tafrabooks

شارك على مواقع التواصل

وتزوج سالم بعد وفاة زوجته والدة فارس بثلاثة شهور من فتاة صغيرة اسمها (راوية) في الخامسة عشرة من عمرها.
وكان سالم يعيش على ورث والده وهما قيراطان أرض يزرعهما ببعض الخضرة من جرجير وشبت وبقدونس وأيضاً البرسيم. يذهب بهم كل فجر للسوق لبيعهم ويأتي بما يكفي وجبتي الغداء والعشاء.
أما الفطور فيكفيهم كسرات من الخبز مع كوب من الشاي.
ضاقت راوية من ضيق هذه العيشة، وطلبت من زوجها أن يترك فارس لجده وجدته ليتكفلوا به ولكنه في بادئ الأمر رفض
هذه الفكرة .
فدبرت راوية مكيدة لفارس، ولكنها بالفعل فتنت به وبجماله وقوة صباه.
دخلت عليه غرفته، وكان يغير ملابسه، وأمسكت به وحضنته بعنف وهو لا يدري لماذا تفعل ذلك؟! وفجأة وهو يحاول الإفلات منها نزعت ملابسها والتصق جسدها العاري بجسده، وعندما رفض وهم بالهروب من نارها مزقت جلبابه وأحدثت له بعض الجروح بأظافرها بظهره، وصرخت لتَسْتنجِد بالجيران وهي على هذا الحال ليتجمع عليها الناس وتحكي لهم أن فارس حاول أن يلمسها من أماكن حساسة ويقبلها، وحضر أبوه من الحقل على صوت تجمهر الناس وعرف القصة فضرب ابنه في كل مكان بجسده قبل حتى أن يسمع دفاعه وطرده من البيت ليذهب إلى منزل جده وأثناء سيره كان بعض الناس تسبه وتناديه بالخائن وتقذفه بالحجارة، وهو يبكي ويبكي ولا حيلة له ليظهر الحقيقة.
وجلس تحت شجرة. كانت أمه دائماً تجلس معه وتشرح له وتحكي قصصاً من الحياة والقرآن، وأخذ يبكي ويشتكي لها مرارة الحياة.
رتب على كتفه الشيخ فاروق جده وقال له أنه متأكد من براءته، وأنها مكيدة منها.
والدليل على ذلك أن هذه الحادثة حدثت بغرفتك وليست في غرفتها، وكذلك علامات وسحجات أصابعها وأظافرها على ظهرك أي أنك كنت تحاول الإفلات منها، وليس مهاجمتها كما ادعت .
هذه الدلائل قالها الجد لسالم بل لكل من حضر الواقعة، وظهرت براءة فارس أمام الجميع.
طرد سالم راوية على الفور وطلقها، و ظل فارس عند جده يرعاه ويربيه وتحنو عليه جدته وتنام بجواره وتحكي له بعض قصص القرآن وحكايات الأنبياء والرسل وأهل بيت النبي والصحابة الصالحين، وتذكره بوالدته وكيف كانت إنسانة صالحة صوامة قوامة كريمة رغم ضيق ذات اليد وأمنيتها أن تراه ذا شأن عظيم، أو يخدم المجتمع بعلمه وعمله.
قال لها فارس: أُعاهد الله وأُعاهدك أن أعمل كل ما في وسعي؛ لأن أحقق أمنيتك وأمنيتها وأمنيتي أيضًا. دعواتك يا جدتي.
ولكن كان بقلبه جرح لا يلتئم وهو إحساسه بالظلم من أقاربه وأهل قريته حين قذفوه بالحجارة وسبوه بأبشع الألفاظ، واتهموه بجريمة قبل أن يسمعوا منه الرواية الحقيقية، وهم يعرفون أخلاقه جيداً.
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.