزجة بنفس الابتسامة السابقة ثم صمت قليلاً ونظر إلية نظرة الرضا بعد الغضب ثم سحب شهيق سرعان ما لفظه زفيراً طويل الأمد, ثم غادر الغرفة دون أن يلاحظة أحد 

أراد رياض أن يستعلم منة عن هويتة و محتوي الأوراق التي وقع عليها لكن لم يعاونة لسانة في إتمام رغبتة القهرية

وفي نفس الوقت عاصرت أيضا سمية مشهد في منامها حيث كانت تستجم في أحد الفنادق السياحية قبل غروب الشمس بنصف ساعة حيث كانت جالسة بجانب المسبح الموازي لنهر النيل ترتدي بنطال جينز قصير أسود اللون تبرز منة ساقيها وسترة علوية ناصعة البياض غير مكتملة الأكمام يحتوي نور وجهها علي بعض مساحيق التجميل الخفيفة ترتدي نظارة شمسية فاخرة تضع حول رقبتها و في ذراعيها وفي أصابع يداها قطع المجوهرات التي صممت خصيصاً لها واضعة ساقيها على أحد المقاعد المقابلة لها تحتسي مشروب الفاكهة وأمامها طبق عامر بالفواكة الموسمية الطازجة مندمجة مع نسمات الهواء التي كانت السبب المباشر والوحيد في تطاير خصلات شعرها المصبوغ باللون البني المحروق واذا بالمفاجئة الصاعقة يظهر لها ثعبان أقرع يقترب منها بخطوات زاحفة مباشرة يمتاز بلون أبيض برونزي لة ثلاثة رؤوس متقاربة في جسد واحد تمتاز كل رأس عن الأخري بلون عينان مختلف عن الرأسين الأخرين 

أنتفضت سمية من ثباتها بعدما أنهت استمتاعها بالأجواء و أرادت حينها الهروب والاستغاثة الا ان رنين هاتفها أوقف منامها وأيقظها في تمام الحادية عشر صباحاً صفراء الوجة غارقة في السائل الخارج من مثانتها يدق قلبها دقات تعدادها أكثر من المعتاد 

استيقظت سمية لا تدري ماذا تفعل هل تذهب للمرحاض لاستعادة نظافتها الشخصية ام تجيب هاتفها الذي لم ينقطع اهتزازة بجانبها ام تنظر حتي تستعيد قوتها العصبية المعهودة 

لم تحرك ساكناً سوي إحدي يديها التي التقطت هاتفها المحمول حيث كان يهافتها احد ضباط الشرطة برتبة عقيد يخبرها بعدما فشل في التواصل مع رياض الذي أغلق هاتفة قبل خلودة للنوم بضرورة الحضور بصحبة زوجها لأمر عاجل وشديد الأهمية لمقر الفندق الذي سيقام فية حفل زفاف ابنتها هذة الليلة 

ألحت سمية في الاستفهام من الضابط عن أسباب وملابسات الاستدعاء الفورى الا انة أخبرها الا يتأخرا ثم أغلق الهاتف

بعد مرور ربع ساعة كان قد أتم رياض استعادة وعية الكامل حيث احتاج حينها المزيد من الوقت الطبيعي لكي يجمع شتات نفسة ويتجرد من عالم الاحلام ويندمج في عالم الواقعية و يتفاعل مع مجريات الأحداث وأنتهت أيضا سمية من استعادة نظافتها الشخصية 

قامت سمية بالاتصال بهاتف إبنتها المحمول ثم هاتف غرفة اقامتها للاطمئنان عليها واذا كان لديها معرفة عن سبب الاستدعاء ولكن في كلتا المكالمتين لم تجيب عليها ابنتها وقام رياض أيضاً بالتواصل مع عدد من الشخصيات ذو الحيثية الشرطية للاستفسار عن سبب الاستدعاء الفوري الا انة لم يحصل علي اي اجابة مقنعة ولكنهم أخبروا رياض جميعاً بضرورة تنفيذ ماهو مطلوب منة علي وجة السرعة

تقيم مروة في الفندق الذي سيقام فية حفل زفافها منذ يومين سابقين بصحبة بعض من صديقاتها داخل إحدي الأجنحة المخصصة لتزيين الفتيات يوم زفافهن اما حاتم زوجها المستقبلي أقام في قصر والدة الليلة الماضية حفلاً صاخباً امتد حتي هذا الصباح ضم جميع أصدقاءة فيما يعرف بينهم بحفل توديع العزوبية 

سيطر الفضول علي رياض و سمية أثناء استقلال السيارة وهما ذاهبين لمقر الفندق حيث حاولت سمية استنتاج بعض الأحداث التي ممكن ان تكون قد حدثت مثل وجود مشاجرة بين مروة وحاتم ستؤدي لإلغاء حفل الزفاف او وجود بعض الترتيبات الأمنية التي يجب ان يتم الاتفاق عليها مسبقاً نظرا لحضور الحفل عدد من الشخصيات ذات الثقل الأمني وفي حالة عدم الاستعداد الامني الجيد لحضورهم قد يتم تأجيل الفرح لحين الانتهاء من تنفيذها او سحب دعوة الحضور لتلك الشخصيات خوفاً علي حياتهم الشخصية 

اما رياض فكان صامتاً لم يتفوة بحرف وكلما اقترب من الوصول الي مقر الفندق كلما زاد احساسة بالضيق دون وجود سبب مادي واضح لهذا الاحساس وتتملكة رغبة بالعودة الي غرفة نومة وتجاهل الأمر كلياً لدرجة قد تجعلة لا يحضر حفل زفاف ابنتة الا إنة واصل المسير بدافع الفضول وتقديراً لأمر الاستدعاء

عند انتصاف النهار وصل الأبوين مقر الفندق و كان في استقبالهما احد ضباط الشرطة برتبة رائد والذي اصطحبهم الي الطابق الذي تقيم فية ابنتهما دون أن يجيبهم عن أسئلتهم المتكررة وأوصلهم الي الردهة المجاورة لغرفة مروة ليتقابلاً مع عقيد الشرطة الذي كان قد هاتف سمية 
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.