tafrabooks

شارك على مواقع التواصل

إهــــــــــــداء
إلى نبض الفؤاد، ودقات القلب، إلى أنفاس حياتي..........
إلى أمي الغالية ذلك النبض الذي ينبض في قلبي فتستمر الحياة به، بارك الله لي في عمرك...........
إلى روح أبي الحبيب الذي يمدني بالأنفاس التي أسير وأتحرك بها، رغم وفاته، رحمة الله لك يا أبي .
إلى شمس حياتي وقمرها ، إلى النجوم التي تنير ظلماء ليلي........
إلى زوجتي الحبيبة، من تحملتني في أحلك ظروف حياتي، بل كانت تنيرها كالشمس الساطعة، والقمر الصافي. اللهم زد الحب والود بيننا.
إلى أولادي،تلك النجوم المتلألئة في سماء حياتي، بارك الله لي فيكم جميعًا، وجعلكم ممن قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم:................. وولد صالح يدعو له.
أهدي هذا الكتاب

مقدمــــــة
الحب صناعة، وفن في الصناعة. قد يقول قائل: إن الحب يقع في القلب عندما تقع عينك على شخص يجذبك إليه، أي صناعة في ذلك؟! أَلَم تقع عينك على شخص وأحسست أن هناك رابط يربطكما أو شي يجمعكما سويًا؟! وحتى لا ندع صاحبنا يسترسل( ) في الحديث نقول له: إن هذا ليس حبًا، أَطْلِق عليه ما شئت من أسماء، سَمِه أُلْفَه أو إعجاب أو ما شئت من مسميات، أما الحب فهو أكبر وأسمى من أن يحدث بنظره أو كلمة؛ الحب رباط قوي يربط بين إثنين، الحب رغبة في البقاء ما دامت الحياة، الحب رغبة في اللقاء التالي قبل أن ينتهي اللقاء الحالي، الحب أهداف وآمال وطموحات مشتركة بين إثنين. الحب هو رباط يجمع بين روحين، قبل أن يكون تلاحم بين جسدين. أَلَم أقل لك عزيزي السائل: إن الحب صناعة، بل هو فن في الصناعة، وإبداع في الأداء، وجودة في الممارسة.
ونحن بالطبع نتحدث عن الحب بين الرجل والمرأة، وبالتأكيد لن ولم نتحدث عن الحب الحرام، فكل حب يحدث بدون رباط شرعي فهو حب حرام، ونحن بالتأكيد لن نقصده أبدًا في هذا الكتاب أو أي كتاب آخر. نحن نتحدث عن صناعة الحب بين الزوجين.
الصانع الماهر هو ذلك الشخص الذي يستطيع أن يُدَيّبج( ) ثوبًا جميلاً من خيوط لا قيمة لها وهي منفردة، حتى ولو كانت من الحرير، الصانع الماهر يستطيع أن يحول بمهارته عشوائيات الخيوط إلى ثوب يُسـَّر ويسعد كل من يراه، ثوب يقي من الحر ويحمي من القَرّ( ). الصانع الماهر هو من يستطيع أن يحول المادة الخام التي لا قيمة لها، أو ذات قيمة محدودة إلى مادة ذات قيمة وفائدة عظيمة.
كذلك صانع الحب: هو ذلك الشخص الذي يستطيع تحويل المشاعر والرغبة إلى سلوك، يمكن من خلاله تغيير الواقع الحالي أو الآني من واقع ممل أو كئيب إلى واقع ملئ بالشغف والمتعة، واقع يجعلك تتمنى أَلَّا ينتهي اليوم من جماله وروعته، واقع يجعلك تتمنى ألا تنتهي المقابلة من متعتها ولذتها، واقع تتمتع فيه باللحظة الآنية، وفي عينيك صورة وخطة لمستقبل باهر مليء بالطموحات والآمال.
صانع الحب: هو ذلك الشخص الذي بإستطاعته أن يُحَّوِل البذرة الصماء إلى شجرة مثمرة؛ حتى يتذوق ثمارًا لا تنضب ولا تنتهي؛ لتكون له المحرك والوقود الذي يسير به وينطلق في حياة مليئة بالتعب والكد والشقاء والطموحات والآمال، شجرة يستطيع أن يستظل بظلها إن أراد أن يستريح من وعثاء( ) الحياة وخطوبها( ).
الحب هو مُنْتَج جميل ورائع، مُنْتَج يتم إنتاجه في أهم وأغلى مصنع في الحياة، وهو الأسرة، مُنْتَج لا يحتاج إِلَّا لمجموعة من المشاعر والأحاسيس الجميلة، والتناغم في الفكر والعادات والسلوكيات بين رجل وإمرأة إرتبطا برباط الزواج، منتج يحتاج للرغبة والإصرار على الإستمرار، مُنْتَج يستفيد منه الزوج والزوجة والأبناء والمجتمع في وقت واحد. هذا المنتج يهدف لتحقيق المتعة والسعادة وتحقيق الأهداف والرقي في الحياة، أما إن لم ينجح في ذلك فلا يمكن أن نطلق عليه مسمى الحب.
ونحن في هذا الكتاب سوف نتجول في غرف هذا المصنع الرائع والجميل والمفيد، حتى نبحث عن أفضل طريقة لتصنيع الحب بين الزوجين. نتعرف سويًا على الخلطة السحرية للحب، نتعرف على أسرع طريقة لتصنيع الحب وإخراجه في أبهى وأجمل صوره. نتجول بين عِدَدَ وآلات هذا المصنع لنبحث عن أهم التروس والتي تؤثر تأثيرًا كبيرًا في عملية دوران وعمل هذا المصنع، ونبحث سويًا عن الطرق السليمة لصيانة هذه التروس؛ حتى تعمل بكفاءه وبجودة عاليه. نتجول في غرف هذا المصنع ونتابع جميع خطوط الإنتاج، ونتأكد من أنها تعمل في تناغم وكفاءه عالية. نقف سويًا على خط الجودة لمتابعة المنتج النهائي ونتأكد من أنه مطابق للمواصفات الشرعيـة والدينية والقيمية، ثم نقوم بتغليفه بأحدث الطرق ونقدمه لك عزيزي الزوج... أختي الزوجة... لتستفيدا منه، وتسعدا به.
ألم تقع عينيك يومًا على حديقة غَنَّاء( ) جميلة متناسقة بها أجمل أنواع الزروع؟ ثم جلست لتستمتع بها وبجمالها، ثم نظرت خلفك فرأيت شجرة غير جميلة، وغير متناسقة مع جمال الحديقة! أو رأيت قطعة أرض جرداء( ) في منتصف الحديقة جعلتك ممتعضًا( ) مغتمًا ! أو تجولت بنظرك في تلك الحديقة الجميلة فرأيت قطيعًا من الحيوانات الضالة، فأوجست( ) في نفسك خيفة من هول( ) الموقف ! نعم من الممكن أن ترى هذه الأشياء بداخل بعض الحدائق الجميلة والتي تشوهها وتشوه روعتها، والتي لا تحتاج إلَّا القليل؛ حتى تصبح حديقة مثالية ورائعة. إنها الهَنَّات( ) البسيطة التي يغفل عنها البعض، فتشوه كل جميل، وتبعثر كل متآلف ومتجمع . كذلك الحياة الزوجية، فمن الممكن أن تُكَوِّن أسرة جميلة متماسكة، ثم تغفل عن شئ بسيط فيشوه تكوين الأسرة وجمالها. فإنفعال الزوج لبعض الأشياء البسيطة بسبب تمعض( ) أو عصبية الزوجة، قد يشوه كل جميل يفعله الزوج لخدمة أسرته. وتغافل الزوجة عن السؤال الدائم عن أحوال الزوج ومشكلاته، قد يعصف بذلك البناء الرائع الذي ساهمت الزوجة في بنائه بمشاركة زوجها.
ونحن نقول هنا لكلاً من الزوج والزوجة على كلمة السـر في هذا الموضوع، وهو الحب، نعم الحب هو الوحيد القادر على إزاله أي تعب أو نَصَّب( ) يصيب أيًا من الزوجين. الحب هو الوحيد القادر على أن تظل ذاكرتك متفتقة( ) لكل شئ. الحب هو القادر على أن تحقق التكامل بين كل شئ داخل الأسرة، تكامل في رعاية الزوجة والأولاد، تكامل في تحقيق رَغَد( ) العيش، والتنمية القيمية، تكامل بين تحقيق المتعة والسعادة من ناحية وتحمل كل صعب وشاق لبناء الأسرة البناء السليم.


0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.