دار همزة للنشر

شارك على مواقع التواصل

ديوان بالعامية المصرية
وعــــدوك وأخلفــــوا
تعددت الأسباب، والفراق واحد
للشاعر/ إسلام عبد الراضي


المقدمة
بسم الذي خلق الإنسانَ لا ليؤرّقه، بل ليكرمه بكل ما شرّع من قوانين، وكان الإنسانُ ظلوماً جهولاً، والصلاةُ والسلامُ على من أُرسل رحمةً للعالمين، فمنهم من دخل تحت شفاعته، ومنهم من ظلم نفسه بعدمِ اتباعه، وبعد:
فهذا الديوان -وعدوك وأخلفوا- لم يكن مجرد كلماتٍ كُتبت، ولا سطور سُطِرَت، ولا أوزان وُزِنَت فحسب؛ بل إنه كما قال عنه أصدقاءٌ كُثُر (هتلاقي فيه نفسك) ذلك لأن الكاتبَ قد مَرَّ بمراحلٍ عديدةٍ ومختلفة الأوجاع على مدار حياتِهِ، ودخل في علاقاتٍ لم يكن يخرج منها إلا مهزوماً؛ شاعراً بمرارة جراح حروبه التي أرّقته ومزّقت قلبه تمزيقَ الطفلِ لأوراقٍ ليس لها معنىً بين يديه سوى أنها أوراق.
أقول هنا ما قاله الرافعيُّ في مقالةٍ له "كم من حبيبةٍ خالطتها بالنفس ذهبت فيها ذهاب الماء في الماء" .. ذلك الذي سوف تجده يا صديقي القارئ في الديوان الذي بين يديكَ الآن، وأنّ من أحببتُهم لم يفِ أحدهم بوعدٍ واحدٍ من وعوده رغم أنه أطلق الوعودَ كسهام تحسبها من أجل أعدائكَ، فتكتشف بعد زمنٍ ليس ببعيدٍ أنها من أجل إصابة أوردتك ليس أكثر.
لقد كتبتُ تجربتي الشخصية مؤمنًا بأنها تجربة تستحق القراءة، حيث إنها تجربة لا تشابه بينها وبين أي تجربةٍ أخرى، فأنا رحلت وارتحلت، وعِشتُ وتعايشت، ومررت ُ بالوحدةِ التي لا أُنس فيها، فكنت أستأنس بقلمي والورق.
"عدوك وأخلفوا"
ديوان بالعامية المصرية، يحوي بداخله زيادةً عن العشرين قصيدة على أوزانٍ من البحور المختلفة، أتحدث فيهن عن تجاربٍ شخصية بحتة؛ تلك التجارب جعلتني أنضح بما كان بداخلي من مشاعر تجاه مَن كتبتُ له وتجاه المواقف على حدٍ سواء، راجيًا من الله عز وجل -على رغم تقصيري- أن يجعله سببًا في تقدمٍ وافتخارٍ ونصرٍ آخر جديد، فإذا كان الليث عِدّة خِرافٍ مهضومة، فما المرء إلا عِدةُ هزائمَ معلومة، ولكن لا يراها إلا من أبصر بعينٍ اخترقت حواجز النفس وعلمت دواخلها، ولا يعلم ذلك إلا من كان لنا كنفسٍ ثانية، وعينٍ ثالثة، فيريد لنا الانتصار كما اردناه لأنفسنا، وربما يكون هناك في هذا الركن البعيد؛ من يريد أن يقرأ لي سطرًا، أو يسمع مني حرفًا ذات يومٍ، فأكون بذلك سعيداً، ويكون ذلك عوضًا لي عمّا مررتُ به في الأيام الماضية.
إسلام عبد الراضي
الإهـــــــــــــــداء

إلى مَن رفضت الدنيا لتكون لي دنيا..
إلى مَن ذاقت المُرَّ لتطعمني العسلَ...
إلى مَن أنقصت أشياءها لتزيد أشيائي..
إلى أمي
نفّض عينك مِ البني آدمين
وامشي بطولك
كل اللي قالولك يوم فاضلين
سابوا إيدك وصبحت بطولك
قالوا ليك مبادئنا ما تتجزأش
وأهم مبادئنا وجودك
إديتهم بحر حنين وسنين
وأمان من وسط البني آدمين
وعدوك يفضلوا بعدها أخلفوا
وفْـ لحظة سابوك برضه بطولك
خُدها نصيحة
نفّض عينك من كل الناس ..
وامشي بطولك.


0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.