tafrabooks

شارك على مواقع التواصل

بقلمِ فَضِيلَةِ الْعَلَّامَةِ/
إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ شَاهِين "رحمه الله"
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
إنَّ الْحَمْد لله نَحْمَدُهُ، ونستعينه ونستغفره، ونَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالَنَا، من يهده الله فلا مضل له، وَمَنْ يُضْلِلِ فلا هادٍ له. وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عبده ورَسُولُه.
قَالَ تَعَالَى:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾(آل عمران :102).
وَقَالَ تَعَالَى:﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾(النساء :1).
وَقَالَ تَعَالَى:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا* يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾(الأحزاب:70-71).
وَبَعْـــــد،
إنَّ الْإِسْلَام يُفجر العظمة في أبنائه يستخرجها من مكامنها، إنه المنهج الرَّباني الذي استوعب الزَّمان والمكان والجوهر، وأخرج هؤلاء الرِّجال. رجال الجيل الْأَوَّل الذي نقل روح النُّبُوة وهديها إلى كُلِّ أرجاء الأرض فأضاء الدّنيا بنور الْإِسْلَام.
إنَّ المنهج الذي يحتاجه المسلمون الْيَوْمَ هو نفس المنهج الذي أخرج من متاهات الْجَاهِلِيَّة خير أُمة أخرجت للناس، والذي يملك أن يُخرج في كلّ زمان ومكان الجيل القائم على الحق المجاهد من أجله، الذي لا يضره من خالفه حتى يأتي أمر الله.
والكلام في التَّارِيخ والسَّيرَة في حاجة إلى قلم وعقل يتمتَّع بتنوع الثَّقافة والفكر وسعة الاطلاع واستطلاع واسع في دروب العصور والقصور وكذا الأيام والشّهور ليستمتع بالآية التي هي لكلّ عبد شكور.
فالتَّارِيخ فعل إنساني فردي أو جماعي يجري عَلَيْهِ الخطأ والصّواب، والسّقوط والارتقاء، والضّعف والقوة، ولكي نستفيد من التَّارِيخ إنما يكون ذلك بالقدرة على بيان مواطن الضَّعف والانحراف فيه وتحديد الأسباب واكتشاف السُّنن التي تحكم الحياة والأحياء، ذلك لتحقيق الدَّرس والعبرة لكي نصل إلى الحصانة الحضارية وتحقيق الاستجابة للتَّكليف الشَّرعي من خلال عزمات الرِّجال.
وكانت آداب الْإِسْلَام كلها حرسًا على المرء الْمُسْلِم كأنها مَلَائِكَة مِنَ الْمَعَانِي، وكان المسلمون يغزون الدُّنيا بأسلحة هي في ظاهرها أسلحة المقاتلين، ولكنها في معانيها أسلحة الأطباء، فكانوا يحملون الْكِتَاب والسُّنَّة.
والتَّارِيخ معين لا ينضب من هذه الأسلحة والعبر والعظات فهو للأُمة كالذَّاكرة للفرد، فعندما ينضج الْإِنْسَان ويكتمل تهديه وتحكمه تجاربه.
والتَّارِيخ الْإِسْلَاميّ هو حركة مجتمع استجاب للوحي وجسده كواقع، مع سلوك السُّبل الشَّاقة لإقامة المجتمع الْمُسْلِم الصَّحيح من اقتحام للمخاطر وبذل المال والرُّوح من أجل هذا الهدف، ولذلك طريق الدَّعوة مؤسس على إيمان معجز وصبر على المكاره ماله حدود لكنَّها السَّنن التي لابد منها والتي أرادها الله لبناء الرِّجال وصلابة عودهم في الحق ليكونوا النَّماذج التي اختارها الله تعالى واختارها للإسلام ليضرب بها المثل وتكون القدوة. فيالها من نماذج ويا لها من قدوة ويا لهُ من اختيار. واختارهم؛ لأنه سبحانه اصطفاهم فهنيئًا لأهل الاختيار والاصطفاء أي هنيئًا لهم منحة المحنة والابتلاء.
وليضرب الله لنا المثل أن هذا الدِّين هو الحق المبين؛ لأنه لا يمكن أن يُضحي الْإِنْسَان بنفسه وبذاته إلا لحقيقة أكبر منه وأعظم وأجل وليبين للدُّنيا أن هذا الدِّين ما قام إلا بسواعد رجال وتضحيات رجال وعلى أكتاف رجال ولم يقم بالمعجزات والتَّواكل، وما التَّارِيخ كله إلا عزمة من عزمات الرِّجال، فالنَّصر ليس بالأماني أو التَّشوق إلى المعجزات.
قَالَ تَعَالَى:﴿ مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ﴾(آل عمران: 179).
وَقَالَ تَعَالَى:﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ ﴾(آل عمران: 142).
وَقَالَ تَعَالَى:﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ ﴾(البقرة: 214).
فالاضطهاد والابتلاء ليس من دلائل اليأس والقنوط بل هي دلائل النَّصر وهو الأمر المنسجم مع طبيعة هذا الدِّين فكلَّما تحمَّلت المزيد فأبشر فإن نصر الله قريب. فهذا هو طريق التَّمكين أي بعبارة سهلة عصرية أي لا بد من دفع الثَّمن أولاً ثم قبض السِّلعة بعد، وسلعة الله غالية وبالتَّالي فتكاليفها عالية.
قَالَ تَعَالَى:﴿ حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ ﴾(يوسف: 110)، فكان مَنْهَجُ الْقُرْآنِ وَمَنْهَجُ النُّبُوة ربطهم وتربيتهم بالتَّأسي بالسَّابقين من الأَنْبِيَاء وَالْمُرْسَلِين وأتباعهم في تحمُّل الأذى والتَّكاليف.
فالمؤمن دائمًا يعبد الله بالصَّبر والتَّحمُّل فإنَّ لله عبادة في الرَّخاء كما أنَّ له عبادة في المحنة والابتلاء فلا يشغل نفسه عَنْ عبادة الوقت الذي هو فيه بعبادة وقت آخر فهذا مخالف للشَّرع وللسُّنن المضروبة للأُمَم.
وتعرَّض تاريخ الْإِسْلَام كما تعرَّضت باقي علومه للاغتيال على أيدي الاستعمار الحقود وأيدي سماسرته من المحسوبين عَلَيْنَا. دبَّروا في غفلة منَّا طويلة خطة اغتيال هذا التَّارِيخ ونجحوا في إهالة التُّراب عَلَيْهِ بأيدي رجال ينتسبون إلينا فلم يبقوا منه من مقرَّرات التَّدريس إلا مقاطع لا تصلح لشيء إلا للنَّيل من ماضي الْإِسْلَام والطَّعن على بناة دولته، والتَّشهير بمن قادوا معاركه المنتصرة والحط من قدرهم ومكانتهم كعُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، وَابْنُ الزُّبَيْرِ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، وَعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَخَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ، فصار الأمر كما قال القائل:
غدر وثقل أنت بينهما فاختر وما بينهما حظٍ لمختار.
إنّ إهمال التَّارِيخ الْإِسْلَاميّ في الْمَدْرَسَة والجامعة والاقتصار على مقاطع مشوهة مما نُسب إليه زورًا وبهتانًا، إنَّما يخدم الأعداء مما يجعل الشَّباب الْمُسْلِم الغافل عَنْ صناعة أعدائه فيه يزهد ويكره هذا التَّارِيخ وهذا ما يهدف إليه الأعداء الذين نجحوا بواسطة المخربين من أبناء الْإِسْلَام أن ينحرفوا بالشَّباب الْمُسْلِم إلا قليلًا عَنْ الاتجاه الْإِسْلَاميّ الصَّحيح وييمموا وجهتهم تجاه أوربا وأمريكا إعجابًا واندهاشًا واهتمامًا حتى أنهم أداروا ظهورهم للشرق وما يمثل من عظمة تاريخ، وعظمة رجال، وعظمة علماء لو استولد الغرب نساءه كلّ يوم بالملايين لن يكون له مثلهم؛ لأنَّهم رجال وقادة وعلماء تربوا على الِّدين الرَّباني الذي قانونه الْوَحْيِ لا الهمجية، والطُّهر لا الحيوانية المقززة.
ومع عظيم الكيد للإسلام من قوًى متنوعة فإنَّ الدَّعوة الْإِسْلَامِيَّة الآن لا تقوم على سياسة مرسومة، وأجهزة منظمة، وجهود منسقة فقط، فالْإِسْلَام باقٍ بصلاحيته الذَّاتية وحدها، وينتشر بخصائصه التي زوده الله بها وكفاح أفراد قلائل من أصحاب الغيرة والإخلاص دون مساعدة من المجموع الهائل من المسلمين الذي فقد البصرة السَّليمة التي تملك حساسية المواقف تقديرًا واعتبارًا.
يرى الجبناء أن الجبن عقل وتلك سجية الطبع اللئيم.
وهذه مُقَدِّمَة لكتاب ابننا/ وليد بن عبد الْعَظِيم حفظه الله في منهجية البحث في السَّيرَة النَّبويَّة وهو فريد مثل صاحبه، فقد عرفته منذ سنوات وهو طالب في معهد فارسكور العامرة بالخير والهدى ولفت انتباهي بنباهته وحدة ذكائه حتى إني تبنيته في نفسي دون أن أخبره، فهو من الشَّباب الذي أريد. واسع الاطلاع، كثير النَّفع، قليل الضَّرر، وهو دائب البحث شغل نفسه فيما أرى عَنْ هواها وأرضى ربه فزكَّاها وصار العلم سلوته وهويته ولا أزكية على الله فالله حسيبه، وأبحاثه جَادة جادة لافته للنَّظر. وقرأت مواضع من بحثه لضيق وقتي فوجدته رائعًا ولموقعه في نفسي كتبت له هذه الْمُقَدِّمَة رغم أني ما كتبت لأحد وهذا باب عندي مُغلق فأرجو ألَّا يطرقه أحد لضيق الوقت ورقة الحال فأسأل الله القبول لي وله وسائر أهل العلم والْإِسْلَام في الدُّنيا والآخرة.
قَالَ تَعَالَى:﴿ كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾.


وَكَتَبَ /
أَبُو مُعَاذ القليني
إِبْرَاهِيم شَاهِين
العاشر من ذي القعدة: 1431هـ
الثامن عشر من أكتوبر:2010م.


مُقَدِّمَـــــةٌ
بقلمِ الأستاذِ الدُّكتورِ/
موفَّقِ الجــــوادي ـ حفظه الله ـ
أستاذُ التاريخِ الإسلاميِّ/ جامعةُ الموصلِ ـ العراق
(مَحَبَّةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)
وبعدُ
فإنه من أعظم القربات التي يوافي بها المسلم يوم القيامة محبته لنبيه ﷺ محبة لا يحدها حد ولا يتفوق عليها شيء، وهي في صلب الإيمان ومن أبرز أركانه، الإيمان بالنبي ومحبته، لقول النبي ﷺ: ((لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ)) وقد أمر الله تعالى بهذه المحبة ونص عليها في محكم كتابه الكريم فقال جل شأنه: ﴿قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾ فليس ثم أمر مادي أو معنوي يتفوق على هذه المحبة، فكل أمر في حياة المسلم يأتي في درجة لاحقة لمحبة النبي، طبعًا باستثناء محبة الله سبحانه وتعالى التي هي فوق كل شيء مطلقاً. ومن هنا تأتي وظيفة السيرة النبوية المشرفة، فهي تقدم لنا المنهاج الذي يتوجب علينا اقتفاؤه بما ينقل هذه المحبة من شعور وجداني داخلي وحسب إلى دليل عملي لبناء حياتنا كأمة وكأفراد، فالنبي ﷺ هو الأسوة والقدوة التي أمرنا الله تعالى باتباعها لقوله عز وجل: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ أكدها قول الله تعالى أيضًا: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾، من هنا فإن التأسي بالنبي يحقق النقلة النوعية في حياة أمتنا التي غابت في دياجير الظلام بفعل ما تراكم على حياتها من عناصر التراجع التي حالت دون استئناف الحياة الإسلامية بكامل مقوماتها. كما أنه من دون هذا التأسي لن نحوز محبة الله سبحانه وتعالى وهو القائل:﴿ قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ ﴾. كما أن من بركات هذه المحبة الإكثار من الطاعات والعبادات التي تقربنا إلى الله سبحانه وتعالى وتكون من أسباب الفوز بالجنة، إذ يحشر المرء مع من أحب، كما أن هذه المحبة موجبة لشفاعة النبي ﷺ. وهكذا يمكن أن تتجلى ثمرات لا حصر لها لهذه المحبة.
ولقد أجاد الأخ/ وليد بن عبد العظيم آل سنو في صنعة التأليف في كتابه الموسوم (السيرة النبوية: ضوابط وتوجهات) [*] فقد وجدت فيه تلك المزاوجة المناسبة بين أسلوب الأقدمين والمحدثين في الكتابة والتأليف، فضلاً عن كونه طرق أبوابًا ونبه على أمور جديرة بالأخذ بها. وأستطيع القول بثقة كبيرة أن كتابه مميز بقيمته بين كتب السيرة. وفقه الله تعالى لما يحب ويرضى، وجعل عمله هذا في ميزان حسناته.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وكتبه/
د. مـوفَّق الجـوادي
جامعة الموصل ـ العراق
31/ 7/ 2017م.
8/11/ 1438هـ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[*] ملحوظة: أشار/ د. مـوفَّق الجـوادي (حفظه الله) إلى أن اسم الكتاب (السيرة النبوية: ضوابط وتوجهات) إشارة إلى اسم العمل الموسوعي الذي يضم أكثر من كتاب في السيرة النبوية. لذا فقد وجب التنوية.


مُقَدِّمَـــــةٌ
بقلمِ فَضِيلَةِ الشَّيْخِ الدُّكتورِ/
إِبْرَاهِيمَ بنِ مُحَمَّدٍ الحماحميِ (حفظه الله).
المدرسُ بجامعةِ الأزهرِ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ وَكَفَى، وَسَلَامًا عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى.
وَبَعْـدُ
فإنّ من الْعُلُوم التي يَغفُل عنها أكثر طُلاب العلم في هذا الزَّمان عِلم السَّيرَة النَّبويَّـة عَلَىَ صاحبها أفضل الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ.
فالسَّيرَة النَّبويَّة هي تطبيق الْوَحْيِ العملي، والحلقة المفقودة فِي فَهْمِ النصوص، والدَّليل العملي على صدق النَّبِي، وما من فن من الفنون الشَّرْعِيَّة إلَّا يحتاج إلى السَّيرَة النَّبويَّة، وما من فن من الفنون الشَّرْعِيَّة إلَّا ويتعرَّض له من يدرس السَّيرَة النَّبويَّة كما ينبغي.
وهذا الْكِتَاب الذي بين يديك قد حوى دُررًا من المقدمات بَيْنَ يَدَيَّ السَّيرَة، ولا أنسى أيام الصِّبا حينما كنا نمر على فترة الْجَاهِلِيَّة للمقارنة بين ما قبل وبعد الْإِسْلَام فنراها كما صُورت لنا ساذجة متخلِّفة تتناسب مع الْبِيئَة الْعَرَبِيَّة آنذاك، والطَّبيعة التي تتناسب مع هذا العصر وذلك المكان.
لكنَّنا بحاجة من جديد إلى أن ننفض الغبار عَنْ هذا الزمن -زمن الْجَاهِلِيَّة-مع اعتقادنا الكامل أنَّه لا يجوز أن نُطلق على زمن بعد زمن النُّبُوة أو أن نُعمِّم في عصر من الأعصار بأنه عصر جَاهِلِيَّة، أو أن نقول هذا زمن الْجَاهِلِيَّة المعاصرة، فوجود الطَّائفة المنصورة والخير الذي يحمله أهل الحق يمنع من تعميم مثل هذه العبارات. لكنَّنا مع ذلك مأمورون بقوله تعالى:﴿ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ ﴾(الأنعام: 55)، وبما ذكره النَّبِيّ من رواسب الْجَاهِلِيَّةَ التي ستبقى في هذه الأُمَّة، مأمورون مع ذلك أن نحلِّل هذه الْجَاهِلِيَّةَ القديمة وأن نُقارن بينها وبين ما يعيشه الكفار والموالون لهم في هذا الزمان، بل وما يريدون منا أن نحيا فيه؛ فإنه إذا تبينت لنا أمور الْجَاهِلِيَّةَ أبصرنا مواقع أقدامنا في الدَّعوة إلى الله وعرفنا أنه ما أشبه الليلة بالبارحة، وتعاملنا بواقعية مع مظاهر هذه الْجَاهِلِيَّةَ أو رواسبها.
وهذا هو الجانب الذي أردت أن ألفت النَّظر إليه فقلما تجد كتابًا يُقَدِم للسَّيرَة يعتني بإِبْرَاز أَحوال الْجَاهِلِيَّةَ وإسقاط بعض هذه المظاهر على ما يشبهها ويوجه سبل النجاة منها.
فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يجازي خيرًا أخانا/ أبا شعيب وأن ينفع بما كتب، وأن يرزقنا جميعًا الإخلاص في القول والعمل فإنَّنا نعتقد أن النَّفع ثمرة من ثمرات الإخلاص، ورحم الله الشَّاطبي حين قال: لا يقرأ أحد قصيدتي هذه إلا نفعه الله بها فإني نظمتها لله مخلصًا.
والْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
إِبْرَاهِيم الحماحمي
عفا الله عنه
بِسْـــمِ اللَّهِ الرَّحْمَــنِ الرَّحِيـــمِ
مُقَـدِّمَة الْمُصَنِّـف
إنَّ الْحَمْد لله نَحْمَدُهُ، ونستعينه ونستغفره، ونَعُوذُ بِاللَّه مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالَنَا، إنه من يهده اللَّه فلا مُضل له، وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّه.
قَالَ تَعَالَى:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾(آل عمران: 102).
وَقَالَ تَعَالَى:﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾(النساء: 1).
وَقَالَ تَعَالَى:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا* يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾(الأحزاب:70-71).
فالحمد لله على تتابع النعماء، وتواتر الآلاء، وتوالي العطاء، فإن العلم مِننّ إلهية ومواهب ربانية، من أخذه أخذ بحظ وافر، ولم يلج باب الكتابة أحد إلا تعثر، ولم يتصدر باحث إلا وقع في السهو والغفلة، وليس في ذلك عيب ولا نقص؛ فإن الإنسان قد جُبل على الخطأ والنسيان، ولم يعطي الله أحدًا موثقًا من الغلط، وأمانًا من الخطأ.
وَبَعْـدُ،
فقد كان الجمود السائد في مؤلفات السِّيـرَة النَّبَـوِيَّــة المعاصرة يسبب إرباكًا في الاختيار لتشابه ــ بل إن شئت فقل لتطابق ــ التناول والطرح، وذلك لوجود خلل ما في عرض السيرة النبوية كواقع حركي/ تطبيقي لم يركز الضوء فيه على فوائد وثمرات وخصائص السِّيـرَة النَّبَـوِيَّــة كما ينبغي.
لذا أحببت أن أخط كتابًا يُحبب السيرة النبوية إلى قلوب المسلمين، مخاطبًا عقولهم وأفئدتهم، كي لا نضع السيرة النبوية في قالب جامد يركز على الحدث كحالة سردية خاملة ثم لا يتخطاها حين عرضه كحقبة من أزهى حقب التاريخ الإنساني قاطبة.
وقد حاولت أن يكون هذا الطرح كالباب يُطرق أولًا قبل الإذن بالدخول إلى عالم السيرة النبوية الوسيع.
ومن خلال قراءاتي المتنوعة والمتعددة للسَّيرَة انبثقت لديَّ فكرة تناول موضوعات معينة تكون بمثابة مقدمات تُقرأ على مهل قبل الشروع في قراءة أو دراسة السيرة من منظور معرفي/ ثقافي/ تاريخي، يركز على إبراز وإظهار خفايا جمال وكمال وجلال السَّيرَة النَّبويَّة في مقاصدها وغاياتها وخصائصها، ويكون ذلك مدخلًا هامًا ورئيسًا لمُدارسة السَّيرَة مُدارسة شرعية منضبطة بعيدة تمامًا عن تلك القراءات المعاصرة التي لم تتوج بتاج الشرع.
وبناء على ما تُضمه المكتبة الإسلامية من مصنفات سردية لا حصر لها في السَّيرَة النَّبويَّة فليس من المفيد إعادة المسطور مكررًا؛ لأن أحداث السَّيرَة ثابتة لن تتكرر؛ لذا فليس من المفيد إعادة طرح الحدث السيري بطرائق مختلفة لأن النهج المتبع يظل واحدًا؛ لذا كان المنهج الأصوب ــ من وجهة نظري ــ هو تدوين كيفية الإفادة من الوقائع النبوية!
ولا شك أن التناول السردي المتكرر يضعف شهية القارئ في آخذه والإفادة منه، كما يُشعره بالملل والانزعاج، ثم هو مضيعة للوقت وتقصير دعوي وعلمي في حق صاحب السَّيرَة.
فمما هو متعارف عليه أن تعلق المسلمين بحب النبي ﷺ والتطلع إلى معرفة سيرته كامن ومركوز في الفطرة الإنسانية، وأن محبته من أصول الدين وقواعده، التي لا يتم إيمان المؤمن ولا يكمل إلا بها. وهذه المحبة لا تستقر في القلب إلا بعد معرفة رسول الله ﷺ كما ينبغي، وإلا كان التكليف بمحبته مع الجهل بخصاله وصفاته الخِلقية والخُلقية من باب التكليف بما لا يطاق.
لذا فإن هذه الدراسة ليست استنباطًا للأحكام، واستخراجًا لمناط الحكم وأصوله، وليست تدوينًا للدروس المستفادة ومناط تحليل الحدث، وإنما لإبراز مكنون ثمرات وفوائد وميزات السَّيرَة النَّبويَّة، وأن الحدث السيري دون سرده كان مصدر إلهام هذه الرسالة.
وقد بدأت تلك الدَّراسة بخاطرة دونت ثم بدأ التَّوسع فيها على مهل حتى اكتملت، فكان هذا الكتاب الذي بين يديك.
والغرض منه ضم ما تناثر في مؤلف يجمع شتات الأمر بعد تفرقه من بيان المقاصد والغايات والأهداف من دِرَاسَة السَّيرَة النَّبويَّة، ولقطف حصاد الثمرات الإيمانية منها، إذ هي المحصلة والغاية لتُشكل رافدًا من روافد إعادة البناء. وبمساهمة متواضعة مني في إبراز جمال تناول السيرة ورونق دراستها وبهاء فرائدها كتبت هذه الدراسة وأسميتها: (مُقَـــدِّمَات حول فهم السَّيِرَة النَّبويَّـــة ــ مقاصدها وغاياتها وخصائصهاــ)، سائلًا الله العون والتَّوفيق، والتَّسديد والرَّشاد في أن يُعينني عَلَىَ أنّ أجمع مَادَّتها الْعِلْمِيَّة مسترشدًا بمن سبقني من الدُّعاة والعلماء ـ على ندرة من دَوَّن في هذا الموضوع ـ، وبدروس وتوجيهات شَيْخِنَا الْمُبَارَك فَضِيلَة الشَّيخ الْعَلَّامَةُ/ إِبْرَاهِيم بن عبدالله شاهين ـ طيب ربي ثراه -.
وأرجو أن تكون هذه الدراسة نافذة ينظر من خلالها طلبه العلم على أبحاث جديدة تخدم أمة الإسلام وتقرب إليهم ما خفي من جمال سيرة النبي ﷺ، وأن تفتح أبوابًا مُغلقة ونوافذ مُؤْصَدَة أمامهم للبحث في تلك الْمَسْأَلَةِ الهامة.
فنحن بحاجة إلى التركيز على إظهار مقاصد السِّيرَة النَّبَـوِيَّة وغاياتها وخصائصها، وهذه الدراسة ــ فيما أظن ــ هي المحاولة الأولى لجمع فوائد وثمرات دراسة السيرة النبوية، وقد قالوا: إنَّ فضيلة التأليف في جمع ما افترق مما تناسق واتَّسق، واختيار عيون وترتيب فنون، وأداءً لبعض ما أوجب الله من البلاغ والنُّصح والإرشاد والدَّعوة إلى الخير والتَّواصي به والدَّلالة عَلَيْهِ.
أهمية الــدراسـة:
1- تُعد هذه الدراسة هي الأولي ـ فيما أعلم ـ التي جمعت ميزات وخصائص وفوائد دراسة السيرة النبوية في بستان جامع لها.
2- تُعتبر هذه الدراسة محاولة بكر لإعادة توجيه قراءة السيرة النبوية كواقع حركي بشكل منضبط.
3- تفعيل الجانب التأصيلي والتحليلي في تدريس السيرة النبوية.
دوافــع اختيار الدراسة:
الْأَوَّل: وضع مفاهيم مبسطة لتأسيس منهج علمي راسخ لكيفية الاستفادة القصوى من قراءة ودِرَاسَة السَّيرَة النَّبويَّة.
الثاني: دافِع تربوي، يسعى إلى ترشيد مسلك التَّعلُّق بالنَّبِيّ ﷺ وكيفية الوصول لمحبَّتِه.
الثَّالث: دافِع تأصيلي، يسعى إلى وجود مرجعية لضبط تناول السَّيرَة النَّبويَّة فهمًا وقراءة، ومُدارسة.
الرَّابع: دافع تاريخي من خلال كيفية قراءة الحدث السَّيرَي وفهمه ودراسته ومناط تنزيله على الواقع المعيش.
الخامس: عدم وجود مُصنَّف مستقل-فيما أعلم-أُفرد عَنْ تبيان مقاصد وثمرات دِرَاسَة السَّيرَة النَّبويَّة وأهدافها ـ غاياتها ـ فوائدها ـ ميزاتها.
أهــداف الـدِرَاسَـــــة:
الأول: الوقوف على بعض مواطن التأصيل المقاصدي للنص السيري.
الثاني: بيان مقاصد وثمرات دِرَاسَة السَّيرَة النَّبويَّة (خصائصهاـ أهدافها ـ غاياتها ـ فوائدها ـ ميزاتها) في مؤلف جامع واحد.
الثالث: فتح آفاق جديدة في تناول دراسة السيرة النبوية.
الرابع: التأكيد على الاكتفاء بما صحَّ من المرويات والاستئناس بما دونها.
تساؤلات الـدِرَاسَـــــة:
قامت هذه الدراسة على مجموعة من التساؤلات التي تحاول الإجابة عنها:
1- هل هناك مفاهيم أساسية لدِرَاسَة السَّيرَة النَّبويَّة؟
2- هل هناك قَوَاعِد في دِرَاسَة السَّيرَة النَّبويَّة؟
3- ما هي ميزات وخصائص السيرة النبوية؟
4- ما هي نتائج وثمرات دراسة السيرة النبوية؟
5- ما هي مفاتيح وعناصر فهم السَّيرَة النَّبويَّة؟
6- ما هو المنهج الصحيح لدراسة السيرة وكيفية قراءتُها؟
مَنْهج الـدِرَاسَـــــة:
تتشعب مناهج وطرق البحث في السَّيرَة النَّبويَّة نظرًا لتباين الطرح لدى الباحثين؛ ولأن دراستنا هنا تختلف في تناول الموضوع فقد كان الاعتماد على قراءة النص السيري واستخراج الفوائد والمفاهيم والقواعد، ولذلك اعتمدت في دراستي على:
1- المنهج الاستقرائي: وذلك من خلال قراءة موضوع الدراسة من شتى جوانبه وإسناد كل قول لقائله.
2- المنهج التحليلي: وهو القائم على عرض المادة وتحليليها مُستعينُا بالمنهج التأصيلي، وذلك في محاولة للوصول لأصل المادة التي قمت باستنباطها.
تقسيم الدراسة:
قمت بتقسيم الرِّسالة إلى مُقَدِّمَة وخمسة فصول.
تناولت في الْمُقَدِّمَة بعض الأسباب الدَّافعة لتأليف الرِّسالة وبَيَّنْتُ منهجي فيها باختصار، وقد بلغ عدد مباحث هذه الرِّسالة ثلاثة عشر مبحثًا أوضحت من خلالها بعض المُقَدِّمَات الأساسية التي يجب أن يتناولها الباحث أثناء عرضه مادة السيرة النبوية، مع بيان القَوَاعِد والمفاهيم الأساسية لذلك. كما تناولت بشيء من التقصي تلك المقاصد والغايات والأهداف من دِرَاسَة السَّيِرَة النَّبويَّة.
وكان من محاسن هذه الرِّسالة ـ على ما أظن ـ أنها أتت على ذكر الغاية والمحصلة من دِرَاسَة علم السَّيِرَة النَّبويَّة، وذكر مميزاتها وخصائصها، وفوائدها، وثمراتها.
ثم تناولت بعض المباحث الهامة وهي إحدى المساهمات الطيبة في هذه الرِّسالة حيث ركزت فيها على القراءات المعتبرة شرعًا، ووضع منهج مختصر لكيفية دراسة السَّيرَة النَّبويَّة.
ثم أنهيت الرِّسالة بخاتمة، ثم ثبت للمصـادر والمراجع.
وأخيرًا:
أتوجه إلى الله وأرجوه سبحانه أن يعم النَّفع بهذه الرِّسالة لمن وعاها وتدبَّر ما فيها، والاستفادة منها على النَّحو الذي كُتبت من أجله وإلَّا فإنَّ القدر سائق الحذر.


وَكَتَبَـهُ/ أَبُو شُعَيْب
وَلِيد بْنِ عَبْدِ الْعَظِيم آل سِنُو
غـفر الله لـه ولوالـديه وللمسلمـين
مصر-مدينة دمياط الجديدة -جمصة


«السَّيرَةُ النَّبويَّةُ هِيَ الْأَصْلُ الذي يُـرجَعُ إليهِ، والقَاعِدَةُ
الرَّاسِخةُ التي يُشَيِّدُ عَلَيْهَا مَجد الأُمَّةِ لِيَعْلُو بناؤهَا مِنْ جَدِيدٍ،
وهي قَلْعةُ الدِّينِ، ومحضنُهُ الآمِنُ الذِي يَحْتَمِـي به الأصُولِيونَ».

(وَلِيدُ عَبْدُالْعَظِيمِ)

1 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

فصول العمل

شُـكْرٌ وَتَقْـدِيـرٌ مُقَدِّمَـــــةٌ مــدخــل القصل الاول الْمَبْحَثُ الْأَوَّل: مباحث السَّيرَة النَّبويَّة الْمُطَهَّرَة. الْمَبْحَثُ الثَّانِي: مَنْزِلَــــة السَّيرَة النَّبويَّة رُؤْيَــة عَامَّــة. الْفَصْل الثَّانِي: الْمَبْحَثُ الْأَوَّل: المفاهيم الأساسية لدِرَاسَة السَّيرَة النَّبويَّـة. الْمَبْحَثُ الثَّانِي: القَوَاعِــد في دِرَاسَـة السَّيرَة النَّبويَّة. الْفَصْل الثَّالِث:الْمَبْحَثُ الْأَوَّل: المقاصد والغايات من دِرَاسَة السَّيرَة النَّبويَّة. الْمَبْحَثُ الثَّانِي: الأهداف من دِرَاسَة السَّيرَة النَّبويَّة. الْفَصْل الرَّابِعُ: الْمَبْحَثُ الثَّالِثُ: فوائــد دِرَاسَة السَّيرَة النَّبويَّة. الْفَصْل الْخَامِس: الْمَبْحَثُ الْأَوَّل: كيف نفهم السَّيرَة النَّبويَّة؟ الْمَبْحَثُ الثَّانِي: كيف نقرأ السَّيرَة النَّبويَّة؟ الْمَبْحَثُ الثَّالِثُ: كيف ندرس السَّيرَة النَّبويَّة؟ مَـرَاحِـل دِرَاسَة السَّيِرَة النَّبويَّة. الخاتمـــــــة ثبـت المصـادر والمراجـــع
اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.