tafrabooks

شارك على مواقع التواصل

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق، وخاتم الأنبياء سيدنا محمد، وآله، وصحبه أجمعين، أحمد الله على عظيم فضله ونعمه؛ الظاهرة والباطنة،"وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ ۚ وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ الْإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ"؛ ما وفقت لخير إلا بفضل الله،"وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ"، وما استطعت كتابة حرف، أو صياغة جملة، أو تأمل فكرة إلا بتوفيق من الله.
"إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ". كانت كل كلمة تخرج من أعماق وجداني؛ لم تكن حروف مُزركشة لتُزين الأوراق هباءً، أو تشغل حيزًا لا طائل من وراءه؛ بل كان كل حرف يأخذ نفسًا عميقًا؛ لينطلق حرًا طليقًا مُحلقًا بجناحيه نحو السماء؛ داعيًا أن يكون مقبولًا في السماء لا في الأرض. كل حرف كتبته كان وطنًا ليَّ؛ عشت في كنفه برهة من الزمن، غَرفت غُرفة بيديّ لأتذوق ماهيته، وأتتبع معناه.

كانت الحروف تتنافس؛ لتخرج من القلب؛ لتخترق صفحات تأملتها طويلًا، سهرت عليها كثيرًا، كان القلم صديقًا وفيًا لم يخذلني يومًا؛ كان القلم رفيقًا صالحًا؛ ينطلق معي في رحلتي إذا ما الأفكار داهمتني، ويتلطف معي؛ فيسكب عليّ من فيض حبره حين أنسجم في الكتابة. كان جمادًا ناطقًا، وسيدًا حكيمًا. أحيانًا كان يُلاحقني القلم ليغزو العقل والقلب؛ ولكنني لم أسنح له بهذه الفرصة؛ كان العقل دائمًا يسبق القلم، وكان القلب هو النبراس المضئ لكل فكرة تأملتها، ولكل كلمة كتبتها، ولكل حوار لم يزل عالقًا بذهني. كُنت أشعر مُنذ الوهلة الأولى أن الخوض في معركة الكتابة أمانة؛ فالناصح مؤتمن، والكاتب أيضًا مؤتمن؛ فأن لم أشعر بهمسات حروفي، ونبضات كلماتي فلابد أن أتوقف فورًا عن الكتابة. أن لم تكن الكتابة أساسها اِبتغاء مرضاة الله؛ فإنه لا خير فيها؛ فالله لا يقبل من الأعمال إلا أخلصها . أسأل الله الكريم أن يتقبل كل ما خطه قلمي خالصًا لوجهه الكريم، وأن يجعله سببًا في نفع المسلمين والمسلمات.
3 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.