tafrabooks

شارك على مواقع التواصل

بسم الله الرحمن الرحيم
كل انسان خلقه الله لهدف نبيل ولمهمة عظيمة وهي اعمار الأرض بطريقة مشرفة وبأسلوب منسجم مع صفاء الفطرة وقواعد الحكمة ، وأنت كذلك - أيها القارئ الكريم - يمكنك ذلك.. عليك فقط أن تحدد هدفك وتعمل على تحقيقه.. غص في أعماق نفسك وتعرف عليها أكثر لكي تكتشف مهمتك التي جئت من أجلها إلى هذا العالم؛ ففي داخلك تكمن بذور النجاح والتفوق والإنجاز، لكن ركام الاهمال وصدأ الأعوام قد يخفيها عنك، فتميل نفسك إلى مسايرة الأغلبية الساحقة التي تدير حياتها بطريقة سطحية بعيدة عن اللمسة الاحترافية والحركة الإبداعية، وتبدأ في تصديق أن هذا المستوى المتدني من المعرفة و التربية والأخلاق والعادات هو قدرك وواقعك الذي يجب أن تندمج فيه، وأكثر من ذلك تعمل نفسك المتخمة بالكسل والخمول بخلق أعذار واهية لتريح ضميرك وقلبك الذي يطمح للأفضل...
ولكي تخلص روحك من هذا الوضع المؤسف الذي تتردى فيه مواهبك وقدراتك الفائقة يجب أن تدرك أنك في الوضع غير السوي، وأنك الآن أنت لست الشخص الذي من المفروض أن تكونه، أنت الآن نسخة مشوهة من نفسك نتجت عن استجاباتك الواعية وغير الواعية لما يريده الآخرون منك وليس ما تريده أنت من نفسك...
نعم، أعرف أنك قد مررت بمواقف صعبة في حياتك، وأنك حاولت أن تجد نفسك لكنك فشلت وتألمت حتى اكتفيت.. ثم ماذا؟ توقفت واستسلمت لرحلة القطيع وتابعت المسير في خطك الآمن العادي.. لكن يجب أن تعلم أنك إذا بقيت على هذا الخط ستعيش يوماً واحداً في عمرك كله.. ولا أظنك ترضى أن تعيش الأعوام المتبقية من عمرك كأنها يوم واحد..
كن صادقاً مع نفسك، وتذكر طفولتك قليلا..
فعندما كنت صغيراً لم تكن تخطط لأن تكون أيامك كلها متشابهة..
لم تخطط لأن يأكل الملل والروتين قلبك وأحلامك..
لم تخطط لأن تغتال زهرة عمرك في وظيفة آلية متعبة ومملة...
لكن الحقيقة المرة هي أنك عندما كنت صغيراً كنت تخطط للعظمة وتحلم بالسيادة والريادة.. كنت تخطط لأن تكون بطلا استثنائياً... لكن مع الأسف سقطت في الفخ وصدقت كل من حولك عندما خاطبوك بلغة "الكبار" بأنك لن تنجح، وسطرت في عقلك الصغير أن الواقع شيء مخيف ومقاتل شرس لكل أحلامك الجميلة...
صدقت الجميع وكذبت نفسك..
ولكي تنعش روحك المنهكة، عد إلى شخصيتك البريئة وتعرف عليها وأحبها وصدقها واعمل على تحقيق أحلامها...
سوف تتألم وهذا ضروري كما تعلم لكي تتعلم، تعلم من أخطائك ومن الماضي ولا تقبع فيه.. سِرْ بحب وشغف نحو هدفك وحلمك، ورغم الألم تابع سيرك نحوه، فمفتاح النجاح يكمن في المثابرة وعدم الاستسلام، وسر الفوز دائماً هو ذلك الجهد الزائد الذي يتحمله الفائزون ويعجز عنه الخاسرون..
انهض من نومك وانزع غطاء الكسل والخمول بقوة ؛ وتوقف عن ضغط زر الغفوة كلما حاولت روحك النقية إيقاظك من غفلتك الموحشة لإخراجك من ظلمات الهمة الدنية لتعانق أنوار الفجر البهية.. كن صادقاً مع نفسك هذه المرة وانطلق نحو آفاقك العظيمة، وتذكر أن "الكون لا تنقصه نداءات الإيقاظ، لكننا نحن من يسارع بضغط زر الغفوة" كما قالت 'برنيه براون'

أسأل الله الكريم الوهاب أن يجعل هذا الكتاب سبباً لنجاحك في الدنيا وفوزك في الاخرة يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم..

0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.