tafrabooks

شارك على مواقع التواصل

بسم الله، والصلاة على خير الخلق، الذي بُعِث ليتمم مكارم الأخلاق، والذي أرسِل بشيرا ونذيرا، وعلى آله وصحبه، وعلى من تبعه في سنته، وصار على هديه إلى يوم يُبعث الناس سكارى، وما هم بسكارى، وبعد:
أيها القارئ، هذي المجموعة القصصية لك، ما ألفتها إلا لتقرأها، وتقف عند مضامينها، وتُعمِل ذهنك في شخصياتها وأحداثها ووقائعها، وتتفاءل في الحياة وتطمئن، وتفكر تفكيرا إيجابيا ينعكس على نفسيتك. إن راقت طبعك خذ منها ما ينفعك على نوائب هذا الدهر، وخذ منها ما يجعلك من أهل القيم، واعلم أنك صاحب فكر. وإن لم تكن على مزاجك، ولم ترُق طبعك، ولم تكن على سجيتك، فاتركها لصاحبها.
اعلم صديقي القارئ أن كتابة هته المجموعة المنتصرة على الحنق وضيق الحياة الاجتماعية وتقلباتها، وإخراجها إلى حيز الوجود لم يكن مشروعا في فكري، بل كانت كتابتها محاولة من العبد الضعيف في اختبار نفسه في مجال السرد، وقصة بعد أخرى، وبعدها بدأ يفكر في نشر هذي القصص، والبحث عن دار نشر ترعى حقوق تأليفها. ولك أن تتصور الموقف، موقف صاحب هذه المجموعة، كان في البداية قائل شعر، ثم بعد فترة من الزمن تحول إلى كاتب قصة، وربما في المستقبل يُهدي للمكتبة العربية شيئا جديدا آخر، ربما يُهديها جنسا قشيبا يختبر فيه ذاته من جديد.
أعترف أني شاب في ريعان الشباب، هذا شيء قوى جذوة حماسي، وقوى عزيمتي، وزاد إصراري على المحاولة، وزاد من إرادتي على المواصلة، وقدوتي في مثابرتي:
كل صعب على الشباب يهون هـكــذا هـمـة الرجـال تـكـون
نعم، إنني من الشباب، وتمني لك أيها القارئ الفاضل أن تجد ذاتك أثناء القراءة، وتجد نفسك وقت المُدارسة، وبما أنني أرى أن القارئ لابد من أن يأخذ شيئا مما يقرأ، أتمنى أن تنتفع بذا الجزء اليسير من أفكاري، ومن معارفي القليلة، ومداركي الضئيلة.
اقرأها، وليكن لي الشرف إذا ما أمتعتك، ونالت إعجابك، وجاءت على سجيتك، وتمليت بها، واستمتعت بها، واتخذتها صديقة لساعات محسوبة، أو أيام معدودات.
أيها القارئ، اعلم أن المؤلَف لأجلك، عند قراءته أصبح في مُلكك، وتحت تصرفك، اقرأه بعين بصيرة، وفكر متوقد لا يعرف للكسل طريقا، ولا للملل بريقا، كما لا يتخذ الكلل صديقا.
الناس أشكال وألوان، وخيرهم من تمتع في القراءة مثل الطائر الغريد بصوته، يغرد ويغرد، ولولا هذا التغريد، وذاك الاهتزاز، ما أضحى مسرورا يهزه الصوت، فيتراقص من فنن إلى فنن، ومن غصن إلى غصن، فافرح وتأمل، وأفرح نفسك كالطيور الوديعة:
تتغنى والصقر قد ملك الجـــ ــــو عليها والصائدون السبيلا
تتغنى وقد رأت بعضها يُـــؤ خــذ حيا والبعض يقضي قتيلا
تتغنى وعمرها بعض عـــام أفتـبـكـي وقـد تعيـش طـــويــلا؟
أيها القارئ، إن ما يرفع الورى، ويزيد بهم درجات، من كان في القراءة حاضر البديهة، تسره القراءة لا سيما إذا كانت خطابا من وحي الخيال، لكنه خيال يلامس به المرء الواقع، ويصبو إلى تغييره من موقعه، ومن مكان تواجده، ويرى ضرورة في تغيير ما ليس من جنس الشريعة، وكان غبارا عليها، يرى الأمر مسؤولية دعا إليها زعيم كل المرسلين إذا هم – في الشفاعة- عند النشور توقفوا، فقد روى عنه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان"، والحديث في صحيح مسلم.
عزيزي، وخلي وصاحبي، لابد أني قد أطلت عليك الكلام، وإني لأكثر عليك السلام، وأهديك هذي القصص، فاقرأها كما تشاء، وتملى بها كما تشتهي، واستمتع بها كما تبتغي، المهم هو أن تسمَع، وبعدها تستمتع.
الأربعاء 6 صفر 1437هـ/18 نونبر 2015م
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.