tafrabooks

شارك على مواقع التواصل

من انتن؟
العيون تتجه باستمرار نحو أرملته في اهتمام وتركيز. الحزن هو الغالب على الموقف وعدم التصديق أنه مات هو المهيمن. يتطلعون إلى جدران المنزل الشامخة التي تدل على اهتمام قاطنيها وهيبة من كان يعيش فيها.
منزل متسع الأركان بسيط التفاصيل تشعر بالألفة في كل ركن من أركانه كأنك رأيته من قبل. إحساس يداهمنا حين نرى شيئا رأيناه آلاف المرات داخل بيوتنا فآنس وحشتنا في زمن يتلذذ بغربتنا. الدفء يلف المكان يشعرك بأن السكان هم إخوة لك لم تلدهم أمك.
الكل ينصت ويمعن النظر نحو رفيقة دربه، زوجته لأكثر من خمسة وعشرون عاما محاولا فهم تصرفاتها وتحليل نظراتها. هي لا تبكى ولا يظهر عليها إلا الصدمة كأنها لا تصدق أن هذا ممكن الحدوث، وأن عليها من الآن الحياة دون أحب الناس إلى قلبها وسندها بعد الله.
تتمتم بكلمات مبهمة من وقت للآخر لا يستطيع أحد تفسيرها أو فهم فحواها. تعطيك إحساسا أنها قد تتحدث معه وتسأله لم الفراق والهجران !
هل الحزن والصدمة يسببان تلك الحالة من النكران لما حدث؟
مستحيل!
هل هي سعيدة بموته؟!
ربما!
ثلاثة أزواج من الأعين تتطلع نحوها. يتنهدن في حسرة وقلة حيلة على فقدهن السند. لا قاسم مشترك بينهن إلا هو ! هو فقط من جمع خيوط الجميع في سلسلة متينة من العمل الصالح، وهن لم يكن يعلمن أن بينهن مشترك كان لهن نعم السند.
إحداهن فتاة شابة لا تتجاوز الخامسة والعشرون تكاد تموت من الألم والحزن، وهي تزفر من وقت للآخر وتنظر نحو طفلتها ذات الخمس سنوات في خوف من القادم. تناجي نفسها بالعديد من العبارات الحزينة المنكسرة وتطلب من الله الدعم فيما هو آت.
الثانية امرأة تجاوزت الأربعين من عمرها، ملامح عادية أو ربما كما نقول ليست جميلة، بل أقل من المعتاد تمسك بيديها طفلين وتتطلع حولها في حيرة وعدم راحة كأنها تنتظر خروجه ليهتف مازحا كعادته معها:
- مازلت حيا.. لم أمت.. لم يحن ميعاد أجلي بعد !
تتساءل في حيرة صامتة كيف استطاع تركهم بتلك السهولة؟ وهي التي اعتادت على وجوده في حياتها وحياة أبنائها وخاصة ابنتها. ارتعبت حين تذكرت ابنتها ونظرت إليها في خوف من القادم وناجت ربها بصراخ لم يتجاوز شفتيها اللتان ترتعشان خوفا من أن تعيش ابنتها مثل مأساتها وينتهي بها الحال بفقدانها للثقة في نفسها.
الثالثة فتاة صارخة الجمال لا تتجاوز العشرين من عمرها. تأتى وتجلس في صمت مطأطأة الرأس ولا تتحدث إلا نادرا بعبارات الحزن والألم على الفقيد، حتى أن فاطمة سألتها أكثر من مرة عن معرفتها بزوجها الراحل في شك وغيرة واضحة للجميع، فترد الفتاة بأنه معرفة لوالدها منذ مدة من الزمن. كان هذا يثير جنون الزوجة فما تطلق علية الفتاة لقب والدها شيخ عجوز طاعن في العمر يتحرك بصعوبة وينتظرها خارج المنزل ليتحركا بعيدا وهما يبدوان كتائهين حقا، لا يعرفان أين السند وأين المفر بعد وفاته.
أما زوجته فعيونها متقدة غاضبة حائرة. كانت تنظر نحوهم في شك يكاد يفتك بقلبها وعقلها. جميعهن يصررن على التواجد يوميا للعزاء.. ثلاث أيام إلى الآن ! ويأتون دوما دون انقطاع. تتساءل في ريبة تحركها شدة حبها للراحل زوجها: هل تلك الجميلة كانت خطيبته؟
هل تزوج تلك الشابة وأنجب تلك الصغيرة؟
كثيرا ما كانت تسمعه يسأل في الهاتف بكل براءة: كيف حال صغيرتي اليوم؟
هل السيدة ذات الملامح البسيطة زوجته أيضا؟ والأطفال؟ هل من زوجها السابق؟
تكاد تجن من الشك الذي لم يدع فرصة إلا ونثر داخلها بذوره وجعلها تنمو بكل قسوة في قلبها.
حاولت كثيرا أن تفهم، تعرف، إلا أنه كان صامتا كالقبر، وها قد دخل القبر دون أن تعرف الحقيقية.
هل تسألهن عن الحقيقة؟
وهل ستخبرها إحداهن مطلقا عن حقيقة صلتها به؟
تصرخ داخلها أو قد يسمعونها لا يهم، المهم أن تعرف الحقيقة، فقط أيتها الحقيقة لا تكوني حقيقة كوني كذبا:
من أنتن ؟ ولما تأتين دوما دون انقطاع؟
من أين تعرفن زوجي؟
حتى وإن كان تحت الثرى ما زال زوجي وقرة عيني..
بالله عليكن من أنتن؟
***
انتهى اليوم كالمعتاد باحتسائهن لعدد غير محدود من فناجين القهوة والصمت المهول إلا من عبارات عادية من تبادل التعازي والتمتمة ببعض الكلمات غير المفهومة عن الفقد والضياع، مما كاد أن يتسبب لزوجته بنوبة قلبية من شدة الغيظ خاصة وأن ردودهن على تساؤلاتها غير مريحة أو مفهومة.
أخيرا في آخر النهار كما اعتادوا يوميا منذ بدء أيام العزاء تحرك الجميع للخروج من المنزل في تثاقل أثار ريبة زوجته وغيرتها أكثر فأكثر من هؤلاء الأفراد غريبي الأطوار. أغلقت الباب خلفهن في حنق وحدة بعض الشيء وهي تتنهد في راحة من انتهاء أيام العزاء حتى لا تضطر للتعامل معهن مرة أخرى والغوص في بحور الشك بسببهن، ثم لم تلبث أن رفعت عينيها نحو الصورة التي تزين مدخل منزلها. صورة له وهو يبتسم وعيناه تبرقان من السعادة.
تذكرت عدد المرات التي سألته فيها عن سر ابتسامته وتألق عينيه في تلك الصورة ولم كل السعادة البادية على وجهه لحظة التقاطها، إلا أنه كعادته تلاعب بالكلمات واحتضنها ضاحكا مقبلا إياها هاتفا في مرح كاد أن يذهب عقلها من كثرة الغيظ والظنون التي تعصف بها:
- وجودك في حياتي هو مصدر سعادتي فاطمة.. أدامك الله لي ولا حرمني اهتمامك بكل شاردة وواردة تظهر علي، حتى الابتسامة لها عدة تسميات لديك زوجتي الغالية.
تنهدت في حزن وسمحت أخيرا لدموعها في الانهمار. إنه شريك عمرها وسندها الوحيد بعد رب العباد. لم تكن تحمل هما إلا هم أن يكون يعرف غيرها، أو يحب إحدى الفتيات الصغيرات، أو السيدات الجميلات اللائي يعرفن كيف يتدللن ويحصلن على اهتمام من حولهن من الرجال.. أو ربما امرأة تحتاج رجلا كزوجها الراحل: طيبا، حنونا، ذو خلق ودين...
يا الله لقد أطلقت عليه لقب الراحل. اتسعت عيناها في ذهول ورفض. لقد بدأت سريعا في تصديق رحيله عنها.
كيف حدث هذا؟
متى رحل وكيف رحل؟
تعترف، لم تتركه لحظة دون تكدير أو شك في تصرفاته، ولكن ألم يكن هذا بسبب حبها الشديد له وغيرتها المجنونة على زوجها رجلها حب عمرها؟
هزت رأسها مرة أخرى في حزن وامتلأت عيناها بالدموع التي أصرت أن تهطل كسيول تحفر مجراها على خديها وهتفت في اختناق شديد:
- لا أريد إلا وجودك يا صالح. مخطئة أنا بمحاصرتي وشكي وغيرتي، ولكن لي عذري.. أحبك وسأظل أحبك لآخر يوم في عمري حتى ألقاك يا توأم الروح.
***
نجلاء وجه القمر
***
الثامنة صباحا..
يدق جرس الباب لتتنهد فاطمة في ضيق وهي تتحرك في تثاقل وتعب لعدم أخذها القدر الكافي من النوم وتعرضها للأرق منذ وفاة صالح. همست في سخط لا يصل لمن يقف أمام الباب:
- من يأتي لزيارة البشر في هذا الوقت المبكر؟ لقد انتهت أيام العزاء منذ فترة! أم أن هناك من اكتشف فجأة وفاته وأصر على تقديم واجب العزاء باكرا!
صمتت على مضض وهي تفتح الباب لتتفاجأ بوجود الفتاة الشابة الجميلة وهي تمسك ابنتها في يدها بقوة، وعينيها تائهة تبحث في كل مكان دون كلل ولا تعرف أين الأمان الذي رحل برحيله هو.. صالح عمر...
الصمت هو المسيطر على المكان، فقط النظرات هي المتبادلة وتحكي ألف رواية وتعكس ألف سؤال.
أفسحت فاطمة الطريق وهي تجز على أسنانها في غيظ وغيرة وتساءلت في دهشة: هل تغير عليه حتى بعد وفاته؟!
أجابت سؤال نفسها في مرارة وإقرار بغيرتها الشديدة:
- نعم أغار ولو ذكرت اسمه أمامي وقالت أنه كان زوجها سأجعلها تذهب إليه فورا، فلا داعي لعذابها واشتياقها الواضح وضياعها من بعد الصالح.
ضربت فكرة أن تكون الصغيرة ابنته رأسها في قوة وجنون ليضطرب تنفسها وتكاد تسقط مغشيا عليها من مجرد التخيل.
هل تريد أن تترك الصغيرة لهم؟
جائز ! فهي ما زالت صغيرة والفتاة ستكون عائقا أمام فكرة زواجها مرة أخرى وقد تطلب إرثا أيضا وقد...
قاطعت الشابة أفكارها السوداوية الشديدة التملك ناحية الراحل زوجها حين هتفت في ضياع أسقط قناع هدوئها الزائف وجعل الشك يصبح داخلها غولا يكاد يلتهم كل ما حوله دون رحمة:
- أنا لا أعرف ماذا أفعل بعد موت السيد صالح؟ لا أعرف كيف سأعيش؟ لم أعد أشعر بالأمان.. دليني سيدتي ماذا أفعل وكيف أتصرف أرجوكِ؟
نظرت إليها فاطمة وقد ألجمت المفاجأة لسانها وكادت عيناها تقفزان من محجريهما، وهتفت في تساؤل مرعب وجسدها يرتجف حرفيا من شدة الانفعال والجنون:
- ما دخل صالح زوجي في شعورك بالأمان أو عدمه؟ ما دخل زوجي بك يا سيدة؟
نظرت نحوها الفتاة وهي ما تزال تمسك صغيرتها بكل قوة وعينيها تعبر عن الخوف والضياع الذي تشعر به وهمست في صوت مكسور يدخل القلب مباشرة من شدة رقته وبؤسه:
- اسمي نجلاء وابنتي تدعى زهرة. إنها أجمل من كل الزهور سيدتي..
لم ترد عليها فاطمة بل كانت تنظر إليها ووجهها يزداد شحوبا وهي تمهد لنفسها سماع اعتراف معين قد يجعلها تقتلها على أقل تقدير، أو ربما تكون بها رحيمة وتصيبها بعاهة مستديمة وهذا بسبب رأفتها وقلبها الطيب لوجود طفلتها الصغيرة، في حين ابتسمت الشابة وهي تتساءل في براءة:
- هل يمكنني الدخول سيدة فاطمة؟ لقد أوصاني السيد صالح قبل وفاته إن احتجت لشيء أن ألجأ إليكِ، وأعطاني خطابا وطلب مني أن أعطيه لك في حالة واحدة فقط..
أفسحت فاطمة لها الطريق وهي تدعوها للجلوس وتنظر إليها شزرا. لن تتوقع ولن تتعجل. ستأخذ الرسالة أولا وبعدها لكل مقام مقال. فقط فليلهمها الله الصبر حتى هذا الوقت.
تفكر جيدا في كيفية الانتقام من الآن، ولن يكون انتقاما عاديا إذا اتضح فعلا أن زوجها تزوج من تلك الشابة وأنجب الصغيرة.
هزت فاطمة قدميها في توتر ملحوظ ومدت يدها في ضيق هاتفة في قلة صبر وتعجل:
- هل يمكنني الحصول على الخطاب الآن سيدة نجلاء؟
هزت نجلاء رأسها في نفي وهتفت موضحة في حذر متوجسة من نظرات فاطمة المخيفة بعض الشيء لها:
- الخطاب لن أسلمه لك الآن سيدة فاطمة. سأسلمه عندما يحدث ما طلبه السيد صالح رحمة الله عليه. أما الآن اسمحي لي أن أروي لك حكايتي مع السيد صالح وكيف تعرفت عليه..
وأكملت في مرارة وحزن مس قلب فاطمة رغم ما يدور داخلها من بركان على وشك الانفجار:
- وكيف كان هو السند والأمان من غدر الزمن وقسوة الحياة على شابة مثلي في عالم مليء بالوحوش، قاسٍ لا يرحم ولا يترك المجال لمن هم في حالتي للنجاة والوصول لبر الأمان إلا بمساعدة أناس مثل السيد صالح رحمة الله عليه.
صمتت الفتاة وعقلها يسترجع شريط الذكريات. ذكريات أقل ما يقال عنها أنها مؤلمة لروحها قبل جسدها، في حين اتسعت عينا فاطمة وهي تهز رأسها بالموافقة وتدعو الله من كل قلبها أن تكون شكوكها مجرد ظنون وأن الصالح كان وفيا لها لآخر لحظة في عمره، فليس لها بعد وفاته إلا ذكرى تعيش عليها وتتنعم بفكرة صلاح الصالح وعشقه لفاطمة فقط.
***
تحتضن نجلاء ابنتها في قوة ودموعها تغرق عينيها في صمت. تتمنى الصراخ وتخشى حتى النطق أو إظهار الحزن. لقد توفي زوجها الثاني منذ ستة أشهر ويستعد والدها وأخويها حالا لإعدادها للزوج الثالث.
ماذا تفعل؟ وكيف تستطيع الاعتراض؟!
وهل مثلها يحق له الاعتراض؟
الزوج الثالث في أقل من خمس سنوات! يا الله..
ماذا تفعل ؟ وأين المفر من هذا الجحيم؟
لقد حباها الله بجمال يجذب إليها كل عجوز متصابي مغتر بماله لا مانع لديه من أن يدفع لأبيها كل ما يطلبه من مهر وشبكة قيمة، وأراضٍ وعقارات تكتب باسمها حتى يتم الزواج، وبالطبع هي لا تحصل على أي شيء من هذا كله، وفيما بعد إرث لا بأس به يرفع رصيد والدها من الأراضي والعقارات، ويعزز مكانتهم الاقتصادية والاجتماعية في قريتهم الصغيرة النائية.
هي نجلاء التي لم تحصل إلا على الشهادة الابتدائية بشق الأنفس بسبب أخويها واللذان تحججا بشدة جمالها – رغم صغر سنها – وكثرة القيل والقال والتغزل من شباب القرية في جمال نجلاء.
يا ليتها ما كانت بهذا الجمال. يا ليتها كانت عادية في كنف أسرة عادية وأب عادي وليس مجرد تاجر نهم جشع يتاجر بابنته لكل من يدق بابه طالبا وصالها ويدفع الثمن كاملا مقدما، لتغرق هي في الوحل والعذاب مع هؤلاء الرجال الأغراب تحت مسمى "زواج" لم تقبل به ولا تستطيع حتى الجهر بالرفض أمام أهلها.
جالت في ذاكرتها أحداث أول زوج كاد أن يزهق روحها أول يوم زفاف. تذكرت وسالت الدموع أنهارا وهي تنعي طفولتها وشبابها الذي اغتيل على يد مشتري بارع باسم "الزواج" ولا حيلة لها في القبول أو الرفض. عاشت معه من يوم تزوجت وهي ابنة السادسة عشر حتى أتمت التاسعة عشر لينتقل لرحمة الله التي نالتها هي قبل وفاته من قهر وتعذيب يومي لا لشيء إلا غيرة من شبابها وإعجاب كل من حوله، وكلامهم الذي يثير حنقه عن العجوز الذي تزوج بمهرة رائعة الجمال طيبة الخلق لا تتحدث ولا تشتكى مما هي فيه.
قاطع أفكارها ودموعها دخول والدها وعيناه تضجان بالقسوة ولسان حاله يقول:
- سأقول ما سيحدث.. وهل لديكِ حق الاعتراض؟
اقترب منها والدها لتنكمش في خوف وهي تشدد من احتضان صغيرتها الرائعة الجمال مثلها، وسمعت والدها يتحدث وكأنه ينطق بحكم الإعدام المعتاد دون ذرة شفقة أو ضمير. مجرد جلاد ينفذ دون أن ينظر للضحية التي تربطه بها صلة دم ورحم من أنقى ما يكون؛ أب وابنته. يا ويل الفتاة عندما تقع في يد قساة لا قلب لديهم ولا رحمة:
- نجلاء. اتركي الفتاة لزوجة أخيكِ واستعدي بملابس تليق بكِ، فاليوم سيزورنا خطيبك الشيخ علي الوالي من أثرياء قرى الوالي الشهيرة. هيا تحركي لا وقت لنضيعه فهو أغنى من زوجيكِ السابقين مجتمعين.
أغمضت نجلاء عينيها وهي ترتجف وهتفت في شجاعة زائفة زائلة:
- لن أترك ابنتي. إذا أراد الزواج بي لا أمانع فقط
ستكون معي ابنتي وليس معكم، وإلا لن أتزوج.
اقترب منها والدها وعيناه تضجان بالقسوة، وأمسك بشعرها في جبروت هاتفا:
- حقا؟ هل ما سمعت صحيح؟ هل تضعي الآن شروطا وتتمنعين عن الزواج وتعارضين رغبتي يا ابنة سمية! اسمعيني جيدا، إن سمعت أو رأيت منك ما يغضب زوجك ولو بتقطيبة وجه أمامه سأدفنك حية أنت وابنتك الغالية.. هل تفهمين نجلاء؟
لم ترد نجلاء وامتلأت عيناها بدموع القهر والذل. لا تدري أين الخلاص من هذه الحياة التي أجبرت عليها. عاد والدها يجذب شعرها بقسوة صارخا:
- هل فهمتي نجلاء؟
أمسكت نجلاء بيد أبيها محاولة نزع يده من شعرها وصرخت مرة أخرى متمسكة في حقها بابنتها:
- لا زواج بدون أن تكون معي ابنتي. لن أتركها هنا معكم مهما فعلت أبي.

0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.