tafrabooks

شارك على مواقع التواصل

لم تكن تتحمل مذاقه في كل مرة تُضطر إلى تجرعه رغما عنك حتى إذا مضت الأيام وشفاك الله مما أصابك بفضل هذا الدواء عُدت إما غافلا كسابق عهدك أو صرت يقظا بعد أن استبصرت ما حملته مرارة الدواء من ثمار خفية ولو بعد حين.

أي مرارة أتحدث عنها؟؟
إنها البلاء..ليس له زي ثابت يأتيك فيه فقد يكون..!!

إخفاقا شخصيا،،

فقد عزيز بفناء روحه أو موت قلبه،،

قلق من مجهول قادم ،،

خوف من فشل متوقع..إلخ.

تعددت الأسباب ومرارة البلاء واحدة لكن آثاره مرهونة بنظرتك له ومدى فهمك لحكمة الله منه، فقد تسوقك مشاعرك الحزينة إلى الغفلة وقد يقودك عقلك إلى الفهم الصحيح .





أنواع الناس تجاه البلاء:

أما الغافل فهو الساخط على قضاء الله الذي هو خير على كل حال ولكنه صار غافلا لأنه:
*إعتاد على الشكوى من نفسه ومن الخلق ومن الحياة بأسرها وكأن ليس على الأرض من هو أسوأ منه حظا.

*محجوب عن رؤية نعم الله عليه وإن أسبغ فيها

*لا يشكو إلى الناس سوء أحواله ليقدموا له يد العون بل يكفيه ما يراه في أعينهم من نظرات شفقة تدفعه إلى عيش دور الضحية .

*جعل من نفسه وباءا يفر منه من يريد السلامة لنفسه ويأنس إلى وجوده وصحبته من خسر كل شئ وافتقد قيمة الحياة ولا يرى من الانتحار بدا.

أما اليقظ فهو الحكيم الذي حمد الله حين تناول الدواء بصدر رحب وقلب مطمئن فقد أدرك أن في البلاء الخير الكثير لأنه اختيار الله له ويقينا لا تحلو الحياة إلا به.

ففي البلاء تُنقى نفسه من:

*آثام غفل عنها لمضى زمن بعيد على اقترافها

*أو تناسى عواقبها ساعة عصيانه حتى إذا ما ابتُلي تذكر ما كان منه فندم وعاد إلى الله .


وقد يكون في البلاء من أجل:

*ترقية لنفسه ورفعة لشأنه في الدنيا والآخرة لاسيما إن اشتد عليه وكان صبره واحتسابه ورضاه عن الله أضعاف ما لاقى من الشدائد فيكون البلاء حينها حُجة قوية على صدق إيمانه وقوة يقينه وحسن ظنه بربه.

*وقد يأتي البلاء ليعيد المرء استكشاف ذاته ويكتسب ما افتقده من مهارات حياتية لم يكن ليتعلمها إلا وقلبه يعتصر ألما.

فكم من مُدلل فقد من تواكل عليه وبصَّره ألم فراقه بعيبه الذي حُجِب عنه،،

وكم من مسافر آلمته سنون الغربة عن وطنه فجعل من الألم حافزا لبناء ذاته وتحقيق أهدافه وإحراز النجاحات المتوالية فعاد إلى بلاده ثابت الخطى مرفوع الرأس .. وغيرهم كثير.

هل أدركت حلاوة الدواء المر فكنت يقظا حكيما أم ما زلت تعاني من مرارته وصرت مستمتعا بالشكوى من مذاقه فظلت غافلا؟
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.