tafrabooks

شارك على مواقع التواصل

حينما تنظر من نافذتك الخاصة ببصيرتك لترى العالم كيف تغير عن ذي قبل وكيف أصبح بهذا السوء الذي لم تعهده في الأعوام السابقة، إنه مثل رواية ولك دور قصير فيها سواء أعجبك أم لا فإنك ستؤديه كما يجب وليس لديك الخيار للفرار من هذا الدور الذي وجدت من أجله في هذه الرواية ولكن خيارك الوحيد هو دورك الذي ستؤديه، هل تود أن تكون الشخص السيئ في هذه الرواية أم الشريف؟ القوى أم الضعيف؟ المخلص أم الخائن؟ هذا ما يمكنك فقط اختياره والاستمرار على نهجه حتى تنتهي الرواية وعلى أساس اختيارك ستكون نهايتك فيها، لن ترغم على شيء إلا أن تبقى سجين تلك الرواية التي لا سبيل إلى الخروج منها إلا باجتهادك في دورك الفعلي المحتم عليك القيام به، ربما توضع لك الكثير من الخيارات ولك أن تختار ما شئت ولكن كما أنت مخير فإن الأمر أصعب ما يكون إذا أدركته كما ينبغي، أنت لا تعلم كيف ستسير الرواية ولا تعرف قدر المعاناة التي سيقع فيها كل بطل من أبطالها، سواء

كنت الشخص الجيد أو السيئ ستواجه الكثير من الأمور المعرقلة وربما لن تسير كل أمورك على ما يرام في باديء الرواية أو في منتصفها، ربما تكون المخلص الذي يحبه الجميع ولكن حتما سترى البغض من آخرين، لن يصفق لك الجميع كونك تحمل قلبا طيبا في هذه الرواية، ولكن لا يهم ذلك ما يجب أن تأخذه بعين الاعتبار هو النهاية، فكر للحظة إذا قارنت نهايتك أيها المخلص بنهاية شخص ظالم ستجد أنك المنتصر في النهاية مهما تذوقت من شتى ألوان القهر لن تتساوى بشخص ظلم الكثيرين ودارت
أحداث الرواية حول ظلمه وقهره ربما ينعم بحياة هانئة حتى النهاية، ولكن تذكر أن الفائز في المعركة ليس الشخص الذي يقاتل بمهارة في بدايتها فلعله المهزوم في نهايتها، ولكن هو الشخص الذي لا يتوانى وان خارت قواه يستحضرها لأن إيمانه ينبع من الداخل كقوة روحانية غلبت قواه الجسدية ، لديه إيمان قوي ويقين ثابت بأنه حتما سينتصر على أعدائه وإن كثر عددهم فلتعلم أن الحياة تشبه هذه الرواية كثيرا فلن يخرج منها منتصر إلا من كان قادرا على الصمود والصبر على الصعاب التي واجهته أنت لم تخلق من أجل حياة سهلة وهينة ، خلقت على أرض أعدت للبلاء ولم يسلم منها الأنبياء فلا بد أن تواجه وتصمد ولا تخلف وراءك سوى الخير الذي ستهزم به أعداءك في النهاية. كن صخرا أصم لا يسمع صوت الاستسلام قويا بما يؤمن به مهما عصفت به رياح الحياة ومهما بلغت قوته فإن هذه العواصف وان جعلته يتفتت ستعيد تشكيله من جديد وإن اختلف بعض الشيء عما كان ولكن سيعود أقوى من السابق. كن بحرا ظاهره بسيط للغاية ولكنه يخفي الكثير من الأسرار والكثير من النوادر النفيسة القيمة التي لن يتوصل إليها إلا من غاص في أعماقه وبحث بشغف عما بداخله وأدرك قيمة هذه الأشياء تدور أحداث الرواية حول فتاة تجرعت الكثير من الآلام ولم تهنأ إلا بالقليل في حياتها طالتها أيادي الظلم وفقدت عائلتها وبقيت وحيدة في بيت كبير صمم على طراز قديم، كان تصميمه أقرب ما يكون إلى هيئة القصور في فخامتها ولكنه من الخارج مثل بقية البيوت لا يجذب قدما للدخول إليه كانت واجهته تقليدية للغاية لا يبدو ظاهره كباطنه، لم يكن بالشيء اليسير على فتاة أن تحيا وحيدة طيلة سنوات حبيسة منزلها منعزلة تماما عن البشر تعيش وسط أشياء جامدة لا حراك فيها ولا حديث معها فقط كانت تجيد العزف على آلاتها الموسيقية وتغني تارة وتقرأ تارة أخرى وأحيانا تملي ترانيم هواجسها المدفونة على أوراق وتتركها مبعثرة على سريرها عندما يغلبها النعاس وتستيقظ لتبدأ يوما مماثلا كسابقه من الأيام التي تشبه بعضها البعض ولا يطرأ في حياتها جديدا ولكن لا تظل هذه الفتاة على هذا الحال فتقابل صدفة تغير مجرى حياتها وتقلب الموازين رأسا على عقب وربما لا أقصد صدفة بمعناها الفعلي فأنا لا أؤمن بالصدف على الإطلاق ، كلمة صدفة في قاموسي هي كلمة قمت بوضعها على هامش اللغة أو في الجمل الاعتراضية التي لا يشكل تجاهلها شيئا من الأهمية المبالغ فيها يقال " رب صدفة خير من ألف ميعادا " عليك أن تعلم أنها ليست صدفة، إنها قدر كتب له أن يأتيك في وقته المحدد ليجعلك سعيدا بعد الكثير من المعاناة، بعد براكين من اليأس التي كانت تتأجج في صدرك، وبعد أعوام من الانتظار لشيء كنت قد تمنيته ومن شدة اليأس ألقيته على قارعة الطريق وغادرته وآن أوانه فجاءك مهرولا يبحث عنك في جميع الأرجاء حتي وجدك. إنها قدرة الله - عز وجل - ، قد تهديك الحياة شخصا يعادل ألف حياة، لا يسلك طرقا اعتيادية إلى قلبك بل يمهد لك طرقا موازية لفلسفة قلبك وعقلك وتتفق مع انتمائك للأشياء التي تحبها، يبحث في مكنونك عن الأشياء التي ترغبها وعما يرسم السعادة بداخلك يرى بعينك الأشياء التي تسعد لرؤيتها ويشاركك أفكارك وأحلامك وإن كانت بسيطة، شخصا يهيئه لك القدر تعويضا عن جميع نواقصك وعن كل ما فقدت في حياتك، وهذا ما حدث مع تلك الفتاة ألقاها القدر في المكان الصحيح وكأنه أرسل لها دواء لكل جروحها فضمدها وأخفي أثرها، وتنحي الحزن جانبا معلنا استسلامه وجموده حذو تلك المشاعر الصادقة التي تنم عن الإخلاص والحب الذي يفتقر إليه عالمها البائس الذي لا يمثله إلا كل رموز العنف والقسوة والظلم والفساد ولا يهنأ فيه إلا أقوياء النفوذ.
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.